شَمَمْتُ ثَرَاكَ فَهَبَّ النَّسِيم ...

شَمَمْتُ ثَرَاكَ فَهَبَّ النَّسِيم ...


12-13-2011, 11:20 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=350&msg=1323771610&rn=0


Post: #1
Title: شَمَمْتُ ثَرَاكَ فَهَبَّ النَّسِيم ...
Author: Motawakil Ali
Date: 12-13-2011, 11:20 AM

قصيدة (آمنت بالحسين)
للشاعر محمد مهدي الجواهري



فِداءٌّ لَمثواكَ مِن مَضْجَعِ **تَنَوَّرَ بالأبلَج الأروَعِ
بأعبقَ من نَفحاتِ الجِنانِ **رَوحاً ، ومن مِسكِها أضوع
ورَعياً ليومِكَ يومِ " الطُفوف" **وسَقياً لأرضِكَ مِن مَصْرَع
وحُزناً عليك بحَبْسِ النُفوسِ** على نهجِكَ النَّيِّرِالمَهْيَع
وصَوتاً لمجدِكَ مِنْ أنْ يُذالَ** بما أنت تأباهُ مِن مُبّدع
فيا ايُّها الوِتْرُ في الخالِدينَ **فذّاً ، إلى الآنَ لم يُشْفَع
ويا عِظَةَ الطامحينَ العِظامِ **للاهينَ عن غَدِهمْ قُنَّع
تعاليتَ مِن مُفْزِعِ للحتُوفِ **وبُورك قبرُكَ مِن مَفْزَع
تلوذُ الدُّهورُ فمِنْ سُجَّد **على جانبيه . ومِنْ رُكَّع
شَممتُ ثراكَ فهبَّ النسيمُ **نسيمُ الكرامةِ مِن بَلقع
وعفَّرتُ خدي بحيثُ استراحَ ** خدٌّ تفرَّى ولمْ يَضرَع
وحيثُ سنابِكُ خيلِ الطُغاةِ ** جالتْ عليهِ ولم يَخشع
وخِلْتُ وقد طارتِ الذكرياتُ ** بروحي إلى عالمٍ أرفَع
وطُفْتُ بقبرِكَ طوفَ الخَيالِ ** بصومعةِ المُلْهِمِ المُبْدع
كأنَّ يداً من وراءِ الضريحِ ** حمراءَ " مَبتُورَةَ الإِصْبَع "
تَمُدُّ إلى عالمٍ بالخُنوعِ ** والضيمِ ذي شَرقٍ مُتْرَع
تَخبَّطَ في غابةٍ أطبَقَت **على مُذئبٍ منه أو مُسْبِع
لِتُبدِلَ منه جديبَ الضمير ** بآخَرَ مُعَشوشِبٍ مُمرِع
وتدفعَ هذي النفوسَ الصِغارَ ** خوفاً إلى حَرَمٍ أمنَع
تعاليتَ مِن صاعِقٍ يلتظي ** فانْ تَدْجُ داجيةٌ يَلمع
تأرّمُ حِقداً على الصاعقاتِ ** لم تُنْءِ ضَيراً ولم تَنْفَع
ولم تَبْذُرِ الحَبَّ إثرَ الهشيمِ ** وقد حرَّقَتَهُ ولمْ تَزرع
ولم تُخلِ أبراجَها في السماء ** ولم تأتِ أرضاً ولم تُدْقِع
ولم تَقْطَعِ الشّرَّ مِن جِذْمهِ ** وغِلَّ الضمائرِ لم تَنْزع
ولم تَصْدِمِ الناسَ فيما هُمُ ** عليهِ من الخُلُقِ الأوضَع
تعاليتَ من " فَلَكِ " قُطْرهُ ** يدورُ على المِحوَرِ الأوسع
فيابنَ " البتولِ " وحَسْبي بها ** ضَماناً على كلْ ما أدَّعي
وبابنَ التي لم يَضَعْ مِثُلها ** كمِثلِكَ حَملاً ولم تُرْضِع
ويابن البطينِ بلا بِطنةٍ ** ويابن الفتى الحاسرِ الأنْزَع
ويا غُصْنَ " هاشِمَ " لم ينفَتِحْ ** بأزهرَ منكَ ولم يُفْرِع
ويا واصِلاً مِن نشيدِ " الخُلود" ** خِتامَ القصيدةِ بالمطلع
يَسيرُ الورى بركاب الزمانِ** مِن مستقيمٍ ومن اظلع
وأنتَ تُسيِّرُ ركْبَ الخلود ** ما تستَجِدّ له يَتْبَع
تَمثَّلتُ " يَومكَ " في خاطري وردَّدت " صوتَكِ " في مَسمعي
ومَحَّصتُ أمرَكَ لم " أرتَهبْ "** بنقلِ " الرُّواة " ولم أُخدَع
وقلتُ : لعلَّ دويَّ السنين ** بأصداءِ حادِثِكَ المُفْجِع
وما رتَّلَ المخلِصونَ الدُّعاةُ ** مِن " مرسِلينَ " ومن " سُجَّع "
ومِنْ " ناثراتٍ " عليكَ المساءَ ** والصُبْحَ بالشَعْرِ والأدمُع
لعلَّ السياسةَ فيما جَنَتْ ** على لاصِقٍ بكَ أو مُدَّعي
وتشريدَها كلَّ مَنْ يدَّلي ** بحبلٍ لأهلِيكَ أو مَقطع
لعلَّ لِذاكَ و " كونِ " الشَّجيِّ** وَلُوعاً بكلِّ شَجٍ مُولع
يَداً في اصطباغِ حديثِ " الحُسين " ** بلونٍ أُريدَ لهُ ممتِع
وكانتْ ولمَّا تَزَلْ بَرْزَةً ** يدُ الواثقِ المُلْجَأ الألمعى
صَناعاً متى ما تُرِدْ خُطَّةً ** وكيفَ ومهماً تُرِدْ تَصنع
ولمَّا أزَحْتُ طِلاءَ " القُرونِ "** وسِتْر الخِداع عنِ المخْدع
أُريدُ " الحقيقةَ " في ذاتِها ** بغيرِ الطبيعة لم تُطْبَع
وجدتكَ في صُورةٍ لم أُرَعْ ** بأعظمَ منها ولا أرْوَع
وماذا ! أأروعُ مِنْ أن يكونَ ** لحمُكَ وَقْفاً على المِبْضَع
وأنْ تَتَّقي – دُون ما ترتائي -** ضميرَكَ بالأسَلِ الشُرَّع
وإنْ تُطْعِم الموتَ خيرَ البنينَ ** مِنَ " الأكهلينَ " إلى الرُّضَّع
وخيرَ بني " الأمِّ " مِن هاشمٍ ** وخيرَ بني " الأب " مِن تُبَّع
وخيرَ الصِّحاب بخيرِ الصدورِ ** كانوا وِقاءكَ ، والأذْرع
وقدَّسْتُ " ذكراكَ" لم أنتحِلْ ** ثِيابَ التُقاةِ ولم أدَّع
تَقَحَمْتَ صدري وريبُ " الشكوكِ " ** يَضِجُّ بجدرانِه " الأرْبَع "
ورانَ سَحابٌ صَفيقُ الحجاب ** عليَّ من القَلَقِ المُفزع
وهبَّتْ رياحٌ من الطيّبات ** و " الطيبينَ "ولم يُقْشَع
إذا ما تزحزحَ عن مَوضعٍ ** تأبَّى وعادَ إلى مَوضع
وجازَ بيَ الشكُّ فيما معَ "** الجدودِ " إلى الشكِّ فيما معي
إلى أن أقمتُ عليه الدليلَ ** من " مَبدأ" بدمٍ مُشْبَع
فأسلَمَ طَوعاً إليكِ القِياد **وأعطاكَ إذعانه المُهْطِع
فنَوَّرْتَ ما اظْلَمَّ مِن فِكرتي ** وقِّوْمتَ ما اعوجَّ مِن أضلُعي
وآمنتُ إيمانَ مَن لا يَرى سِوى ** ( العقل) في الشكِّ مِن مَرْجع
بأن ( الإِباء ) ، ووحيَ السماء ** وفيضَ النبوَّةِ ، مِن مَنْبع
تجمَّعُ في ( جوهرٍ ) خالصٍ **تَنَّزهَ عن (عَرَضِ ) المَطْمَع


Post: #2
Title: Re: شَمَمْتُ ثَرَاكَ فَهَبَّ النَّسِيم ...
Author: Motawakil Ali
Date: 12-13-2011, 05:29 PM
Parent: #1

من تائية دعبل الخزاعي التي مطعلها
مدارس آيات خلت من تلاوة ومنزل وحي مقفر العرصات


أفاطـم لو خلت الحسين مجدلا . . وقـد مات عطشانا بشـط فرات
إذا للطمت الخد فاطم عنـده . . وأجريت دمع العين فيالـوجنات
أفـاطم قومي ياابنة الخـير . . واندبي نجوم سماوات بأرض فلاة
قبـور بكوفان وأخرى بطيبة . . وأخـرى بفـخ نالهاصـلواتي
قبـور ببطنالنهـر من جنب . . كربلا معرسهم فيها بشط فرات
توافوا عطاشا بالعـراء فليتني . . توفيت فـيهم قبـل حين وفاتي