عودةُ حميدانْ الأخيرةُ ِ من دَارْ صَبَاحْ !! (قصة قصيرة)

اهداء الى التى تعجبنى بقولها لى
(يا قور ياكوز يا معفّن....سلمى الشيخ سلامة...
أقول يؤسفنى يا حبيبتى انهم حسدونى على عفونتى)

عندما أعلنتْ الشمسُ عن وجودَها ...فى ذلك اليوم القروى البهى لمْ تعد الظلالُ ساكنةً كما كانت من قبلْ ذلك . حتى الكلاب الدامعة تبسمتْ وبانت نواجذها وهى ترقد فوق الظلال ، وبعضُ الأشجار الكبيرة والدوح العظام هتف عن فيّه ..... ثم قالت زيتونة بت شيخ التاج وهى تنظر بعينيها الطوبية لحليمة:
- حميدان عاد من دار صباح
حليمة امرأة تليعه ، امرأة ضخمة ...حليمة لها قصة قديمة مع حميدان. كانت تحمل صفيحة الدونكى فوق رأسها ، عندما علمت بالخبر من (زيتونه) ، وضعت صفيحة الماء على الأرض . كأنها لم تصدق .حكاية حليمة وحميدات ، حكاية شقت الديار غرباً وشرقاً ، وما من أحد ، صغير أو كبير ، رجل أو أمرأة حتى حفظها عن ظهر قلب.فى الأصل ليست حليمة من أهل قرية ( أم سورين) . يرجع وجودها الى حادثت اختطاف بواسطة حميدان.تنص عادات وقيم وتقاليد قبيلة (الفيرشان ) التى ينتمى لها حميدان انه اذا أُعجب الرجلُ بأمراة ما ، وتقدم للزواج بها لكن تم رفضه من قبل أهلها ، تنص عادات قبيلة حميدان على ضرورة أختطافها ، ثم ( يكنجر بها )تلك كانت قصة معروفة ، لكن انقطع رأس الناس عندما علموا عن سفر حميدان فجأة وتركه لحليمة ...فتحدثوا تحت ...تحت ....وقالوا حليمة غلبت حميدان!! كان الكلام تحت ..تحت..لكن كلما طالت فرتة غياب حميدان خرج الى السطح ، فصار حديث الغاشى والماشى فى قرية (أمسورين) وكافة القرى ...ثم غنت حليمه :
حميدان الشين
قال راجلاً زين
عرّد سبق طيار
برجليه التتين!

ثم سرت إشاعة أخرى تقول لقد تزوج حميدان من إحدى نساء درا صباح اسمها (ميمونه) . هكذا اتسعت دائرة إشاعات حميدان ، وباتساع الحيز المكاني والزماني تطور البناء الدرامي لتلك الإشاعات بصورة خرافية .على سبيل المثال زعم الذين رأوا حميدان مع (المرأة الدراصباحية) انه صار مثل ناس البندر يرتدى البنطال والقميص . ثم سرت إشاعة عن موت حميدان بعد أن دهسه ترمبيل ....

متابعة لصيقة