وزارة التعليم العالي(جامعة بحري): شهادات خريجي جامعة جوبا أين هي؟؟؟

شهادة الانفصال
مشاعر عبد الكريم - الأحد 23 أكتوبر 2011م
أن نتعاطى مع أصل الخارطة الجغرافية والسياسية والتعليمية الجديدة، لحقيقة أن الجنوب أصبح دولة قائمة بذاتها وجامعاتها. فإن اليومي يؤكد أن الأمر شبه مستحيل، خاصة إذا راجعت عيونك ومتابعاتك أمر طلاب دولة الشمال السوداني في السنة الأخيرة بغالب كليات جامعة جوبا! الذين هم جابوا الغابة والصحراء، بحثاً عن حل منطقي للشهادة التي يجب أن يعنون بها تخريجهم. هل بجامعة (جوبا) كما ألفوها وعرفوها؟ أم جامعة (بحري) كما تستقر في (الكدرو) بديلاً سياسياً غير مقرر كان في صفوف اتفاقية نيفاشا. هل يحصلون عليها ذات قيمة علمية وتوثيقية معادلة؟ أم مجرد شهادة من جامعة تحتسب كمجرد ترضية ما زالت تفتقد حتى للهيكل الإداري المحترف؟
((اعتراف إدارة (جامعة جوبا) الأصل بمنح الشهادات للطلاب الخريجين باعتبارهم مقطوعين من النصف بلا مراعاة لفروق التوقيت للسنة الدراسية مع السنة السياسية، يحسب لصالح حكومة الجنوب التي تحاول الآن (خت الكورة واطة) لما يعرف بالمصالح المشتركة بين البلدين. وإصرار وزارة التعليم العالي متمثلة في إدارة (جامعة بحري) بكلياتها الحالية، على منح الطلاب شهادتها باعتبارها الجزء الشمالي من قسمة انفصال الجنوب. يمثل في ذاته (قومة سداري) إذ ما زال حبر أوراق اعتمادها كجامعة لم يجف من على طاولة فوضى الانفصال!))
فصل السياسة عن التعليم غير ممكن - هناك جامعات خاصة تشترط عدم ممارسة الطالب أي نشاط سياسي وفي حال إخلاله بالشرط يتم فصله! - فما ناب طلاب (جامعة جوبا) الواقعين في منتصف خط استواء العلاقة بين الدولتين هو هذا الوضع البركاني المنفجر على صفحات الإنترنت ووجوه الصحفيين، والأهل وإجراءات المحاكم! فالحقيقة أن آخر الهم السياسي هو الالتفات يمين وشمال كل اتفاق لرؤية الواقفين والقاطعين - أو المتقاطعين - حتى لا تحدث كهذه الحوادث التي مهما حاولت الأطراف لملمتها فإن الضرر الواقع لا محالة مؤلم. أما السراب فهو أن تهتم الدولة والحكومتان شمال وجنوب، بدفع تعويضات الضرر بما يتناسب مع مصلحة الأطراف المتضررة.
ماذا سيضر جامعة بحري إذا استخرجت شهادات الطلاب الخريجين - لهذه السنة والسابقة - بترويسة جامعة جوبا؟ ما هي (العوجة) السياسية التي يمكن أن تضر مصلحة الجنوب والشمال إذا أبتعثت شهادات الطلاب عبر وفد رسمي إلى جوبا وعادت مختومة بختم جامعة جوبا. معززة ومكرمة ومؤكدة (لعمق العلاقات بين البلدين)!
بين بحري وجوبا آلاف الكيلومترات الجغرافية والتاريخية والثقافية ولا شك التفاهمية، وما بين الطلاب في الجهتين آلاف السمات المشتركة من كل المذكور أعلاه، والذي يمكن أن يكون في حدّ ذاته، قيمة مضافة تنهي المشكلة القائمة الآن تؤرق مضاجع الطلاب، وتحوّل سكر خلاص الأهل من مسلسل الجامعة وملاحق الانفصال إلى ملح وربما حنظل يبدّل موسيقى حفل التخرج إلى موكب جنائزي لا قبعات فيه!
((في كافة الأحوال السياسية والعلمية تبقى مصلحة الطالب هي الأهم، إذا كانت هناك مرونة نفسية وعقلية من الجهات المعنية، فإذا كنا بالسماحة التي تجعلنا نوثق جامعات مفتتحة خصيصاً للطلاب الوافدين من دول أخرى، وإذا كنا بالشجاعة التي تجعلنا كحكومة نختم على شهادة انفصال جوبا، وكشعب نشاهد ونستمتع بتخريج جماعة شعب جوبا، فما الذي يمسكنا من استخراج شهادة التخريج لطلاب جامعة جوبا قبل وبعد الانفصال؟))