الآن تدق ساعة وطن جديد ... نفرح لإختيارهم ونحزن لإنفصالهم

خلاص ... بقينا سودانين منذ الآن وإلى أمد غير منظور. .. وغض النظر عن محركات ودوافع وتاريخ الإنفصال, فالجنوب اليوم دولة بذات سيادة وموقع أممي وإعتراف دولي وتواصل إقليمي وإنبعاث محلي ... وكلها شواهد ضاربة على ترقيم الجنوب في محله الذي إختار ... أو أجبر على ذلكم الإختيار... فالنتيجة واحدة وحرية بالإحترام.

للفرح داوفع ذات صلة بنهوض الجنوب, وهو يعلن أول هزيمة كبرى لمركزية الدولة السودانية وسطوتها الجعوف على أبناء السودان وحقهم في عيش كريم... ويتناسل عن سابقه الأحقية ذات الطابع الدستوري السلمي الديمقراطي لمولد الجنوب دولة مستقلة. فرغم التاريخ الموصول بالحرب والتفلت والضحايا والدماء, لكن نهاية المطاف إرتبطت بخيار أهل الجنوب وعلى صناديق الإقتراع وفيما يمثل إنتصار مفعول المجموع , ويؤرخ لدولة ولدت بأسنان ديمقراطية وبوعي كامل بقضايا العصر وبلحمة المشهد الإنساني.

وللحزن دواعيه ذات العرضحال الطويل والعريض... إذ لم تنتهي معاناة السودان بإنتصار جمعي, يقيل عثرة الضحية ويلجم رسن الطاغية ويحقق الكرامة والعدل والطمأنينة للجميع. فقط ذهب قسط عظيم من الوطن إلى غير رجعة. وهنا مقيد بوار مؤلم لكل من ينتمي للسودان { الذي كان } ... وهنا مبخس سجل عظيم في التعايش بين شعوب السودان, وهنا تنطح السياسة بقرن ملتوي لتجهض التاريخ وتنتدب الواقع وتسرح المستقبل.

وهي , لمن يعى, أحزان وأفراح قرينة التماهي في مشروع الحرية الذي نزعمه لمستقبل كل شعوب السودان.

وحيث على الدوام ... تغلب إرادة الشعوب.

فلنقبل الآن ما هو كائن ... ولو بتكييف إستثنائي. حتى نمنع أن تكون الحرب هي الحل أو البديل.

فأي ملمح ديمقراطي أفضل من أي وصائية كانت, والسلام الضعيف أفضل من الحرب الجيدة.

One step at a time

وحفظ الله شعوب بلادنا

صبرا شعوب السودان, فما يلمكم ويجمعكم
أكثر مما يفرقكم ويفتنكم ... التاريخ
شاهد ... والمستقبل هو صرح الوحدة
{ الجد }

... لي قدام

أعتقد أن الإنفصال كان ثمن الإصرار على الحكم المركزي
للسودان, مدعوما بمذهبية آيدلوجية بوار, أطاحت حتى بأن
يكون الحكم المركزي ناجحا في بعض أشياء, كما في الصين اليوم.

على كل هذا هو وقت العودة إلى الدواخل ومراجعة الموقف في
كلياته, والنقد الصريح لسوالب التجربة, خاصة وأن الإنفصال
رفع موضعيا الحرج عن التابوهات وعن ما ليس يقال... فليقل
الناس كل شئ اليوم ومن بعد... ولأجل أن نرى الأوضاع تتغير بشكل
إيجابي, فليس لي من رهان غير شباب السودان, وهو الذي خاض معارك
هبوط الوطن وتداعياته المنتيهة اليوم بالإنفصال... هؤلاء الشباب
هم الذين سوف يمثلون الجيش السياسي المزمع لتغير أحوال السودان.

وخطوة واحدة ... في كل مرة.

*

لن نرجع عقارب الساعة للسودان الذي كان,
لكننا نطمح لفعل يؤيد عيش شعوب السودان
في مشتركاتهم التاريخية والجغرافية والإجتماعية
والإقتصادية والثقافية... فهذه مما ليس تحده
حدود سياسية, وهذه مشئية تاريخ وضع بصماته
ومنجزاته على أرض الواقع وعلى مدي طويل من
الزمن ومن العيش المشترك ... غض النظر عن
تداعيات المسألة السياسية وإفضاءآتها
الإنفصالية.

أبدا ما هنت يا سوداننا يوما علينا

معا ... من أجل سودانين متفتحين على دواعي
التقدم والحرية والعصرنة... فهذه لبنة
مشروع الوحدة في المستقبل.

Quote: معا ... من أجل سودانين متفتحين على دواعي التقدم والحرية والعصرنة... فهذه لبنة مشروع الوحدة في المستقبل.

ليس كل البدايات تنتهي لخير الأمم,
وليس كل النهايات تفلح في إعادة
تفصيم الأمم, وليس كل حدود جغرافية
تعبر عن متبغيات الشعوب ... فالأقل
الذي توفر الآن هو إنقسام السودان
لسودانين ... ولأنه أمر أضحى واقعا
ممهورا بشهادة التاريخ وبأصوات الشعب
الجنوبي ومحميا بإرادة المجتمع الدولي,
فلا مناص غير قبول هذه التجزئة المؤلمة
للسودان ... كما لا مناص من قبول الإنفصال
كفكرة وكمشروع متنفذ ... وعلى أمل أن
تتحدر بواعثه لخير شعبي السودان. بمعنى
إستنجاب الأفضل من سياق التجربة, لنتحرى
شمس الوحدة بوضوح أفضل وبمعطيات أجزل.

فأحسن لروح دوام ترواحها في جزء من الوطن,
من أن تقبر في كل الوطن.

ونسأل الله السلامة ... للسودان الذي كان ... وسوف يكون

Quote: على كل هذا هو وقت العودة إلى الدواخل ومراجعة الموقف في كلياته, والنقد الصريح لسوالب التجربة, خاصة وأن الإنفصال رفع موضعيا الحرج عن التابوهات وعن ما ليس يقال... فليقل الناس كل شئ اليوم ومن بعد... ولأجل أن نرى الأوضاع تتغير بشكل إيجابي, فليس لي من رهان غير شباب السودان, وهو الذي خاض معارك هبوط الوطن وتداعياته المنتيهة اليوم بالإنفصال... هؤلاء الشباب هم الذين سوف يمثلون الجيش السياسي المزمع لتغير أحوال السودان.

شكراً الأستاذ/ حيدر قاسم لهذه الإضاءة في هذا النفق

بذرة الانفصالات وجدت داخل الأفراد منذ المقولة الشعبية (البلد دي يا أنا يا إنت ما بتشيلنا نحن الاتنين)
هي التي تعاظمت حتى بلغت انفصال وطن!



نذار قباني:

وطنٌ فرتْ
شوارعهُ
مساجدهُ
كنائسهُ
وفر **** مذعورا
وفرَّ الأنبياء

Quote: شكراً الأستاذ/ حيدر قاسم لهذه الإضاءة في هذا النفق بذرة الانفصالات وجدت داخل الأفراد منذ المقولة الشعبية (البلد دي يا أنا يا إنت ما بتشيلنا نحن الاتنين) هي التي تعاظمت حتى بلغت انفصال وطن! نذار قباني: وطنٌ فرتْ شوارعهُ مساجدهُ كنائسهُ وفر **** مذعورا وفرَّ الأنبياء

وشكرا مجيدا ... عزيزي ... آدم صيام,
بس يا ريت لو خفضتني من تلك الأستاذية
إلى حيث نسبح في خضم علائقنا الإنسانية,
وهي حرية بالمنعة الأخلاقية, جديرة بتسنم
رقاع الدعوى الإجتماعية ... حتى يسلم
الوطن وينعم أهله بحياة كريمة ... وهذا
كل الفال ... وجملة العرضحال.

كاذب من قال أن بلدنا ما بتشيل إتين, وهي
في واقع الأمر بلاد رحبة وسعية مهيلة تسع كل
أهل السودان, وبكامل العزة والإحترام, لكنها
في ظني السياسة, وقد ضيقت بضيق مواعين أهلها
الفكرية مساحة السودان الجغرافية والتاريخية.
وديل ناس بعد ده ما ها نسمع كلامن أبدا, خاصة
والأن أمر الشعوب إنتقل في سياق تطور العصر,
إلى مرحلة تأكيد سيطرة الشعوب على مقرراتها
ومساارتها, عبر عملية إستراتيجية وجوهرية تنحى
صوب التداول السلمي للسلطة, وتوفر للشعب كامل
إختياره فيمن يحكمه ... درس بسيط ومجاني وواقعي
ومنتصب صوب كل المستقبل.

فربما سوف نعايش الإستثناء قليلا ... حتى تنقشع
كل غيومه... لكن تأكد أن المستقبل سوف يكون لوطن
حر.

ما أجمل ما كتب نذار ... وهو الفالح العارف
والحاس بمعنى أن تكون صوت الشعب ... فلهو في
قبره ... الطمأنينة ... والسؤدد.

... وتسلم يابا