نارمين شهيدة الحب المغدورة ... رواية لم تكتمل بعد..

نارمين شهيدة الحب المغدورة ... رواية لم تكتمل بعد..


08-22-2011, 05:51 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=340&msg=1314031911&rn=0


Post: #1
Title: نارمين شهيدة الحب المغدورة ... رواية لم تكتمل بعد..
Author: Mohammed Haroun
Date: 08-22-2011, 05:51 PM

نارمين ... شهيدة الحب المغدورة.


يا ماما على مهلك ...

يا بنتي الحر والألم هدو حيلي ... ليه كدا يا أولاد ..

بس تاخدي الدوا يا ماما يروح الألم .. الدكتور قال كده ..

آه يا بنتي الدكتور قال لازم عملية .. يعني الدوا بسكن الألم وبس ...

العملية غالية يا بنتي ... ومش مضمونة ... آه يا ركبتي آه ...

ما فيش مشكلة ياماما عمي قال حا يدفع مصاريف العملية

ما تشيليش هم ... الألم حا يزول ... العملية مضمونة ميه الميه

آه يا بنتي مش قادرة أمشي ... أطلبي تاكسي عشان يوصلنا البيت

حاضر ياماما ... بس إنت خليك هنا وأنا حا أتصرف ...

التكاسي كلها مليانة ... الناس كتيرة أوي ...

ناس ماشية وناس راكبة اتوبيسات ... وناس راكبة عربات آخر موديل

ناس سايقة بآخر سرعة في الزحمة ... وناس ضاربة كلكس على طول ...

ايه ده يا ناس!!! هذه هي حال القاهرة ....

نارمين في حيرة من أمرها ... الألم يعتصر قلبها ...

ليس لها في هذه الدنيا غير أمها وعمها غير الشقيق لوالدها ....

عمها الذي تربى في كنف أبيها ... يعمل طبيب في السعودية ....

والدها توفي حينما كانت غضة الإهاب ....

صورته المعلقة في الصالون هي ناقوس الذكرى ....

الحر شديد ... العرق يسيل على خدود نارمين ...

شاب أسمر يقف على حافة الطريق ...

نارمين تتلفت يمنة ويسرة ... عسى أن تقع عيناها على تاكسي ...

في غمرة الحيرة واليأس ... تستقر نظراتها المبعثرة عليه ...

يبتسم دون أن يدري .... نارمين تنظر إليه بدهشة

خفقت القلوب وإنطلقت السهام دون رجعة ... يا إلهي ...

شعور غريب لم يجتح دواخلها من قبل ... أحاسيسها عذراء

الشاب الأسمر تسمر على حافة الطريق ... إنها هي ...

صبية في فجر الشباب ...

التكاسي لن تأت اليوم ... الزحام سيد الموقف ...

الشاب الأسمر يقترب من نارمين ...

نارمين مطرقة ومشتتة الذهن ...

الشجاعة تهرب إلى شواطيء الخذلان

الشاب يمد إليها الجريدة التي كان يستظل بها

مش لازم ... نارمين ترد ... الشاب يصر

نارمين تأخذ الجريدة وتضعها على رأسها

يبتسم الشاب ... كدة أحسن .. ليجف العرق ...

فين رايحة ... الشاب يسأل نارمين ...

أنا وأمي ... يقاطعها الشاب متسائلاً ... هي فين؟

هناك ... مش قادرة توقف أو تمشي .... ركبتها ..

آه فهمت ... آلام حادة في الركبة ...

إنت دكتور ولا ايه؟ تسأله نارمين ...

يعني ... بتاع أسنان ...

هو بتاع الأسنان مش دكتور برضو؟؟ ..

يبسم الشاب الأسمر .. بيقولو كده ... مش عارف ..

تبتسم نارمين ... كأنها تقول له ما رأيك في الإبتسامة دي؟؟

ما شفتش زيهم أبداً ... أحلى أسنان ... عظمة ربنا ...

نواصل

Post: #2
Title: Re: نارمين شهيدة الحب المغدورة ... رواية لم تكتمل بعد..
Author: Mohammed Haroun
Date: 08-23-2011, 11:21 AM
Parent: #1

فين التكاسي النهار ده؟ كل يوم زي الهم على القلب ...

يضحك الشاب الأسمر ... بس الهم راح فين النهار ده؟

تلتقي الأنظار مرة أخرى ... لغة العيون أبلغ

يقول لها بإستغراب ... إحساس غريب!!!

يعني غريب إزاي .... مش فاهمة ....

أنا نفسي مش فاهم ... بس كل دا حصل بعد ما شفتك ..

تبتسم بإرتعاش ... أنا خايفة ... من ايه مش عارفة

خايفة مني يمكن؟ ... لا لا ... من الإحساس

نفس الإحساس الغريب ... ما فيش غيره ..

إنت اسمك مين؟ ... نارمين تسأل ...

حميد رمضان ... و انتي؟؟

نارمين ... يبتسم الشاب متسائلاً ...

نار بتحرق مين؟ ...

البقرب منها ... يضحكان ..

وبتشتغل فين يا دكتور؟ ...

بلاش حكاية دكتور دي ... حميد أحسن ...

بشتغل طبيب أسنان ... خارج مصر ...

ران الصمت ... لغة العيون والإبتسام ...

آه تاكسي القاهرة على بعد خمسين متر ....

نارمين متسمرة في مكانها ... التاكسي يقترب ..

الشاب الأسمر يلوح بيده للسائق ....

التاكسي يتوقف ... حميد يتمتم ... فين رايحين؟؟

نارمين ترد .... شارع شهاب ...

لحظة من فضلك ... الحاجة تعبانة شوية ...

الحاجة تمشي بصعوبة ... نارمين تنظر بإشفاق ..

حميد يفتح باب التاكسي .. ويساعدها ...

إنت رايح فين يا أبني؟ ... الحاجة تسأل ..

أنا رايح العجوزة ياحاجة ... بس حا أنتظر ...

نارمين مضطربة ... لحظة الوداع ...

آه ما أقسى الوداع!! ... تمد يدها إليه ...

حميد ينظر في حسرة ... أتمضي هكذ وبهذه السرعة ...

سائق التاكسي ... ما فيش مشكلة أوصلكم وبعدين أوصل قريبكم ..

نارمين تبتسم ... أعجبها كلام سائق التاكسي ...

حميد يستقر في المقعد الأمامي ... قرب السائق ..

الله معقولة دكتور حميد!!... سائق التاكسي مندهش ...

ما عرفتنيش ولا ايه؟؟ ... مش فاكر بركة لكهرباء السيارات؟

معقولة دياب كهربا!! ... يضحكان بشدة ..

خلاص يا عمي ... سبنا الغربة ورجعنا لأم الدنيا ..

بس يا أخي إحلويت أووي يا أبو الديب ....

شفت كيف كانت الغربة عاملة فينا!!

رجعت نهائي قبل أربع سنوات ...

الله يهون علينا نحن يا أبو الديب ...

يا عمي دا أنت يا دوب سنة أولى غربة ...

شقينا سبعتاشر سنة يا دكتور حميد ... خلاص كفاية ..

نواصل





























Post: #3
Title: Re: نارمين شهيدة الحب المغدورة ... رواية لم تكتمل بعد..
Author: Mohammed Haroun
Date: 09-05-2011, 03:00 PM
Parent: #2

سبعتاشر سنة!!... يا أخي والله ثلاث سنوات بهدلتنا ..

كنا مجبورين والله يا دكتور حميد ... مسئوليات ..

في الدنيا دي ما حدش عارف هو مسير ولا مخير ..

بس زمان ما كانش في منافسة ... كنا أربعة ورش لا غير ...

اليوم سبعين ورشة أو يزيد ... ما فيش دراسة جدوى ولاحاجة ..

كل واحد يغمض في الليل ولما يصحى يقول عاوز ..

يا حاجة فين في شارع شهاب؟؟ دا أول الشارع ...

خليك ماشي على طول يا أبني ....

حميد مشتت الذهن ... لا يدري كيف يتصرف ...

لا بد أن يجد حل ... لا بد من وسيلة للتواصل ...

لا يمكن أن يترك الأمور هكذا ...

ما دار بينه وبين نارمين لا يصب إلا في خانة واحدة

إحساسه هو البوصلة التي لا تخطيء غايته ..

لم يتبق الكثير من الوقت ... هيا...

آه موضوع الحاجة ... آلام حادة في الركبة ...

فكرة هائلة ومدخل لا شبهة فيه ...

يا حاجة الألم خف حبتين ولا؟؟

لا يا أبني الألم كل يوم أشد من التاني ...

الإخصائي قال لازم عملية .. بس منتظرين ..

منتظرين ايه يا حاجة!!

لازم الحكاية دي تتم بسرعة .. وإلا حا تسوء الحالة أكثر..

ممكن أشوف التقرير الطبي؟؟

ما فيش مشكلة يا أبني ... بس نصل البيت ..

نارمين تبتسم ... سعيدة بالنتيجة ..

حميد سيرافقهما إلى الشقة ... ليقرأ التقرير طبعاً ..

وماذا بعد قراءة التقرير؟ لا تدري ...

وسائق التاكسي ... هل سينتظر حميد؟؟

نارمين تسأل نفسها ...

آه طبعاً ... ما هم طلعوا أصحاب ..

الشارع الجاي على الشمال ... الحاجة لسائق التاكسي ..

حاضر يا حاجة .. دياب كهربا يهديء السرعة ويؤشر شمال ..

الصمت يخيم برهة ً ...

الشارع الفرعي طويل أووي ... لا يكاد يرى نهايته ...

ينظر دياب إلى عداد المسافة ....

بعد حوالي كيلومتر وربع ...

الحاجة تأمره بالتوقف ..

حميد يترجل بسرعة ليساعد الحاجة ...

الشقة في الطابق الثالث ..

يا إلهي ... هل يوجد مصعد؟؟

وإلا ستكون المهمة شبه مستحيلة ..

حميد يسأل نارمين بصوت خافت ..

العمارة فيها؟؟

نارمين تفهم .. آه لحسن الحظ ...

حميد يبتسم ...

حسن خلاب!! وذكاء لماح!!

نعمة حلت عليه بغتة ً ...

نواصل