البقيع المنوَّر... (حاج الماحي) في انديانا //عبد المحمود نور الدائم ال

البقيع المنوَّر... (حاج الماحي) في انديانا
الكاتب: عبد المحمود نور الدائم الكرنكي
الجمعة, 04 تشرين2/نوفمبر 2011 15:35


يهيم السودانيون محبةً برسول الله صلي الله عليه وسلم ويذوبون عشقاً في المدينة المنورة بكل تفاصيلها. ولهم أدب نبوي غني في مدح المصطفي (ص). ومن مناطق المدينة المنورة التي أسمى عليها السودانيون بناتهم منطقة (البقيع).
يضم (البقيع) في المدينة المنورة قبور عشرة آلاف صحابي رضوان الله عليهم من المهاجرين والأنصار وسائر الصحابة الكرام الأخيار، إلى جانب أمهات المؤمنين وآل بيت رسول الله صلي الله عليه وسلم.
الصحابي الجليل عثمان بن مظعون كان أول من دفن من الصحابة في البقيع.
كان عثمان بن مظعون رضي الله عنه أو من توفي من المهاجرين، وذلك في الثالث من شعبان في السنة الثالثة للهجرة. وفي العام الثامن من الهجرة توفي إبراهيم ابن رسول الله صلي الله عليه وسلم، فدفنه النبي صلي الله عليه وسلم في البقيع وبكي عليه وعلَّم قبره. وفي البقيع دفنت فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلي الله عليه وسلم. وقد توفيت يوم الثلاثاء الثالث من جمادي الآخرة في العام الحادي عشر للهجرة الموافق 27 / 8 / 633م. وفي البقيع دفن الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب. وقد توفي عام 50هـ الموافق 30 /3 /670م ، والإمام زين العابدين علي بن الحسين بي أبي طالب الذي توفي يوم السبت 25 محرم عام 95هـ. ودفن في البقيع الإمام محمد الباقر والإمام جعفر الصادق.
ودفن في البقيع من آل رسول الله صلي الله عليه وسلم السيدة صفية بنت عبد المطلب عمة رسول الله صلي الله عليه وسلم وأم الزبير ابن العوام. ودفنت في البقيع عاتكة بنت عبد المطلب عمة رسول الله صلي الله عليه وسلم والعباس بن عبد المطلب عم الرسول صلي الله عليه وسلم . وعبد الله بن جعفر بن أبي طالب وعقيل بن أبي طالب ابن عم رسول الله صلي الله عليه وسلم. ودفن في البقيع من أزواج النبي صلي الله عليه وسلم أمهات المؤمنين السيدة زينب (توفيت عام 4هـ) السيدة ريحانة (توفيت عام 8هـ)، السيدة مارية القبطية (توفيت عام 16هـ) ، السيدة أم حبيبة (توفيت عام 43هـ)، السيدة حفصة (توفيت عام 45هـ)، السيدة سودة (توفيت عام 50هـ)، السيدة صفية (توفيت عام 50هـ) السيدة جويرية (توفيت عام 50هـ)، السيدة عائشة (توفيت عام 52هـ)، السيدة أم سلمة (توفيت عام 61هـ) ، ودفنت السيدة خديجة في مكة المكرمة في (الحجون)، وقبر السيدة ميمونة في (سرف) في طريق المدينة - الشام.
وقد زار الرحالة عمر بن جبير البقيع فكتب أن بقيع الغرقد واقع شرقي المدينة، تخرج إليه علي باب يعرف بباب البقيع. وأول ما تلقي عن يسارك عند خروجك من الباب المذكور مشهد قبر صفية عمة النبي صلي الله عليه وسلم (أم الزبير بن العوام رضي الله عنه)، وأمام هذه التُّرْبة (القبر) قبر مالك بن أنس رضي الله عنه، وعليه قبة صغيرة مختصرة البناء، وأمامه قبر السلالة الطاهرة إبراهيم بن النبي صلي الله عليه وسلم وعليه قبة بيضاء، وعلي اليمين منها تُرْبة (قبر) إبن لعمر بن الخطاب اسمه عبد الرحمن الأوسط، وهو المعروف بأبي شحمة، وهو الذي جلده أبوه الحد فمرض ومات. وبإزائه قبر عقيل بن أبي طالب رضي الله عنه، وعبد الله بن جعفر الطيار رضي الله عنه، وبإزائهم روضة فيها أزواج النبي صلي الله عليه وسلم، وتليها روضة العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه، والحسن بن علي وهي قبة مرتفعة في الهواء، علي مقربة من باب البقيع المذكور. وعن يمين الخارج منه. ورأس الحسن رضي الله عنه إلى رِجْلَي العباس رضي الله عنه. وقبرهما مرتفعان عن الأرض متسعان مغشيان بألواح ملصقة أبدع إلصاق مرصعة بصفائح الصِّفْر ومكوكبة بمساميره أبدع صفة وأجمل منظر. وعلي هذا الشكل قبر إبراهيم بن النبي صلي الله عليه وسلم. ويلي هذه القبة العباسية بيت ينسب لفاطمة بنت رسول الله صلي الله عليه وسلم يعرف بـ (بيت الأحزان) يقال إنه البيت الذي آوت إليه، والتزمت فيه الحزن علي موت أبيها المصطفي صلي الله عليه وسلم وفي آخر البقيع قبر الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه ، وعليه قبة صغيرة مختصرة، وعلي مقربة منه مشهد فاطمة بنت أسد أم علي بن أبي طالب. إنتهي كلام إبن جبير. (رحلة ابن جبير 153 -154). وكتب عن البقيع كذلك الرّحالة ابن بطوطة في كتابه (تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار). وقدم وصفاً يطابق وصف ابن جبير.
خلال التاريخ عرف بالبقيع، ذلك المزار المهيب، القباب والأضرحة علي قبور الصحابة والأئمة والصالحين، غير أنها أزِيلت ولم تبق فيه أي قُبَّة أو معلم. كما أزِيلت القبة التي على قبر سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب. وشملت الإزالة ثمان وأربعين مسجداً ومرقداً ومعلماً، منها مسجد المائدة حيث نزلت سورة المائدة. ذلك إضافة إلى إزالة البيت الذي ولد فيه رسول الله صلي الله عليه وسلم في مكة المكرمة.
كان النبي صلي الله عليه وسلم يزور البقيع ويقف علي قبور الراقدين به ويدعو لهم ويستغفر لهم. وقد وقف النبي عليه السلام علي قبر الصحابي الجليل عثمان بن مظعون قائلاً (السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، اللهم اغفر لأهل بقيع الغرقد).
اللهم اغفر لأهل بقيع الغرقد، واجزهم عنا وعن الإسلام خيراً واغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان. يهيم السودانيون محبةً برسول الله صلي الله عليه وسلم ويذوبون عشقاً في المدينة المنورة بكل تفاصيلها. ولهم أدب نبوي غني في مدح المصطفي (ص). الأخ الصديق الدكتور أحمد إبراهيم عثمان نال شهادة الدكتوراة من جامعة (إنديانا) الأمريكية عن بحثه في مدائح (حاج الماحي). حبَّذا إذا تمت ترجمة هذه الدراسة القيِّمة لإثراء المكتبة السودانية، واستكشاف علاقة أدب المدائح السوداني بغرب أفريقيا... وأيضاً استشكاف علاقته بالهند.

Re: البقيع المنوَّر... (حاج الماحي) في انديانا //عبد المحمود نور الدائ