إسحق أحمد فضل الله :إنتهي الدرس يا ...

والخرطوم: التي لا تعد يوم زينة ولا تحشر الناس ضحى لاستقبال سلفا كير تكتفي
باستقباله بمانشيت يزين صحف الجمعة.
وبعض المانشيت كان هو »تورط الجنوب في أحداث جنوب النيل الأزرق«.
- »الأمم المتحدة: المجاعة تطحن الجنوب«.
- »الرصاص الحي ضد طلاب المدارس المتظاهرين في جوبا ضد الجوع«.
- ومانشيتات الصحف تقدم لسلفا كير نصف ما تقوله الخرطوم.
النصف الآخر الذي يقال للخرطوم وعبر الصحف ذاتها كان بعضه هو تفاصيل الوفد الجنوبي.
والوفد يسرد الأسماء.. والأسماء ليس من بينها عرمان أو باقان.
سلفا يقول للخرطوم.. فهمت.
وما لم تقله الخرطوم ولا سلفا عبر الصحف.. وما تبدأ به الاجتماعات بعد السلام الجمهوري هو:
- الخرطوم تطلب تفسيراً لما صنعته جوبا في جنوب النيل.
وسلفا كير حين يذهب للحديث عن دعم رجاله »الحلو وعقار« يفاجأ بنقطة نظام تطلب معرفة ما
إذا كان الحلو وعقار مواطنين يحملان جنسية الجنوب.. أم الشمال.
وسلفا كير حين ينكر أنه يدعم مواطنين من الشمال ضد الخرطوم يفاجأ بالخرطوم تسأل: بحواجب مرفوعة = عما إذا كان خليل إبراهيم مواطناً جنوبياً = إذن.
وتفاحة آدم في حلق سلفا كير سوف ترتفع وتهبط ألف مرة قبل الوصول الى ما يحمله سلفا كير خلف شفتيه مباشرة ويريد الحديث عنه.
- البترول.. ومتعلقات أخرى.
- لكن الرجل المسكين سوف يفاجأ بأن أنابيب الشمال التي استقبلت وأرسلت اثنين وعشرين مليون برميل من نفط الجنوب تطلب الآن تسديد مستحقاتها.
- ونزاع قانوني صغير بين شمالي وجنوبي الأسبوع الماضي تقضي فيه المحكمة بأن »الجنوب الآن دولة منفصلة.. ومواطنها ينطبق عليه حكم الأجنبي.. و...«.
- الحكم الصغير يصبح سابقة لها ارتدادات زلزالية مخيفة.

- وسلفا كير يفاجأ بالزلزال هذا يحطم كل نسيج الجنوب في الشمال.
ويحطم ما يسمى »الحقوق« التي يحملها سلفا على رأس أجندته اليوم السبت.
- وشخصية تمددت حتى طالت عظامها ثم انكمشت حتى انكمشت عظامها تصبح هي الشاهد
والمرجع حول ما يسمى »حقوق«.
- منصور خالد يصبح هو الشاهد هذا.
- فالرجل في كتابه »تكاثر الزعازع« يكتب ويعجب غاية العجب.. كيف لا يسمح الشمال
للحركة الشعبية بأن تديره بعد أن وضعت الحركة الجنوب خلفها منفصلاً«.
وغرابة الحديث تجعلنا ننقل نقلاً ما قاله منصور.
والكتاب بعد أربعين صفحة يقول
(ان ظن ظان أن المفاوضات في هذين العامين «2002 - 2005» كانت تدور حول المطالب
المشروعة لأهل الجنوب فقد أخطأ.. فأمر المطالب الجنوبية الرئيسية حسم بصورة قاطعة
في بروتكول مشاكوس.. الحكم الذاتي لجنوب السودان.. إقرار نظام الحكم العلماني هناك.. التمثيل المناسب للجنوب في الحكومة القومية »الخرطوم« بما في ذلك الخدمة المدنية - حق غير المسلمين في تسنم كافة الوظائف العامة القومية بما في ذلك رئاسة الجمهورية... ثم تبقى نقاط أربع للنقاش حولها.. العاصمة القومية.. الجيشان.. مصير المناطق الثلاث.. النظام المصرفي.
- وباستثناء النقاط هذه تمركز الحوار في نيفاشا على مدى ثلاثين شهراً حول مسائل قومية الطابع:
- لا مركزية الحكم.
- التحول الديمقراطي.
- المصالحة الوطنية.
- اقتسام الثروة.
- الانتخابات القومية).
- هذا = دون أدنى تحريف هو ما قاله منصور خالد.

والنقل نذهب إليه لأنه يتعذر على العقل - أي عقل سوى عقل منصور - أن يفهم كيف يبقى للحركة الشعبية - بعد الانفصال - أن تطالب = كما يفعل سلفا كير الآن بكل ما ظلت تطلبه قبل الانفصال.
والحركة لا «تطالب» - الحركة تطلب وتأمر وتلطم.
وطريف أن منصور وفي كتابه هذا صفحة 50 ينقل ان »أول ما أعلنه الوريث الشرعي لقرنق »سلفا كير« وقبل دفن قرنق هو أن الحركة الشعبية عربة بدون تعشيقة ارتداد خلف.
لكن عربة سلفا هذه التي تنطلق في الخرطوم تسقط في حفرة الأسلوب الجديد للخرطوم.
فالخطاب الجديد يقول للسيد سلفا
«السيد رئيس جمهورية الجنوب المستقلة.. نقدم الذرة للجنوب بعد دفع الثمن.. ونستقبل نفط الجنوب بعد دفع الثمن.
والمواطنة عندنا والحقوق، مثل العالم كله - شيء يخص السودان فقط و...
الخرطوم قالتها بالفعل في مانشيتات صحف أمس.
والسلام الجمهوري الذي يزف لاستقبال سلفا ليس إلا شيئاً يقول للرجل:
: أنت = والآخرون معك= أجانب مفهوم؟
وعرمان وباقان حرام عليهما دخول السودان النظيف.

شكرا يادينق.