الخرطوم التى لا احبها .

مقدمة

وبما ان اى مثقف يحترم نفسه او لا يحترمها / المهم هو احترام الأخرين فى النهاية / يجب ان يكتب مقدمة لاى موضوع حتى لو كان وثيقة زواج , فأننى اكتب هذه المقدمة .
** المتسولين الذين يعرضون عاهتهم فى فخر لنوافذ العربات الفارهة ولعيون المارة المتطفلة .. الاكتئاب الذى يعترينى لحركة السير السلحفائية .. كبرى (الحرية) هو الجحيم بعينه فى منتصف الظهيرة .. وسط المدينة اصبح مهجوراً ومحلاته الشهيرة تشتكى البوار .. عاهرات تقدمن فى السن , وعاهرات فى بداية المشوار الطويل , يشتكين من اختفاء الزبون القديم (الفييس) الذى يُنفق دون حساب على الجسد والمزاج .. قُصر وقاصرات يبيعون المناديل الورقية والعاب الاطفال صينية الصنع فى أشارات المرور .. بضائع منتهية الصلاحية يتم تغيير التورايخ لها فى مصانع تخصصت لهذا الغرض .

**وانت ؟ , مالك انت ؟ , كبرت انت , طعنت فى السن , رائحة البول على حوائط الابنية العتيقة التى تخنقك / اعترف , كم مرة تبولت انت بالذات على واحدة منها ؟ / .. تغير لون كبرى (امدرمان) القديم لـ لون فاقع غريب , فاين ذلك اللون الباهت الجميل الرصين ؟ .. الحبشيات فى الكفتريات الرخيصة صارمات الوجوه والرواد عابسين .. مصريين يتسلقون الابنية المرتفعة فى بهلونية مدهشة .. بنغالة , واتراك , أرتريين ما عادوا يتحدثون عن غير الهجرة لارض الاحلام الامريكية بعد ان انكسرت الثورة المسلحة لدولة لا معنى لها ولا مستقبل فيها .. المذياع يُلعلع باغنيتك المفضلة لفنانك المفضل
- ملك الطيور ارقص وسط الرياض نشوان .
** اشتكى المواطن التونسى فى النكتة للمواطن الليبى من ان رئيسهم (بن على) بعد 23 عاماً من الحكم , تخيل بعد 23 عاماً ! , قال لشعبه ((لقد فهمتكم .. الان فهمتكم)) , ضحك الليبى وخفف عنه الكارثة وقال له ان (القذافى) وبعد 42 عاماً من الحكم سأل شعبه بكل بساطة ((من انتم ؟)) .
فمن انتم يا سكان هذه المدينة الشمطاء ؟ من انتم يا من لم افهمكم طيلة هذه السنوات العجاف من عمرى ؟ .. من انا ؟ .
** بجوار صرافات العملة الصعبة المكيفة الانيقة التى ترتدها الفئات الاجتماعية الاكثر حظاً , تمتد أمكنة بيع التمباك التى ترتدها الفئات الاجتماعية الساقطة والتى سقطت وتلك التى فى طريقها نحو السقوط وهم يحملون فى جيوبهم وايديهم المرتعشة التى لا تقوى على البناء عملتنا الوطنية المهترئة , مُبتلون هم من عمليات تعويم محافظ البنك المركزى للجنيه السودانى ومن العرق .. مطاعم شعبية رخيصة تفوح منها روائح زيوت طعام مغشوش , وزيوت مًحركات الشاحنات الثقيلة تلوث الاسفلت .. سيارات حديثة الطراز بنفس عام الصنع , ومركبات عامة مُهلهلة من عهد سيدنا نوح .. مجارى صرف صحى طافحة , قذارة واهمال , اكوام القمامة على طول وعرض الشوراع .. جرائم قتل واغتصاب واختفاء واختطاف على صفحات الصحف اليومية الرخيصة واهل المجنى عليها او عليه يتحدثون ويتأخذون اوضاع بديعة لعدسات الكاميرات تُظهر مفاتن اجسادهم المترهلة وكأنهم يغتنمون فرصة الشهرة فى الكارثة العائلية التى لن تتكرر كثيراً .
هذا الخراب توطن , زرت الشمالية ذات مرة / الريف الرومانسى الذى حلمت به دوماًمثل كل يسارى مُلتزم ومخبول / واندهشت لكثبان الرمل التى تنام بقوة ضاغطة على حوائط المنزل , اندهشت للفقر والغباء والتعصب الدينى , اندهشت لحرص لصوص المال العام والخاص وأكلي اموال اليتامى على ارتياد المسجد فى الاوقات الخمس .. عجز جنسى واستعلاء جندرى وخيانات زوجية , ملاريا مُزمنة وخمور بلدية غير صحية , مخدرات شعبية , ناسور بولى وشرجى ووفيات عند خلع ضرس او حتى حشوه , وعند الولادة يُضحى المساعد الطبى بالام والجنين من اجل ان يعيش هو .. عطالة مُقنعة وعطالة سافرة .
كنت افكر فى قضاء بقية حياتى هناك احمل جهاز كمبيوترى وافكار رواياتى السخيفة واعتكف مثل ناسك , اكتب عن حبيباتى السابقات والاحقات عن العمر الذى ضاع , وعن زوايا المغامرات الفكرية الحمقاء .. لكننى اكتشفت انه من الافضل ان اموت هنا على شوارع الاسفلت تحت اطارات سيارة ما , وفى هذه المدينة التى لا احبها بالذات , فهى ارحم مقارنةً بالريف .
وقبل ان اموت يجب ان اكتب عنها وعنهم وعنى .
فمن لا يعرف يقول عدس , وانا عدس رغم طموحى القديم ان اكون أرز .. وعندما قلت افتح يا سمسم , انفتحت المغارة ووجدت جوالات العدس , ولم اجد اللؤلؤ والمرجان والياقوت والماس اللامع ! ((احمدك يا رب)) , فشلت حتى فى ان اكون علي بابا ! .
على الاقل والحمد لله , عندى ضمان من الشركة الاصلية اننى قبل ان اموت لن يتم ضربى بطريقة مُهينة واغتصابى بحديدة مُدببة من الخلف مثلما فعلوا للاخ العقيد .. وهذا هو معنى تعبير تواضع الأمال بكل دقة .
**

سيكون خراب .. سيكون خراب
هذى الامة لابد لها ان تأخذ درساً فى التخريب
(الشاعر العراقى الفحل / مظفر النواب) .

هي كذلك اخي شاهين
لم تعد محتملة
اصبحت احس فيها بالغربة
ولم تعد تغريني بالمكوث بها طويلا
حاول ولاة امرها تجميلها
ولكن للاسف

كانت معاولهم ادوات هدمت كل جميل فيها
اصبحت موحشه


كل سنة وانت طيب

Quote: اصبحت احس فيها بالغربة ولم تعد تغريني بالمكوث بها طويلا

Quote: اصبحت موحشه

لكن اين المفر ؟ .

________________________________________

ايامك كلها أعياد أ/ بكرى .

كل سنة وإنت طيب
أستاذ شاهين

ياريت تصور لينا بقلمك عوالم السوق العربي
الأزقة المعتمة والمباني العتيقة وبعض الأماكن والشوارع
المنسية والمهجورة .. مشاهد من يوميات الداون تاون ...

دا السبب الحمانى العيد هناك أحضرو ...........
المعلبات الفاسدة عبارة عن سرطانات للبيع بمبلغ زهيد،
المستنقعات قبل الخريف والتكاثر ....

سلام ياشاهين ليك وحشة ،
كل سنة و انت طيب والسودان خالى من كل الاشياء المضايقاك.

التقدير والاعزاز
أ/ منتصر .
الصديقة الغالية نجاة .
عيدكم سعيد , وأمنيات الصحة والسداد .
___________________________________

Quote: كل سنة و انت طيب والسودان خالى من كل الاشياء المضايقاك.

معاً من اجل سودان خالى من البشر .

قالها لكم والى الخرطوم واضحة لا خجل ولا اتكشم ..
ختاها ليكم على بلاطة ..

المابقدر يعيش فى الخرطوم اى (ما بحبها) يمرق منها !!!!!!!!!
بس .... اس سيمبل اس ذات !!

Quote: انا مثقف

لكن انتو المثقفين بتصعبوها شوية !











ــــــــــــــــ
وانتو مارقين بالله كل (مثقف) ياخد معاه
لغاليغو .. كللللللل واحد ياخد لغاليغو
مافى واحد يجى راجع غشان لغاليغو فانتم سبب البلوى !

Quote: تمتد أمكنة بيع التمباك التى ترتدها الفئات الاجتماعية الساقطة والتى سقطت

أفرز يا ديجانقو .

شكراً أ/ قلقو على المداخلة .

Quote: اندهشت للفقر والغباء والتعصب الدينى , اندهشت لحرص لصوص المال العام والخاص وأكلي اموال اليتامى على ارتياد المسجد فى الاوقات الخمس .. عجز جنسى واستعلاء جندرى وخيانات زوجية , ملاريا مُزمنة وخمور بلدية غير صحية , مخدرات شعبية , ناسور بولى وشرجى ووفيات عند خلع ضرس او حتى حشوه , وعند الولادة يُضحى المساعد الطبى بالام والجنين من اجل ان يعيش هو .. عطالة مُقنعة وعطالة سافرة

شاهين ايها الانسان الجميل سلامات
لماذا !!

كتابة محبطة بحق (كما اري) ! ما عشان فيهو شئ جديد عرفتو - لكن ....

يا عزيزي شاهين بالطبع لكل الحق في الكتابة من زوايته و ايضا لتجليات لاوعيه .. و لكن ...

هذه هي الحياة التي نعيشها ! و الحمد لله انك لم تر كل الاشياء ! و ما خفي عنك كان اعظم --بل لم يخفي عنك , لكن لم يكن باستطاعتك ان تراه, لانك كنت واقفا من علي البعد ! او بالاحري انت لم تزر الخرطوم !!!!
مثلا انت لم تر الا العاهرات في الشوارع - و لكنك كنت بعيدا حين تعبن جدا في المساومة و مفاصلة السعر بعد قضاء المهمة و خيانة الرجل للوعد ! بل و حين تصر علي اتعابها و( حقها الشرعي المكتسب!) ,لا يتورع الرجل ليغطي هزيمته من اي يقول لها : اذهبي( بلا اتعاب بلا كلام فارغ معاك ) فانت لست الا مجرد ........
آه ما أقسي الجدار !!
انها مهنة شاقة جدا في بلادي يا عزيزي !
---
فقط وددت ان تري و تكتشف لنا شيئا جديدا لا نراه نحن ! -- و هل من حقنا ان نسألك ان تري لنا !
يا عزيزي ألم تر وسط كل هذا الفقر و الغباء و التعصب الديني و رائحة البول اي جمال !
ياخي ما اجمل ان تكون (مذنوق بول شديد) في بلد لا توجد فيها حمامات عامة و تبحث عن حائط مكتوب فيه ( ممنوع البول )! فتجده و تنهال عليك السعادة! واثناء تأدية المهة تستمتع بقراءة المكتوب علي الحائط ( بخط شين) كـ(بار تايم !) ! و لا بأس ان تدندن باغنيتك المحببة (علي حس النشوة و مع موسيقي خرير النيل المصاحبة !)
----
يا عزيزي لماذا لم تجالس الفقراء و الاغبياء و المتعصبين دينيا و(البوالين علي الحوائط !) و (السافين التمباك) (حينها لزالت غمة الاندهاشة !)و حينها صدقني كنت ستكتب اجمل قصص الحبيبات التي كنت تود كتابيتها !!!

ياخي لماذا لم تذهب الي صديقي خضر حسين في دكانه الفقير في الكلاكلة !و تمباكه (الرويان)-ربما لاكتشفت وجها أخر للاغنياء و الاذكياء و الانبياء - و لانتهت زيارتك كما انتهت (زيارة) طه جعفر بـ(الأشياء ليست كما تبدو غالبا) !!
-----
اخيرا يا عزيزي اكتب عن خرطومنا التي لا تحبها -لك الاندهاشة و لنا ان نكتشف مزيدا من قبحنا !
-----

مودتي التي لا تعلم

الخرطوم اشتهاء ممدود

هذه المدينة التي تسكن كل الخلجات وترحل معنا في كل الامكنة نتطوف بها في فجاج الدنيا ونشتم
عطرها الاخاذ في كل عواصم الدنيا حينما يشتد بنا الحنين.... هذه المدينة اخلت طرفها عنها وكانها
فاتنة حسناء تتمنع وهي راغبة.... رحلنا عنها وكبرت فينا ولم نكن ندري بان لا مهرب الا اليها... الخرطوم
ستظل- بكل حواريها وشوارعها وازقتها وكل الحزن الذي تعيشه الان- تجري في عروقنا مجرى الدم.

احبك يا خرطوم واحب ام ابو اهلك زاتو

أ/ هيثم طه .
تشكرات على السرد الادبى الرائع .

Quote: يا عزيزي لماذا لم تجالس الفقراء و الاغبياء و المتعصبين دينيا و(البوالين علي الحوائط !) و (السافين التمباك)

اعتقد ان الفرق شاسع بين الاستعلاء على المسحوقين والنظر لهم بقرف , وبين التعبير عن الحزن والغضب للحال والمآل والعجز عن المساهمة فى التغيير / اى تغيير / .
وكل الصفات الواردة اعلاها متوفرة فى شخصى باستثناء التعصب الدينى .
أيامك هناء .
*
مساء الخير بتوقيت الكتابة أ/ الخير محمد .

Quote: احبك يا خرطوم واحب ام ابو اهلك زاتو

اصلو حب الناس مذاهب .. ويبدو ان الكراهية كذلك مذاهب وشيع .
شكراً جزيلاً للمداخلة الجميلة .
تحياتى القلبية لكما .

Quote: سيكون خرابا .. سيكون خرابا هذى الامة لابد لها ان تأخذ درساً فى التخريب

استاذ شاهين كل عام وانتم بخير وانا ارى مالا تراه انت.. فرغما عما يصبغ حبيبتنا الخرطوم من بؤس وقسوة وبالرغم من ضجيج المرابيين واستجداءات المتسولين وتلك النظرات التى لاتوصفها الكلمات لبنات فى ربيع العمر حلمن بالحب والهيام فووجهن بنظرات لاترى سوى الجسد وللغرابه فى مقابل ربما سهرة او وجبه او وعد بزواج يعرف الطرفان انه لن يتحقق..او تلك النظرات الساهمه لشباب يحدثونك عما يحملونه من درجات علميه وامال ترتد بعد اصطدامها بافق مسدود رغما عن هذا وذاك تظل الخرطوم اقل وحشية واقل افتراسا وبمالايقاس اذا ما قورنت ب(الكوسوموبوليتانز) قل لى بربك اى مدينه فى العالم تحتضن هذا القدر من الحزن والحرمان والقسوه ولاتنفجر بل تجد فيها من يضحكـ ومن يحدثك عن الحقيبه بل وبمقدوره التهام( صحن )الكوكتيل الذى يقدم له فى مناسبات الافراح ذلك (الصحن) الذى ارهق صديقى صلاح الكارب ويقلق مضجع صديقى العلام..انه جنون يدعو للتامل واذا كان عجز الابيات التى اخترتها يدعو الله بان يبتدئ التخريب الان باعتبار ان الخراب بالحق هو عمار بالحق فاننى اريد لصديقى العلام ان يتزوج فهو لم يذق هناءة الزفاف لكنه لايشبه القرشى فذاك لم يكن فى فمه اكثر من هتاف..وتحياتى

خليت البوست يخمّر كم يوم ... وجيت بنهم المتوقع ... فلم أجد سوى المقدمة ...

إيه يا ... مولاي إيه ...

من حديثٍ أشتهيه ...







... المهم ....

شاهين

والله لكين حلاة ريشة؟

قالو الجمل ما بعرف عوجة رقبتو
ونحن قاعدين فيها وما جايبين خبر

الراي شنو؟؟

أخيراً

الواحد لقي ليه حاجة يقراها



شاهين شاهين


كل سنة انت طيب

يا شاهين

كل سنة وأنت طيب

كوريقون آنج نلي

سلمت ويراعك ، كتابتك بتدهشني كدهشة رحيلنا من ضفاف النيل إلى الميجر .

الاستاذ / شاهين شاهين

كل عام وانت والخرطوم بالف خير..

فعلا عديد من الظواهر السالبة تحيط بالخرطوم فلم تعد تلكم الخرطوم التي نشأت فيها , بل العاصمة المثلثة حتي امدمان وضواحيها وكذلك بحري وشرق النيل , الزحام وازدياد اعداد السكان (سودانيين واجانب) , وازدياد اعداد السيارات , وما يوصف بأنه تطور في البني التحتية شكلا وليس مضمونا يعني عمارات جديدة وكم شارع زلط لم يفوا بالمطلوب (اخير من عدمه) ولا توجد شبكات صرف صحي ,المياه لا تصل الي جميع المواطنين رغم وجود النيل , يعني شكل الخدمات رغم الاجتهاد الاانه اسوأ من زي قبل.. ثم الاهم ماهو التغيير الذي طرأ علي المواطن السوداني حتي يحقق المطلوب ؟ بل بالعكس بل هناك في انحطاط في سلوك المواطن السوداني او بي لغة علم الاجتماع : الانتقال من المرحلة الريفية الي مرحلة المدينة عنده استحقاقات لابد ان تدفع , يعني انسان الريف البسيط لكي ما يقيم ويعيش في المدينة لازم يتمنطق تعقيدات المدينة بحذافيرها .. او يبقي زي الغراب لا عرف المشي وبقي ينطط..
اذا... وبعد هذا الزخ الذي اخشي ان يخرب رصة البوست الادبية ..
مثقفي الخرطوم القديمة واشقياءها والمفتحين ..ضاق بهم الحال فلم يعودوا كما كانوا سابقا
او علي قول واحد مصري مستاء من وجود السودانيين في مصر في منتصف االعقد الاول من الالفية:(( البلد اتملت كلاب واطط وسودانيين))...
عذرا للمخاشنة هذه هي الخرطوم او ما تبقي منها الكل منكمش علي ذاته ويتوجس خيفة من الاخر..

المشكلة ليست من يحب الخرطوم
المشكلة من تحب هى

Quote: اعتقد ان الفرق شاسع بين الاستعلاء على المسحوقين والنظر لهم بقرف , وبين التعبير عن الحزن والغضب للحال والمآل والعجز عن المساهمة فى التغيير / اى تغيير /

عزيزي شاهين الجميل - انينقتو هكرفي
صدقني لا اريد ان اثبت لك ان الحياة تبدو اكثر قسوة من ما هي عليه !
و الزاوية التي انظر بها ليست حب الخرطوم او كراهيتها او المزايدة بعشقها - فانا اسكنها و اكرهها وتكره ناقتها بعيري (موت) !
فانت حكيت -بصدق -احساسا انتابك عند زيارتك لها -- فهي لم تترك لك وللكثيرين شيئا يحبونها من اجله ! فماذا تفعل ؟ غير ان تكون صادقا ؟
و لم اكن اعني حين كتابتي تلك ان يأتي زائر بعد سنين ان يقول : آه ما اجمل الوطن و ما اجمل ساكنيه !
قد لا يكون الوطن جميلا و لا ساكنيه !
---
اذكرمرة الاعلاميةالتونسية الجميلة كوثر البشرواي , حين سئلت عن احساسها تجاه وطنها تونس قالت : أمي كانت تونس و حين توفيت امي لا اشعر بشئ اسمه الوطن !
عموما الموضوع -من زوايتي -ليس : بلادي و ان جارت علي عزيزة اهلي و ان ضنوا علي كرام !
ليس الجائر حتما بعزيز و لا الضنين بكريم !
---
مقدمتك -فيما رأيت- كانت اقرب للتصوير الفوتفرافي و كأنها من شخص مشاهد علي شاشة !- ولست ادري اذا كنت قاسيا اذا قلت انها تكاد تخلو من مفارقة (في الحكي) كتلك التي عودتنا في كتاباتك -
-اضافة لسؤال جوهري ورد الي ذهني حين قراءتي للمقدمة و هو كيف يعبر او ينظر شخص زائر للخرطوم او السودان بعد غياب في دول لا تشبه دولتنا !و معاييرنا التي نحملها من الدول الجديدة و (نعاير) بها الوطن و اعني القيم التي ينعم بها السوداني في دول المهجر(العالم الاول) و هو اصلا لم يساهم فيها و انما وجدها جاهزة !! فكيف احملها لاقيس بها وطني الذي ايضا لا اساهم فيه --و أعني مثلا حين نندهش من الفقر و الغباء في السودان فان الشخص في الغالب يحمل في ذاكرته (نقيضيهما) من دول العالم الاول - و هو اصلا لم يشارك اصلا في انجاز هذا النقيض !

عموما ربما كنت تعاير خرطوم الآن بخرطوم ما في ذاكرتك

نتلاقي يا حنين

يا اخواننا ...

"الخرطوم التي لا نحبها" قااااعدة ... ولا يمكن تجاوزها أو انكارها ...

ولكنها لا تنسف وجود "الخرطوم التي نحبها" ....

فدعو الرجل يكمل حديثه ... فلكل مقامٍ مقال ...





... المهم ....

Quote: تظل الخرطوم اقل وحشية واقل افتراسا وبمالايقاس اذا ما قورنت ب(الكوسوموبوليتانز)

الظلم والبؤس مثل العافية درجات .
شكراً د. محمد بابكر .
*

Quote: خليت البوست يخمّر كم يوم ... وجيت بنهم المتوقع ... فلم أجد سوى المقدمة ...

هذه ستكون مثل مقدمة عمنا ابن خلدون .
تحياتى أ/ تبارك شيخ الدين .
*

Quote: ونحن قاعدين فيها وما جايبين خبر

وجوه الناس فى الشوارع يا أ/ بكرى الخير , تدل انهم يعرفون .
كل تقديرى .
*
تحياتى الصديق الاسفيرى أ/ حبيب نورة .
*
النوبى الجميل أ/ ولياب .
تحياتى القلبية .
*

Quote: مثقفي الخرطوم القديمة واشقياءها والمفتحين ..ضاق بهم الحال فلم يعودوا كما كانوا سابقا

حتى الاشقياء يا أ/ شرف الدين آدم ؟
شكراً جزيلاً للمداخلة .
*

Quote: المشكلة ليست من يحب الخرطوم المشكلة من تحب هى

ومن تحب انت فى الامتداد يا صديقى الوغد , بدرالدين ؟ .
*
الابن العزيز هيثم طه
سعيد للغاية بمداخلاتك .

Quote: ولست ادري اذا كنت قاسيا اذا قلت انها تكاد تخلو من مفارقة (في الحكي) كتلك التي عودتنا في كتاباتك

احب النقد مثلما احب النساء , التحية لهذه الملاحظة الهامة .