جناح أم جكو..الفلكسواجن..والسياسة..

في أواخر القرن التاسع عشر..برع مصمم الأزياء السوداني..باختراع "جلابية" باتجاهين..سميت جناح أم جكو..ولاقتران تلك الجلابية بالثورة المهدية..سميت "بالأنصارية"..وبعض الناس يطلق عليها جلابية الساعة 12 وكنت ولا أزال أطالب شركة فلكسواجن الألمانية بدفع تعويض عن سرقتها لفكرة السيارة باتجاهين من ذلك المصمم السوداني البارع..وبتم دفع التعويض للبنك المركزي السوداني لدعم مكائن الخياطة..والمقصات الذهبية..وخيوط الكروري..والزراير..
ولم تسكت حناجرنا من المطالبة..إذ بزعيم حزب الأمة..يخرج علينا بجلابية سياسية أنصارية..الساعة 12 وذلك بموافقته على تعيين ابنه مساعدا لرئيس الجمهورية..في الوقت الذي يعارض الحزب رسميا الدخول في شراكة مع حكومة المؤتمر الوطني..هذه هي جناح أم جكو السياسية..حيث سيمثل الابن مصالح وثروات أسرة آل المهدي بوجوده في الحكومة..أما مصالح جماهير الأنصار وأعضاء حزب الأمة..وكذلك جماهير الاتحادي.. والشعب السوداني..فعليها أن تنتظر "السيدين" الشابين..الجديدين في مستقبل لا يعترف بسيادة لأحد إلا الشعب..
لقد أختار السيدان الكبيران..أبنائهما الزغب لتمثيل مصالحهما لدى الحكومة..ويلوحان لبقة الناس بأنهما معارضة..وهكذا ألبسا الشعب السوداني جناح أم جكو بوجهين..أو بظهرين..وهكذا نفهم هذا التصرف..إنها النكتة الكبرى للحفاظ على المصالح الموروثة منذ عهد الاستغلال والاستقلال..ويلوحان لنا بأنها حرية الشابين الشخصية ورغبتهما وخيارهما..هذا المنطق لا يسوى "زرارة" في جلابية جناح أم جكو..فهل ينجحان في خداعنا ثانية؟..