ليبيا بين تحديات الحاضر واّفاق المُستقبل

ليبيا بين تحديات الحاضر واّفاق المُستقبل


09-09-2011, 12:29 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=340&msg=1315567770&rn=1


Post: #1
Title: ليبيا بين تحديات الحاضر واّفاق المُستقبل
Author: محمد طه الحبر
Date: 09-09-2011, 12:29 PM
Parent: #0

لاشك أن ماقام به الثوار الليبين شيئ يستحق الوقفة والتقدير والإحترام فالثورة الليبية نجحت في إسقاط القذافي..وهذه خطوة لاغنى عنها من أجل بناء نظام حُكم ديمقراطي وتأسيس دولة مدنية تقوم على المؤسسات لاعلى حُكم الفرد كما كان طيلة ال42سنة الماضية والتي إنفرد فيها القذافي بحُكم ليبيا ومارس أبشع ديكتاتورية في العالم العربي ..

ومازالت الثورة في إعتقادي في بدايتها وينتظر الثوار الليبيين بعد أن يفرغوا من إحتفالاتهم الكثير من العمل وجهود ضخمة تخرُج بليبيا من الأزمة السياسية والإقتصادية التي تعيشها الاّن بسبب الحرب التي إمتدت لعدة شهور وكلفت الإقتصاد الوطني والمواطن الليبي خسائر مادية وبشرية كبيرة لم يكن بالإمكان تفاديها لإنجاز مهمتهم الأساسية وهي إسقاط نظام معمر القذافي وقد نجحوا في ذلك فماهي التحديات الحقيقية التي تواجه الثوار في سبيل بناء دولتهم القادمة والتي من المفترض أن تكون ذات طابع ديمقراطي ودولة مواطنة تسع الجميع ...؟



في الحقيقة ومن وجهة نظري المتواضعة توجد ثلاثة مخاطر أوتحديات تواجه الثوار وعليهم الإسراع في حلها حتى لايتم سرقة الثورة كما حدث في بلدان أخرى أضحى ثوراها في حيرة من أمرهم لأن شيئا" من التغيير لم يحدث على أرض الواقع يمكن حسابه لصالح الثورة والثوار خلاف إقتلاع الانظمة الديكتاتورية وهذا بالطبع يُعد عثرة في طريق الثورة التي ينتظرها كثير من التحديات الحقيقية والتي تتمثل في :

1_حلف الناتو كحليف أساسي قد ساهم في نجاح الثورة وربما فشلت بدون وجوده والذي لن يخرج من ليبيا كما دخل إليها وسيكون له شروط على الثوار تبدأ بالحفاظ على الأمن كحُجة ومُبرر لإستمرار وجوده إلى تدخله في شؤون حُكم البلاد وما حدث في العراق ليس ببعيد عن الأذهان حيث وصل بهم الأمر إلى تعيين حاكم أجنبي عسكري (بريمر)وأصبح هاجس المحافظة على الامن وإستقرار العراق مُبرر لوجود القوات الأمريكية لسنين طويلة لم تنسحب بكاملها حتى الاّن وكلما أخشى أن تتكرر النجربة في ليبيا نسبة للتشابه الذي يجمع بين الطريقتين التي تم بموجبهما إسقاط النظامين مع ملاحظة أن حلف الناتو لم يتكبد كل هذه المشاق وقطع كل هذه المُحيطات من أجل عيون الثوار الليبيين أو من أجل هدف إنساني بحت فاللغرب أجندته الخاصة التي يتحرك بموجبها ويساعد الثوار في إسقاط أنظمتهم وبعد إسقاط الأنظمة تتضح الأهداف والسياسات الأساسية وتأخُذ مناح متعددة في إستنزاف موارد البلد المعني وذلك بإنتهاج سياسات (مثلا" النفط مقابل الغذاء)وغيرها من السياسات التي تصُب في مصلحة الولايات المتحدة الأمريكية بصفة خاصة وحلفائها من الدُول الغربية على وجه العموم ففي العراق أمريكا قامت بالعديد من التفجيرات داخل العراق والتي راح ضحيتها العديد من المدنيين وإتخذتها ذريعة كمبرر لوجودها العسكري في العراق مُوهمة العراقيين أن من قام بهذه العمليات التخريبية هُم فلول النظام العراقي وماتبقى من أنصار صدام حسين وهذا يمكن حدوثه بحالة مشابهة تماما" في ليبيا...



2_التحدي الثاني يتمثل في الثوار أنفسهم والكيفية التي سيديرون بها ليبيا في الفترة الإنتقالية وهذه صعبة بالنظر لتكوينات الثوار وخلفياتهم السياسية التي برزوا منها بالرغم من طغيان العنصر الإسلامي(الأخواني) في ميدان المعارك وهذا بالطبع يُضاف له تحدي آخر يتمدثل في قدرة الثوار على المحافظة على وحدتهم بعد الثورة وخاصة وأنهم جاءوا من إنتماءات متباينة..


3_خطر آخر يتمثل في المحافظة على الأمن وإعادة ما دمرته الحرب وفوق ذلك التحول الديمقراطي والتداول السلمي للسلطة....والثوار في أيديهم السلاح في ظل غياب كامل للدولة بمفهومها المتعارف عليه..ورئيس المجلس الإنتقالي تصريحاته صباح اليوم لاتبعث على الإطمئنان والشئ الذي فهمته منها أن المجلس الإنتقالي لايسيطر على تصرفات الثوار سيطرة كاملة وذكر رئيس المجلس بالحرف وقال:(سيقدم إستقالته لو إستمر إعتداء الثُوار على من ساندوا القذافي أيام الحرب مشيرا" ماتعرض له منزل نجل القذافي من إطلاق نار من قِبل الثوار بهدف الإنتقام من فلول النظام وذكر أن بعض الثوار من المتطرفين الإسلاميين)؛وختم حديثة مُهددا" بالإستقالة من المجلس إذا ما إستمر الثوار في مثل هذه الأفعال والتي تؤدي لإشاعة الفوضى ومانستخلصه من كلامه عدم إمكانية السيطرة على الثوار في هذه المرحلة وهذا يؤدي بالطبع لإشاعة الفوضى في ليبيا.

أمريكا وحلفائها (لن يخرجوا من المولد بدون حمص) ولا أتوقع إنسحاب سريع لهم من ليبيا فهذا خطر على الثورة..ثم إن الثوار إن لم يحافظوا على وحدة الجبهة الداخلية سيُساهم ذلك في طول أمد بقاء الناتو في ليبيا وستنشر أمريكا وحلفاءها قوات أجنبية تحت مظلة الأمم المتحدة بحجة حفظ السلام والإستقرار في ليبيا...

أرجو في نهاية المطاف أن يعي الليبين كل المخاطر التي تحيط بهم وبثورتهم الظافرة وأن تسود قيم الديمقراطية في ليبيا والتي تفضي لقيام دولة ذات مؤسسات..يتمكن في ظلها الشعب الليبي من بناء ما دمرته الحرب ومادمره القذافي خلال فترة حكمه الطويل وتكون بذلك بداية لنجاح الثورات التي تجتاح المنطقة والمُتعثرة في سوريا واليمن.

Post: #2
Title: Re: ليبيا بين تحديات الحاضر واّفاق المُستقبل
Author: محمد طه الحبر
Date: 09-09-2011, 01:36 PM

up