الصادق شامى كان بدرى عليك .. رحيلك بطعم الحنظل - بقلم كمال حسن بخيت(من

الصادق شامى كان بدرى عليك .. رحيلك بطعم الحنظل - بقلم كمال حسن بخيت(من


07-12-2011, 07:06 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=340&msg=1310450802&rn=1


Post: #1
Title: الصادق شامى كان بدرى عليك .. رحيلك بطعم الحنظل - بقلم كمال حسن بخيت(من
Author: هاشم محمد الحسن عبدالله
Date: 07-12-2011, 07:06 AM
Parent: #0

ورحل الرجل النبيل والإنسان رجل القانون المتميز استاذنا الصادق سيد احمد شامي، وبرحيله المفاجئ ترك في العين دمعة.. وفي القلب حسرة. لقد عرفت الراحل العزيز منذ فترة طويلة.. وقتها كان يعمل قاضياً في الهيئة القضائية، واحد قيادات منظمات الاستراكيين العرب التي خرج من رحمها حزب البعث العربي الاشتراكي. كان الصادق شامي احد قيادات المؤتمر الثاني، لمنظمات الإشتراكيين العرب يأتي ليبقى حتى منتصف الليل مع رفاقه، وهو يجازف بموقعه الرفيع بالدولة في حالة انكشاف امره أو مداهمة مقر المؤتمر.
ثم واصل نضاله في صفوف الحزب، والتحق بالنائب العام في موقع المدعي العام.. والذي استقال منه عقب حركة يوليو 67م.
وإفتتح مكتباً شهيراً للمحاماة.. ظل قبلة كل أهل القانون والباحثين عن العدل.. وكمحامٍ لم يكن متشدداً في اتعابه، كان يتعامل مع زبائنه باخلاق رفيعة ودون طمع أو ابتزاز، وما كان يعطي للفلوس قيمة كبيرة.
وعلى الصعيد الانساني..كان رجلاً ماهلاً ويتمتع بطول بال وبنبرة هادئة وباخلاق رفيعة ولم أرهـ يوماً غاضباً .. أو صوته مرتفعاً.
وعلى صعيد المبادئ كان رجلاً قوياً ومتمسكاً بقناعاته ومبادئه.. دخل المعتقلات كثيراً في العديد من الحقب السياسية. وصادق شامي كان سودانياً صميماً.. وسمك كامل الدسم، كريماً مع أهله واحبابه ورفاق دربه.. وصادق شامي له علاقات راكزة وثابتة مع بعض احبابه وعلى رأسهم الاستاذين الكريمين محجوب ابراهيم وسيد عيسى وهو من اشهر اهل القانون والقضاء الواقف في بلادنا.. يقضون اجازاتهم السنوية في اماكن متعددة سويا منذ سنوات طويلة، وفي لندن حيث كان معه احد اصدقاء العمر الاستاذ سيد عيسى المحامي.
كان الفقيد والراحل المقيم الاستاذ احمد شامي كثير المقالب مع ابن عمهم الشاعر الكبير الدبلوماسي القدير سيد احمد الحاردلو.. وكانوا ينسجون المقالب بيني وبين صديقي العزيز سيد احمد الحردلو.. الذي كان سريع التجاوب والانفعال على ما ينسجوه له من مقالب وسرعان ما يغضب مني سيد احمد.. ثم يكتشف ان الذي حدث مقلباً مع الراحلين صادق شامي واحمد شامي ولان سيد احمد طيب القلب وصافي الوجدان كان يصدق اي كلام يقوله له ابناء عمه.
كان يتصل بي كثيراً في الاردن عندما اجريت عملية القلب هناك.. وجاءني يحمل الكثير من المشاعر والكثير من الهدايا ابتهاجاً بنجاح العملية وظل يتواصل معي بشكل مستمر.. حتى زيارتي الاخيرة للاردن.. كان متواصلاً معي.. صادق شامي رجل نموذج للأخ والصديق الوفي والرجل النبيل.
لقد فقدته أسرة آل شامي.. وكل الاحباب والاصدقاء ورفاق دربه في السياسة وفي المجتمع وفي القانون.. كان الصادق شامي منجماً للحكمة.. وريحانة للمجالس وعطراً للاحباب. ورحيله يمثل فاجعة كبرى لكل من يعرفه وبغيابه فقد كل اهله ومعارفه مصباحاً كان ينير الطريق لهم.
وسجل الصادق شامي في مجال القانون والمحاماة حافل بالكثير والحديث عنه وعن صاحبه يحتاج لمساحات واسعة، وسنعود لسيرة الرجل المضيئة.
نسأل الله لفقيد الوطن الرحمة الواسعة.. وبأكثر مما قدم لشعبه ولوطنه.. ونسأل الله ان يسكنه فسيح جناته مع الشهداء والصديقين وان يجعل البركة