Post: #1 Title: وداعا بهاء أبشلة! سيظل أهل السودان يذكرونك فى حلوهم ومرهم!!! Author: jini Date: 07-26-2011, 04:54 PM
Quote: همس الغروب - انتباهه للمبدع بهاء الدين أبو شلة همس الغروب - انتباهه للمبدع بهاء الدين أبو شلة
طاهر محمد علي
في لفتة بارعة فطنت قناة النيل الأزرق لتسجيل زيارة إلي الفنان بهاء الدين عبد الرحمن "أبو شلة" بمنزله بحي الموردة الأمدرماني، وأتاحت لي ضمن حلقة (مساء جديد) يوم الأربعاء الإطلالة للحديث عن مشواره رغم ضيق المساحة، الفكرة أعجبتني باعتبارها انتباهه في زمن الغفلة، وأشرت للأمر صراحة بأننا مشغولين بقضايا هامشية جعلتنا ندمن الصراع بين الأجيال في وقت ينبغي فيه تواصل الأجيال لخير الساحة الفنية. وضربت مثالاً بالفنان بهاء الدين ذلك الرجل الذي يؤرخ به لحي الموردة الشهير إذ نشأ الرجل في أوساط المبدعين الذين أنجبتهم الموردة، أو استقروا بها حيث ضم الحي وقتها التوم عبد الجليل، وإبراهيم عبد الجليل، وثنائي الموردة عطا محمود ومحمود كوكو، وفي ذات الحي كان يقطن الشاعر مبارك المغربي، والفنان إبراهيم الكاشف، وثلة من العازفين برعي محمد دفع الله، وعلاء الدين حمزة مما أثر علي بهاء الدين الذي بدأ الغناء نهاية الخمسينيات، يميزه صوت فيه من العمق والحلاوة والشجن ما جعله يقدم أشهر الأغنيات وقتها (وعدي بيك) وأغنية (عاطفة وربيع) التي كتبها الشاعر محمد عبد الصمد، وأمتد تأثيره الاجتماعي في جنبات الحي حيث أسهم بما له من اهتمامات في تأسيس نادي الموردة الرياضي، وكانت القهوة التي تتوسط سوق الموردة محطة لتجمع أقطاب كرة القدم يزينها بهاء بأحاديثه وترانيمة. كثيرون لا يعلمون عن سيرة الرجل الكثير، وكثيرون كانوا يسألون من هو بهاء وهو الأمر الذي عزيته لانشغال الأجيال الحالية باللهث للجديد دون الوقوف علي ملامح الماضي، والذي أفرز تجارب ناضجة كان يمكن الاستفادة منها من اجل استشراف مستقبل مشرق.. وأشرت بأن مسئولية تقدير الرموز مسئولية جماعية يتحملها الإعلام في بحثه وتنقيبه عن عطاء الرموز، وتتحملها المؤسسات العاملة في المجال مثل اتحاد المهن الموسيقية، وصندوق دعم رعاية المبدعين، ومجلس المهن الموسيقية والمسرحية (حديث التكوين)، ووزارة الثقافة التي أوصيت وزيرها الهمام السمؤال خلف الله الاهتمام بأمثال بهاء الدين لأنهم أعطوا للفن وما استبقوا شيئاً. أعود للحديث عن بهاء الدين الذي اتخذ شهرته من (الملحمة) الأكتوبرية الخالدة التي تغني بها الفنان محمد الأمين، وساهم بهاء الدين عبد الرحمن أبو شلة ضمن الأصوات الأدائية التي شاركت في ذلك العمل إلي جانب الفنان خليل إسماعيل، وأم بلينة السنوسي، وعثمان مصطفي. وعلاقة بهاء الدين بمحمد الأمين سابقة لذلك العمل إذ أسهم الأول في إيجاد السكن وإتاحة جزء من منزله لمجموعة من الفنانين وهم محمد الأمين، أبو عركي البخيت، خليل إسماعيل، والموسيقيين هاشم هريدي، والزبير محمد الحسن، بل وساهم في تكوين فرقهم الموسيقية حتي كتب لهم الذيوع والانتشار محققين الشهرة والمجد الفني. بهاء الدين ظل موظفاً بالخدمة العامة حيث عمل ببلدية أم درمان ومصلحة الأراضي مقدماً خدماته الجليلة للجمهور، والتصديق للمؤسسات الخدمية وللأندية بإيجاد قطع أراضي، ولعل أدواره الوطنية كبيرة ومعروفة، وحتي نرد الوفاء لواحد من أهل العطاء المتفرد دعونا نضم صوتنا إلي أصوات أخري بدأت من النيل الأزرق، مروراً بمنبر (الرائد)، لنتفقد الرجل بمنزله الكائن بحي الموردة، ونزيل عنه بعض الغبن. ومثله كثيرون لكن دعونا نكرم رحلة عطائه الوطني والإبداعي.
Quote: هاشم صديق واسرار الملحمة وفي ليله وكنا حُشود بتصارع عهد الظلم الشبَّ حواجز شبَّ موانع جانا هتاف من عِند الشارع قسماً...قسماً لن ننهار *ملحمة اكتوبر أو «قصة ثورة» للمبدع الشاعر الكبير هاشم صديق والموسيقار الفنان محمد الأمين، ما زالت رغم مرور «42» عاماً على تأليفها.. بذات عنفوان المحبة لها.. دليل على صدقها في توثيق الثورة التي كتبت بعد قيامها بأربع سنوات. *الشاعر هاشم صديق روى لـ«الرأي العام» بعض تفاصيل «الملحمة» التي قال عنها إن بعضها يبوح به لأول مرة في الذكرى السادسة والأربعين لأكتوبر.. فماذا قال: *يعتقد الكثيرون من الناس ان قصة ثورة.. كتبت العام 1964م بعد أحداث الثورة مباشرة، ولكن «الملحمة» كتبت العام 1968م أي بعد «4» سنوات من الثورة.. أحاول أن أقول حديثاً مفيداً وجديداً في شأن ملحمة قصة ثورة بعد كل هذه السنوات التي مرت على كتابتها وذلك من خلال تأملات أوردها برنامج «الزمن والمرحلة» الذي بثته إذاعة «البيت السوداني» خلال شهر رمضان المنصرم وكان البرنامج من «40» حلقة.. تأملت في محطة ذكريات الملحمة وجو اكتوبر وكل الظروف المحيطة بكتابة وتقديم وإنتاج الملحمة ثم أوردت هذه التأملات من خلال ندوة ثقافية في مركز الخاتم عدلان. *الجديد في هذه التأملات التي ربما تضيف جديداً للكثير مما قلته خلال كل السنوات المنصرمة ان سر حياة وألق هذا العمل الشعري الغنائي يكمن أولاً في أنني قد عشت أحداث ثورة اكتوبر يوماً بيوم بل لا أبالغ إن قلت ساعة بساعة وأنا صبي صغير لم أتجاوز «16» سنة، وبذلك انطبعت في عقلي الباطن كل أحداث هذه الثورة بانبهار ومعايشة ودهشة وتلاحم مع صورها المبهرة من شارع الى شارع ومن ميدان الى ميدان ومن ساحة الى ساحة حتى أحداث القصر عندما اندلع الرصاص في صدور المتظاهرين وتساقط الشهداء امثال عزالدين نصار وحسن عبدالحفيظ، الذي يعلم ان نقاء العقل الباطن وبياضه حفرت أحداث هذه الثورة العظيمة ببصيرة ذلك الصبي صغير السن.. ثم وبعد أربع سنوات ومع أنسام شتاء الذكرى الرابعة لأكتوبر استدعيت أحداث هذه التجربة وكتبتها قصة شعرية كأنها تنقل نفس الصور والأحداث التي عايشتها بصدق هو الذي بث فيها الحياة والألق الذي جعلها تسكن وجدان الشعب السوداني طوال هذه الفترة، واعتقد ان الذي بث الروح في أوصال القصيدة ومنحها المزيد من الحياة والحيوية هو المبدع الموسيقار محمد الأمين. * محطة الملحمة بالنسبة لمحمد الأمين هي التي أثبتت بصورة أو بأخرى ان ملكاته الصوتية تحمل الكثير من القدرات الدرامية بمعنى أنه يفسر الكلمات تفسيراً موسيقياً درامياً، وكان من الممكن ان تكون الملحمة مشروعاً للدراما الموسيقية السودانية التي أتفقت على إنجازها أنا والصديق مكي سنادة وشاركنا محمد الأمين في مناقشة تطورات هذا المشروع بمنظور مستقبلي. * الإتجاه الأول كان ان يلحن هذا العمل ويقدمه الاستاذ محمد وردي وقد سعينا له أنا والأخ مكي سنادة مخرج العمل وقبل ان نصل اليه وكانت تلك محض صدفة فقد خطر ببالنا الموسيقار محمد الأمين.. ولأنه كان يسكن في حينا وسط حي بانت وكان ان بدأت بيني وبينه أواصر صداقة واتجاه لتعاون إبداعي، لذلك تناقشنا أنا ومكي سنادة قررنا ان نذهب الى ود الأمين ونعرض عليه ا لمشروع والنص الشعري أعجب به ولحنه وانتجه من خلال ورشة موسيقية بمعنى أن الملحن والموزع والأوركسترا والمغنيين الذين يؤدون الأدوار وحتى استدعاء الشاعر من وقت لآخر لمناقشة ما يخدم النص الموازي الموسيقي كلهم اجتمعوا في مكان واحد وانتجوا وقدموا هذا العمل المدهش، هنا تجدر الإشارة الى أن موزع العمل موسيقياً هو الموسيقار موسى محمد إبراهيم وهذا ما لا يعرفه الكثير من الناس. النص كان اكثر طولاً مما قُدِّم وقد اقتضت الضرورة شعرياً وموسيقياً أن نقوم بحذف بعض الأبيات بما لايخل من سياق النص الشعري. *أقول لك شيئاً طريفاً ان قصة ثورة وكل المسلسلات والمسرحيات كُتبت على تربيزة حديد ما زلت أتذكرها.. كان هذا هو مكتبي وكتبت الملحمة على ورق فلسكاب بقلم حبر جاف، وأثناء كتابتي للنص الذي كتبته بتلقائية وعفوية لم تساورني ذرة شك واحدة او تصورخيالي في أن هذه التربيزة «المتهالكة» وورق الفُلسكاب وقلم الحبر الجاف سيدخلون التاريخ ويقدمون هذا العمل الذي أحبه الشعب السوداني. جائزة وحلوى وتحدث هاشم صديق عن تلك اللحظات التي أعقبت تقديم الملحمة أول مرة بالمسرح القومى في حضور الزعيم الأزهرى الذى كان آنذاك رئيساً لمجلس السيادة ومحمد أحمد المحجوب الذى كان رئيساً للوزراء.. وعبدالماجد أبو حسبو وزير الثقافة والاعلام.. كان موظفى المسرح يبحثون عن هاشم صديق.. كنت حينها أجلس بين أمي واخواني واخواتي في المقاعد الخلفية.. كان اعجابهم لا يوصف.. أمي وزعت صباحاً حلوى.. وحينما فازت الملحمة بالجائزة وزعت تمراً.. كان مبلغ الجائزة «001» جنيه لي.. وخمسمائة جنيه لود الأمين..
الخرطوم: عادل الشوية الرأي العام
قصّة ثورة
كلمات: هاشم صديق ألحان: محمد الأمين التوزيع الموسيقي: موسي محمد إبراهيم الأداء: محمد الأمين بالإشتراك مع: عثمان مصطفي بهاء الدين أبو شلة أم بلينه السنوسي خليل إسماعيل الكورال: طالبات مدارس المليك وطلاب مدرسة المؤتمر الثانوية بامدرمان
لما الليل الظالم طوّل وفجر النور من عينّا اتحول قلنا نعيد الماضى الأول ماضى جدودنا الهَزَمُوا الباغى وهدّوا قلاع الظلم الطاغى وفي ليله وكنا حُشود بِتصارع عهد الظلم الشبَّ حواجز شبَّ موانع جانا هتاف من عِند الشارع قسماً...قسماً لن ننهار طريق الثورة هُدى الاحرار وغضب الامه اتمدد نار والكل يا وطنى حشود ثوار وهزمنا الليل وهزمنا الليل والنور فى الآخر طل الدار والعزة اتهادت للأحرار وطنى أنحا سيوف امجادك ونحنا مواكب تفدى تُرابك ولِسّه الشارع بِشهَد لينا فى يوم الغضبه حصاد ماضينا مشينا نَعَطّر حقل الثوره بِدَم نَفْدِيبُو بلادنا الحره وكان اكتوبر فجر الغضبه كسرنا قيود الماضى الصَعَبه لما مشينا مواكب صَامده تهدر- وتغلى ... وتهتف راعده الرصاص لن يفنينا وسال الدم فى أرض الوادى فَدينا النور بالروح يا بلادى وكانت صفحة حكاها العالم وفجر اكتوبر طَلّ وسَالَم كان فى الجامعه موكب هادر صمَّم يجلى الليل السّادر وكان الليل السادر غادر فجّر غدرو سموم دخان ورُصاص من صوته صِحَا السودان والشعب الثائر صمّم هادر يصرع ليلنا الداجى الطَّوَّل وكان القرشى شهيدنا الاول وما اتراجَعنا حلفنا نقاوم ليلنا وسِرنَا نذرنا الروح ومَسَكْنَا دَرِبنَا للشمس النايرة قطعنا بحور حلفنا نموت أو نلقى النور وكان فى الخطوه بنلقى شهيد بى دمه بِيِرسُم فجر العيد يا اكتوبر أنِحْنا العِشنا ليالى زمان فى قيود ومظالم وويل وهوان كان فى صدورنا غضب بركان وكنا بنقسم بالاوطان نَسَطَّر اسمك يا سودان بدمانا السّالت راويه الساحه وحلفنا نسير ما نْضوق الراحه شهرنا سيوف عِصيانّا المدنى إيد فى ايد حلفنا نقاوم ما بنِترْاَجع وما بِنسَاوم بينّا وبينك تار يا ظالم خُطانا تسير فى درب النصر هتافنا يدَوّى يهز القصر كسرنا حواجز ..أزِلنا موانع صفنا واحد عامل.وطالب..زارع وصانع وهزمنا الليل هزمنا الليل والنور فى الآخر طل الدار والعِّزه اتهادت للأحرار يا ساحة القصر..يا حقل النار ويا واحهَ بتَحَضِن روح نَصّار روينا ورودك دم ثوار وشتَلنا فضاك هتاف أحرار خَطّينا ترابك احرف نايره بتحكى سطور ايامنا الثايره وشلنا الشهدا مشينا ونهتف وجرح النار فى قلوبنا بينزف سَجّينا الشُهدا وجينا نقاوم ما بنِتراجع وما بِنساوم وفجأه ونحنا صفوف بتصمم زغرد فجر الثوره الحالم والنور فى الآخر طل الدار والعزه اتهادت للأحرار قسماً..قسماً يا اكتوبر نحمى شعارك ونجنى ثمارك ونرفع راية الثوره الغاليه عاليه ترفرف فوق الساريه عليها شعار الثوره الأكبر رسُمه النادر زاهى واخضر ولِسّه بنقسم يا اكتوبر لما يطل فى فجرنا ظالم نحمى شعار الثوره نقاوم نبقى صفوف تمتدّ وتهتف لما يعود الفجر الحالم
اللهم اكرم وفادته وأرزقه الجنة بغير حساب جنى
Post: #2 Title: Re: وداعا بهاء أبشلة! سيظل أهل السودان يذكرونك فى حلوهم ومرهم!!! Author: Azhari Nurelhuda Date: 07-26-2011, 05:16 PM Parent: #1
Quote: اللهم اكرم وفادته وأرزقه الجنة بغير حساب
اللهم آميين
وشكرا أخي جني لهذا التوثيق الرائع لرجل عجزنا عن تكريمه وهو حي يسعى بيننا
Post: #3 Title: Re: وداعا بهاء أبشلة! سيظل أهل السودان يذكرونك فى حلوهم ومرهم!!! Author: jini Date: 07-28-2011, 02:20 PM Parent: #2