ولكم فى حسنى مبارك عظة يا رؤساء ويا حكام ...

المتابع للاحداث التى جرت فى العالم حولنا خاصة المنطقة العربية يكاد يصاب بالذهول لسرعة ايقاع حدوثها، هذه المتغيرات التى قلبت ما كان يدور فى اذهاننا على انها ثوابت يستحيل ان تتغير وتتبدل، مثل ان يقف رؤساء فى قفص الاتهام ، كانت سيرتهم فقط تثير الرعب فى نفوس معارضيهم ، و مثل ما نشاهده اليوم من اذلال وتشفى للرئيس المصرى السابق حسنى مبارك ... هذه المتغيرات مثل التى تابعناها فى تونس ومصر وما يحدث حاليا فى اليمن وسوريا .. والتى لم تحدث فى دول مثل السودان والجزائر التان كانتا اقرب الى ان تشملهما هذه التغيرات ..ولكنها لم تحدث وهذه جزئية يطول الحديث عنها ..

رؤية حسنى مبارك بهذه الطريقة المذلة جعلت الملايين يشفقون عليه وياسون لحاله، وتواجد نجليه بجانبه زاد من شدة التعاطف عليه .. ومن خلال حركة جمال وعلاء داخل القفص بجانب والديهما نبهنى صديقى بان جمال يكاد يكون هو الاقرب لوالده من علاء ..لكثرة انحنائه اليه وكثرة حديثة لوالده وهو مستلقيا فى سريره الطبى ..ولعل هذا يفسر ترشيحه لخلافة والده فى حكم مصر دونما علاء ..!!
وكان ملفتا وقوف نجلى مبارك طوال الساعات التى استمرت فيها الجلسة الاولى بجانب والدهما، فى طريقة وضح تماما انهما كانا يعمدان الى اخفاء الكاميرات عن والدهما الذى اصبح فى وضح وحالة يرثى لها...

سلام وتحية ..
لا أدرى ماذا نقول نحو طغاة فسدوا وأفسدوا
كل ما حولهم حتى أصبح إحضار كل الزمرة الفاسدة
لمحاكمتهم أمرا صعبا ، فقد إستشرت بسببهم كل صنوف
الفقر والمعاناة وطال ظلمهم وطغيانهم بلادنا ووجدوا
ضالتهم فى نظامنا وتفننوا فى حبك الوقائع بإبتسامة
زائفة حيث استفادوا من من سقطات نظامنا ووجهوها
بما يخدم مخططاتهم وتوجهاتهم الدنيئة مما إنعكس سلبا
على المواطن الضعيف البسيط فى بلادنا ، وهاهم يجنون
ما سولت لهم نياتهم ، والأيام دول يوما لك ويوما عليك
وياليت ، ياليت يتعظ أولى الألباب ، لو كان هناك من
يعى ويتعظ من حكامنا ...
تلك هى مشيئة الله وحكمه ...
وتحيتى .. محمد مختار جعفر

واحدث نفسى دائما ما لهذا الانسان يطغى ويتجبر فى دنيا لا يملك ان يسترد فيها هواء تنفسه، اذا ادخله لم يستطيع اخراجه واذا اخرجه لا يستطيع ادخاله فى لحظة وكسر من الثانية تؤخذ فيها روحه.. اى ضعف هو الذى فيه الانسان .. والانسان المعنى هنا اكثر من غيره ،الانسان الذى يسعى ويقاتل ان يكون رئيسا او حاكما على الاخرين ...فرؤية فرعون مصر اليوم وهو مستلقيا عاجزا لاحول له ولا قوة .. مرددا( .. نعم يا افندم.. ).. فيها درس ما بعده درس لزملائه الرؤساء الذين كان يستقبلهم قبل شهور قليلة فى كامل جبروته وعنفوانه، والذين هم الان على دفة الحكم يتابعون زميلا لهم فى قفص الاتهام .. ياترى ماذا يدور بخلدهم وهم يشاهدون هذه المحاكمة ؟ ياترى ماذا يقولون ؟ وماذا يحسون ؟

مرحبا اخى محمد مختار جعفر ..

مرحبا وانت تشاطرنى الفكرة حول هذه الدروس المجانية التى تقدم للعالمين .. خاصة منهم المتجبرين ..وليس هم فحسب بل العظة لكل الحالمين بسلطان او جاه يذلون به غيرهم من الادميين ...

Quote: سلام وتحية .. لا أدرى ماذا نقول نحو طغاة فسدوا وأفسدوا كل ما حولهم حتى أصبح إحضار كل الزمرة الفاسدة لمحاكمتهم أمرا صعبا ، فقد إستشرت بسببهم كل صنوف الفقر والمعاناة وطال ظلمهم وطغيانهم بلادنا ووجدوا ضالتهم فى نظامنا وتفننوا فى حبك الوقائع بإبتسامة زائفة حيث استفادوا من من سقطات نظامنا ووجهوها بما يخدم مخططاتهم وتوجهاتهم الدنيئة مما إنعكس سلبا على المواطن الضعيف البسيط فى بلادنا ، وهاهم يجنون ما سولت لهم نياتهم ، والأيام دول يوما لك ويوما عليك وياليت ، ياليت يتعظ أولى الألباب ، لو كان هناك من يعى ويتعظ من حكامنا ... تلك هى مشيئة الله وحكمه ... وتحيتى .. محمد مختار جعفر

قيل العاقل من يتعظ بغيره ..ولكن العظة هنا تتسع لتشمل الجميع ليس الحكام والرؤسا فقط .. بل تشمل كل من له سلطه على غيره من الناس بان لا يطغى ولا يتجبر .. ودائما الحق عند الحق يذل من يشاء ويعز من يشاء ..

يا ترى من منا لديه الرغبة ان يصبح رئيسا .. بل حتى ان يكون مسؤلا بمعنى احتكار مسؤولية لذل الاخرين او التربع على الرؤوس دونما وجه حق؟
والادهى التمسك بهذه الرئاسة او المنصب لسنوات طويلة دون الاخرين ..؟ اى عقل يفكر به هؤلاء الناس ؟ ونعلم ان فى ثقافتنا الاسلامية كيف كان الاولين يتهربون ويعزفون عن تولى امور الناس .. وذلك لصعوبة العدل فيها وخوف الظلم .. ولكن اليوم فان كل طالب سلطة او منصب تشوبه الشبهات بان من وراء سعيه تدور الدوائر.. مع التصديق بان هناك قلة صادقه هدفها الصلاح فى الارض وسرها الخدمات وتولى المهام بما يرضى الله وبالطرق المشروعة والقانونية.. ان زماننا هذا اصبح كل شى فيه صعبا ان تدير امورك الخاصة صعبا ان تقوم بواجباتك الاسرية والعائلية صعبا ..فما بالك وتولى الحكم والتصدى لشئون الناس ، والسبب الاكبر ان لا وسيلة لاخفاء الظلم او الفساد او التستر عليهما.. كما كان سابقا.. ولنا فى هذه التقنية التى تمكننا من كتابة ما نريد وفى ما نريد وكيف ما نريد ووقت ما نريد اشارة وتنبيه..

ومن المؤسف ان يتبدل كل من كان ذا صلة وقربى من مبارك ونجليه بين يوم وليلة الى اعداء له بعد ان كانوا يلهثون فى التقرب اليه، وهذه مصيبة اخرى تزيد من بؤس رجل كان يتحكم فى مصائر اكثر من 80 مليون انسان .. عليه تزداد العبر بان من يتقربون من الحكام او الرؤساء هم اول المتنكرين لهم اذا ما فقدوا سلطتهم ومكانتهم .. وهذه عظة اضافية تجعل من كل ساعى وراء سلطان او مكانه او رئاسة ان يفكر بدل المره مليون مره ...

وفى لقاء شاهدته امس فى قناة دريم الفضائية مع كابتن الاهلى ومنتخب مصر السابق احمد شوبير وللعلم كان كابتن شوبير احد الاعضاء البارزين فى الحزب الوطنى الحاكم وكان من المقربين من جمال مبارك ..ساله مقدم البرنامج عن الثورة التى حدثت فى مصر ورايه فيها .. فاجاب بانه مع الثورة وانه من المؤيدين لها !! فاستهجن مقدم البرنامج اجابته .. وقال له ولكنك حتى لحظة قيام الثورة كنت متمسكا بعضويتك فى الحزب ..فاجاب بانه قبل الثورة لم يكن يعلم بحجم الفساد الذى كان قائما فى مصر والذى تكشف له بعد قيام الثورة ..؟؟!!!! وقس على ذلك ....

وبدات الاصوات التى ترفض محاكمة مبارك تعلو.. !!!