شرفونا أولادنا الصغار و أخجلنا رئيس البعثة و الزلنطحية !!

بادي ذي بدء التهنئة لصغار منتخبنا الوطني الذين أحسنوا تمثيل بلادنا في فعاليات بطولة العرب للناشئين ـ مواليد 1996م و ما فوق ـ و التي تجري بمدينة جدة هذه الأيام ..
و حقيقة فإن ناشئينا الصغار كانوا ـ و على الرغم من حداثة أعمارهم ـ كباراً في تحمل مسئولية الدفاع عن سمعة وطننا إذ شرفونا بمستواهم المتميز و أطربونا بأدائهم المدهش ..

و بدعوة من صديق عزيز في الرابطة الرياضية للسودانيين بمنطقة مكة المكرمة توجهت يوم الجمعة ـ قبل الماضية ـ من مكة المكرمة حيثما أقضي كعادتي عطلة نهاية الأسبوع رأساً صوب إستاد الأمير عبد الله الفيصل لمتابعة المباراة الأولى لمنتخبنا مع المنتخب العراقي ..
و رغم أنني أفضل و أستمتع بمتابعة المباريات من المساطب الشعبية إلا أن صديقي ذاك أصر على أن نجلس في مقصورة الدرجة الأولى أمام ( المنصة الملكية ) المخصصة لكبار الضيوف .. تابعت الشوط الأول للمباراة من هناك و لما لم أجد متعة في المتابعة أنتقلت إلى حيث ملح البطولات مشجعي المنتخب السوداني ..

قدم ( أولادنا ) مستوى راقياً في أولى مبارياتهم امام المنتخب العراقي و بمؤازرة من جماهيرهم الوفية تمكنوا من هزيمة المنتخب العراقي بثلاثة أهداف لهدفين بعد أداء رجولي مميز ..

أثناء سير تلك المباراة لاحظت أن أحد الحاضرين من السودانيين الجالسين في الصف الأول من المنصة الملكية و كان يرتدي الزي القومي جلابية و عمة ـ بغير هندمة ( و لا مؤاخذة ) جزمة شبه رياضية بلون أزرق فاتح ـ شاهدته و هو يبدو منفعلاً و ثائراً و يكاد لا يجلس في كرسيه مع كل هجمة أو فرصة ضائعة لمنتخبنا أو خطأ عليه يشوح بيديه و يتذمر بصورة لاحظها كل من شاهده بينما الجميع حوله يجلسون في وقار ..
عقب المباراة قابلني أحد أصدقائي ممن كانوا يجلسون داخل المنصة و فاجأني بأنه رغم سعادته بإنتصار فريقنا الناشئ إلا أنه حزين جداً من تصرفات رئيس البعثة الذي كان ـ على حد قول صديقي ـ أشبه بمشجع جاهل في ميدان الليق .. كان كثير الاعتراض و بصورة سافرة على قرارات الحكم متذمراً و بصوت جهير من أداء الناشئين ملعلعاً بكلام خارم بارم لا يستقيم مع وضعه كرئيس بعثة في حضور قيادات رياضية و دبلوماسيين و كبار شخصيات ضمتهم تلك المنصة ..