بدر شاكر السياب 47 عاما من الحضور

بدر شاكر السياب 47 عاما من الحضور


11-23-2011, 02:03 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=350&msg=1322053393&rn=0


Post: #1
Title: بدر شاكر السياب 47 عاما من الحضور
Author: Shaker Hamid
Date: 11-23-2011, 02:03 PM

فى اليوام الرابع والعشرون من ديسمبر رحل الشاعر العراقى بدر شاكر السياب لقد امتلات حياة رائد الشعر العربى
الحديث بالمفارقات العجيبة لكن موته كان المفارقة الكبرى وكانه بعث من جديد بينما خفتت اصوات كثيرة اتفعت لحين
حتى غطت على صوته . من اين تستمد قصيدة السياب قوتها وعلى ماذا يستند حضور السياب القوى حتى بعد 47 عام من غيابه
المفجع .ثم ماذا بقى من السياب وسيبقى ؟
هنا مساهمات تحاول الاجابة على هذه الاسئله

فاضل السلطانى :- السياب : قصائد قليلة اطلقت الشعر العربى فى افق فسيح
قال اودنيس مرة ان بيت شعر من السياب يعادل ديوانا كاملا للبياتى واذا نزعنا صيغة المبالغة عن هذا القول
ووسعناه بقولنا ان قصئدة للسياب تعادل دواوين كامله لشعراء جايلوه واخرين اتوا بعده لصح هذا القول وربما على صاحبة ايضا
منذ رحيله المبكر عن ثمانية وثلاثين عاما وهو عمر رحل فيه عمالقة اخرون مثل بوشكين ولوركا وديلان توماس واخرين وهو موضوع محير بحاجة ربما الى دراسة خاصة . صدرت ألاف الاف الدواوين الشعرية ثم اختفت ربما هى واصحابها من ذاكرتنا لكن بقيت قصائد مثل (انشودة المطر ) و(النهر والموت)
و(غريب على الخليج ) و(الاسلحة والاطفال ) وغيرها شواهد خاصة فى الذاكرة ولنسميها الذاكرة الشعرية وكانها كتبت بالامس
كان اوكتافيو باث الغزير الانتاج يقول انه سيكون ممتنا لله لو بقيت منه خمس او ست قصائد ولا شك ان السياب يشكر الله مرتين
فى فترة 47 سنة هى اختبار اكثر من كافِ لقوة القصيدة فى فترة عربية تعددت فيها الاتجاهات والمدارس وكثرت فيها الانقلابات الشعرية
وسادة الفوضى وكثر المدعون والمتطفلون لكن القصيدة القصيدة تبقى عادة دائما كرغيف الخبز الذى خرج لتوه من الفرن حتى لوكانت
مكتوبة قبل الاف السنين القصيدة القصيدة لا تختمر وليست محكومة مثل اصحابها بقوانين الزمن كأن مطر السياب لا يزال يهطل لحد الان
وكأن عراقه لا يزال هو هو ونهيره (بويب) مازال حزينا و(مومسه العمياء ) لا تزال المومس العمياء و(المسيح ) لا يزال يجر صليبة فى المنفى
لكن من اين تنبع قوة القصيدة ؟ هل تستطيع قصيدة ان تحفر نخاعك العظمى بينما لا تصل اخرى حتى الى قشرة جلدك ؟ من الصعب الاجابة على هذا السوال
فلا احد يعرف عن ارشيبالد مكليش امريكيا الذى كتب عن هذا الموضوع فى كتابة الرائد(الشعر والتجربة ) الى يوسف اليوسف عربيا الذى خصص
كتابا كاملا عن هذا الموضوع نفسة بعنوان (ما الشعر العظيم) ما الذى يجعل الشعرالعظيم عظيما ولا احد يمكن ان يكشف لنا سر بقاء ان لم نقل خلود الاعمال الادبية والفنية من الممكن بالطبع مقاربة بعض جوانب الموضوع غير انه من المستحيل القبض على السر نفسه


نواصل

Post: #2
Title: Re: بدر شاكر السياب 47 عاما من الحضور
Author: Shaker Hamid
Date: 11-23-2011, 11:14 PM
Parent: #1

اهو زواج التناقضات المستحيل كما يذهب مكليش ام تلك القدرة النادرة على ابتكار الصورة الفكرة حيث تتزاوج الفكرة
مع الصورة والصورة مع الفكرة ويصبح المجرد حسا والحس تجريداً كما يذهب هيغل وهو شئ لم يحققه سوى شعراء معدودين
عبر التاريخ هم الشعراء الشعراء حقق السياب شيئا من ذلك فى فصائده الباقية وهى قليلة كما عند اغلب الشعراء العظام
ولم تسعفة حياته العاصفة لتطوير عناصره التى كانت جديدة فعلا على الشعر العربى الذى ادخله فى افق فسيح بعدما ضاق به
حتى عنق الزجاجة . ومن الملاحظ ان بزوغ عبقريات فنية وادبية عديدة قد حصل فى المنعطفات البشرية الحادة او الانتقالات
الاجتماعية الكبرى والامثلة كثيرة فى تاريخ الابداع الانسانى

نواصل