الربيع العربي: أنظمة الحزب الواحد غير قادرة على التحول الديموقراطي

هل لاحظتم أن جميع ثورات الربيع العربي قد بدأت بمطالب يمكن الاستجابة لها ولم تتعد في معظمها (الشعب يريد إصلاح النظام). ثم هل لاحظتم كيف أن أنظمة الحزب الواحد تعجز تماما عن التعامل مع هذه المطالب فتلجأ للشيء الوحيد الذي تجيده وهو إطلاق يد أجهزة أمنها ضد شعوبها.

نعم قد فشلت جميع الدكتاتوريات العربية التي سقطت والتي لا تزال آيلة للسقوط، في الخروج على أو من أسوار (الحزب الحاكم) حتى تطور شعار المتظاهرين إلى الشعب يريد (إسقاط النظام).


هنا تخرج هذه الأنظمة آخر أسلحتها - الجيش - فيتحول شعار الثورة إلى (الشعب ريرد إعدام الرئيس).

ولم يحدث في جميع ثورات الربيع العربي أن أن قام الجيش بإنقاذ الرئيس.

فبعد هذه المرحلة يحدث أحد الأشياء الآتية:

- إما أن يهرب الرئيس فينهار النظام

- إما ان يستسلم فيقاد مجرما إلى الاعتقال والمحاكمة

- إما أن يقاوم الرئيس حتى يقتل

- وإما أن يستمر في تقتيل ابناء شعبه حتى إشعار آخر.

الشيء الوحيد الذي لم نره يحدث هو أن يقوم نظام الحزب الواحد بعملية إصلاح حقيقية ويتبنى تحولا ديموقراطيا حقيقيا.

هم يا حبيب كملوكـ البوربون لا يتعلمون شيئاً ولا ينسون شيئاً

وإن كان من بينهم رجل رشيد وهو لا يوجد، لرأى كما يرى اليقظان ومنذ تجربة تشاوسسكو وبن علي ومباركـ والقذافي أن الشعوب وعندما تكسر حاجز الخوف بسقوط أول شهيد لن يخيفها بعد ذلك لعلعة الرصاص وستتزايد أعدادها إلى يخرجوا آخر ديكتاتور من حفرة أو أنبوب لتصريف المياهـ تصبح عندها الاستجارة برمضاء المحكمة الجنائية أعذب من التلظي بنيران المحاكمات الشعبية

قالها إدوارد لينو من قبل أمام البشير أحد خيارين إما أن يسلم نفسه أو أن ينتحر، وصنعاء ليس يبعدها وعثاء السفر ولا بدّ من بلوغها، فهل من مُدَّكِرْ؟!!

تحياتي وواصل

الصديق مرتضى جعفر،

شكرا على الوقوف والتعليق.

لقد فرحت شعوب العالم الثالث وهي تنجز استقلالها وتنتزع سيادتها وتتحرر من الاستعمار.

ثم تحول الذين ورثوا الاستعمال من الحكام الوطنيين إلى ملوك متوجين وغير متوجين وكانوا أقسى على شعوبهم من الاستعمار نفسه.

هنا ظهرت، وكضوروة تاريخية، موضة الانقلابات العسكرية.

وهذه الأخرى تحولت كما رأينا إلى أنظمة تحكم من خلال القمع وتكميم الأفواه والأجهزة الأمنية. بل تحولت في طور ثان إلى حكم الحزب الأوحد والرئيس الأوحد. وفي آخر الأمر تحول حكم الحزب الأوحد إلى ملك عضوض يورثه الأب للإبن.

نحن الآن في حقبة تاريخية جديدة وعت إطلالتها الشعوب وغابت عن الحكام.

إنها حقبة ريبع الشعوب والثورات الملونة.

ولا منجاة لسلطات الحزب القائد الأوحد والرئيس القائد الأوحد.

أستاذنا حامد.. ســلامات

بالأمس أخذ المجرم المطلوب للعدالة الدولية عمر البشير يتوسل في خطابه للشعب السوداني بألا يخرج للإطاحة بنظامه قائلاً: "نحن لسنا بنظام شمولي.. نعم بدأنا بالشمولية لضرورات المرحلة ولكنا سعينا نحو الأحزاب الأخرى ومددنا أيدينا نحوها ومازالت أيادينا ممدوة". وريادة في التوسل، وإمعاناً في الرجاء قدم مبلغ ثلاثة مليار جنيه للبنوك لتقدم كقروض ميسرة بدعوى إزالة الفقر. بل خلته قرأ مقالك هذا.

فكل من إستمع لذلك الخطاب وشاهد الخوف البائن في محياه واللهجة التوسلية الظاهرة في نبراته وكأنما هناك مدفع لثائر موجه لصدره.. عرف بإهتزاز عرشه. وهو يعلم علم اليقين أن نظامه زائل لا محالة، ووبأنه سيلحق بقطار الطغاة الذين أفِلَت شمسهم ولعنهم التاريخ لما إرتكبوه من جرائم في حق شعوبهم.

دمت أخي الفاضل.. ودام مدادك

Quote: الشيء الوحيد الذي لم نره يحدث هو أن يقوم نظام الحزب الواحد بعملية إصلاح حقيقية ويتبنى تحولا ديموقراطيا حقيقيا.

(1) هل ينطبق هذا الامر على كل المنظومة الاشتراكية التى كانت تدور فى فلك الاتحاد السوفيتى ؟

(2) ثم كيف يقوم نظام الحزب الواحد بإصلاح خقيقى ( المعيار شنو )

الأخ محمد ياسين خلف الله،

شكرا على الوقوف والتعليق.

فقط ليت الناس يفتحون عيونهم ليروا واذهانهم ليقرأوا.

الأخ بدر الدين،

رغم إنني لم أفهم بدقة مغزى السؤالين،

Quote: (1) هل ينطبق هذا الامر على كل المنظومة الاشتراكية التى كانت تدور فى فلك الاتحاد السوفيتى ؟ (2) ثم كيف يقوم نظام الحزب الواحد بإصلاح خقيقى ( المعيار شنو )

ومع ذلك أقول:

إن نظام الحكم في الاتحاد السوفيتي السابق وروسيا الحالية هو خير مثال على عدم قدرة أنظمة الحزب الواحد على إنجاز أي إصلاح وخصوصا على إنجاز التحول الديموقراطي الذي هو أس كل إصلاح سياسي. فلا يزال نظام الحكم في روسيا غير قادر عن الخروج من مساوئ نظام الحزب الواحد رغم الانتخابات والبرلمان والمؤسسات الديموقراطية الشكلية الأخرى.

أما بلدان المنظومة الاشتراكية الأخرى التي حدثت بها ثورات شعبية قوضت نظام الحزب الواحد وفككته تماما، فإنها قد استطاعت إنجاز التحول الديموقراطي.


أما سؤالك الثاني، فلا محل له من الاعراب. فبعد كل ثورة شعبية حدثت في المنطقة، رأينا الرؤساء يعدون في البداية بالاصلاح، ثم يتضح بأنهم غير قادرين على القيام بذلك وينتهون إما هاربين أو مسجونين أو مقتولين او مواصلين لقتل شعوبهم حتى إشعار آخر. والاصلاح الحقيقي واضح ومعروف وهو إحداث تحول ديموقراطي حقيقي أو تفكيك النظام الشمولي. أما مسألة (المعيار) هذه، فلم يستطع عقلي المحدود المعارف استيعابها. لم أفهم: معيار لمعايرة ماذا بماذا؟؟

يقوم النظام الشمولي أو نظام الحزب الواحد على ركائز متعارف عليها ومعروفة من خلال التجارب التاريخية وهي:

- الحزب الأوحد الحاكم إلى الابد.

- الرئيس الأوحد الباقي إلى الابد.

- النظرية السياسية الواحدة الصالحة لكل زمان ومكان،

- الإعلام الموجه والمكرس كليا للتسبيح بحمد الرئيس وفضل الحزب وتعديد الإنجازات والتغني بما تحقق من أمجاد ومن رفاهية للشعب في العهد الزاهر وشجب المعارضين وتخوينهم وإباحة دمهم.

- السيطرة التامة من خلال الأجهزة الأمنية.

هذا المناخ المتعفن يفتح الباب واسعا أمام:

- نمو الفئات الطفيلية في كل مناحي الحياة من اقتصادية واجتماعية وثقافية.

- الفساد بكل اشكاله

- الانهيار الاقتصادي

- الانهيار الأخلاقي

- البوار الثقافية

نظام الحزب الواحد هو إذن منظومة متكاملة ومتراكزة، أي ذات مركز واحد هو (الرئيس).

وعندما تهب الثورات الشعبية ضد هذه المنظومة، يحاول الرئيس، وتبعا لنصائح اصدقائه في العالم، أن يستحيب لمطالب الشعب، ولكنه لن يستطيع لأن منظومة الشمولية قد صارت أقوى منه.

لهذا تعجز الأنظمة الشمولية عن إنجاز الاصلاح، وإن أراد الرئيس ذلك.

الاشتراكية في الاتحاد السوفيتي السابق والدول الاشتراكية الأخرى في شرق أوربا والدول الاشتراكية الآسيوية في الصين وكوريا وفيتنام، تمثل التجارب التاريخية لسلطة الحزب الواحد.

غير أن تلك الثورات الاشتراكية قد جاءت على أنقاض أنظمة إقطاعية متخلفة أو انظمة ملكية عميلة للاستعمار. وكانت أنظمة الحزب الحاكم في هذه المناطق التي سادت فيها الثورات الاشتراكية، مثل الخمر فيها منافع للناس وفيها اضرار، لكنها تختلف عن الخمر في أن منافعها اكثر من مضارها. فقد انتصرت للشعوب وانتزعت وسائل الانتاج من أيدي الطبقات الاقطاعية او الرأسمالية أو الملكية المسيطرة وحررت الشعوب من الجوع والمرض والجهل.

ومع ذلك فقد سقطت أنظمة الحزب الواحد الاشتراكية في أوربا لأنها فشلت في أن تتخطى بمنجزها الاصلاحي عتية حقوق الحيوان (حق الغذاء والدواء والمسكن)، ولم تستطع أن ترتقي إلى آفاق ضمان حقوق الإنسان (حق التعبير والتنظيم والاختيار الحر للسلطة التنفيذية واختيار السلطة التشريعية والفصل بين السلطات الخ). وهي لم تسقط في آسيا (الصين)، لأنها قد غيرت من خطها الاشتراكي واتبعت النهج الرأسمالي وإن أبقت على سلطة الحزب الواحد وأخذت تمنح مواطنيها حقوق الإنسان بالتقسيط المريح مع الإبقاء على أجهزة القمع.

ميزة هذه الثورات الاشتراكية أنها قد قامت على الفكر الماركسي. والماركسية في الأساس هي بحث في علمي الاقتصاد السياسي والاجتماع. بمعنى آخر، لا يوجد بعد ديني او بعد قومي في الاشتراكية الماركسية. ولهذا السبب أعتبرت الماركسية لدى القوميين والمتدينين عدوة للدين وللقومية. وقد استفادت دول الغرب الرأسمالي كثيرا من هذا الوهم القومي الديني لدى شعوب العالم الثالث في حربها ضد الاشتراكية الماركسية (الحرب الباردة).

في المنطقة العربية، وبعد الثورة الناصرية، تنافست مدرستان اشتراكيتان على السيطرة، هما القومية العربية والبعث. وذلك في في مواجهة أنظمة الحكم الوراثي التقليدية في المنطقة. وقد سيطرات الأنظمة الاشتراكية من قومية وبعثية، على كل من مصر وليبيا واليمن والعراق وسوريا(وفترة محدودة على السودان). وبقيت الملكيات في السعودية ودول الخليج والمغرب.

وفي الوقت الذي فشلت فيه المنظومة الاشتراكية في أوربا وآسيا في أن يتخطى جهدها الاصلاحي عتية (حقوق الحيوان) حولت الاشتراكية العربية (قومية وبعثية) الإنسان إلى مرتبة اقل من الحيوان. فقد فشلت هذه الأنظمة في توفير حتى حقوق الحيوان من غذا ودواء وماوى علاوة على فشلها الأصيل في توفير حقوق الإنسان.

وأنظمة بهذه الدرجة المذرية من التخلف، لا يتوقع منها أن تنخرط في برنامج إصلاحي يعيد للمواطن كرامته المسحوقة. ويبقى الحل الوحيد هو أن تذهب.

أما في السودان، البلد الفريد والشعب المتفرد، فقد وصلنا لنفس المحطة التي تستعد جميع الشعوب لمغادرتها، محطة سلطة الحزب الواحد وانعدام حقوق الحيوان والإنسان، ولكن ليس عن طريق الثورة الاشتراكية، وإنما عن طريق الثورة الدينية.

هذا لم يحدث من قبل إلا في إيران آيات الله وأفغانستان طالبان.

موضوع مهم

سأعود


الباقر موسى

الصديق الفنان الباقر موسى،

شكرا على الاهتمام.

في انتظار مساهمتكم.

***