(حوار صحيفة الاحداث مع عضو المنبر صلاح عوض الله )الجزء الثانى

الناقد صلاح عوض الله النُعمان لـ"رؤى واتجاهات":
الاصطراع الداخلي هو الذي يهيىء مناخاً نفسياً للكتابة الإبداعية

يعمل محاضراً بكلية الهندسة جامعة الإمام المهدي حالياً. قدّم عدداً من الأوراق التي شارك بها في دورات المؤتمر العلمي للرواية الذي يقيمه مركز عبد الكريم ميرغني.. من المساهمين في فعاليات منتدى نادي القصة السوداني. الأستاذ الناقد صلاح عوض الله النعمان نلتقيه عبر هذه المساحة القصيرة مجيباً على ما طرحناه من محاور..
حاوره: خالد أحمد بابكر

- هل هنالك حيِّز للمجاملة "أحياناً" لدى الناقد تلعب فيه العلاقات الإنسانية دوراً ولو ضئيلاً نسبيا؟
ليست هنالك أي مساحة للمجاملة فعندما يتعامل (الناقد) مع أي منجز إبداعي عليه أن يتحاور فقط مع النص وبالتالي مدى الاستجابة للنص عند الناقد هي التي تنتج مديات التفاعل.... هذا الاصطراع الداخلي هو الذي يهيىء مناخاً نفسياً للكتابة الإبداعية.... أي الخطاب النقدي الموازي للنص...
أما الذين يحشرون الذاتي في السياق الأدبي والإبداعي عموماً فأولئك يبتعدون عن الحالة الإبداعية وشروطها الجمالية والإنسانية الرفيعة أي عن لحظة التسامي... إلا أنه أحياناً قد يتسرَّب كاتب نص روائي لحظة الكتابة النقدية من لاوعي الناقد دون أن يحس به نتيجة حب أو كره. وهذه حالة لا تنطبق عليها المقولة القانونية (مع سبق الإصرار والترصد)، أي يمكن الكشف عنها ومعالجتها فيما بعد عبر الحوار والحراك الذي ينتجه خطاب النقد مع المتلقي.... تلخيصاً لها المشكل الشائك والذي تتأرجح فيه الكتابة ما بين الذاتي والموضوعي باعتبار أنَّ الكتابة حالة إسقاط، أي لحظة ينبني فيها الفعل الإبداعي بين الوعي واللاوعي... أؤمن بنظرية موت المؤلف..

- كثيرون - وللأسف في هذا الزمان – يعتبرون النقد أمراً شخصياً، وربما وراءه مؤامرة ما – أو هكذا يحسبون؟
ثقافة النقد ثقافة غائبة عن ذهننا الجمعي نتيجة غياب الوعي الديموقراطي.. نحن في السودان لم نستمتع بتجربة ديموقراطية في حياتنا كمجتمع لم يصِل مرحلة المدنية بعد وهذا انعكس على المشهد الثقافي والنقد بصورة خاصة...
- بعض النقاد ينحو في تكوين رؤيته نحواً يتعامل فيه مع كاتب النص لا مع النص.. ماذا تقول؟
باختصار... الذين يتعاملون من النقَّاد مع كاتب النص في كتاباتهم وليس مع النص ليست لهم علاقة مع النقد كخطاب إبداعي ينهض على أسس ونظريات علمية... بل طارئين على المشهد...
- تبلورت معظم إسهامات النقد الجادة في السودان عبر الصحافة السودانية، هل ثمة تطور ملموس اليوم؟
فعلاً تبلورت معظم إسهامات النقد في السودان عبر الصحافة وذلك مرده أن صناعة الثقافة في السودان ابتدأت عبر الناقل الخبري (الصحافة) وما زالت هي الناشر الأساسي عدا بعض الإشراقات التي تظهر وتختفي مثل (مجلة الخرطوم/ الثقافة السودانية/ وازا.... الخ) وما أعنيه هنا هو الغياب الفاجع لدوريات متخصصة في الشأن الثقافي وهذه مسؤولية الجهات الرسمية؟!!

أما مسألة التطور فما زلنا بعيدين عن الحراك الثقافي من حولنا... كحركة ثقافية. هذا إن وجدت... لأن الحركة الثقافية لها مقوماتها... وهذا غير موجود هنا؟؟
- شهوةُ الكتابة الإبداعيَّة تحمل المبدع على إعادة تشكيل ما هو يومي وعادي ليصبح فناً... ما قولك؟
شهوة الإبداع كما ذكرته أو ما أسميه بزمن الكتابة هي لحظة بين الوعي واللاوعي... هي لحظة انجذاب كما يسميها المتصوفة... بالتأكيد تنبني على نحو تشكيل ما هو موجود وما هو متخيَّل في علاقة جدلية برؤى جمالية.
- كلمة أخيرة؟
شكراً لكم لهذه المساحة ومزيداً من الحراك..

أما مسألة التطور فما زلنا بعيدين عن الحراك الثقافي من حولنا... كحركة ثقافية. هذا إن وجدت... لأن الحركة الثقافية لها مقوماتها... وهذا غير موجود هنا؟؟
- شهوةُ الكتابة الإبداعيَّة تحمل المبدع على إعادة تشكيل ما هو يومي وعادي ليصبح فناً... ما قولك؟
شهوة الإبداع كما ذكرته أو ما أسميه بزمن الكتابة هي لحظة بين الوعي واللاوعي... هي لحظة انجذاب كما يسميها المتصوفة... بالتأكيد تنبني على نحو تشكيل ما هو موجود وما هو متخيَّل في علاقة جدلية برؤى جمالية.
- كلمة أخيرة؟
شكراً لكم لهذه المساحة ومزيداً من الحراك..

شكرا استاذ خالد أحمد بابكر على الحوار الدرر

شـــــكرا حمـيما استاذه
نجـــلاءسيد أحمد على نشر الحوار هنا
كامل مودتى *