استقالة الإمام.. وضرب غندور

استقالة الإمام.. وضرب غندور


12-08-2011, 04:03 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=350&msg=1323356626&rn=0


Post: #1
Title: استقالة الإمام.. وضرب غندور
Author: Kostawi
Date: 12-08-2011, 04:03 PM

استقالة الإمام.. وضرب غندور

الصادق الشريف

• في اجتماع المكتب السياسي للحزب.. الذي انعقد أمس الأول.. طالب شبابُ حزب الأمة الإمامَ ورئيسَ الحزب باتخاذ موقف واضح وقوي من الحكومة وحزبها الحاكم.. بل وحددوا له خيارين.. أحدهما (التعبئة) والآخر (الاستقالة).. ويالهم من شباب.. يدفعهم الحماس!!!. • وحتى يكونُ الأمر واضحاً.. فإنّ المكتب السياسي لحزب الأمة حدد من قبل خيارين سياسيين إزاء المؤتمر الوطني.. وهما (الحوار) و/أو (التعبئة).. وظلَّ الحزب في حوارٍ لا ينتهي ولا يفضي إلى نتيجة مع المؤتمر.... حتى ملَّ منهما الحوار.. واستيأس الشبابُ. • أمّا الاستقالة فهي إحدى ثلاثة خيارات حددها الإمامُ لنفسه في بداية هذا العام.. ووضعها على طاولة الحزب الحاكم.. وقد تبقت أيام على نهاية العام.. ولم يتخذ الإمام قراره بالانحياز لأحد الخيارات الثلاثة. • شباب الأمة يريدون أن ينكأوا الجُرح القديم.. الجُرح الذي جعل طيب الذكر الشريف زين العابدين الهندي يقول (الحكومة لو شالها ك ل ب.. ما بنقول ليهو جر).. في إشارة للدوَّار الذي أصاب الحكومة الحزبية وأقعد رئيس وزرائها عن اتخاذ أيِّ قرار. • وبطء قرارات الإمام هذا ليس سراً.. ولا إلقاءً للقول على عواهنه.. فالصادق المهدي.. لا يتخذ القرارات كبقية خلق الله.. لا بُدّ أن (يبل) عجينة القرار أولاً.. ثُمّ يتركها للتخمير.. أمّا كم من الوقت يتركها؟؟.. فتلك حياةٌ طويلة. • حاورتُه لصحيفة الوفاق بقاهرة المعز أيام المرحوم (التجمع الوطني الديمقراطي) فقلتُ له (أنت تتجنب أن تكون زعيماً قوياً.. فانتهى بك المقامُ زعيماً ضعيفاً.. لقد جآءتك فرصة كبيرة أيام الديمقراطية الثالثة لتكون زعيماً أوحداً للسودانيين.. ولكنّك أضعت الفرصة بترددك في اتخاذ القرارات).. فتبسم وأجاب ساخراً (إن كنتُ أضعتها.. فعزيني).. قالها بثقة من لم يزل يمسك بزمام الفرصة. • وللبروف الطيب زين العابدين رأيٌّ متفردٌ في ظاهرة (الإمام والقرارات).. قاله لي ذات يومٍ.. ونشرته في ذات الصحيفة (صحيفة التيّار).. قال: سيد الصادق تغلب عليه شخصية الـ(مُفكِّر) أكثر من شخصية الـ(سياسي).. لهذا لا تصدر القرارات عنه مثلما تصدر عن بقية السياسيين.. لا بُدّ أن يُقلِّب الأمر من كل الوجوه.. وهذا يستغرق زمناً طويلاً.. وأظنُّ أنّ هذا ما يعتبره الآخرون تردداً. • كل هذه المقدمة الطويلة.. سُقتُها بسبب أنّ شباب حزب الأمة وضعوا (استقالة الإمام) واحداً من الخيارات للمرحلة القادمة للحزب. • (الشباب ديل.. ما بالغوا؟؟؟).. وحصبوا غندور بالحجارة.. وفي ذاكرتهم أنّهم يحصبون المؤتمر الوطني!! • أعتقد اعتقاداً ظنياً.. أقرب للتأكيد من الشكّ.. أنّ وسطية الإمام وكارزميته.. هما العنصران الأساسيان لفاعلية حزب الأمة كحزب وسطي.. له أثره الكبير على استقرار البلاد.. فالعمل السياسي مملوءٌ بالأصوليين والانتهازيين. • ولو أنّه تُرك للأصوليين (من اليمين واليسار) لكانت الدماء تسيل كما نهر النيل.. فكلاهما يكره الآخر.. ويودُّ لو أصبح عليه صباح الغابرين.. أمّا لو تُركَ للانتهازيين السياسيين لكانت البلاد كلها معروضةٌ للبيع في المزاد العالمي. • وجود هذا الرجل على رأس الحزب.. ووجود هذا الحزب بين بقية الأحزاب.. هو وجود فاعل في تقليل الاحتكاك.. وإطفاء الشرارات.. هذه النظرية الظنية لا سبيل لإثباتها إلا بتوفير المناخ المغاير.. كأن يتنحى الرجل عن العمل السياسي لعامٍ واحدٍ.. عام واحد فقط.


التيّار