جبهة الشرق : بطن أُمّي إن شاء الله تنسد..!!!

جبهة الشرق : بطن أُمّي إن شاء الله تنسد..!!!


11-22-2011, 04:09 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=350&msg=1321974563&rn=0


Post: #1
Title: جبهة الشرق : بطن أُمّي إن شاء الله تنسد..!!!
Author: Ahmed musa
Date: 11-22-2011, 04:09 PM


جبهة الشرق.. (بطُن أُمّي إن شاء الله تنسدّ..) !!
أحمد موسى عمر


للبجا قضيتهم العادلة التي باعها بعضهم واشتراها بعضهم الآخر بثمنٍ بخس و بمسكنات سياسية قوامها بضع عربات وشيء من فرشٍ وثير.. وهواء يتحرك بين البرودة والبرودة الشديدة.. اعترفت الحكومة بأن للبجا قضية وفرحت قياداتنا البجاوية بذلك الاعتراف مرددة في منابر كثيرة لحد الملل أنهم أتوا بما لم يأتِ به الأولون، حتى صار معه الأمير عثمان دقنة بجانبهم لاعباً غير رئيسي في فريقٍ محلي.. وجاءونا بأوراق يحملونها بفرحٍ طفولي ولا يعلمون حتى ما بباطنها..!! حتى سخر سياسي كبير قائلاً: (لقد طالبناهم بنسخة من الاتفاقية فقالوا إنهم لم يمنحوا منها نسخة..!!).. ليطول انتظارنا لحلم سيأتي من بين ظلام الأيام ليشعل أحلامنا بنور الضمير و الحق.. ونستدعي ثورتنا البجاوية من أرياف المدن وأرحام العذارى وحكمة الشيوخ.. ثورة تبدأ من تشريح حقيقي بما يشبه الجراحة الهادفة لاستئصال المرض ويبعدنا عن الجراحات التجميلية التي لا تفلح إلا في تغطية الندوب، يظل معها الداء موجوداً ومتعاظماً يوماً بعد يوم وساعة بعد ساعة، يوغر الصدور ويهيئ الأرض للانفجار.. لقد منحنا الحزب الحاكم (هدية اتفاق أسمرا) وظائف قال فيها بعدم اعترافه بتنظيم جبهة الشرق وعمل على توزيع عطاياه السياسية على (قبائل) غير متساوية وبشكل متساوي ليشعل فتيلاً سريع الاشتعال أنتج دوائراً معزولة، جلس كل قيادي بداخل دائرته القبلية وتحول صراع الهامش البجاوي/ المركز إلى صراع داخل الهامش البجاوي، انشغل كل واحد منهم ببناء حوائط من متاريس يدافع بها عن (الخاص القبلي) متناسين بالخضم (العام البجاوي) وسعد بذلك قطاع من أصحاب المصلحة بالحزب الحاكم وضجر به قطاع يتميّز (بحكمة ما) في واقع صار غير حكيماً.. والثورة البجاوية تظل الحُلُم المشروع.. تنمو بذرته بأفئدة المارة بين طرقات الشرق المختلفة ووسط أبناء البجا بالمراكز.. وهي دعوة للتغيير الكُلّي في علاقات الهامش بالمركز وعلاقات الهامش بعضها البعض.. فالأمر أكبر من مناصب يتم توزيعها بين أصحاب الأصوات العالية وترضيات لقبائل وزعماء.. الأمر يتعدى مرحلة الاعتراف بوجود أزمة إلى ضرورة السعي لمعالجتها بشكل صادق.. حتى لا تنخدع (قيادات) بكراسي دائرية فخيمة ومناصب، يعود صاحب الأمانة بعدها بفترة وجيزة ويأخذ أمانته لتخلو حكومة البلاد من منصب مستشار رئيس الجمهورية (العطية).. وسكتت القيادات.. بل ربما شعر بعضهم في إطار الصراع القبلي أن (الحمدلله.. ارتحنا !!!).. ليتنفس أصحاب المواعين الضيّقة والنظرات القصيرة الصُعداء بشهيق قبلي وزفير ملئ بالغبن والغبينة.. ويتشجع المركز فتخلو حكومة ولاية الخرطوم (أُم الولايات) من أي تمثيل للشرق.. وسكتت القيادات.. خوفاً على مستحقاتها وتتقافز بينهم مقولة جحا (بطن أُمي وكت مرقت منها إن شاء الله تنسد..!!).. ثُم تتشكل حكومة أخرى للخرطوم (قبل أيام).. ويعلن عنها الوالي د. عبدالرحمن الخضر الذي شرب من ماء توتيل حتى ارتوى عشقاً لأهله.. وتخلو حكومته من أي تمثيل للشرق.. وتفقد لوحة حكومة الولاية بريقها.. وتزداد الأصوات علواً وتساؤلاً: (هل لأننا أدمنّا الصمت..؟!!).. لتتراص صفوف خلف أنظار العيون التي أغشتها السُلطة ويتجمع الشباب بداخل غرف الشات بمواقع التواصل المختلفة بروحٍ متوثبة وقلب جموح وتتجمع كلماتهم سؤالاً (متى الثورة..؟!!).. وأسئلة فرعية من نوعية (لم يصمت قادتنا..؟!!).. وتتفلّت شيئاً فشيء أصوات (الأهم هو لم نصمت على قادتنا حتى..؟!!).. فالثورة يجب أن تبدأ من إصلاح البيت البجاوي من الداخل.. بتغيير سلوك القادة أو حتى تغيير القادة عن لزم الأمر.. فلن يغيّر الله ما بنا حتى نغيّر ما بأنفسنا.. وتُخطئ الحكومة وحزبها الحاكم بظن أن الشرق هو ثلاثة قادة وتسع قيادات.. الشرق (سادتي) جموع من جماهير تختلف إثنياتها وسحناتها وشيء من لغاتها وتتفق حول فكرة واحدة قوامها الصراخ الذي يأتي من الحناجر والقلوب وحتى من أحجار الجبال، حيث تتناغم كلها بصوتٍ واحد (بجا حديد).. والشرقُ يظل هو بوابتنا الشرقية وهو واحد من أهم مصداتنا البحرية ويحتاج إلى أكثر من بضع مناصب تتآكل كــ(حلوى قُطن) كلما أحس الحاكمون بأنهم لن يؤتوا من الشرق وأن (قادة) الشرق راضون بقسمة السلطة وإن تناقصت..!! الشرق يبحث عن شراكة حقيقية ليس في السلطة والثروة فقط ولكن حتى في الشعور المتوازن بمدلول (وطن) يرفع من معدلات الشعور بالانتماء.. يحتاج إلى الشعور بأنه محل ترحاب من الحزب الحاكم ومشارك ولاعب رئيسي في إدارة دفة حكم البلاد لتتحول تلك القلوب الفتية والأرواح المتقدة كلها إلى الأمير عثمان دقنة الذي قاتل جنباً إلى جنب مع أبناء الغرب وأبناء النيل، حيث تيقّن حينها من أنهم يقاتلون من أجل (وطن) وأنه جزء لا يتجزأ من ذلك (الوطن).. فالشرق كله الأمير عثمان دقنة لا ينقصهم إلا حكمة الإمام المهدي الذي يستطيع جمع الشرق والغرب والشمال والجنوب تحت راية لا إله إلا الله.. ثم الوطن.. والله المستعان.

http://www.altayarnews.net/shownewstxt.aspx?cno=31735