الجنسية الأمدرمانية ......

منال محمد الحسن

أهداني الأخ الأم درماني الأستاذ صديق مهدي كتاباً عن أم درمان متحف الأصالة للصحفي والأديب الإعلامي طارق شريف
تصفحت أوراقه ثم قمت بالإعادة مراراً وكنت استلذ بمعلومات أعرفها قبلاً واخرى اكتشفتها الآن وقررت ان أشرك معي القراء فيما خاصة أن ام درمان حبيبة للكل وتحتضن كل ابناء السودان دون تمييز بين جنس وآخر وبها كل طبقات المجتمع من الناحية المادية والاكاديمية فهي فعلاً ام الكل (أمدر) والدر هو كل أبناء السودان بمختلف قبائله .
فكل من ولد وترعرع في أم درمان صارت جنسيته سوداني أم درماني دون الرجوع الى قبيلته . فالجنسية الأم درمانية هي التي تميزه ورغم ان كثير من أهل درمان شب وترعرع أجدادهم في هذه المدينة وكما يقول الأستاذ عادل أبو حراز الأم درماني الأصل : ان أي حضارة تقوم على ضفاف النيل تكون حضارة قديمة . فيعجب لمن يسأل من أبناء أم درمان : أين موطنك الأصلي ؟
معروف وملاحظ أن كثير من البدايات للأدب والشعر والعلم والنهضة ، كانت بمدينة ام درمان فيمكن ان نطلق عليها (أي أم در) أم الأوائل أيضاً أم درمان ذات الأحياء العريقة منذ عهد المهدية فحي القلعة ، مثلاً كان يسمى قلعة الفتيحات الذين سكنوا قبل المهدية ، فحينما وصل الزعيم محمد أحمد المهدي إلى ديم الفتيحات أتى بعدد من الفتيحات لزملائهم فتيحات القلعة ، حيث تعايشوا معهم علة ضفاف الخير والسلام .
هذه القلعة التي كان يجلس فيها الشاعر أبو صلاح في زمان ما .. فتغنى يا بدور القلعة وجوهرها والمعروف ان أغلب الأغاني التي ذكرت فيها أسماء نساء كان لنساء أم درمان منهم السيد محمد أحمد سرور والذي انتقل من ود أرو الى القلعة . وكذلك شاعرنا توفيق صالح جبريل والشيخ الحضري – عوض عمر الامام ، مبارك المغربي .
أما حي السيد ود مكي فهو كذلك من الأحياء التي أنشأتها الثورة المهدية عند دخولها الخرطوم وفي هذا الحي ولد الزعيم اسماعيل الأزهري .
من غرائب هذا الحي ، حسب قول المؤلف جمعه لعدد من قادة الأحزاب ، فعبد الله خليل رئيس لحزب الأمة ، وعبد الخالق رئيس الحزب الشيوعي ، وأحمد قباني رئيس حزب البعث الاشتراكي ، هذه بالاضافة لتعدد الديانات والأجناس فيه كالمسيحية ووجود الهنود وغيرهم .
في حي ود نوباوي يربط الناس دائماً فيه بوجود ثلاثة من الرؤساء للسودان (نميري – الصادق المهدي – المشير سوار الذهب) ، والحركة الصوفية نشطة فيه حيث توجد الطريقة السمانية التي يقودها البروفسور الشيخ الفاتح قريب الله . وبهذا الحي كثير من الأسر ، كاسرة شداد وآل قرون وآل الشفيع وآل عوضة (نجدي).
وإذا وصلنا أبو روف أو خشم البحر كما كان يسمى سابقاً ، فهذا الحي موسوعة لوحدة وهذا ليس تحيزاً أنتمي إليه ، ولكننا ندري أنه عالم لوحده بالإضافة لشهرته في صناعة المراكب والدباغة والفخار وأول مصنع للحلويات أقيم فيه كان عام 1918م مصنع ابو سمرة .
أضف الى ذلك وجود عدد من الأسر التي تفرقت في أنحاء المجتمع لتنشر العلم والأدب والفن .
فالشيخ الطيب السراج هو مؤسس أول صالون ثقافي في أبي روف ، ومن تلاميذه البروفسور عبد الله الطيب طيب الله ثراه .
وأسر أبوروف عديدة خالدة فيه الأسماء حتى الآن وعلى سبيل المثال آل الساعن ... وآل الامام ... وآل أبو تركي .... آل اللدر ...... آل لبيب .. آل الحواتي .. آل مدثر ...الخ .
ووجد الخلاوي وقادة الحركة السياسية بهذا الحي كما تميزت الحركة النسائية في أبي روف فكانت فاعلة ، قادت فيعا النساء كثير من المبادرات المحترمة بجانب الحركة الكروية ووجود بالأندية الرياضية وأشهر اللاعبين نشأو في هذا الحي العتيق .
ويكفي الخليل مخاطباً أم درمان :
با أم قبائل ما فيك منافق
ج
سقى أرضك صوب الغام

من فتيح للخور للمغالق

من علايل أب روف للمذاق
جج
قدلة يا مولاي حالق
ج
في الطريق الشاقي التدام
جج

في بيت المال وهو اسم على مسمى من زمن المهدية التي ارادته مقراً لوزارة المالية منذ زمن المهدية وحتى الآن نسبة لمبانيه وطرازه الحديث ..
قد سكن فيه الزعيم الأزهري . وانجب هذا الحي كثيراً من أبناء السودان البررة .. آل بدري .. آل البنا .. آل حمدتو .. عبد القادر – وعبد المنعم الكتيابي .. الدحيش لاعب الهلال .. آل الغول .. آل الدعيتة .. آلأ فنجاوي .. الخ .
وأبدع ما فيه وجود منزل السيد على الذي تم تشيده منذ عهد المهدية ثم تعاقب فيه أفراد الأسرة . أهم مساجد هذا الحي مسجد الدعيتة .. وبرز من هذا الحي كثر من النساء في الحركة النسائية على سبيل الذكر لا الحصر سعاد عيسى .. حاجة كاشف .. عمائم ...
عند وصولك لمدينة الملازمين هذه الحي الراقي الذي تمركز فيه جيش لجعل دولة المهدية دولة قوية ؟ أهم ما به وجود الإذاعة السودانية التي تأسست عام 1940م وحتى الآن ويوجد به مبنى التلفزيون القومي والمسرح والمصنفات الفنية والفنون الشعبية ، وقناة النيل الأزرق والخرطوم الدولية هذا بالإضافة لوجود أعرق المستشفيات كالبحيرة والملازمين ولا ننسى ميدان البحيرة الذي كان يحتفل به بالمولد النبوي الشريف . كذلك مدراس أم درمان الأهلية والسجن وجامعة القرآن ومركز شباب أم درمان ومنزل الراحل عبد الرحمن بشير الريح .
أشهر الأسر آلأ سوركتي وآل حراز وشيخ الحارة سليمان الكتيابي .
ولا ننسى أو أول نائب لقائد عام الجيش السوداني هو الأمير الآي على صالح سوار الذهب من هذا الحي كذلك أول مدير للمعارف في السودان وهو السيد عبد الرحمن على طه . ألم أقل لكم أنه حي الأوائل .
إذا وردت للموردة فستعرف من أصغرهم سبب التسمية وهو وجود المراكب التي تفد من الأصفاد محملة بالأخشاب وعسل النحل وسن الفيل من جنوب السودان لذا سميت بالمورد وتطورت للموردة .
ويكفي أن أمنا (ماما عشة) التي عرفناها ونحت صغار عبر شاشة التلفاز هي من هذا الحي العريق ومعها أخريات على رأسهم السيدة سعاد الفاتح بل أن أول طبيبة سودانية هي الدكتور خالدة زاهر من هذا الحي .
وأول امرأة درست أمراض النساء والولادة في القاهرة هي المرحومة علم عباس أحمد توفيق .
ورغم ان نساء الموردة تسببن في ضياع الشاعر عبد الرحمن الريح عندما قال ضيعني ساكن الموردة إلا أنهم لم يضيعن السودان .
الموردة أنجبت عمر الشاعر .. آلا المغربي وكان حوشهم ملتقى للأسرة كل جمعة ونجم الدراما جمال حسن سعيد – الموسيقار علاء الدين حمزة . آل الجزولي منهم الإعلامي والرياضي خالد الجزولي .. ثنائي الموردة .. آل الفيل ..آل النور.. يكفي ان اتحاد الفنانين الذي تأسس عام 1951م بدأ تجمعه كرابطة صغيرة في الموردة وأمتد حتى تكون الآن اتحاد المهن الموسيقية والموجودة في الموردة أيضاً .
ولا ننسى الجانب السياسي ووجود الحدائق المنتزهات وسمك الموردة من لم يتذوقه فهو ليس من ام درمان ولا يحق لنا إعطائه الجنسية الأم درمانية .
أما مدينة العباسية فسمت كذلك نسبة لوجود بعض المصريين الذين قدموا من عباسية القاهرة واستقروا ، هناك الفنانة عائشة الفلاتية والفنان زياد ... شرحبيل ترعرعوا فيها وبادي محمد الطيب ويكفي أن الشاعر صلاح أحمد ابراهيم عندما كتب : تلقى الحبيبة بتشغيل منديل حرير لحبيب بعيد ، حبيبته كانت من حي العباسية .. وبقدر ذلك أكثر نجد بها المساجد والخلاوي المشهورة في أم درمان مسجد قدح الدم الذي تأسس عام 1898م ومسجد مرفعين الفقراء وزاوية خلوة محمد زين والتي تأسست عام 1948م وغيرها .
كان من سكان العباسية الأستاذ فاروق أبو عيسى المحامي وفاطمة أحمد إبراهيم وغازي سليمان والكحلاوي الذي أتاها من الشمال فاحتضنته وإبراهيم حسين الذي أتاها من كسلا فهي أم الكل والجميع .
الأستاذ الفنان التشكيلي القامة إبراهيم الصلحي وشقيقته سعدية الصلحي التي توجت الحي بإبداعات فن الديكور والأزياء والرسم وبها أندية رياضية عتيقة – صالون فور كان ي هذا الحي يجتمع فيه شعراء وفناني الحقيقة . أغنية يا نسيم الروض زودني في الماسية وجيب لي الطيب من جنين آسيا آسيا هذه من نساء حي العباسية .

في المسالمة .. لي في المسالمة غزال .. ظبية المسالمة .. وغيرها من أغان استلهمها الشاعر سيد عبد العزيز وعبد الرحمن الريح أبناء هذا الحي فسمى بالمسالمة .
ذو النون بشرى الإعلامي شيخ إدريس بركات .. مولانا فؤاد الأمين القضاء الأسبق .. آل اغا ..آل مرين .. آل بريمة ..الخ كل هؤلاء أبناء المسالمة .
أما حي العرب فهذا الحي أقدم أحياء أم درمان إذ أن تاريخه منذ عهد السلطنة الزرقاء وسمى حسب ما جاء في الكتاب من أفادت العقيد شرطة مدني محمد علي أن مجموعة من القبائل العربية كالكبابيش كانت تفد لهذا المكان طلباً للماء حيث توجد العديد من الآبار في حي العرب بل أن الفنان الذري ابراهيم عوض رحمه الله أحد أبناء هذا الحي أن منزله كانت فيه بئر محفورة ظلت تسقي الناس من مياهها الصافية للسنين عدداً هذا الحي يزخر بالكفاءات النادرة ورجال الأعمال والحرفيين .
فأول عجلاتي في سوق أم درمان هو مصطفى حسن من هذا الحي وأشهر الطباء البررفسور كمبال .. أهم أسر آل كباشي .. آل الناظر .. آل ملة .. آل دسوقي ... داود أفندي ...الخ .
هذا الحي أبو الفنون .. فسيد عبد العزيز وعبيد عبد الرحمن ويوسف حسب الله التنقاري ينظمون درر القوافي .
ولا ننسى من أتى بعدهم الدسوقي .. الطاهر إبراهيم .. الثنائي ميرغني المأمون وأحمد حسن جمعة .. الجابري .. التاج مصطفى .. نجم الدراما .. محمود سراج ..الجعفري .
أغلب أهل حي العرب يشجعون المريخ لوجود النادي في المسألة بقربهم وأشهر اللاعبين عطية أبو العائلة ...
لا ننسى خلوة الشيخ لحسين ، المنارة السامقة في هذا الحي أبناء حي العرب يحفظون تاريخه عشقاً ووجداً وقد ودع الكاتب طارق الشريف هذا الحي ببيت شهر لابن هذا المنطقة الفنان عمر أحمد كان بدري عليك تودعني وأنا مشتاق ليك ليذهب بنا لحي العمدة .
حي العمدة كان يدار بواسطة المفتش الانجليزي والمأمور بواسطة عمدتها ومشايخ حارتها وذلك ف بداية التسعينات وسمى بذلك نسبة للسيد عوض أمين الزكاة في عهد الخليفة عبد الله تور الشين والذي تم تعيينه أول عمدة لمدينة أم درمان منذ 1902م الى 1917م .
عندما توفى خلفه ابنه عبد الرحمن السيد جعفر عثمان وقد نشا هذه العمدة فصول لمحو الأمية وجعل الخلوة الملحقة بمنزله مقراً وهو أول من انشأ جمعية خيرية بالحي وأقام جمعية تسهيل الزواج وأقنع المفتش الانجليزي بإنشاء السينما الوطنية وظل في خدمة المجتمع حتى توفى عام 1963م ألا يحق ان يسمى بإسمه هذا الحي .,
أهم شخصيات في هذا الحي ابو سباته ولقب بذلك لأنه يفرش السباته أمام منزله للصلاة وإطعام الصائمين المارين .
كذلك عثمان ياسين العوض الذي اشتغل صرافاً لمدة 38عاماً اشتهر بها بالأمانة والنزاهة لشركة أبو العلاء التجارية أهم الأسر آل الحوري – آل أبو حراز الحدادين .. أرتشي .. آل النعيمة .. وغيرهم من كل نجوم المجتمع وأعلامه .
ما تتميز به هذه المدينة كثرة المساجد وهذا الحي مجاور لمقابر البكري وكما قال الأستاذ طارق شريف : الحي الوحيد الذي تشرق وتغرب الحياة بداخله حي الشهداء والذي أتت تسميته بسبب أن شهداء معركة كرري قد دفنوا فيه مع بعض شهداء معركة أبو طليح .. وله أسماء عديدة أشهرها كهربة عامر وهو رجل مجتمع مشهور في أم درمان بسبب اللمبة الشهيرة التي كانت معلقة على عمود أمام منزله وهي أول لمبة كهربائية في أم درمان أصبحت مقصداً للكثير من هواة استطلاع .. أشهر الخلاوي في هذا الحي خلاوي أزرق وهو من أبطال كرري ..
شاعر هذا الحي والسودان يوسف التني كتب :-
ما بخش مدرسة المبشر وما بخاف الأسد المكشر
عندي معهد وطني العزيز وذلك بسبب قيام المدرسة الأهلية عام 1927م والتي قام السيد أحمد حسن عبد المنعم بكتابة شيك على بياض للبنك الأهلي لقيامها وذلك استفزاز لاعتراض السكرتير الإداري ثم أتى بعدها الأبناء على درب أجدادهم فأقاموا الجامعة الأهلية .
من أهم المعلمين ي هذا الحي حسن الطاهر مدير مدرسة أم درمان الأميرة والسيد عابدين ولا ننسى البروفسور فيصل محمد مكي مدير جامعة الأزهري ومؤسس معهد سكينة لتأهيل الأطفال المعاقيين تخليداً لذكرى والده .
نادي الخريجين أنشأ بحي الشهداء عام 1931م
من أبناء الحي وأعضاء في مؤتمر نادي الخرجين مبارك زروق .. الفضلي .. إبراهيم أحمد والصحفي المضوي فوراوي واكتسب هذا الاسم لنقله من مدينة أم درمان الى الفاشر وكان يوقع مقالاته (عاش السودان عاش المؤتمر) فوراوي وقد امتلك مطبعة حي الشهداء .
من أبرز الأسماء في الجانب الاقتصادي بهذا الحي ، السيد عبد المنعم محمد صاحب شركة الزراعة وتصدير القمح وكذلك شركة الكوكاكولا . وكذلك أسرة أبو العلا الذين هم معرفون بصولاتهم وجولاتهم في دينا المال .
ومن هذه الأسرة الشاعر حسن عوض أبو العلا صاحب قصيدة سفري السبب اذاي وكذلك الأمين برهان ومن رواد الدراما ابراهيم حجازي والممثلة ناهد حسن وغيرهم

من الناحية الكروية تيم عباس أول نادي رياضي بالشهداء تأسس عام 1928م وأهم حدث تاسيس نادي الهلال عام 1930م في بيت حمدنا بعد اجتماع الرياضيين في منزله لاختيار اسم النادي وربما نظر هو الى السماء وراء الهلال يشع نوراً في تلك الليلة فأسماه الهلال وهناك من يقول ان الذي أطلق الاسم هو آدم رجب .
وأول كابتن لنادي الهلال هو أمين بابكر من أبناء هذا الحي وكان بجانب ذلك صحفياً يوقع مقالاته الشهيرة (بابن الشعب)
أما حي البوستة سمى بذلك كما ذكر الدكتور شكاك عام 1900م بعد دخول المستعمر السودان وأنشأ هذا المكان أول موقع سوداني يتخصص في علم الارصاد والجو ومصطفى الكتيابي .. آل غندور وهو أصغر اميرلاي في تاريخ السودان ,, آل بدري .. آل زروق .. آل ب فيليب غبوش بالإضافة الى عدد من أبناء النوبة وأسرة المذيع الإعلامي عمر الجزلي .
أهم ما يميز هذه المدينة ندوة أم درمان الثقافية التي كان يستضيفها السيد الأمين بمنزله وكان مكان الإذاعة في البوسته ومن أهم المعالم الدينية مسيد الشيخ الفرقان أما المساجد فأشهرها جامع أم درمان الكبير وجامع الشيخ يوسف الأحمدي وجامع البرير وجامع الشيخ حامد الأمين وأهم المعالم نادي الهلال .
هناك الكثير المثير في هذه المدينة الرءوم وما ذكرته لا يمثل سوء قطرة من محيط كذلك لا يمكن ذكر كل الأسر الموجودة في أم درمان ، فمن لم نذكرهم لهم العتبى حتى يرضوا .

http://sudanelite.com/content/%D8%A7%D9%84%D8...A7%D9%86%D9%8A%D8%A9

بوست حدير بالمتابعة
تحياتي لك رضا وراجع لك