اتعجب لمن يدين تراجى مصطفى من اجل غزة ولا يهمه اشلاء اخوانه فى دارفور

زيارة الزميلة تراجى مصطفى لاسرائيل وجدت صدا كبيرا على الاقل بين زملاء المنبر
ورغم ان الزيارة معلنة الهدف وهو الوقوف على حال اللاجئين السودانيين فى اسرائيل
لكن حتى لو اعتبرنا ان الهدف كان من اجل اشياء اخرى ليس من بينها هذا الهدف الانسانى
لا اجد مبررا للمطالبة براس تراجى او المطالبة بسحب جنسيتها ..
رؤيتنا لاسرائيل كدولة لا اخلاقية تمارس الجريمة المنظمة ضد شعب اعزل امر متفق عليه
وعاطفتنا الدينية نحو مقدساتنا المنتهكة فى القدس امر يجد الاجماع
لكن الامر المهين والمحير فعلا هو سياسة الكيل بمكيالين
ليس نحو تراجى وانما نحو تناولنا للقضية الاسرائيلية مقابل قضايانا الاخرى
شئ مخزى ان ترى دموع التماسيح فى اجهزتنا الاعلامية مع خبر حادث بمقتل طفل فى غزة
لكن نفس هذه الدموع تجف والالسن تصمت واطفال دارفور يموتون كل صباح
عار كبير ان نتنادى لتظاهرات الغضب فور مقتل شيخ عجوز فى الضفة بينما نمارس الاختباء
وعيوننا ترى وتتابع مجازر وابادة فى دافور وجنوب كردفان والنيل الازرق
اى صورة مقلوبة هذه التى تجعلنى اشعر باوجاع ومصائب الغير ولا اشعر بها نحو اخوانى
واهلى فى وطنى ؟؟
واى ميزان هذا الذى يجعل روح غزاوى انقى واطهر لتستحق البكاء والعيول ولا توزن روح الدارفورى
بنفس المقدار ؟؟
على الاقل بحسابات الجغرافيا والتاريخ لم نرى لاسرائيل عداوة مباشرة معنا او جريمة مباشرة ضدنا
لكن من فعلوا ذلك هم بيننا وعلى رأس حكومتنا ..
من سفكوا دماء اخوتنا فى كجبار لم يكونوا كتيبة شارون بل اخوان عمر
ومن سفكوا دماء اهلى فى امرى لم يكونوا اخوان شاليط لكنهم ابناء نافع على نافع
ومن حرقوا قرى دافور وقتلوا اهلها وشردوا اطفالها وانتهكوا حرمة نساءها كانت طائرات سودانية
وليست اسرائيلية ...كما ان المرارات التى بيننا وبين اسرائيل ليست مثل التى بينها ومصر
التى عاهدتهم وفتحت اراضيها لسياحهم وليست مثلها ومثل اهل فلسطين انفسهم الذين يعملون ويسترزقون
داخل الاراضى الاسرائيلية كل صباح .
عليه ...
قبل ان نطالب براس تراجى علينا براس البشير
وقبل ان نسقط جنسية تراجى علينا بنفى نافع وعبد الرحيم