المعارضة في المظاهرة ...

حسب التجربة...

فإن المظاهرة الناجحة هي التي تنطلق عفوياً ومن غير تخطيط

يهب فيها الشعب فجأة نتيجة احتقان داخلي يتبعه انفجار تلقائي ..

وبعد أن تنجح يمكن لأحد الأحزاب- أو حتى الحكومات- أن يختطفها.




D

الثورات التي تخطط لها التنظيمات والأحزاب
كثيرا ما تفشل ...
لأن المدعوين للمظاهرة
غالباً ما يتملكهم الإحساس بأنهم مجرد مطايا
يستغلها الداعي
لتتويج قياداته قصر الرئاسة الفخيم.

مظاهرة الأمس حالفها بعض النجاح ...
لأنها انطلقت من رحم الشارع
تشكو لربها الغلاء وذل الترحال
ولم تحركها قيادات معارضة أو تنظيم ..
ولو فعلت لازدادت فشلا .

الظروف الآن مواتية تماماً لثورة في الشوارع
إلا أن تدخل قيادات معارضة وتنظيمات بعينها
تسعى لتحريك الشارع من خلف أبوابه
هي التي أقعدت المواطن عن الخروج
هذه القيادات المعارضة والتنظيمات
تدعو وتصرخ في الناس للخروج إلى الشوارع
بينما تتحصن هي مع (خاصة) أهلها
وراء زجاج السيارات والفلل والقصور
يحميها النظام الذي تعارضه وتتكسب من داخل مؤسساته
ويقتات أبناؤها وأهلوها من توظيفهم في الجيش والشرطة والأمن
ومؤسسات أخرى يهمها بقاءها والاحتفاظ بها
بل وتنتظر تعويضات تجارتها ودفع خسائر صحفها وممتلكاتها
وهي تتنعم في ظلال جنائنها وحدائقها التي تسقيها الحكومة من دم الشعب
لا يهمها في ذلك ظروف المواطن ولا غلاء معيشته
ولم تتأثر يوماً بالغلاء ولا العطش ولا زحمة المواصلات.




.

خلاصة الأمر أن ...
الثورة في تونس أطلق شرارتها محمد بوعزيزي
وهو شخص مغمور لايعرف له انتماء أو تنظيم.
الثورة في مصر أشعل جذوتها شباب مهمشون
على الصعيد السياسي والتنظيمي أمثال وائل غنيم وصحبه.
وكذا الثورة الليبية والسورية واليمنية،
لم تظهر فيها الأحزاب والتنظيمات إلا بعد أن اشتعلت ..
الوضع في السودان مشابه ..
فإذا أرادات المعارضة للمظاهرات أن تنجح
فعليها أن تنزل أولاً لمستوى المواطن العادي
وأن تتمثل فضيلة كونها جزء عادي في نسيج الشعب السوداني
تشعر بجوعه وظلمه وتخرج معه كمواطن لا كداعية أو موجه من خلف الريموت كنترول.
.
.
.
دعوا الشعب يشعر بغبنه وجوعه فيخرج
ولا تدفعوه للشعور بأنه مجرد حطب للثورة فيخرج عليكم قبل الحكومة .

..
..
والله الكلام ده أعوج ؟