حينما يصل العقاب التربوي مرحلة القتل

Quote: بعد ان قام احد الاساتذة بمدرسة الحارة الرابعة بضرب الطالب الخلوق محمد فوزي علي راسه ضرباً مبرحاً في منتصف الراس وتم نقله الي المستشفي والتي مكث فيها حوالي الشهرين لتلقي العلاجات في الراس بعد ان اصبحت جمجمته مثلها ومثل الكرة وبعد ان بذل الطاقم الطبي بمستشفي الشرطة ببري كافة الجهود لانقاذ الطالب المصاب في الراس من جراء الضرب الذي قام به احد المعلمين في حق الطالب الخلوق وهو صائم ايام شهر رمضان وتم نقل الطالب علي اثر الضرب الي منزله الا ان حالته لم تستقر فاصيب بالحمي والاعياء حتي اصبح طريح المستشفي ومن ثم تحويله الي مستشفي الشرطة بالخرطوم. وكانت اسرة الطالب العائدة من الجماهيرية الليبية في احداث ثورة السابع عشر من فبراير قد عادت وهي لا تحمل الا الحنين للوطن والاهل وبرغم الظروف الاليمة والقاهرة والصعبة التي تمر بالاسرة حاولوا جاهدين استمرار ابنائهم في الدراسة وبعد تكملة الاجراءات وقع حظ ابنهم الكبير علي مدرسة الحارة الرابعة ليواصل دراسته فيها وسط اخوانه الطلاب ورغم صغر سنه الا انه كان متمسكا بصيامة وقيامه وصلواته. وفي يوم الحادثة حدث بعض الازعاج من طلاب الفصل الذي كان يدرس فيه الطالب الخلوق محمد وقام الاستاذ بمعاقبة كل التلاميذ بالضرب وقد كان الطالب المرحوم محمد واضعاً راسه علي الكنبة التي امامه وعندما سدد الاستاذ له الضرب في راسه وكان في حالة صيام قام الطالب بالاستفسار عن سبب ضربه خاصة وانه متعب من الصيام ولم يكن ضمن الطلبة (المهرجلين) فما كان من المعلم الا وقام بضربه ضربا مبرحا في كل انحاء جسده ومن ثم هوي بالضرب علي منتصف راس الطالب لاكثر من مرة مما تسبب في اصابته .. وتم فتح بلاغ في مواجهة المعلم وتم اطلاق سراحه بالضمانة ومن ثم باشرت اسرة الطالب رحلة العلاج الذي استمر لاكثر من شهرين واصبح طريح الفراش الابيض الي ان انتقل الي رحمة مولاه في الخامسة والنصف من مساء امس بمستشفي الشرطة .. ووجهت النيابة بتشريح الجثة ومن ثم قام الطبيب الشرعي جمال يوسف احمد بالتشريح ورفع الاوراق الي النيابة والشرطة وتم تحويل البلاغ الي المادة 130 القتل العمد من القانون الجنائي. وقد توجهت (الدار) الي سرادق العزاء والتقت باسرته ووالده المكلوم الذي فجر العديد من المفاجآت الحزينة حول رحلته الي الجماهيرية ورحلة علاج ابنه والمأساة الذي مر بها عقب عودته من المأساة الكبري بعد ان قضي في ليبيا اكثر من 12 عاماً مغترباً من اجل اسعاد اسرته وابنه الخلوق محمد الذي رحل عن الدنيا الفانية يصارع مرضه والمه من جراء الضرب المبرح رغم توجيهات والي الخرطوم ووزير التربية والتعليم بعدم الضرب لأي تلميذ من التلاميذ. (الدار) غدا تنفرد بادق التفاصيل والاسرار حول حادثة الطالب الخلوق محمد فوزي الذي قتل نتيجة ضرب المعلم بمدرسة الحارة الرابعة.

نقلاً عن صحيفة الدار



العقاب في المدارس السودانية عرف ـ يسنده القول المحلي المأثور ( ليكم اللحم ، ولينا العضم )
عملت معلماً لفترة وجيزة بوزارة التربية والتعليم بالسودان ، ولكن طيلة فترة عملي لم أطلع على أي منشور أو تعميم أو قرار يخص العقاب البدني بالمدرسة ـ وإمعاناً في الحرص أتصلت على الأستاذ أ. ع. ـ الذي عمل معلماً بالمرحلة المتوسطة لأكثر من 25 عام حتى أصبح مديراً وتنقل في عدد من المدارس ، وسألته ( هل سبق لك إستلام والإطلاع على أي منشور يتعلق بالعقاب البدني من الوزارة ) فأجاب النفي ، ونفس السؤال وجهته لأخرين خاضوا نفس التجربة ،

القناعة التي خرجت بها أن العملية التعليمية في السودان من رابع المستحيلات أن تتم دون عقاب بدني تربوي ، ولكن ليس العقاب الذي يصل لمرحلة القتل والإصابات التي تسبب الإعاقة الدائمة ـ
بعض المعلمين يبتكرون أساليب مختلفة للعقاب التربوي بديلاً للعقاب البدني ، مثل تكليف الطالب بأداء أعمال شاقة أو تتطلب قدر كبير من الصبر ، مثل أن تطلب من الطالب الذي يرسب في (Spelling) مثلاً تكرار كل كلمة 100 مرة
يتبع

كما يقوم المعلم في أحيان أخرى بتكليف الطالب بالقيام ببعض الأعمال الشاقة ، مثل أن يقوم بسقاية عدد من الأشجار بواسطة جردل أو أو جك صغير ، وقد يستغرق القيام بذلك عدة ساعات

أو بنظافة حديقة المدرسة

أو يشهر بالطالب أمام زملائه لو بدر من سلوك مشين

أو يحرم من من بعض الحوافر ، حيث يقوم بعض المعلمين بتوزيع الحلوى أو الفواكه على الطلاب

هذه نماذج لأنواع العقوبة التربوية التي تناى عن العقاب البدني

ولكن يبقى السؤال : هل يجدي هذا النوع من العقوبات التربوية على كل الطلاب مع إختلاف التربية التي تربوها ، والبيئة التي نشأوا فيها ،

يتبع