ظاهرة زوايا الأسرار .. ويكليكس لكل صحيفة

ظاهرة زوايا الأسرار .. ويكليكس لكل صحيفة


10-22-2011, 05:17 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=350&msg=1319300260&rn=0


Post: #1
Title: ظاهرة زوايا الأسرار .. ويكليكس لكل صحيفة
Author: مقداد خالد
Date: 10-22-2011, 05:17 PM

(الصندوق الأسود)، (شارع الصحافة)، (أسرار وأسرار)، (في الشبكة)، كلها مسميات لنوعية واحدة من ضروب العمل الصحفي، بدت تدب أوصالها الآونة الأخيرة في (أخيرات) صحف الخرطوم السيارة. ورغماً عن شغلها حيزاً صغيراً؛ تسبب الأخبار المصاغة دون ردها لاسم بعينه، ودون نسبتها لمصدر معرف -غالباً- ويتم نشرها في تلك الزوايا، تسبب أعاصير مدمرة داخل الأوساط الصحافية، وردات فعل زلزالية في أروقة مكاتب المسئولين بل قد توصل تبعاتها الصحيفة الناشرة إلى عتبات المؤسسات العدلية وقاعات المحاكم حال أوغلت في وضع الصفات الدالة على الشخص أو الجهة المستهدفة بالثرثرة.
ولا يخفى على أحد، البرزخ الفاصل الذي تكونه تلك (الكبسولات الإخبارية) بين متابعيها بحيث تقسمهم لفسطاطين لا يبغي أحدهما على الآخر: قادح يرى فيها نوعاً من الـ (نميمة) غير المستحبة، (ونشراً للغسيل القذر) ما يؤدي نهاية المطاف إلى حملات إنتقامية تسهم في تمزيق النسيج الاجتماعي والصحافي على حدٍ سواء، الأمر الذي من شأنه أن يقلل لاحقاً من صدقية الصحف التي تبث على تلك القناة في وقتٍ يتوجب عليها الإلتزام بالرصانة والصدقية وتحري الدقة ما أمكن. وبين مادح يرى في وارد تلك المساحات (ويكليكس سوداني) يسلط الضوء على عدد من الممارسات الخاطئة بهدف تقويمها، والحؤول دون استماع المسئولين لحديث النفس الأمارة بسوء خلط الخاص بالعام.
وبالنظر لنصف الكوب المملوء، دافع عبد الباقي الظافر الصحافي والكاتب المعروف بالزميلة (التيار) عن فكرة (شارع الصحافة) التي هو بالمناسبة أحد روادها، وقال إن الفكرة تقوم أساساً على إيجاد مساحات للأخبار التي لا تجد حظها من النشر نحو الأخبار الطريفة. واستغرب الظافر بشدة من مهاجمة الصحافيين لـ (شارع الصحافة) وذلك لعدة أسباب أجملها في: أولاً: الزاوية لا تقتصر على أخبار الصحف ثانياً: تظهر تكالب الصحافيين في ما سماه (المؤامرة على العوام) في غضون وقت يربطهم فيه ميثاق غير مكتوب بالتستر على ما يدور داخل صحفهم التي هي في الأساس مؤسسات عامة يحق للناس معرفة أخبارها، كما ويحق للمعلن ان يتعرف على قوة كل صحيفة والبيئة التي تعمل ضمنها. ثالثاً: -والحديث لا يزال للظافر- أن (شارعهم) ينأى عن أساليب الغمز واللمز ويطعن مباشرة في (الفيل) بصورة تحول ودون الابتزاز، وأخيراً فإن شارع الصحافة أسهم في تقوية الحس التنبؤوي عند الصحافيين وذلك على غرار الصحافة العالمية.
ولعل من الفوائد التي قد يكون أغفلها الظافر ?إن كنا تحرينا الدقة- ما يقول به بعض الصحافيين بأن إمتلاك (ويكيليكس خاص) يعد نوعاً من سلاح الردع والعمل الوقائي ضد من تسول له نفسه مهاجمة الصحيفة حال تنامى لعلمه عجزها على الرد ضمن أبوابها التحريرية المتعارف عليها علاوة على أن تلك الزوايا أسهمت في حفز العديدين لإفشاء عدد من الأسرار التي ما كان لها أن تتكشف لولا الاستفزازت والعمل بطريقة (أعنيك ياجارة).
أما عن المساوئ فحدث ولا حرج، فهناك التحول عن مبارحة درب كليات الإعلام في صناعة الصحف إنتقالاً إلى منهاج (ونسة القهوة) في الأحياء أو بتسمية أخرى (الصحافة الصفراء)، وهناك الإبتزاز بالحديث عن إمتلاك وثائق تكون في الأصل غير موجودة بهدف دفع المسؤول للمسارعة بتغطية سوءاته ليس بورقة (توت) ولكن بورق (البنكنوت)، وهناك تصفية الحسابات الشخصية من داخل منابر يفترض أنها عامة.
وفي السياق، استهجن الزميل رضا باعو رئيس قسم الأخبار بالزميلة (الوان) ذلك الضرب من العمل الصحافي وقال إنه لا يحبذ نسبة الأخبار للمصادر الا في حالات الأمن والجيش، نسبةً لحساسية المناصب وسير الأحاديث المنسوبة لتلك الجهات بمحاذاة قضايا الأمن القومي. وحذر باعو من أن تقود صراعات الصحافيين في تلك الزوايا من خلال ردات الفعل الدفترادرية (نسبة لحملات الدفتردار الانتقامية) والعمل التربصي، والتربصي المضاد لإلحاق أضرار كبيرة بمهنة الصحافة التي أكد أن قضاياها أكبر بكثير من حروب العبث الدائرة حالياً.
أما رأي المؤسسة المنظمة لعمل الصحافة، وهي المجلس القومي للصحافة والمطبوعات، فكان للقدح أقرب، حيث نعت د. عبد العظيم نور الدين رئيس لجنة الشكاوى وأستاذ الإعلام، زوايا الأسرار في الصحف بغير الاخلاقية خصوصاً في ظل الحريات التي تتيح للصحف ممارسة انتقاداتها تحت ضوء الشمس، وتسمية الاشياء بمسمياتها، وذلك عن طريق النشر ضمن الأبواب التحريرية المتعارف عليها وأبرزها (التحقيقات). ولكنه عاد ونفى أي أتجاه لديهم لإيقاف ذلك الضرب من العمل الصحافي مشدداً على عدم تهاونهم مع الشكاوى المقدمة من الأفراد والمؤسسات حال تأكد إنطلاقها من الفراغ.
وبالتقاط القفاز من الإشارة الأخيرة لنور الدين، لتماسها مع سقوف القانون، نشير إلى أن قانون الصحافة والمطبوعات يمنع إشانة السمعة وبالتالي حال أثبت مسؤول أو جهة إنطباق الاوصاف الواردة في باب الأسرار عليه فإن ذلك سيكون مؤداه الوقوع تحت طائلة قانون الصحافة، ولما لا القانون الجنائي في مرحلة لاحقة.
ومما بدا من تباينات في الرأي، يتأكد لنا أن الصراع السرمدي حول جدوى زوايا الأسرار أو (ويكليكس الصحف) مستمر ما بقيت الصحافة، وفي ظل المتابعة الكبيرة له منذ أيام صحيفة (الاسبوع)، يبقى الفيصل هو الضمير، هذا والا اللجوء للقانون.

Post: #2
Title: Re: ظاهرة زوايا الأسرار .. ويكليكس لكل صحيفة
Author: محمد الطيب يوسف
Date: 10-22-2011, 06:01 PM
Parent: #1

like

Post: #3
Title: Re: ظاهرة زوايا الأسرار .. ويكليكس لكل صحيفة
Author: محمد الطيب يوسف
Date: 10-22-2011, 06:01 PM
Parent: #1

like

Post: #4
Title: Re: ظاهرة زوايا الأسرار .. ويكليكس لكل صحيفة
Author: مقداد خالد
Date: 10-23-2011, 08:36 AM
Parent: #3

تسلم يا أبو حميد على المرور والثناء الباذخ