الحربُ.. أم الاتفاق؟

الحربُ.. أم الاتفاق؟


07-04-2011, 12:42 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=340&msg=1309779753&rn=2


Post: #1
Title: الحربُ.. أم الاتفاق؟
Author: راشد مصطفي بخيت
Date: 07-04-2011, 12:42 PM
Parent: #0

الحرب.. أم الاتفاق؟
راشد مصطفي بخيت

(1)
الجلبة التي صنعها توقيع نافع وعقار لاتفاق أديس أبابا، ليست صنيعة حزبية خالصة! إذ تدخلت فيها عوامل متفرقة لا يستقيم نسبتها (للخال فانيا) وحده! طبعاً سألقي علي مسامعكم خطبة قاسية بعض الشيء أرجو من الجميع أن يتحملها بصدر رحب. فالشأن العام لا يقبل الانقياد وراء سخونة العاطفة، ولا يقبل الاستغناء عنها كلياً بالطبع!
منذ أن تمَّ الإعلان عن توقيع هذا الاتفاق، وقبل عودة السيَّد الرئيس من زيارة الصين الأخيرة، سفك الجميع حكومة ومعارضة وكتاب، حبر كثير سودوا به صفحات الصحف ومواقع الأسافير السودانية العديدة، واستحال الأمر بين ليلة وضحاها من أزمة إنسانية وسياسية كبرى يتضرر منها أهلنا في جبال النوبة ودارفور في المقام الأوَّل، ويتضرر منها الوطن بحاله في حساب أخير! إلي محض (شماتة) تنسي أمر الحرب وأهوالها الجسيمة!
(2)
المعارضون بدءوا سكب سخريتهم علي آنية خاطئة، قبل أن يعيدوا تقييم الأمر لا من منظور الفائدة العامة وحقن الدماء، فطفقوا معاينة الأمر علي أساس أنه هزيمة كبرى للمؤتمر الوطني بمعايير كرة القدم لا السياسة الوطنية! ثم تلقف (الخال فانيا) الأمر وأدخله ماكينة إعادة إنتاج التفاكير بطريقة (خمَّ النفس)!
دخل المتاجرون مبضع الكسب والخسارة، تاركين السياسة خلف ظهورهم! وفي هذا تساوى الجميع تحت لعبة (المديدة حرقتني)! هذه! ناسين أو متناسين عن عمد أن الأمر ليس مجرد زهو زائف بانتصار مؤقت في معركة طويلة! إنما هو أمر حرب في المقام الأول! تزهق فيها مع كُل دقيقة نفس ليتاجر بزهقها آخرون! ويغيب في نهاية الأمر علم السياسة!
(3)
بعد أن عاد السيِّد الرئيس من رحلته الشاقة تلك! وجد النائحون يصرخون ملء حناجرهم بأن أنجدنا أيها الرئيس القائد! فقد أضرَّ بنا (الرويبضة) وجماعته ضرراً بليغاً! ففاضت غيرة السيِّد الرئيس بعد أن قرأ وسمع وابل السباب الذي كاله الخصوم، بعد فرحٍ غامر دهمهم فجأة، ونسوا أن ما يفعلونه كان بمثابة (تحريش) لدخول دائرة البُطان، فنالوا بذلك مرادهم من حيث لا يعلمون!
في الفترة الأخيرة، بدأ ينمو داخل كل معارض مُفرد عقل مؤتمر وطني خفي يتمدد! وما حفاوة البعض منا (بنصر)! عقار في مقابل (هزيمة)! نافع، إلا لأن الجميع فكر بطريقة المؤتمر الوطني لا شعورياً ووصل إلي نتيجة طبيعية بشكل معكوس! وإلا ما الغريب في هذا الاتفاق بمعايير السياسة لا بمعايير المؤتمر الوطني؟
(4)
أدرك عرمان خطورة الأمر بعد أن أخرج السيِّد الرئيس هواء ساخناً علي الاتفاق، وصرَّح بالأمس تصريحاً موفقاً بعد أن دافع عن نافع؛ ذكر في تصريحه الحقيقة الأساسية التي غابت عن أذهان الجميع في مواسم الشماتة البلهاء هذه! الاتفاق صنعه نافع وعقار! لأن بدونه لا خيار سوى الحرب! علي شريط حدودي جديد ملغوم أصلاً بالنسبة للحكومة، يبدأ بالنيل الأزرق، جنوب كردفان، ويستمر إلي دارفور!
نافع لم يوقع علي الاتفاق صاغراً كما روَّج البعض، وليس قناعةً منه بأن الحرب قذرة! لكنها مقادير السياسة العادية هذه، يضيِّع المرء فيها (لقمتته مملحة)، ليأتي ويأكلها (ناشفة) بعد حين! فلا خيار سوى ذلك حتى بعد غضبة السيِّد الرئيس!

Post: #2
Title: Re: الحربُ.. أم الاتفاق؟
Author: راشد مصطفي بخيت
Date: 07-04-2011, 02:07 PM
Parent: #1

صحيفة الجريدة 4/7/2011