دشن الجنوبيون دولتهم ولا نزال نحن في الشمال مشروع جمهورية.

بدأ الساسة الجنوبيون دولتهم الوليدة البداية الصحيحة لتأسيس الدول.

فقد بدأوا بإجازة دستور الدولة الوليدة من البرلمان المنتخب.

الدستور هو الإعلان الحقيقي والتأسيس الحقيقي لأي دولة تطمح في حياة خالية من التعقيدات البنيوية.

لاحظوا أننا في السودان الشمالي لم ننجز حتى اليوم، وعلى مدى يزيد عن نصف قرن، الدستور الدائم لجمهورية السودان (الشمالي الآن).

ولهذا ظل السودان "مشروع جمهورية) منذ الاستقلال وحتى اليوم.

ولهذا ظل مزرعة للتجارب السياسية من الاشتراكية العلمية حتى النموذج الطالباني الراهن، مرورا بالديموقراطية والاشتراكية العربية.

الدستور هو الصياغة القانونية للعقد الاجتماعي لأنه وثيقة شاهدة على التراضي السياسي على الحد الأدني من إجماع الأمة.

الدستور هو الذي يحدد نوع الحكم في الدولة وطريقة تبادل السلطة كما يحدد حدود السلطات وولاياتها.

والدستور يضعه ممثلوا الأمة المنتخبون انتخابا حرا نزيها حتى يكتسب قدسيته من إرادة الشعب الحرة.

ورئيس الجمهورية المنتخب بموجب الدستور يؤدي القسم على الملأ بحماية الدستور.

وإذا انتهك الدستور الدائم أو خرق ضاعت سيادة الشعب وسادت البربرية وتحكم في البلاد البلطجية.

الدستور هو البداية الصحيحة لتأسيس الودلة.

ونهنئ شعب الجنوب الصلب وقياداته السياسية النزيهة التي لم تتعلل بالظروف الاقتصادية أو الأمنية لتحرم الشعب من دستوره المنظم لحياته السياسية.

وهنا تكمن إشكالية الحكم في السودان الشمالي الذي لم يحظ منذ استقلاله وحتى اليوم بدستور دائم.

عدم إقرار دستور دائم جعل المغامرين من السياسيين والعسكر يعطلون العمل بما يجدون من دستور ملفق وينجون من تهمة الخيانة العظمى.

وليس من خيانة وطنية اعظم من تعطيل الدستور الدائم.

Quote: دشن الجنوبيون دولتهم ولا نزال نحن في الشمال مشروع جمهورية.

وسط مئات أو آلاف البوستات التى فتحت اليوم وليلة أمس, وجدت أنك لخصت كل الموضوع فى هذا العنوان الأنيق

Quote: بدأ الساسة الجنوبيون دولتهم الوليدة البداية الصحيحة لتأسيس الدول. فقد بدأوا بإجازة دستور الدولة الوليدة من البرلمان المنتخب.

سنظل مشروع دولة الى حين أن يستوعبوا أهمية الآخر ... بمعني الى أن يفيقوا من نومهم العميق


نهنئ إخواننا الجنوبيين بميلاد دولتهم وعقبال ما يكون عندنا فى الشمال دولة مؤسسة ذات دستور وسيادة