توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تجربتي الشخصية

توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تجربتي الشخصية


03-26-2010, 08:49 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=340&msg=1309453368&rn=106


Post: #1
Title: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تجربتي الشخصية
Author: مدثر محمد عمر
Date: 03-26-2010, 08:49 PM
Parent: #0

توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – سرد لتجربتي الشخصية (1)

كنت في إجازة في النيل الأبيض... أستمتع فيها بمعرفة أولاد وبنات أخوالي وخالاتي من قريب وأقضي صباحاتي مستمتعاً بركوب الحمير مع حبوباتي وأخوالي والذهاب للجروف... إمتطاء الحمير بدلاً عن العربات !!!..لكم كانت إحدى الأشياء التي أحببتها في تلك البقعة من الأرض...

في تلك البقعة من الأرض ، ثمة فقر يشعرك بالغنى!!!

وردت شائعة أن الكيزان يريدون أن يزجوا بأولاد الشعب السوداني في أتون الحرب بعد أن أكلت الأخضر واليابس..تلك الحرب التي تحولت الى حرب دينية بإذن الله بعد أن كان يقاتل في صفوف الجيش السوداني عدد من الجنوبيين الضباط والجنود المسيحيين والوثنيين الذين إستشهد جزء منهم وسقطوا كأوراق الشجر..أو لعلهم ليسوا بشهداء... سماد للأرض فقط !! يا لهوان الإنسان في وطني..

والنوبة .. يا للنوبه..!!! اولئك الجنود الفقراء الشجعان.. الذين يأكلون أوراق الأشجار اليابسة والثعابين وما يدب على الأرض ثم يموتمون كما يموت الكتر واللعوت..دون أن ينتبه لهم أحد !!

ترى ما الذي فعله عبيد ختم ولم يفعله جنودنا الذين تساقطوا مثل أوراق الشجر طيلة ثلاثين عاماً ..جنودنا الذين يولدون وهم يحلمون بأن يموتوا من أجل شيء عزيز ما ..ثم يأتيهم الموت ليأخذ منهم "خمشة خمشه" كما لو أنهم شوال ذرة مفتوح!!!

كثيراً ما يشبه وطننا قطة تأكل صغارها لكن من الجوع وليس من الخوف عليهم!!!

يا الهي... تورطت بالحديث عن اّلام اخرى....

كان أبي منزعجاً.. طلب مني عدم الحضور الى الخرطوم قبل أن تنجلي الأمور..ظلت الحكومة تستخدم الشائعات كوسيلة لتهيئة المجتمع لشيء ما يرفضه بشده.. "الشائعات كثيرة التردد قابلة للتصديق " أو كما أعرف ذلك في الإدارة ...

مرت على الشعب السوداني سنون عجاف... مات فيها رجال كثيرون وشرد فيها اخرون ولوحت الشمس اخرين مثل ذلك الرجل الذي كان يأتي بكاروه وحماره الكحيان بحثاً عن رزق لا يأتي بعد أن أنزل للصالح العام!!!!

ثم..... اخر الناجين من الذبح صار يعبد خنجراً والرجال على وشك أن يفقدوا شيئاً عزيزاً فأحترس !!!

أهلي في النيل الأبيض أنصار..فيهم مروءة كنت أدعي أنها لا توجد في مكان اخر قبل ان اتعرف على باقي السودان.. يقاومون بشدة .. بوعي أو دون وعي لكنهم عنيدين كالأرض التي لم تعد تغل لهم أو كالحكومة التي كانت ترسل رجال الأمن ليعسكروا في حقول القمح قبل ان يحين الحصاد لتنهب عرقهم وكدهم ثم تترك لهم جوالين وثلاث خيبات و" أب سته" وسبعة أو ثمانية او عشرة أطفال جياع وفقراء..!!

يا الهي.. لم أستطيع أن أحدد عددهم يبدو أنهم يشبهون أصحاب الكهف بطريقة ما!!! لا غرو أن معظم أبناء جيلي في النيل الابيض لم يدخلوا الجامعة أو دخلوها بعد حين من الدهر !!!

الأحلام.. لن أتحدث عن الأحلام.. !!! ثمة مرحلة من الفقر حين تصلها يعييك أن تحلم..تصبح الأحلام عندك نوع من الغيبوبة أو شيء ما يعتورك كالحمى .. صديقي كان دائما يكتبها في دفتره:

" لم نكن فقراء جداً.. ولم نكن فقراء بالمعنى الإنساني المهين، لكننا كنا فقراء محترمين"!!!

ترى هل فعلاً لم نكن فقراء جداً؟؟؟ أشك !! غير أنى أعرف أننا لم نكن فقراء بالمعنى الإنساني المهين !!!

ذهبت الى المناقل..عمتي هناك ...جاء سبدرات وقال في مستقبلنا ما لم يقله مالك في الخمر.. !! ثم في الوقت الذي أصبح زميلي النابغة مهووساً بكلاً من الشهادة في سبيل الله والبنقو أرسل سبدرات اولاده ليدرسوا بالخارج لأنهم صغار في السن إذ أن ذلك يعفيهم من الخدمة الى حين أو كما قيل لنا !!

أصبحت كثير الكلام في المناقل..كثير الكلام واحس بالضياع..قرأت كثيراً من مكتبة استاذ المجذوب ومن مكتبة أحد استاذ عبد الله بشير أحد أساتذة بخت الرضا العظام.. لم يعصمني ذلك الجبل من الماء ، صرت كثير النسيان..كثير الكلام.. جلست مع نفسي مرة ..احسست أنني على حافة الجنون..لم تكن تخيفني فكرة أن اموت ، كانت تخيفني فكرة أن أقتل !!!

تصوفت قليلاً وجدت بعض السكينة وليس كلها إذ أنني كنت أفكر في كل شيئ وأخضعه للتحليل مما جعلني أصطدم ببعض الأفكار الصوفية القائمة على التسليم..!!

رجعت الى الخرطوم بعد مكالمة من والدي.. يبدو أنه بطريقة ما فهم انني أحتاج الى دعم فكري ونفسي..موعد المعسكر إقترب..اكثر ما كان يخشاه والدي ان يفقدني في اليوم الأول حيث انني مصاب بالأزمه..تلك ورثتنا من ابي أو كما كان يقول لي مداعباً كناية عن أنه لن يورثني شيئاً اخر!!

نواصل.....

Post: #2
Title: Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج
Author: مدثر محمد عمر
Date: 03-26-2010, 09:45 PM
Parent: #1

توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – سرد لتجربتي الشخصية (2)

قابلت أصدقائي... فاروق الرجل المهذب جداً .. بعض أصدقائي متوسطي التهذيب مثلي.. اصبح الأمر لا مناص منه : "طلع قرار اي زول ما بمشي الخدمه الإلزامية ما بخش الجامعه"!!

إشتبهت في ناظري أمور كثيره.. الأمهات وقفن بين بين... بعضهن إخترن الإنحياز لعاطفتهن وأمرن أبنائهن بعدم الذهاب.. بعضهن طلبن منهم الذهاب وأمسكن بتلابيب أمل لم يكن يبدو أمساكهن به حكيما حين يختلين بأنفسهن فيستغرقن في البكاء كأطفال صغار...

المدهش في الإنقاذ أن كل ما فعلته تحملت أوزاره أمهاتنا .. الرجال الغائبون.. الرجال المغيبون... الرجال الأموات.. والرجال الإنتهازيون أيضاً.. الأمهات اللوائي رحلن لم يمتن..تحولن الى فراشات مثل جارتنا "حوه" التي لم يذهب ابنها للخدمة الإلزاميه..

صحوت مبكراً بعد نوم متقطع ومليء بالإرهاق.. أبي كعادته مبتسماً عند الكروب.. أرواح أبناء الشعب السوداني "الطلب، المكنيكية، الكماسرة، العتاله، غاسلي العربات، ماسحي الأحذية، وأخوانهم الذين قبضوا من الشوارع أثناء بحثهم عن رزق حلال ثم أخذوا لمعسكرات دربوا فيها على عجل وكأنما يجب أن يموتوا سريعاً ، أرواحهم كانت تحوم قلقة..

قيل يجب أن نحلق شعورنا "صلعه" حلقت شعري.. أحسست بمهانة ما ، أنا الذي منذ أن كنت في الخامسة بدأت في اختيار ما أريده وما لا أريده بدئاً من رفضي للذهاب الى الخلوة !! ويحترم والدي خياراتي وتجربتي مع توجيه فيه من الأدب ما يشعرك بالمسئولية الكبيرة للحريه..

- يا ولدي مالك ما ماشي الخلوه؟
- يا ابوي انا الخلوه دي ما بتنفع معاي ( كرهتها من ضرب الشيخ الفظ لنالكن لم أكن لأقول ذلك)
- يا ولدي مش أخير تمشي تتعلم القران؟؟

قضي الأمر... لم أكن لأذهب.. ثم هاأنا ذا في التاسعة عشرة أجبر على أرتداء الزي الذي أرتبط عندي بالظلم والقهر... ثمة أشياء كثيرة تكرس لتعاملك مع الألوان وخصوصاً الكاكي..ترى لم أكرهه الى الان???..

يمكن أن يفكر في ذلك السؤال العساكر إن أرادوا أن يكونوا أكثر قبولاً فلم يعد يقلقني...

يتواصل....

Post: #3
Title: Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج
Author: سيف اليزل برعي البدوي
Date: 03-27-2010, 08:29 AM
Parent: #2

Quote: في تلك البقعة من الأرض ، ثمة فقر يشعرك بالغنى!!!


you are so creative Mudathir

continue, you touchED the most poorest area in sudan

WHITE NILE

Post: #4
Title: Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج
Author: مدثر محمد عمر
Date: 03-27-2010, 12:50 PM
Parent: #2

توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تجربتي الشخصية (3)

كان التجمع في ساحة المولد بالخرطوم.. جميع الأولاد البائسين بما فيهم من يقل عمرهم عن 18 عاما واقفين في الحر.. يعانون الحر والعطش والمصير المجهول..كانوا جميعا حليقي الراس ، بعضهم بدأ يحلق في الساحة نفسها..

بدؤوا بتجميعنا حسب المدارس. وقف عدد الكيزان الذين تبدو عليهم النعمة بزيهم العسكري النظيف.. لاحقاً عرفنا أنهم يسمون "المنسقين" ..كان جلهم من غرب السودان لسبب لم أكن أعرفه لكن ما أذكره بوضوح أن صورة ابناء الغرب في تلك الفترة إرتبطت عندي في اللا وعي بتلك الصوره ، أشخاص مأجورين يتكسبون بمذلة الاخرين!!!!

إنظر كيف يكرسون للعنصرية دون أن تشعر.. ؟؟؟؟ ثمة جرائم كبيرة ترتكب لا يعصمنا من بشاعتها الا الوعي . إذاً فقد قام المعسكر أيضاً بتكريس العنصرية من خلال إستغلال عدم وعي الطلاب في تلك السن وربط القهر في مخيلتهم بعرق محدد.. !!!

تلك من أكبر الجرائم التي أرتكبت أيضاً وأنا هنا أذكرها ليعي الناس كيف انزلقوا الى ذلك المستنقع وسيقوا اليه بطريقة تشي بالتخطيط وهم نيام ، ترى هل تخطط الجبهة لفصل غرب السودان أيضاً كما عملت على فصل الجنوب؟؟

ما وددت التعليق عليه هنا هو أنه من بين الالاف الذين مورس عليهم ذلك النوع من القهر كم منهم وعوا لأن هنالك من يحاول تمزيق النسيج الإجتماعي لوطننا من خلال إستغلال مرحلة ما من مراحل عدم وعيهم؟؟ كم منهم أعاد صياغة تفكيره وعرف أنه أستغل وقيد لمستنقع قذر يسمى العنصرية؟؟؟

ما الذي فعلتموه أنت مع أبناءكم حتى تعصموهم من التفكير المعوج؟؟ والأفكار المريضه؟؟

أعود لحكايتي....

كان هنالك "منسقين" قليلين تبدو عليهم ملامح شماليه.. كان بعضهم نابت الذقن وتبدو لحيته حادة كالسكين وبعضهم تتشتت على وجهه بضع شعيرات كحواشة سيئة السقايه..

نظرت الى زملائي..ذلك اليوم احسست أن ثمة من أخذ مني هويتي وصرت أشبه كل واحد في الواقفين.. حلق الصلعة يجعل الجميع يتشابه.. ومن بعيد يصعب عليك لأول وهله أن تفرق بينهم... كنت محبطاً من الوطن.. تركت من حينها كتابة الشعر الا من قصيدة وحيدة .."لم يعد الشعر موت يكفي" أو كما اعتقدت حينها..

طلب منا ان نركب في شاحنات..تلك التي ينقل فيها السكر والأسمنت ..لم تكن أول مرة إذ أننا كثيرا ما نركب الشاحنات من الجبل للقطينه حين سفرنا لأي أمر طارئ بالليل لكن هذه المرة كانت مختلفة.. عساكر أجلاف يصرخون في وجهك ويبذلون كل ما يمكن ليذلوك ، أشخاص بلحى منفرة ويبدو عليهم النفاق ويحاولون أن يذلوك بإخلاص تجهل كنهه!! ، بعضهم يحسون بالظفر أيضاً لسبب تجهل كنهه !!

جلست في الشاحنة وظهري للشارع..فكرت في الأمر فقد كنت كما قال الطيب صالح : "عقلي يطلب مني أن أفسر له كل شيء"!! ،

تذكرت المضايقات الغبية التي تعرضت لها بالمدرسة ومنها طرد المدير لي دون أي اسباب غير أن أبي شيوعي !! ..الأستاذ عبد المنعم المدير السابق لمدرسة حسونه الثانويه ..من بحري.. رجل عاتي الجسد احمر اللون أشيب الرأس فعل كل ما يمكن أن يفعله أحد ما ليثبت ولاءه ومنها طرد أحد طلبته ولطمه على وجهه دون سبب لأن أبيه شيوعي.. يا للرجل البائس الخلق!! على كل هذا ما أذكره عنه فهو أيضاً يستحق التوثيق هو والاستاذ شيخ الدين الإسلامي الخلوق الذي تكرم بشرح الأمر لوالدي إذ أنه تم بحضوره وطلب منه السكوت من أجل أن لا أواجه المزيد من المضايقه.. عفوا سرحت مرة اخرى في جروح أخرى قديمه !!!

إذا الوضع سيكون أسوأ من المدرسة وسنوضع في مكان تمتهن فيه إنسانيتنا ونردد فيه التكبير والتهليل كثيراً وتحشا فيه رؤوس الأولاد الصغيره الفارغ معظمها بكلام مغلوط عن الدين والعقيدة وسيحدثوننا عن الشيوعيين امثال ابي وكيف أنهم كفار وسيدخلون النار !! .

تناقشنا قبلها أنا وأبي..
- طبعا يا ابني بحاولوا يستقطبوكم ويمارسوا عليكم بعض الضغوط
- ايوا عارف يا ابوي لكن نسوي شنو ياخ
- ما تسوي شي بس خليك باااارد ابرد من التلج وقليل الكلام !!
- غايتو ربنا يهون بالجد ياخي

كم تقلقني الى الان بشده فكرة أن أكون مثل خشبة طافية في الماء..يحملها التيار حيث يشاء !! لا أعتقد أن الله يريد لنا ذلك !!

حرصوا على أن لا يخبروا الطلاب الى أين هم مقتادون.. تكريساً لفكرة أنك مسير.مسير في كل شيء.. يجب أن تتعلم أن لا تقلق من فكرة أن أحداً ما يتحكم في اين يمكن أن تكون أو تصل.. ثمة أناس يملكون أن يذهبوا بك الى اي مكان فخف منهم لكن لا تفكر أبدا في أن تفكر..كن مثل "الغنماية" فمصيرك ثمة من هم يحددونه ويهبونك الجنة أو النار.. تلك ايضاً كانت غاية...

في قناعتي أن معسكرات الخدمة الإلزامية والدفاع الشعبي ساهمت في إبقاء أمد الإنقاذ من خلال خلقها لجيل خانع وسلبي يقبل بالظلم ويتعامل معه باعتباره أمر واقع وطبيعي.. ثم ما لبث ذلك الشعور بالمسكنة والخنوع ان انتقل للشارع إذ أن الشعور السالب يعدي كالزكام تماماً!! لذا فقد مورست في المعسكرات كل انواع التعذيب النفسي بما فيها قراءة القران والتكبير والصلاه !!

وقد أدي كل ما سبق لفصل الدين عن الأخلاق !! ففي الوقت الذي تدعي فيها الإنقاذ محاربتها لفصل الدين عن الدوله كانت تعمل على فصله عن الأخلاق!!!

Post: #5
Title: Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج
Author: صلاح عباس فقير
Date: 03-27-2010, 01:39 PM
Parent: #4

Quote: بدؤوا بتجميعنا حسب المدارس. وقف عدد الكيزان الذين تبدو عليهم النعمة بزيهم العسكري النظيف.. لاحقاً عرفنا أنهم يسمون "المنسقين" ..كان جلهم من غرب السودان لسبب لم أكن أعرفه لكن ما أذكره بوضوح أن صورة ابناء الغرب في تلك الفترة إرتبطت عندي في اللا وعي بتلك الصوره ، أشخاص مأجورين يتكسبون بمذلة الاخرين!!!!
الأخ مدثر
السلام عليكم
وشكراً لهذا البوح والتوثيق!
لكن أعتقد أن التوفيق جانبك في هذا المقطع!
النزعة العنصرية عموماً في السودان موجودة من زمان!
وأنا أعتقد أنها في ظل نظام الإنقاذ وجدت نوعاً من الاحتضان!
لكن لا أعتقد أن التدبير يصل إلى هذه الدرجة التي تشير إليها!
بل يمكن اعتبار هذا الذي ذكرته انتقاصاً من حق إخوتنا بغرب السودان!
عموماً، في العقدين الأخيرين، كثر المتعلمون والخريجون من غرب السودان،
وأصبح لهم حضور في المجتمع والسياسة والحكومة، عن طريق مؤهلاتهم واجتهادهم!
وعدد كبير منهم كان ينتمي إلى تنظيم الجبهة الإسلامية!
ويمكنك أن تلحظ في الشقين اللذين انشق إليهما تنظيم الجبهة الإنقاذي،
أن أحدهما تكاد تكون معظم قياداته وكوادره من غرب السودان!
فأقول: ما لاحظته من كثرة عدد الإخوة من غرب السودان، أمر طبيعي!
فالتخطيط العنصري لم يبلغ إلى تلك الدرجة!

Post: #6
Title: Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج
Author: مدثر محمد عمر
Date: 03-27-2010, 01:51 PM
Parent: #5

الأخ صلاح فقير.. تحياتي وشكري العميق لاهتمامك وحرصك علي التعليق..
ربما يكون الأمر كما أسلفت انت ولذا تركت التساؤل مفتوحاً.. قصدت أن أعترف بجهلي في فترة ما وأشير الى أن كثر ممن عايشوا نفس تجربتي عانوا من نفس الجهل الشيء الذي ربما لم يستطيعون فكاكاً منه حتى الان!!!

بخصوص اخواننا في الغرب كان معظم العاملين كمنسقين في الخدمة الالزامية من غرب السودان وهذا أمر عايشه جميع أبناء دفعتي لكن ليس في الأمر إشارة لعدم الكفاءة وقلة التعليم إذ أن الوظيفة نفسها لا تحتاج الى مؤهل أكثر من التنظيم وقد تجد بها الجامعي وخريج الوسطى.. لكن لسبب ما كانوا اكثر من غيرهم على أعتقادي شبه الجازم أن أبناء غرب السودان تعلموا أكثر من اهلي في النيل الأبيض وظهر وعيهم في أنهم أكثر من قدم نساءه للخدمة المدنيه مما يظهر تقدماً في الوعي عن معظم اجزاء السودان

Post: #7
Title: Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج
Author: د.محمد بابكر
Date: 03-27-2010, 01:57 PM
Parent: #6

تسلم يا مدثر ....

Post: #8
Title: Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج
Author: مدثر محمد عمر
Date: 03-27-2010, 05:23 PM
Parent: #7

أخي سيف... كلما أزور جزءاً من السودان أقول لنفسي: تباً إنه أفقر جزء رايته من السودان هاهاها
لك الحب كله

Post: #9
Title: Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج
Author: أحمد الشايقي
Date: 03-27-2010, 05:52 PM
Parent: #8

Quote: كان التجمع في ساحة المولد بالخرطوم.. جميع الأولاد البائسين بما فيهم من يقل عمرهم عن 18 عاما واقفين في الحر.. يعانون الحر والعطش والمصير المجهول..كانوا جميعا حليقي الراس ، بعضهم بدأ يحلق في الساحة نفسها..

Post: #10
Title: Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج
Author: سيف اليزل برعي البدوي
Date: 03-27-2010, 05:52 PM
Parent: #8

عاد مدثر..

وعادت كتاباته الطاعمة..

كتابتك دي مهمة خصوصا الان والناس ماشة علي صناديق الاقتراع..

واصل ..وختها بضبانتها عليك الله..

مودتي

سيف

Post: #11
Title: Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج
Author: علاء الدين صلاح محمد
Date: 03-27-2010, 06:17 PM
Parent: #10

مدثر لك الشكر و التقدير
واصل واتمنى مشاركة لاخرين
حتى من خارج عضوية المنبر عبر ايميلك يا مدثر
تلك المرحلة المظلمة من تاريخ هذا الشعب
في حاجة لمزيد من تسليط الاضواء  
Quote: لنزعة العنصرية عموماً في السودان موجودة من زمان!
الاستاذ صلاح النزعة العنصرية و القبيلية موجودة بس الانقاذ كرست العنصرية والجهوية و تستقوى بها
خاصة بعد فقدهم للدفع العقدى لجرائمهم
الاستاذ فقير
فرق ان تكون الظاهرة موجودة وسط الشعب و تعمل الحكومة و النخب على استئصالها
و ان تتخذ حكومة العنصرية و الجهوية منهجا وسيبلا لو تبريرا لوجودها وتستمد منها القوة الدافعة لها
سؤاءات الانقاذ لا تحصى و لا تعد
اسؤها
العنصرية
الجهوية




الفساد 

Post: #14
Title: Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج
Author: مدثر محمد عمر
Date: 03-27-2010, 08:45 PM
Parent: #7

د.محمد بابكر شكراً ياخي علي تشجيعك وجيداً جيت

Post: #12
Title: Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج
Author: مدثر محمد عمر
Date: 03-27-2010, 08:30 PM
Parent: #5

أستاذ عباس.. والله بي أمانه خفت حبه بعد مداخلتك لأني قصدت أتكلم عن الأشياء عارية كما هي..

Post: #13
Title: Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج
Author: مدثر محمد عمر
Date: 03-27-2010, 08:40 PM
Parent: #12

أحمد الشايقي..نحن كنا كبار حبه وأوعا من كتيرين يمكن بحكم تربيتنا.. صغار السن ديل جزو كبير منهم بقا بتاع بنقو وسكر وما عندو هدف في الحياه.. العساكر كانوا الواحد لو بسكر كنوع من الرجاله ما بسكر براه ...كريمين في كل شي حتى في السكر والبنقو !!

في ناس كتيرين بسكروا وبشربوا بنقوا لكن بتقول انهم بمارسوا أشياء غير جيده وما بتقدر تقول انهم ناس كعبين لكن لمن ده يبقا برنامج الزول كلو في الحياه وما عندو مهنه يعيش منها ولا أمل ويبقا من غير هدف في سن مبكره جدا وهو المنوط بيه يبني اسرتو وبلدو شي مؤسف شديد

Post: #15
Title: Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج
Author: سيف اليزل برعي البدوي
Date: 03-27-2010, 10:21 PM
Parent: #13

Quote: حدثني بعض الأصدقاء، ممن يصغروننا سناً، بحوالي العقدين من الزمان، ممن طالتهم معسكرات الدفاع الشعبي، قائلين إن السيد بابكر حنين، كان أحد أبرز العاملين في تلك المعسكرات، التي كانت تعمل بجدٍ ومثابرةٍ على كسر الاعتداد بالنفس، وبالرأي، وبالكرامة الشخصية، وسط الشباب. إعتمدت تلك المعسكرات أسوأ الأساليب التي تمخض عنها علم النفس الغربي. فاستخدمت أسلوب توجيه الإهانات المستمر، والتجويع، والحرمان من النوم، والعمد إلى التصغير، والاحتقار، والإكراه على حفظ سور القرآن، لا بغرض التعبد، أو التقرب إلى الله، وإنما بغرض استخدام قوة الدين، وقدسيته لدى الناس، لفرض الطاعة، والإذعان، والاستكانة، حتى تنمحق شخصية المتدرب، ويتحول إلى مجرد ببغاءٍ، عقله في أذنيه. هكذا أرادوا أن يحولوا طاقة الشباب، ودفقها الخلاق، وروح التحدي لديها، إلى استكانةٍ، وخنوعٍ ذليلٍ، وتسبيحٍ لا ينقطع بحمد النظام الحاكم! فما أبأسه من هدف، وما أرخصها من أساليب. فلو أنهم قرأوا تاريخ الأنظمة المشابهة، بذهنٍ مفتوحٍ، لساءلوا أنفسم: أين شبيبة الحزب النازي؟! وأين شبيبة الحزب الفاشي؟! وأين شبيبة الكموموسمول في الإتحاد السوفيتي؟! وأين شبيبة البعث في العراق؟! وأين كتائب مايو؟!

الشاهد أن الشبيبة السودانية خرجت من معسكرات الدفاع الشعبي طيَّبةً معافاة. بل خرجت موقنةً، أكثر من أي وقت مضى، ببطلان التوجهات الإنقاذية، وانغلاق أفقها المعرفي، ولا انسانيتها التي صدمت كل صاحب وجدانٍ سليمٍ، من السودانيين، ومن غير السودانيين. ما فات على الإنقاذيين، وأحسب أنهم لا يزال فائتاً عليهم، هو أن الإنسان السوداني، إنسان خارج من رحم تاريخٍ طويل، عريضٍٍ، وغني. فهو نتاجٌ مركَّبٌ شديد التعقيد، لثقافاتٍ عظيمةٍ، ضاربةٍ في القدم. هذا الإنسان ذو التاريخ الطويل الراسخ، وذو البناء النفساني المتوازن، لا يمكن تغييره، بين عشيةٍ وضحاها!! والذي يظن أن شعباً مخض وجدانه مثل ذلك التراكم التاريخي الطويل، يمكن إعادة تشكيل وعيه، في عشية وضحاها، عن طريق إطلاق هتافاتٍ، وصيحاتٍ، و"جلالاتٍ" في غبش الفجر، في معسكرات الدفاع الشعبي الكئيبة، لشخصٌ موهومٌ، حتى أقصى حدود الوهم. لقد مر في تاريخ الحياة السودانية حكامٌ كثيرون مختلفو المشارب، منهم المحلي، ومنهم الأجنبي. جاءوا جميعاً، وذهبوا من حيث أتوا، وخرج الإنسان السوداني من كل "عيتنوبةٍ"، أثاروها، بذات معدنه النفيس. بل إن الخطوب لم تزد ذلك المعدن النفيس إلا نقاءً، وصقلاً، وبريقا.


Post: #16
Title: Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج
Author: سيف اليزل برعي البدوي
Date: 03-28-2010, 04:45 PM
Parent: #15

up

Post: #17
Title: Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج
Author: مدثر محمد عمر
Date: 03-29-2010, 07:33 AM
Parent: #16

توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تجربتي الشخصية (4)

تحركت الشاحنات وهي تقل الصبيان والأطفال الذين تقل أعمار بعضهم عن 18 وفي حالات اخرى ربما 17 مثل زميلي التوأم ناصر وناظم الذي يكتب هنا بإسم انتهازي..

تحركت شاحنتنا وشاحنات اخر باتجاه الكلاكلات .. أحسست بإطمئنان ما ، إذاً نحن متوجهون الى القطينه ، ربما يمكنني إذا الهروب من المعسكر اثناء "الجكة" والدخول في بيت احدي عماتي او اعمامي إذ انها "بلدنا" كما نقول..

تجاوزت الشاحنات الكلاكلات.. تجاوزت أيضاً معسكر الاحتياطي المركزي..كان بها عدد من العساكر الذين منذ أن بدأت في الانطلاق بدأوا في الصياحات: ووووووووووووووووو .... الله اكبر... ورورورورورورور... صيحات تبعث الحماسة وتشعر بالمغامرة، لا غرو ان عدااً من الطلاب المراهقين استهوتهم الفكرة وبدؤا في الصراخ بصورة هستيرية حيناً واخرى فيها اخراج لانفعالات ربما لا يفهمونها..

بدءوا الطلاب كعادة كل السودانيين يتعاملون مع الوضع بوصفه واقعا !!!

كانت العربات كلما مرت بعدد من البنات يطلق العساكر صراخهم.. يليهم كثير من الطلبة وأنا أتأمل ذلك الطقس الهستيري، ربما في الصراخ إشباع لحاجات الإنسان ورغباته الدفينه..قلت ذلك ثم واصلت سكوتي..!!

كنت حزيناً ، شاركني اخرون في ذلك..ربما منهم فهمي ، راشد،إياد واخرين كثيرين لا أعلمهم الله يعلمهم..

أخذت العربات في الخروج من الشارع الرئيسي واتجهت شرقاً ..إستغربت من ذلك.. قلت لنفسي ربما هنالك معسكر سري ما بمكان ما ..سارت العربات مسافة ثم اتجهت للشمال...بعد مسافة فهمت أننا خلف الكلاكلات.. اتجهت العربات لوراء الوحده في ما سمي بمعسكر مصعب بن عمير..

إن كنا نريد الذهاب لذلك المكان الذي سموه مدينة جامعية لم نقوم بكل ذلك؟؟

كان يمكن للطريق أن يأخذ 30 دقيقة بالكثير وها هو يأخذ الساعة والربع أو أزيد.. من الواضح انهم لا يريدوننا أن نعرف اين نحن.. كانت غالبية الطلبة من اركويت ، الرياض، البراري، وأحياء أخرى على نفس الشاكلة ، لم يتوقعوا أن يكون وسط طلاب مدرسة كحسونة بعض الفقراء من تلك المناطق ..يفهمون جغرافية المكان.

وصلنا المعسكر..يبدو انه مبني بطريقة جيده ومسور أيضاً بطريقة جيده وأمنيه بحته لأنه من لحظة خروجك من السكنات والي دخولك للكلاكلات يستطيع اي أحد رؤيتك!!! وفي حال حدوث اي شيء المعسكر معزول بصورة جيده..

Post: #18
Title: Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج
Author: Yousif A Abusinina
Date: 03-29-2010, 08:01 AM
Parent: #16

Quote: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان


متابعين يا رائع واصل

سرد جميل ورائع

عارفكم حكيكم زين اهلنا ناس بحر ابيض

Post: #19
Title: Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج
Author: Alshafea Ibrahim
Date: 03-29-2010, 08:20 AM
Parent: #18

الأخ مدثر
قاعدين ومنتظرين .. ما طول علينا ...
الشفيع

Post: #24
Title: Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج
Author: مدثر محمد عمر
Date: 03-30-2010, 06:52 AM
Parent: #19

الشفيع..تعرف؟ على هذه الأرض ما يستحق البقاء لكنني الى الان لم اعرف ماهو ولكنني أحسه !!
أشكرك على الحرص علي المتابعة والتشجيع

Post: #20
Title: Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج
Author: مدثر محمد عمر
Date: 03-29-2010, 08:24 AM
Parent: #18

الأخ علاء الدين... مشاركتك محل تقدير وأقتراحك موضع تنفيذ وأعتبار فلك جزيل الشكر

للمشاركة من خارج المنبر الرجاء مراسلتي علي الإيميل:

[email protected]

Post: #21
Title: Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج
Author: مدثر محمد عمر
Date: 03-29-2010, 01:11 PM
Parent: #20

توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تجربتي الشخصية (5)

إذاً هذا هو المعسكر!!

إنتشر عدد من الكيزان ذوي اللحى الكثيفة واللحى التي تشبه حواشة سيئة السقاية هنا هناك.. بعضهم كان يحمل في يده عصياً.. ليست للضرب ولكن كضرب من ضروب الوجاهة.. منذ صغري ورؤيتي للنميري يحمل عصاً ورؤية أحد يحمل عصاً قصيرة ليست للتوكأ ولا ليهش بها غنمه تشعرني بالعجرفه.. ربما تلك العصي للتلويح أثناء التكبير..تلك فائدة للعصا لم تكن موجودة أيام سيدنا موسى عليه السلام.. ألم يقل سيد قطب أنهم مجددون؟؟!! ثم كتب الترابي كتابه الشهير تجديد الفكر الإسلامي؟؟!!

كانوا أشبه بفتوات ويرتدون زياً مبرقعاً يختلف قليلاً عن مبرقع الجيش.. كان باهتاً أكثر وتراهم يكفون يديه وتتغضن وجوههم عند الصلاة ثم ويبدو عليهم الإخلاص والغبطة المبهمة عند مناداتك بـــ "يا ملكي" !!

"في سبيل الله قمنا... نبتغي رفع اللواء... لا لدنيا قد عملنا..نحن للدين فداء.. فليعد للدين مجده.. أو ترق منهم دماء ، أو ترق منا الدماء، أو ترق كل الدماء".... ثم تتوالى الصرخات والتكبيرات المخلصة للمنسقين!!

الدين أمر خطير!! على أعتقادي ليس ثمة أخطر من عاطفة دينية غير مهذبة بالوعي .. ولذا فقد أدت تلك الفترة لانتاج عدد كبير من المهووسين الذيت ليس لديهم مانع أن يعذبوا أحداً ما لا يرتضي أن يعود للدين مجده أو كما ينادي مناديهم.

قال صديق صديقي وهو يقضي فترة خدمته بالمجلس الوطني أن أحدهم قال لجماعته وهو يلتهم الدجاج واللحم بهمة أعلى من تلك التي يلتهمها به ثعلب : "كان رسول الله (ص) يحب اللحم بالثريد" !!

نظر ذلك الولد الجائع الى "اولئك المجاهدين" وهو يؤدي خدمته بالوقوف علي الباب ثم ردد في سره : اها برضو كان بحب عصير الكرستال؟؟!!

للإسلاميين علاقة قوية بالحلوى واللحم ... علاقة معقدة ولذا كانت الطحنية طعام المنسقين المفضل أو كما كنا نتهامس بسخريه ، ففي الوقت الذي يعود فيه الأولاد مسودي الوجوه والقلوب من المعسكرات تتدور أوجه المنسقين وتلائم لحيتهم أكثر...

لست أدري لم دائماً أحس أن الوجه المدور يناسب اللحيه ؟؟!!

يبدو أنني سرحت قليلاً...

أول ما حدث لنا في المعسكر أن حمل كل طالب متاعه على راسه !! مثلما تحمل حاجة الفول فولها !!

كان جلنا يحملون شنط حديدية انتعشت تجارتها بعد أن شارفت على الإنقراض وذلك بعد أن حديث مرتادي معسكرات الدفاع الشعبي عن السرقات في المعسكر..

"حقا الاقفال هوس الفقراء!!"

إجتهدت الأمهات على أن يشترين لأولادهن بعض التمر واللبن والسكر والعصير.. بعضهن إشترين ذلك بثمن الكسرة التي بعنها وبعضهن بجزء مقدر من المعاش وبعضهن بمرتب لا يسد الرمق ، كانت الأمور عسيرة على أمهاتنا لكنهن كن صبورات ويصمتن صمت فيه ألم لا يخفى.

الاباء كانوا مذهولين.. كيف يمكن لوطن ما أحبوه أن يفعل بهم ذلك؟ كان جلهم قد مرت بهم سنون أذهبت نضارهم وأعوز بعضهم حتى رأيته بعراقي قد من دبر بعد أن كان يربي اليتامي ويكرم الضيف ويكسو العاري.. يا للفقر وقهر الحكام..!!

أوقفنا في صفوف وطلب من كل واحد أن يضع حقيبته أمامه.. ثم طلب منا أن يحمل كل منا حقيبته على رأسه .. أحيانا يصير الفقر نعمة أصحاب الصرر الصغيرة عانوا أقل ولكن مااقلهم لأن الأمهات قمن بالواجب ولم يكن الجود عندهن "بالموجود" كان قطعاً من الجلود" !!

حمل الأولاد المساكين كل شنطته على عنقه... هؤلاء الإسلاميين يبدو انهم قرؤوا القرءان جيداً واستشهدوا بالاية: "والزمناه طائره في عنقه" ربما فسرها أحدهم كذلك إذ أنهم بدوا لي مثلما وصف محمد شكري والده الذي قتل أخاه بالليل وعاد فدفنه بالصباح :"لم أعذره ولكنني فهمته !! ما الذي يمكن أن يفعله شخص يحمل راس عصفور مثله؟؟ .

لا أستغرب ذلك إن كان معتز بلال كادرهم بجامعة الجزيرة حاول أن يقنعنا مرة أن التعذيب مباح في الإسلام زاعماً أن عمر بن الخطاب عذب الرجل الذي كان يفتن الناس بمتشابه القران وادخله في البئر.. ترى بم كان ذلك الرجل مقتنعاً عندما كان مراهقاً وتراوده احلام عن الحور العين؟؟ لكن الحمد لله أظن أنه ثاب الى رشده الان !!

بعض الأولاد الصغار وضعيفي البنية عانوا حقاً..مر العساكر على كامل الصف ليتأكدوا من حملنا لشنطنا على راسنا.. كنا عطشى.. عطشى جداً إذ لم تكن بالمعسكر مياه !!

نواصل....

Post: #22
Title: Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج
Author: عبدالأله زمراوي
Date: 03-29-2010, 01:22 PM
Parent: #20

Quote: في قناعتي أن معسكرات الخدمة الإلزامية والدفاع الشعبي ساهمت في إبقاء أمد الإنقاذ من خلال خلقها لجيل خانع وسلبي يقبل بالظلم ويتعامل معه باعتباره أمر واقع وطبيعي.. ثم ما لبث ذلك الشعور بالمسكنة والخنوع ان انتقل للشارع إذ أن الشعور السالب يعدي كالزكام تماماً!! لذا فقد مورست في المعسكرات كل انواع التعذيب النفسي بما فيها قراءة القران والتكبير والصلاه !!


لله درك فقد لخصت لنا في هذه الجُمل الرصينة الداء وبقي الدواء رهينا بالخروج والإنعتاق من ربقة الخوف والخنوع وذل المسكنة. آن للشعب أن يطرح نفسه بديلاً لهؤلاء الطغاة.

ثم أنني أتوقع أن توثق لنا من خلال هذا الخيط "مذبحة القطينة" والرصاصات التي حصدت أرواح أكثر من خمسين يافعا دونما ذنب جنوه...

متابعين...

Post: #25
Title: Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج
Author: مدثر محمد عمر
Date: 03-30-2010, 08:18 PM
Parent: #22

الأستاذ زمراوي.. تحية وأحترام
أظنك تقصد معسكر العيلفون وقد تشابهت عليك المعسكرات...كتب الأخ Adil Ali قبل فتره الاتي:

Quote:
Quote: تحياتي لكم جميعا....

بداية، يجب أن تظل مجزرة معسكر التجنيد القسري في العيلفون محفورة في الذاكرة إلى حين مثول مقترفيها من مسؤولين وعسس أمام القضاء، فمسؤولية هذه المذبحة، وهي واحدة من أبشع الجرائم التي ارتكبها نظام الجبهة الإسلامية، ليست مسؤولية أفراد فقط وإنما مسؤولية النظام وكافة سلطاته المعنية بالتجنيد القسري واستغلال الشباب وقوداً لحروبه الخاسرة.
في مثل هذا اليوم قبل عشر سنوات (الخميس 2 أبريل 1998)....عشية عيد الأضحى، حصد رصاص نظام الجبهة الإسلامية أرواح شباب غر في مقتبل العمر في معسكر العيلفون للتجنيد القسري في جريمة أخرى تضاف إلى سجل جرائم القتل الجماعي التي ارتكبها نظام الجبهة الإسلامية. شباب عزّل رفضوا تحويل أنفسهم إلى دروع بشرية ووقود لحروب دولة المشروع الحضاري ليحصدهم رصاص عسسها ويُدفنوا بليل دون إبلاغ ذويهم.
معسكر العيلفون:
يقع معسكر العيلفون على بعد حوالي 40 كيلومترا جنوب شرق الخرطوم، واُقيم المعسكر أصلاً لتدريب المجندين قسراً قبل إرسالهم إلى مناطق العمليات العسكرية في جنوب وشرق السودان في ذلك الوقت. كان المجندون يتعرضون داخل هذا المعسكر، وغيره من معسكرات التجنيد القسري تحت ظل نظام الجبهة الإسلامية، لأسوأ أنواع المعاملة والقهر والإذلال، وكان يتعرض من يحاول الهرب منهم إلى عقوبات أشد قسوة وعنفا. وفيما يتعلق بالعلاج، فلم يكن ينقل للمستشفى أي مجند، وكل من يعاني من حالة تستوجب الرعاية الطبية كان يتهم بمحاولة التهرب.
كيف وقعت المذبحة؟
طلب المجندون السماح لهم بعطلة ثلاثة أيام خلال مناسبة عيد الأضحى، التي تعتبر عطلة رسمية في مرافق الدولة كافة، بما في ذلك القوات النظامية (هذا إذا افترضنا أصلاً ان معسكرات تدريب المجندين قسراً تلك كانت لها صلة بالمؤسسة العسكرية الرسمية). رفضت إدارة المعسكر طلب المجندين وهددتهم بإطلاق النار إذا حاولوا عصيان الأوامر. بدأ المجندون عقب ذلك التجمع في طرف المعسكر المقابل للنيل محاولين الهرب. حينذاك أصدر قائد المعسكر تعليماته بإطلاق الرصاص، فقتل في الحال ما يزيد على 100 مجند، فيما حاولت مجموعة كبيرة الهرب باتجاه النهر، وكانت هدفا سهلا لرصاص حراس المعسكر. مع تواصل إطلاق الرصاص على ظهورهم غرق ما يزيد على 100 آخرين، ولم يعرف مصير المفقودين حتى الآن.
دفنت سلطات الأمن جثث القتلى التي تم العثور عليها تحت إشراف وزير الداخلية ومدير شرطة العاصمة بالإنابة وعدد من قيادات نظام الجبهة في مقابر الصحافة وفاروق والبكري واُم بدة. قُدر عدد الجثث التي دفنت بشكل جماعي 117 جثة، بينما سلمت 12 جثة إلى ذوي القتلى.
هوية المجندين:
لم تفصح السلطات، كعادتها في مثل هذه الجرائم، عن مجرد مؤشرات حول هوية المجندين الذين راحوا ضحية مذبحة معسكر العيلفون. إلا ان المعلومات التي وردت حينها تدل على أن غالبيتهم من أولئك الذين جرى اقتيادهم قسراً إثر الحملات الدورية التي كانت تشهدها شوارع العاصمة لاصطياد الشباب من الطرقات والشوارع وإرسالهم لمحرقة الحرب طبقا لشروط التجنيد القسري التي وضعها نظام الجبهة الإسلامية. لم تعلن سلطات نظام الجبهة الإسلامية أسماء الضحايا حتى هذه اللحظة، ولم تقدم أي من المسؤولين عن المجزرة لمحاكمة.

لا تدعوا المسؤولين عن هذه الجريمة يفلتون من العدالة! !!



Post: #23
Title: Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج
Author: مدثر محمد عمر
Date: 03-29-2010, 02:46 PM
Parent: #18

أبو سنينه... تحياتي وشكري لتشجيعك
عارف؟ فكرت أن مقدرتي على القص ربما تحرك شعور المتعة في القارئ اكثر من الإحساس بالألم.. تألمت لذلك بطريقة ما

Post: #26
Title: Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج
Author: مدثر محمد عمر
Date: 03-31-2010, 08:17 PM
Parent: #23

توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تجربتي الشخصية (6)


كان الجو مشحوناً بالتفاصيل ًالكثيرة المزعجة بالنسبة الي..وزعونا على غرف جيدة البناء..كان معي عدد من زملائي في المدرسة.. قررت الا ابيت في المعسكر..عندما حل الظلام يممت وجهي تجاه البيت وذهبت..دخلت عليهم فرح الجميع..كنت مرهقاً كمن عذب ليله كله. في اليوم الثاني ذهبت مبكراً للمعسكر وجهونا للكشف الطبي..كان كشفاص طبياً أقل ما يوصف به أنه غير أخلاقي وغير مهني البته..كان الطبيب ضعيفا وطويلاً ..أحسسته ملولوا كسلك الرباط ، حاولت تفاديه وذهبت لاخر حيث كانوا خمسة أو أربعة أطباء لا أذكر على وجه الدقه ..

سلمته تلك الاستمارة الخضراء ان لم تخني ذاكرتي.. سألني:

مدثر..عندك اي حاجه؟
أيوا عندي أزمه.
عندك أي مرض ولا اسرتك فيها اي مرض وراثي؟؟
والله أبوي عندو ضغط.
كتب لائقاً على أستمارتي ووقعها !!!

Post: #27
Title: Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج
Author: Tragie Mustafa
Date: 04-05-2010, 06:01 AM
Parent: #26

الله يا مدثر على الكتابه الموجوعه

واعذرني على الحضور المتأخر

وان تحضر متأخر افضل من ان لا تحضر

وحزنت اكثر انني لم اعرف بان مذبحة العليفون قد كانت بتاريخ 2/ابريل!!!!

وانه صار شهر يحمل لزوي الضحايا كثيرا من الحزن و الذكريات....

Quote: في مثل هذا اليوم قبل عشر سنوات (الخميس 2 أبريل 1998)....عشية عيد الأضحى، حصد رصاص نظام الجبهة الإسلامية أرواح شباب غر في مقتبل العمر في معسكر العيلفون للتجنيد القسري في جريمة أخرى تضاف إلى سجل جرائم القتل الجماعي التي ارتكبها نظام الجبهة الإسلامية. شباب عزّل رفضوا تحويل أنفسهم إلى دروع بشرية ووقود لحروب دولة المشروع الحضاري ليحصدهم رصاص عسسها ويُدفنوا بليل دون إبلاغ ذويهم.
معسكر العيلفون:
يقع معسكر العيلفون على بعد حوالي 40 كيلومترا جنوب شرق الخرطوم، واُقيم المعسكر أصلاً لتدريب المجندين قسراً قبل إرسالهم إلى مناطق العمليات العسكرية في جنوب وشرق السودان في ذلك الوقت. كان المجندون يتعرضون داخل هذا المعسكر، وغيره من معسكرات التجنيد القسري تحت ظل نظام الجبهة الإسلامية، لأسوأ أنواع المعاملة والقهر والإذلال، وكان يتعرض من يحاول الهرب منهم إلى عقوبات أشد قسوة وعنفا. وفيما يتعلق بالعلاج، فلم يكن ينقل للمستشفى أي مجند، وكل من يعاني من حالة تستوجب الرعاية الطبية كان يتهم بمحاولة التهرب.
كيف وقعت المذبحة؟
طلب المجندون السماح لهم بعطلة ثلاثة أيام خلال مناسبة عيد الأضحى، التي تعتبر عطلة رسمية في مرافق الدولة كافة، بما في ذلك القوات النظامية (هذا إذا افترضنا أصلاً ان معسكرات تدريب المجندين قسراً تلك كانت لها صلة بالمؤسسة العسكرية الرسمية). رفضت إدارة المعسكر طلب المجندين وهددتهم بإطلاق النار إذا حاولوا عصيان الأوامر. بدأ المجندون عقب ذلك التجمع في طرف المعسكر المقابل للنيل محاولين الهرب. حينذاك أصدر قائد المعسكر تعليماته بإطلاق الرصاص، فقتل في الحال ما يزيد على 100 مجند، فيما حاولت مجموعة كبيرة الهرب باتجاه النهر، وكانت هدفا سهلا لرصاص حراس المعسكر. مع تواصل إطلاق الرصاص على ظهورهم غرق ما يزيد على 100 آخرين، ولم يعرف مصير المفقودين حتى الآن.
دفنت سلطات الأمن جثث القتلى التي تم العثور عليها تحت إشراف وزير الداخلية ومدير شرطة العاصمة بالإنابة وعدد من قيادات نظام الجبهة في مقابر الصحافة وفاروق والبكري واُم بدة. قُدر عدد الجثث التي دفنت بشكل جماعي 117 جثة، بينما سلمت 12 جثة إلى ذوي القتلى.
هوية المجندين:
لم تفصح السلطات، كعادتها في مثل هذه الجرائم، عن مجرد مؤشرات حول هوية المجندين الذين راحوا ضحية مذبحة معسكر العيلفون. إلا ان المعلومات التي وردت حينها تدل على أن غالبيتهم من أولئك الذين جرى اقتيادهم قسراً إثر الحملات الدورية التي كانت تشهدها شوارع العاصمة لاصطياد الشباب من الطرقات والشوارع وإرسالهم لمحرقة الحرب طبقا لشروط التجنيد القسري التي وضعها نظام الجبهة الإسلامية. لم تعلن سلطات نظام الجبهة الإسلامية أسماء الضحايا حتى هذه اللحظة، ولم تقدم أي من المسؤولين عن المجزرة لمحاكمة.

لا تدعوا المسؤولين عن هذه الجريمة يفلتون من العدالة! !!



تخيلتم يا مدثر

مجرد طلاب ثانويه

اي لازالوا اطفالا....مقبلين على الرجوله....

وتخيلت الرصاص يحصدهم!! اي قلوبا هذه التي اصدرت امر اطلاق الرصاص؟؟؟

اي كراهية حملوها هذا العسكر علينا كمدنين ونسويوا انهم مسؤلين عن آمننا وحمايتنا

والمحافظه على اورحنا؟؟!!وليس قتلنا!!

يا رب السموات

انتقم لكل امهات طلاب العيلفون وغيرهم من ضحايا هذا النظام اللهي ارنا فيهم عدلك.

Post: #28
Title: Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج
Author: Khalid Kodi
Date: 04-05-2010, 06:13 AM
Parent: #27

الشيطان:






2/ الشهيد:





3/ وعد المهووس:






صوتوا للشيطان لتزويج أبناءكم من بنات الحور .

Post: #29
Title: Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج
Author: abubakr
Date: 04-05-2010, 06:57 AM
Parent: #28

يالله ... اخيرا ..... في تلك السنوات العجاف لم تكن اصوات الموجوعيين والمقهوريين من كل الشعب والذي صار "الشعب الفضل" تصل الي الخارج .. لم تكن الاتصالات كما هي اليوم ....كنا نحاول ان تصلنا تفاصيل ما يحدث في الداخل علنا نعرف ونفعلل اضعف الايمان وهي الكتابة في قوائم نقاشات بالانجليزية لنعري نظام القهر ....ا في تلك السنيين سمعنا عن عمر عبدالمعروف والكوامر التي تجمع الصيية بحماس وقسوة كما كانت كوامر البلديةفي زمان بعيد زمن قلندر محافظا للخرطوم تجمع القطط بحكم انها ضالة وتوسخ العاصمة!! والكديسة بشلن وريال لمن يجمع ..(وكم شلن وكم ريال سجل امام اسم كديسة وهمية)..صار مصطلحForced Conscriptions of Students and young boys هي في معظم عنوانيين نقاشاتنا وحملاتنا الاسفيرية ..لم تكن هنالك صور و سرد لواقع كما يرسم هذا البارع مدثر .. كانت مجهوداتنا هي اضعف اضعف الايمان لم تحمي اجيال من شباب وصبية السودان من جحيم حقد وعنصرية وجهوية وبغض لا محدود لهؤلاء المرضي ... قتلو بعضهم وقتلو في كثيرين جذوة حماسة الصبا والامل ..ولكن وسط كل هذا الغبن والوجع والقهر فهناك مدثر واخرون كثيرون امل باكر ....

يالله ...

Post: #36
Title: Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج
Author: مدثر محمد عمر
Date: 04-10-2010, 07:13 PM
Parent: #29

أستاذ أبوبكر..

ياخي شكراً على مجيئك وثقتك العميقه.. تلك الفترة تركت فينا حزناً مربكاً ما زال يعاودنا.. كنا بطريقة ما نقاوم ، إذ نتوضأبأوجه أمهاتنا في النهار وقبل الفجر بقليل..

نعم مجهودكم لم يحمهم مما عانوا.. لم يكن ليحميهم شيء من ذلك.. لكنكم كنتم تفعلون كما فعل الطيب صالح: "تضيئون مناطق مظلمة في الوعي"

Post: #33
Title: Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج
Author: مدثر محمد عمر
Date: 04-10-2010, 01:12 PM
Parent: #28

خالد كودي..
كم تحزنني هذه الرسومات

Post: #30
Title: Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج
Author: مدثر محمد عمر
Date: 04-09-2010, 12:02 PM
Parent: #27

الأخت تراجي..
أشكرك على الحضور وأعتذر عن التأخر في الرد.. كنت في عمل خارج عمان لعدد من الأيام..
كل مرة أذكر نفسي باشياء كثيرة ، تتناوبني فيها أحزان كثيرة قابلة للتفسير!!
رحم الله الصبية "المكشوشين من الشوارع" ماسحي الأحذية والكماسرة والذين خرجوا من بيوتهم ليشتروا خبزاً لاطفالهم او اخوانهم ففاجأهم العكسر ..ثم قتلوا سريعا وكأنهم خلقوا ليموتوا... لهم الرحمة حقاً

Post: #31
Title: Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج
Author: مدثر محمد عمر
Date: 04-10-2010, 07:05 AM
Parent: #30

توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تجربتي الشخصية (7)


إذاً أنا لائق طبياً..!!
قررت أن أترك المعسكر.. هربت أو "قديت سلك" كما وجدت الاخرين يسمونها..حرص العساكر على أن يقتلوا فينا الطموح كما حرصوا على أن يقتلوا فينا الكرامة لسبب أجهله !!

دايرين تطلعوا دكاتره ومهندسين؟؟ او هكذا كما كانوا يقولون لنا بتشفي !!

زار المعسكر وفد من كبار الجنرالات بدء الطلبة في الهتاف: مويه مويه.. ثم بدءوا في حصبهم بالحجارة.. وقف أحدهم وهدأ الطلبة ثم ما لبثوا ان كبروا وهللو!! يا الهي هم ليسوا سذج لكنهم صغار!!

خرجت من المعسكر... ذهبت مع والدي الى الدكتور حسن بابكر بعيادته بالكلاكله القبه..إستخرج لي شهاده إذ أنني أعوده لنفس السبب منذ طفولتي..ويتدبر ذلك الرجل الانسان كثيرا عينة مجانية لدواء الفنتولين إذ أنه لم يكن يتوفر بالصيدليات.. أخذ والدي شهادته وذهبنا بها الى د.أحمد بن إدريس.. فأعتمدها بناءاً على معرفته بمهنية د.حسن بابكر.

مزقت إستمارة الكشف الطبي خاصتي وملأت واحدة أخرى ثم ذهبت لطبيب اخر. سألني نفس السؤال:
عندك حاجه؟
مددت اليه ورقة الدكتور فقرأها وأردف أووووووووووووووو د.أحمد بن إدريس ..!!

ثم كتب على أستمارتي غير لائق وردها الي.

أحسست بارتياح مخلوط بقلق مبهم..

في الصباح أجلسونا خلف الصف في أثناء التمارين وسمونا "خساير" ..يبدو أن شخصاً ما خسرنا وما زلت لا أدري من هو !!

Post: #32
Title: Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج
Author: Mohammed Awad
Date: 04-10-2010, 10:21 AM
Parent: #31

بوست قيٍم

متابعة عن كثب...

Post: #34
Title: Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج
Author: مدثر محمد عمر
Date: 04-10-2010, 02:28 PM
Parent: #32

توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تجربتي الشخصية (8)


طلب منا الإنصراف على أن نعاود الجمع يوم 15 إن كنت أذكر..
قالوا أن نحضر الى منسقية الخدمة الإلزامية بالمقرن.. لأنهم سيجرون لنا كشفاً طبياً ثانياً.. لاحقاً عرفنا أن هنالك معسكرت لغير اللائقين طبياً ظلوا يدخلون في رؤووس الطلبة الصغار أن غير اللائقين طبياً يتمتعون فيها بأكل الباسطه والماء البارد !!

في اليوم المحدد للجمع ذهبنا الى المنسقيه.. كانت حالاتنا الطبية تتفاوت من أزمة الى ذوي القدم المسطحة واخرون مصابين بالسكري والصرع !! رأيت كثيرين يحملون حفاظات ماء صغيره.. لاحقاً في المعسكر عرفت انهم مرضى سكري فقد أخذوا للمعسكر أيضاً !!!

كان الطلبة يحتشدون زرافات ووحدانا.. ويجلسون في الظل القصير او يتناولون الفتة ..
على الباب يجلس بعض الكيزان علي طاولة وينادون علي بعض الطلبة ب"يا مجند" الأسباب مختلفة والذل واحد..
- أبعد بعيد يا مجند
- يا زول ما تقيف لي كده زي اختك.
يا زول مالك واقف كده زي البالع سيخه
انتباه يا مجند
يا زول هوي انت مالك بتاع جرجره كده
دخلو لي جوه الزول ده
يا زول امنع الكلام
...اااااااخ... أصبت بالصداع من الم التذكر.. سأوقف تلك العبارات..

في ذلك اليوم رأيت ولداً طويلا وذو جسم رياضي يوحي أنه يمكن أن يصبح ضابطاً ليس ذي كرش كمن رأيناهم !!
كان يقف عند الباب ومعه أخوه.. بدا لي غير طبيعي.. تكلم معه المنسق الحقود.. صفع ذلك الولد الكوز صفعة أطارت صوابه.. بدأ اخوه في الصراخ ما تضربوه الزول ده عيان.. لكن صرخاته ضاعت أدراج الريح.. كان الولد منتصب العود وهم يضربونه.. تأكدت أنه مريض.. لم يكن يهتز لضربهم او يبدي جسده أي أشارة تفيد انه يمكن أن يضرب في مكان محدد... عندما يهم أحدهم بضربنا في بطننا ننثني دون أن نشعر.. أو وجهنا نبعده دون أن نشعر.. كان يقابل الضرب بالضحكات وكأنهم يضربون شخصاً اخر.. يا الهي. انه يعاني من مرض نفسي.. تم جره للداخل والمنسقين والعساكر يهتفون به: يا زول ما تعمل لينا مجنون !!!
يبدو أنه من الأفضل لي أن أتوقف هنا.. لم تنسيني كل تلك السنوات ذلك المشهد الأليم وعجزي الأكثر ألماً عن أن أمد له يد العون وهو يجر ويغلق الباب !!

Post: #35
Title: Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج
Author: طارق زروق
Date: 04-10-2010, 05:06 PM
Parent: #34

بعد كل الذل والاهانة فى الخدمة الالزامية من قبل العساكر الماجورين الجبناء والمرمطة فى جامعات ضعيفة اكاديميا تتخرج وماتلقى شغل

Post: #37
Title: Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج
Author: طارق زروق
Date: 04-11-2010, 06:18 AM
Parent: #35

up

Post: #40
Title: Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج
Author: othman mohmmadien
Date: 04-11-2010, 05:55 PM
Parent: #37

Quote: في قناعتي أن معسكرات الخدمة الإلزامية والدفاع الشعبي ساهمت في إبقاء أمد الإنقاذ من خلال خلقها لجيل خانع وسلبي يقبل بالظلم ويتعامل معه باعتباره أمر واقع وطبيعي.. ثم ما لبث ذلك الشعور بالمسكنة والخنوع ان انتقل للشارع إذ أن الشعور السالب يعدي كالزكام تماماً!! لذا فقد مورست في المعسكرات كل انواع التعذيب النفسي بما فيها قراءة القران والتكبير والصلاه !!


حينما كنت في مدينة الأبيض تم تسجيلنا عن طريق المدرسة وبدأت الإعلانات عبر الإذاعة للحضور ... وبالتهديد أكملت إجراءات التسجيل التي تعرضنا فيها لمهانة جعلتني أفكر بعدم الانضمام ثم يأتي دور ملاحقة الغائبين والإعلان المتكرر عبر إذاعة الأبيض من لا يحضر يعرض نفسه لعقوبة الخيانة العظمى والوطنية (الاعدام) - تخيل ذلك الامر ومدى إستيعاب الأمهات له وتجمع النساء حول الوالدة حين سماع إسمي محكوماً عليه بالإعدام - فلم أستجب ومن قام بتسجيلي حضر ذات لدكان يتبع لأسرتي في الحي فأستقل خوفي وحمل ما يقدر حمله دون أن يدفع لي فلس من سكر وبن وزيت وصابون وغيرها ...فأستغل خوفي ... الحمد لله نفذت بجلدي ثم يأتي دور أخي الذي سرد لي آلام التدريب في إحدى المعسكرات لدرجة يستغل البعض فيه الذهاب للحمام لينام وهو جالس للتخلص من فضلاته ... ولعل ما مر به من تدهور لحالته النفسية سببه ذلك المعسكر اللئيم حتى حينها ... لعله ...

ياترى لماذ أتساءل دوما عن أزمة الرجولة بين الكثير من الشباب النامئ في هذا الزمن ومن مظاهرها عدم النخوة التي كانت ملازمة دوماً لنا ، والاحساس بالدونية وعدم الثقة وتزحزحها في كل شئ والتفكير السطحي لأن أمثال هؤلاء اضعفوا فينا قيم التربية الأصيلة وأغرقوا الاسر بالمشكلات الاقتصاديه والاجتماعيه و البعد عن تربية العقول والابتكار... فترة تدني فيها كل شئ وتدنى فيها الفكر الراقي الذي يقي الفرد من الانزلاق الي الهاويه والانغماس بالمشكلات دون القدره علي التفكير العلمي السليم بحل المشكلات - قيادات متدنية الفكر والثقافة - ماكره لديها أساليب شيطانبة قادرة على المناورة للإحتفاظ بالسلطة لا تتورع عن إستخدام أساليب القهر والاذلال ثم اليأس والتيئيس ومعاقبة من يريد الاصلاح ومكافحة المنحرف ثم تكميم الأفواه وكبت الحرية....

يتمتعون بروح الأنا وتفخيم الذات وتأليه المسؤول فهذا كله لتدمير رجولة شعب بأكمله

في فترة من الفترات الصبي كان يلزم البيت في ركن نائي في كل مدن السودان وترسل البنت للبقالة أو للسوق - أي شرخ لجسارة الرجولة أكثر من ذلك ...

واصل السرد عسى ان تفش فينا شئ من الغبينة التي نحس بها ...فروحنا ليست تواقة للإنتقام ... وربنا سبحانه وتعالى بجي اليوم البزلزل فيه الأرض من تحت أقدامهم ... الله ينقم منهم ... وينتقم لأرواح اللذين راحوا ضحايا التدريب ... أو بالموت في المعارك الخاسرة التي راح ضحيتها أبناء السودان ...




-

Post: #41
Title: Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج
Author: مدثر محمد عمر
Date: 04-12-2010, 06:51 AM
Parent: #40

عثمان محمدين.. لا أفهم لم كتبت إسمك مصعب.. يبدو أنني كنت مرهق من السهر فأعفو لي..
وأعتذر ايضا عن قولي أنني لم ارى مداخلتك إذ أنني اذكر أنني رددت علي المداخلات التي مررت عليها

أظن أننا يجب أن نذكر ما تذكرنا من أسماء.. ليس تشفياً ولكن إحقاقاً لحق وليعلم الناس أن ما يحاولون تغطيته يظهرونه أكثر وأعتقد أن ذكر أسمائهم هنا ليعرفهم الناس أقل ما يمكن أن يحدث لهم.

ما قلته محزن... محزن جداً وأستحي أن اعلق عليه.

عوضنا الله عن عمرنا الذي أهدروه خيراً بمكان اخر.. ليس فيه ظلم زلا ظالم ولا ظلامي

Post: #38
Title: Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج
Author: مدثر محمد عمر
Date: 04-11-2010, 06:48 AM
Parent: #35

زروق... يا حال المتألم وساكت.. يا حال الساكت ومتألم

Post: #39
Title: Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج
Author: مدثر محمد عمر
Date: 04-11-2010, 12:20 PM
Parent: #38

توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تجربتي الشخصية (9)


في المنسقية بدا لي الكيزان وكأنهم يحاولون أن يؤدوا دور الهة صغار ، ذقون بعضهم النابتة للتو صارت تصيبني بالغثيان.. عباراتهم المتملقة ، تحيتهم العسكرية لشخص بالزي المدني، كلمة سعادتك ، مجند ، مرابط ، مجاهد ، التكبير بصوت عالً وكأن الله لا يسمعه ، التهليل بصوت عال أيضاً، عبارة " في سبيل الله" "كلمة جرجره" ، عبارة "طابور خامس" ، أصوات المواتر ، .. صرت أكثر التصاقاً بسبحتي وأورادي الإسماعيليه وأحب الصلاة منفرداً!!

ربما لأنني كرهت فكرة الصفوف!!

بعد يومين قابلت طبيباً اخر من الكيزان قرر وفقاً لشهادتي الطبية انني غير لائق طبياً.. كان الدخول الى الطبيب فيه ضرب كبير من المذلة إذ يقف عدد من الكيزان حاملين سياطاً للمرضى ومرتدين الزي العسكري لينظموا الصفوف !!

الخراطيش السوداء التي تحولت "بإذن الله" لأدوات للقهر بعد أن كانت تحمل الماء سبب الحياة للناس والزرع!! لا بد أن أحدهم امن بـ"سبحان مغير الأحوال من حال الى حال" !!

كان من الواضح انه ليست هناك خطة واضحه لما يجب أن يفعل بنا .. كل ماكان واضحاً لناالى الان هو محاولةالتجنيد ضمن الحركة غير الاسلامية ، غسل العقول ، خلق جيل خنوع .. وأشياء أخرى لا أعرفها .

لاحقاً قرروا عمل معسكر "للخساير" كما كانوا يسموننا وكأننا خسرنا شيئاً ما ..!!

ذلك المعسكر "للخساير" ضم عدد من الشباب النوابغ منهم ثاني وخامس السودان للشهادة الثانوية كانوا أيضاً خساير.!!

حملنا في دفارات وشاحنات الى معسكر شمبات..كان المعسكر مقاما عند داخليات كلية الزراعه.. مليئاً برائحة الجمكسين..كم عانيت من ضيق التنفس فيه حتى صرت أشرب زجاجة دواء الفنتولين بفمي مثل "جرعة الماء كلما صحوت ليلاً وانا مختنق!!

كان المعسكر يضم الطلبة غير اللائقين جميعاً وخصص فيه عنبر للمرضى النفسيين الذين اطلقوا في اليوم الثالث او الرابع كان مرضى السكر يتجولون فيه حاملين حفاظات ماء صغيرة وثلج .. في البدء ظننت أنهم أولاد من بيئات لا يحتملون فيها الحر..لم انظر اليهم بازدراء فقط قلت لنفسي ربما ليس في بيتهم زير..لاحقا عرفت انهم مرضى السكري وان دواءهم يجب أن يحفظ بارداً .

Post: #42
Title: Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج
Author: طارق زروق
Date: 04-12-2010, 08:03 PM
Parent: #39

up

Post: #43
Title: Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج
Author: saadeldin abdelrahman
Date: 04-13-2010, 02:16 AM
Parent: #42


Post: #52
Title: Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج
Author: مدثر محمد عمر
Date: 04-21-2010, 08:23 PM
Parent: #43

سعد الدين.. سأتذكر هروب أولاد حلتنا من الكشة في صمت !!!

Post: #44
Title: Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج
Author: مدثر محمد عمر
Date: 04-20-2010, 12:38 PM
Parent: #42

شكراً يا طارق على محاولاتك المستمرة لرفع البوست..

Post: #45
Title: Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج
Author: Waeil Elsayid Awad
Date: 04-20-2010, 01:55 PM
Parent: #44

مالك معانا
ديك ايام الله لا يعيدها

Post: #46
Title: Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج
Author: مدثر محمد عمر
Date: 04-20-2010, 06:49 PM
Parent: #45

وائل.. شكرا ياخي لكن كنت دايرك تكتب لينا حبه عن الايام البتتمنى الله لا يعيده وانت لسه عمرك ما تم الخمسه وتلاتين.. يعني باختصار جزء من عز شبابك بتتمنى زوالو وزوال ذكرياتو البائسه !!

أكتب حبه ياخي وعلي قول أبوي: "اليتيم ما بوصوه علي البكا"

Post: #47
Title: Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج
Author: مدثر محمد عمر
Date: 04-20-2010, 08:24 PM
Parent: #46

توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تجربتي الشخصية (10)


كانت الغرف التي وزعنا عليها تفوح منها رائحة الجمكسين.. نفس الجمكسين الذي كان يفضل أبي ألا يرش به بيته ويصاب أبناءه بالملاريا عوضاً عن أن يموت أحدهم بإختناق لأنه مصاب بالربو..

تنفست هواءاً بدا لي عطناً من رائحة الجمكسين والذل.. انتظم الناس في صفوف سيقوا اليها ليحلقوا صلعه مرة اخرى.. كان بعضنا قد نبت شعره.. جاء قائد المعسكر وحاضرنا.. كان من جملة ما قاله:
"قفصنا ده مافي زول بيمرق منو" !!
"ما تعملوا لي فيها عيانين"
وجمل أخرى إمتلأت بالوعيد والقهر ....

قفصنا ده مافي زول بيمرق منو!! يبدو أنه يرانا كالجداد وليس كالدجاج.. منذ صغري كنت أعتقد أن الفرق بين الاثنين أن "الجداد" حي و"الدجاج هو الذي يباع مغلفاً ومذبوحاً.. هنالك فرق اخر لم اكن اعرفه... الجداد يشبهنا... يعيش في قفص ولا يستطيع الخروج منه !!

نواصل....

Post: #53
Title: Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج
Author: مدثر محمد عمر
Date: 04-21-2010, 08:26 PM
Parent: #32

محمد عوض.. تراودني الفكرة منذ سنين فأغالبها خوفاً من أن تجعلها الكتابة لامعة كالبرق!!
لشعبنا المقدرة على إيجاد متعة مستترة في كل ألم لذا خفت أن يكتب أحدهم أنه استمتع بالذل!! وأنه لا يسمى ذل!!

Post: #70
Title: Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج
Author: عبداللطيف محجوب
Date: 05-21-2010, 12:59 PM
Parent: #4

عزيزي مُدثر كل التحايا والإحترام وأنت تكتُب ما تكتب ..

لكن لفتت نظري جُملة هُنا رُبما لم أفهمها جيّداً وأتمنى لو تُفسرها لي .. وأكون شاكراً جداً

Quote: لذا فقد مورست في المعسكرات كل انواع التعذيب النفسي بما فيها قراءة القران والتكبير والصلاه !!


كامل الإحترام والتقدير ..

أخوك عبداللطيف ..

Post: #71
Title: Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج
Author: مدثر محمد عمر
Date: 05-21-2010, 03:37 PM
Parent: #70

الأخ عبد اللطيف.. شكراً لتساؤلك المهذب..

يسرني أن أوضح لك ما عنيته بعبارتي التي ذكرتها...

يقيني أن اكثر ما احترمه الإسلام الحرية الفردية وتكريمه للإنسان لكونه إنساناً ولم يرد في السنة من قريب أو بعيد إجبار احد ما على الجلوس لساعات تحت ظل شجرة وقراءة القران أو الصلاة أو إجباره على الوقوف لساعات طويلة وهو يكبر أو يهلل.

كان الرسول الرسول (ص) مفكراً عظيماً وقد روي أنه كان أطول الناس صلاة بنفسه وأقصرهم حين يؤم الناس وفي ذلك وعي منه كبير حيث أنه قصد إستمرار محبة الناس لمافعلوه طوعاً من خلال عدم إيذائهم بمشقته.

فربط قيمةأو مجموعة قيم بالإكراه على فعلها يجعل منها أمرا منفراً ومؤذياً ويجردها من معانى كثيرة. ويمكنك أن تتخيل أحدا ما يحمل خرطوشاً اسود - من ذلك النوع الذي تضرب به الشرطة السودانية المواطنين هاها - ويأمرك بطريقة فيها إهانة حتى لعاطفتك الدينية أن تنزل وتقرأ القران . في سن مازالت شخصيتك ومقدرتك على أتخاذ القرار والتخطيط لوقتك وغيرها من المهارات الحياتية في طور التكون.

في مرة من المرات وقفنا لزمن طويل جداً جداً والملازم خالد ذو النجمتين على كتفه يقول

- تكبير

- فنقول الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ( 3 مرات)

- تهليل

- فنقزل لا اله الا الله ، لا اله الا الله ، لا اله الا الله ( 3 مرات)

تخيل أن أظل أكتبها هنا لساعتين متواصلتين وأملأ بها 30 ورقه ثم أحمل خرطوشاً لإرهابك بالضرب وأجبرك على قراءتها بأعلى صوت تمتلكه ترى هل ستحس ذلك تعذيباً أم عباده؟؟

أرجو ان أكون قد نجحت في توضيح ما عنيته.

كنت مهذباً جدا في تساؤلك فشكرا عميقاً لك

Post: #73
Title: Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج
Author: عبداللطيف محجوب
Date: 05-21-2010, 04:25 PM
Parent: #71

شكراً كثيراً يا مُدثر لإقتطاعكم من وقتكم الثمين وكِتابة هذا الشرح المطوّل لنا ..

الآن وضحت الصورة ..

فهذي تحاياي وإحتراماتي ..

أخوك .. عبداللطيف

Post: #92
Title: Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج
Author: مدثر محمد عمر
Date: 06-01-2010, 08:52 PM
Parent: #73

الأخ عبد اللطيف.. ياخي شكرا علي لغتك المهذبه وأخوك وقتو لا ثمين ولا شي لكن والله مرات كتيره بنبدو مثل ثور الساقيه ندور بمكان واحد ..
أعتذر عن الرد المتأخر فقد رايت مداخلتك للتو إذ أنها أختبأت بين شخبطاتي وصراخي المتأخر..

لك من الشكر أجزله

Post: #48
Title: Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج
Author: بكري الصايغ
Date: 04-20-2010, 10:22 PM
Parent: #1

تـوثيـق
----------

2 أبريل 1998-2010: لا تدعوا القتلة يفلتون...12 عامآ على مجزرة معسكر العيلفون للتجنيد القسري!
-------------------------
الـمـصـدر: 2 أبريل 1998-2010: لا تدعوا القتلة يفلتون...12 عامآ على...لفون للتجنيد القسري!
الـموقع:( سـودانيـز اون لاين )- المنبر العام2 أبريل 1998-2010:
31-03-2010-
بكري الصايغ.

Post: #49
Title: Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج
Author: مدثر محمد عمر
Date: 04-21-2010, 08:22 AM
Parent: #48

أستاذ الصايغ..
شكراً لحضورك.. حقاً إنهم لمحنة في الأخلاق

Post: #50
Title: Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج
Author: مدثر محمد عمر
Date: 04-21-2010, 06:39 PM
Parent: #49

توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تجربتي الشخصية (11)


ذلك الكوز.. يبدو أنه أختير بعناية.. كثير من الشباب كانوا يصلون دون وضوء ويدخلون الجامع وهم جنب !!

سمى ذلك الرجل المكان الذي يحلق فيه للناس بسوق عكاظ.. مارس ذلك الرجل أنواع من التعذيب كأن يترك المرضى يقفون من التاسعة وحتى الثالثة صباحا وهو يمر ويشنف اذانهم بقوله:
"عيانين؟؟ عيان انا!!
طيب ما تموتوا لو عيانين !!..

ترى هل يولد الإنسان شريراً؟؟
كيف لشخص ما أن يعذب مرضى بالكلى والأزمة وغيرها بالوقوف لساعات طويلة من التاسعة وحتى الثانية صباحا على أقل تقدير كل يوم لمدة شهرين متتاليين؟؟؟!!

عرفت منذها أننا شعب برغم الطيبة البادية عليه إلا أننا نحمل بين ظهرانينا من وزع عليه سوء البقية بادي الطيبة والوداعه.. ومنذها كفرت بالشعر وتركت الكتابة حتى عدت للكتابة بعد سنوات تعدت الخمسة أي بعد تخرجي..

يمكن للقبح والقهر والظلم أن يقتل اشياء كثيرة داخلنا إن لم نحب سجاننا!!

قسمنا الى سرايا وعلى رأس كل سرية وضع "تعلمجي" أى معلم للفنون القتالية بمصطلح أكثر جمالاً.. البسنا دموريه بألوان مختلفه حسب السرايا

كان إسم ذلك الرجل الإنتهازي خالد .. يحمل دبورتين في ذلك الوقت 1997.. من غرب السودان يا ليتني أملك المزيد من المعلومات ليعرفه الناس لكنني أظن أن أسمه خالد بلال .. قائد لمعسكر شمبات لغير اللائقين طبياً.. كان يرتدي زي الشرطة بصورة دائمة ولا يبدو أنه من الجيش !!

بيني وبين نفسي قسم أن لا أتركه ما حييت رغم أني لا أعرف ما الذي سأفعله له !!

نواصل....

Post: #51
Title: Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج
Author: محمد ادم ابوكيفو
Date: 04-21-2010, 07:23 PM
Parent: #1

الاخ مثر
تابعت ما كتبت بشغف وصمت
واعجبني ما كتبت
فقد كنت لسان حالي
اي جرم ارتكبه هؤلاء
بحق ابناء وطننا
عليهم اللعنة

Post: #54
Title: Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج
Author: مدثر محمد عمر
Date: 04-22-2010, 07:30 AM
Parent: #51

أبو كيفو...

أفهم أنك قرأت ما كتبته بصمت؟

بيوم ما أرسل لي صديقي قائلاً "الصمت هو اللغة التي كنا نقول لبعضنا أنها الضجيج"

Post: #55
Title: Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج
Author: مدثر محمد عمر
Date: 04-22-2010, 04:21 PM
Parent: #54

توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تجربتي الشخصية (12)

تعارفنا.. كنا شباب يجمع بيننا البؤس وسوء الطالع.. كنت في الغرفة مع ضياء الدين ، موبيل، أسعد ، إياد وشاب اخر من ابناء ابو سعد لا أذكره بوضوح.. كانوا يحاولون التأقلم بالسخرية وخصوصاً ضياء الدين وموبيل ... ضياء الدين كان اخف الناس مرضاً.. كان يعاني من قدم مسطحه - Flat Foot - لا بد أن ذلك سبب يمنع أن يقف أحدهم من أن يقف 6 ساعات والا لما كان سبباً لعدم دخولك الجيش .

قررت أن لا أقضي ليلتي الأولى بالمعسكر.. وجدت أن إياد له نفس الرغبة وقررنا الهرب من المعسكر في يومه الأول رغم أننا لم نكن معتادين على المكان أو إستكشفناه بعد.

Post: #56
Title: Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج
Author: مدثر محمد عمر
Date: 04-23-2010, 09:08 PM
Parent: #55

توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تجربتي الشخصية (13)

حاولنا الهرب... عند الخروج فاجأنا أحد جنود التأمين.. كان رجلاً قوي البنية من النوبة عسكري حقيقي انتهى به الأمر من حماية حدود السودان من الأعداء الى حماية بقعة في وسط العاصمة ومراقبة أولاد سودانيين .. كان يؤدي عمله بهمة يحسد عليها ..

- أقيف يا زول...
أسرعنا في المشي....
- أقيف يا زول
جرينا...جرينا بهلع.. تعثر صديقي أو ما شابه وقبض عليه الا انني أفلت وظللت أجري في اتجاه شمبات الحله..جرى ورائي عسكريان بهمة ونشاط وجريت..

تذكرت قصة الأرنب الذي سبق الكلب وقال له ساخرا "سبقتك لأني أجري لنفسي وأنت تجري لسيدك!!!

كنت أجري لنفسي ولذا وصلت إلى أطراف البيوت قبلهم... دخلت في الأزقة.. وجدت باباًمفتوحاً فدخلت وأغلقت الباب ، بعدها صفقت..

- السلام عليكم... لم يرد احد
- السلام عليكم... أهل البيت

جاءت أم سودانية أصيله في عمر والدتي ربما أو أكبر بقليل وأبنتهاالصغيره.. شرحت لها أنني هارب من المعسكر..سلمت علي بحب بادى كما لو أنني إبن أختها..نادت على إبنها فجاء..

كان في الثلاثينات من العمر.. سلم علي بنفس الحب.. أتى ببعض الماء وصب لي لأغسل قدمي فقد كنت أرتدي "سفنجه" غاصت في وحل شمبات.. أصر على صب الماء حتى نظفت رجلي ثم قال لي: ما تطلع هسي ... كدي اول شي خش الصالون.

أتت أخته الصغيرة بماء بارد.. جلس معي ولاطفني قليلاً ثم جاءت والدته بالغداء "بطاطس بي قيمه" إعتذرت أنني تغديت الا ان محاولاتي لم تفلح فتغديت وأصروا أن أشرب الشاي ثم سمحوا لي بالخروج بعد أن تأكدوا أن الشارع يخلو من الغرباء..

أنبتوا وردة لم تزل تضوع داخلي...وبقدر ما اهتز إحساسي بالإنسانية على هذا التراب بقدر ما ضمدوا تلك الجروح الكبيرة .. أسرة سودانية تعرف الواجب وتفهم في الحب والوطن والله

Post: #57
Title: Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج
Author: مدثر محمد عمر
Date: 04-27-2010, 09:14 AM
Parent: #56

توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تجربتي الشخصية (14)

عدت إلى البيت.. ضحكت أخواتي الصغار وصرخن بفرح: هي مدثر!!
سلم علي أبي وأمي وجلست مع أبي وحكيت له ما حدث.. ضحك بسخريه وقال لي: ( والله يا ولدي انا لو في محلك ارجع ليهم قفصهم ده بالباب)!!
راقت لي الفكره.. هزيمة صغيرة يمكن أن ألحقها بهم .. أن يعرفوا أن قفصهم هذا يمكن لأحد أن يخرج منه.. وأنه يمكن أيضاً أن يعود اليه بالباب !! متحررا من سطوة الخوف الذي حرصوا على أن يجعلوننا نعيشه !!

واحده من الصعوبات الجمة هي أن تركز تفكيرك على شيء اخر أثناء تلك المحاولات المستميتة لحشو عقلك بفكرة مريضه ، إذ أننا كنا نجبر على الجلوس والإستماع لأحد ما له لحية نتنة ويكذب بعد أن يتوضأ بقليل !!

جاء الفاتح عروه للمعسكر..حشا عقول الصغار بكلام مضحك كثير.. حدثنا عن النوم في جبال تلشي.. قال أنها أحب اليه من النوم في فنادق سويسرا رغم أنه لسبب ما ظل ينام في فنادق سويسرا وأخرى تشبهها!!!

نواصل...

Post: #58
Title: Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج
Author: مدثر محمد عمر
Date: 04-28-2010, 01:55 PM
Parent: #57

توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تجربتي الشخصية (15)

كبر الأولاد خلف الفاتح عروه .. كبر المنسقون ..كبرت أنا تكبيرتي المعتاده بلهجة اهلي في النيل الأبيض "الله أكبر عليكم"
صرخ بعض الأولاد " "وووووووووووووووووووووو" ، أطلقوا صرخات هستيرية وتكبيرات هستيرة ، ضحك اخرون !!

علق أحد أصدقائي بعد ذلك اللقاء وهو إياد عربي أو عمار كباشي لا أذكر على وجه التحديد: "والله يا مدثر الواحد خاف علي نفسو عديل من الراجل ده"

كان ممسحاً أو تبدو عليه اثار النعمة أو ربما هو هواء الفنادق التي وصفها بأن العيش فيها لا يعدل ليلة واحدة في جبال تلشي وهو يلتحف السماء!!

توطدت علاقتي بإياد... ذلك الولد النادر.. سوداني حتى النخاع .. قبض عليه في لية الهرب تلك وأروه الواناً من التعذيب ليعترف من كان معه لكنه لم ينهار.. سميته رفيق السلاح رغم انني لم احمل سلاحاً..

قضينا في ذلك المعسكر شهرين قضينا منهما 19 يوماً هاربين خارجه في كل مرة نهرب سوياً .. كان يقول لي ونحن نراقب الطريق ونتخيل الأشجار ديدبان المعسكر: والله يا مدثر خيال الانسان ده ذكي خلاص....كان يفكر بطريقة مختلفه.. لا غرو أنه أحرز المركز الثاني في الشهادة السودانية..

إبتدأت البواسير تعاودني من الجلوس الطويل على الأرض والأكل الناشف ..بدأت أنزف نزيفاً حاداً كلما ذهبت لأقضي حاجتي كنت أتقزز من فكرة أن يرى أحد هولاء الأطباء الكيزان مريضي الأنفس وسيئي الدين والخلق مؤخرتي.. تحاملت كثيراً حتى أبتدأت أحس بالدوار أحياناً..

نواصل...

Post: #59
Title: Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج
Author: مدثر محمد عمر
Date: 05-12-2010, 06:36 PM
Parent: #58

توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تجربتي الشخصية (16)

يبدو أن الطبيب يبادلني الرغبة في أن لا يرى مؤخرتي!!!! كتب لي مليناً وراحة ليوم واحد عندما أخبرته أنني أنزف دماً عندما أقضي حاجتي.. وقال: لو استمر الموضوع تعال نكشف عليك!!
حمدت الله.. أصبح الأمر مزعجا ومتكرراً..كنا نجلس أكثر من ساعتين وأحياناً ثلاثة..
هربت أنا وأياد عدداً كبيرا من المرات وصرف لي عدد 7 صلعات هربت من معظمهن أيضاً..
أصبحت سماعي لعبارة "الله أكبر" و"لا إله الا الله" يصيبني بالغثيان لما أحس فيها من نفاق وصرت أكره المساجد وهي تعج بالكيزان بذقونهم النتنة وعدم حياءهم من الله.. الأمر الذي لازمنى ردحاً من الزمان وما زلت أذكر حواري وأبي كل جمعة بعد ذلك
- أها يا ولدي الصلاه كيف؟؟
- يا ابوي أنا والله المسلمين ديل خلاص بقيت ما بصلي معاهم..!!!
- يضحك ضحكة ما زلت لا أفهمها خليط من الاسف والسخرية ثم يقول لي بحب : والله ربنا يهديك يا ولدي
- إنشاءالله يا أبوي
ثم يخرج للصلاة بعد أن يصلي ركعتين كعادته

نواصل....

Post: #60
Title: Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج
Author: مدثر محمد عمر
Date: 05-14-2010, 08:44 AM
Parent: #59

توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تجربتي الشخصية (17)

جمع الجميع داخل الساحه.. تحدث ذلك الكوز بعد أن هلل وكبر بطريقته المنافقة المقززة

- أي زول جا الاول قبل كده يقيف بي جاي.. ضحكت في سري ثم أردفت "شوفوا ليكم زول يمرق"
- خرج عدد من الاولاد بينهم ذلك الولد الطيب الذي عرفت أن أسمه رامي..كان متصوفاً الى حد بعيد.. أرجو الا يكونوا قد افسدوه..

يبدو انهم يريدون أن يستهدفوا المتفوقين أكاديمياً بالتجنيد... كانت هناك حجرة "مطرفة" ويقال انها مظلمه وتدور حولها الحكايات.. سمعت ان احد الطلاب بعد أن أخذوه الى هناك خرج يبكي ومن لحظتها وانا اتحاشى أن أسمع أو أفكر عما بداخلها.. قابلني أيضاً أن بداخلها كيزان يقومون بالتجنيد فيما يشبه التخويف.. قابلت صديقي وزميلي في الدراسه مشعل ، يبدو أنه ما زال يحتفظ بخلقه الكريم ، ذهب اليهم وسأل الرجل الموجود هناك: انت الجابك هنا منو؟؟ ولا زلت لا اعرف ما رد ذلك الرجل عليه.

قابلني أحد زملاء الدراسة القدامى طارق محمد عثمان المكي ابن البروف الشهير بود المكي .. كان كعادته بسيط التفكير.. حدثني عن أنه من الأفضل الإنضمام "للناس ديل" وأنه أنضم اليهم من زمن وانه "اخير الواحد يشزف مصلحتو"... ما زلت أتقزز من الانتهازية ..

عاد الي بعد كم يوم ليقول لي
- يا مدثر والله دايرنك تكون معانا
- إنتو منو يا طارق
- الكيزان
- والله يا طارق ما بتنفعوا معاي
- والله نحن دايرنك انت بالذات.
- ليه يعني انا بالذات؟؟؟
- عندك مقدرة إقناع دايرين نستفيد منها وبعدين يا زول قالوا بقروك في اي مكان انت دايرو بغض النظر عن بتجيب كم في الميه لو بره السودان او جوه السودان تاني انت داير شنو اكتر من كده؟؟!
- بره دي فهمناها هنا كيف بغض النظر عن نسبتي؟؟
- يا زول انت بس قول خير

لم أقل خيراً وفهمت انه ستتم مضايقتي فبحثت عن مشعل مرة اخرى.. مشعل كان اقرب الي زميلي من صديقي لكنني جلست الي جانبه سنة كاملة وعرفت أنه خلوق.. حكيت له ثم قلت له:

- يا مشعل انت عارف عني الكتير فياخي انا ما داير واحد من الناس ديل تاني يجيني ولا يضايقني
- ما بجيك زول تاني يا مدثر .. ياخي الناس ديل أغبياء لدرجه غريبه وبعملوا في حاجات غريبه خلاص.
منذها تحاشيت طارق ..ظللت احمل له وداً قديماً وأشفق عليه من أن يكون ملاحقاً لمصلحته لتلك الدرجه...

نواصل...

Post: #61
Title: Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج
Author: مهيرة
Date: 05-14-2010, 12:43 PM
Parent: #60

Quote: في قناعتي أن معسكرات الخدمة الإلزامية والدفاع الشعبي ساهمت في إبقاء أمد الإنقاذ من خلال خلقها لجيل خانع وسلبي يقبل بالظلم ويتعامل معه باعتباره أمر واقع وطبيعي.. ثم ما لبث ذلك الشعور بالمسكنة والخنوع ان انتقل للشارع إذ أن الشعور السالب يعدي كالزكام تماماً!!


شكرا لك يامدثر ولدى لشرحك وتوضيحك لسؤال أرقنى طويلا هو:-

ماذا حدث للشارع السودانى ولم اختفت نخوة السودانى وعزته؟؟؟؟؟

سموها ( عزة السودان)

والحقيقة هى أنها:- ذلة السودانى ومهانة السودان

توثيق موجع حد البكاء

اللهم انتقم منهم ياجبار ياقهار

تحياتى

Post: #62
Title: Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج
Author: مدثر محمد عمر
Date: 05-16-2010, 12:33 PM
Parent: #61

المهيره..
فيك من المهيرة الإسم والروح ..
أحسست بأن في ما أكتبه ملل التفاصيل الصغيرة لكنني حريص على المواصلة فالعفو.. بعض التفاصيل نغرق فيه دون وعي حقيقي بمدى جدواه أو أهميته للاخرين.
عرسي يا مهيره لو ما معرسه وجيبي أولاد كويسين..!!!
كل الناس الكويسين مفروض يعرسوا ويجيبوا اولاد كويسين ....مرات بتخيل لي أنو التغيير في جيل باكر ما في الجيل ده

Post: #63
Title: Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج
Author: مدثر محمد عمر
Date: 05-18-2010, 07:39 PM
Parent: #62

توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تجربتي الشخصية (18)

مرت الأيام بطيئة ككارو والد صديقي عبد المنعم الذي كان يعمل بالخطوط الجوية وأحيل للصالح العام .. كان التدريب ليس مرهقاً أكثر من التكبير والتهليل!! كان أصعب ما في التدريب الذلة وأستخدام التدين كوسيلة وقحة للتعذيب..

كان التعلمجية أي المدربين عساكر ليس لهم علاقة بالكيزان كانوا يرددون الجلالات أي الاهازيج العسكرية ويحبونها ويحسبون أن التلفظ بالألفاظ السيئة والبذيئة جزء من الرجاله ، رغم تربيتي في حي عادي الا أنني كنت أنفر من الألفاظ البذيئة وإلى الان يعتذر لي بعض الذين أعرفهم إن صدرت منهم كلمة نابية رغم أنني صرت أقابلها بالابتسام بعد أن كنت أقابلها بالتقزز... بعد أن تكبر تتعلم كيف تفهم الناس بصورة أفضل..

كان التعلمجي من المدفعية... جلالته المفضلة هي "حريقه" صبح أولئك الأولاد البائسون يرددونها وراءه بمتعة لما تحتويه من الفاظ بذيئه ناسبت أعمار كثير منهم:

كانت الجلالة تقوم علي شطرين واحد يقوله العسكري واخر يرد به عليه الأولاد بكلمة "حريقه"
- بت الملازم.
- حريقه.
- نــ ... لازم
- حريقه
- بت الصول
- حريقه

وهكذا حيث تقول ألأغنية أن الفعل ببت الملازم لازم!!! وقد كتبت حرف "الناء" أعلاه وتركت الكلمة للنابهين...

كان بعض الأولاد يعجبهم كلام التعلمجي وهو يقول لأحدهم
- هوي ما تحك لي بيضك !
أو
- ما تقيف لي زي أختك !

قصدت هنا أن أذكر الكلام عارياً للتاريخ..

في مرة قال لي لسبب لست أذكره

- يا زول يا تقول الروب يا تقيف "إداره" وإداره حسبما فهمتها من العسكر اي تقف وقوفاً طويلاً كعقاب..

أضحكتني الفكره التي تكرس بصورة غبية لتقبل القهر وتحاول أن تجعلك منكسراً ..قلت لنفسي ما الذي يمكن أن يفعله جاهل مثله؟؟ خاطبته بكل بساطه:

- يعني هسي انا لمن اقول الروب انت بتكون مرتاح؟؟ ولا شنو ؟؟
- أيوا يا زول بكون مرتاح
- طيب إنت عايزه كيف شان تريحك؟؟

ثم أردفت قائلاً له :

- عايزه " الروب" سريعه؟ ولا الروووووووووووووب طويله؟ ولا الروووووب بي صوت عالي ولا الروب بي صوت واطي

عندها ضحك وقال لي خلاص أمشي يا زول

سماع الإهانة بشكل متكرر والألفاظ البذيئة تترك أمر تعاملك معها أمر عادي ..تقتل فيك إحساسك بالشر فيهما وبالكرامة التي تذوب داخلك دون أن تشعر...

نواصل

Post: #64
Title: Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج
Author: othman mohmmadien
Date: 05-19-2010, 07:08 AM
Parent: #63


تحية طيبة يا مدثر ..
يلجمني الحزن وأناأتابع هذا البوست ولا أستطيع أن أتداخل ... بسبب قبضة لجام الحزن والكره تجاههم ... المتمثل في الاحساس بالمهانة وأن يتسلط عليك الجهلاء ... حريقة تحرقهم وتحرق ملازمهم وصولهم ... كل من مرَّ بهذه التجربة انجرح جرحا عميقا .. و انكسر خاطره ... انصدم .. و اهتز كيانه ... ويزداد عذابه يوماً بعد يوم ... ويزداد كرهه لمجتمعه بل لوطنه ... يجبر على فعل أشياء لا يرضى بها ... يحرم من النوم ... لا يتهنى بنهاره ولا بليله ... مات بعض من صغار السن عندما اصابتهم الملاريا في معسكر للتدريب بنواحي الحصاحيصا وقوبلوا بالتجاهل حينما جأروا بالشكوى ... تم إخراصهم وإجبارهم بالوقوف في حر الهجير في تلك المناطق ذات الجوء الحار صيفا .. فمات منهم إثنان ...حينما سقطا مغشياً عليهما ... قريب لنا كان المصاب الثالث ولقد نجى بعد موت الاثنين من زملائه وكم كان لهذا الحادث الأثر النفسي العميق عليه لأن أحد المتوفيين من أصدقائه ... لقد طالبت يا مدثر بذكر الأسماء ... لو كنت أعلم إسم أي شخص لذكرته ولا أبالي ...

حكي لي أحدد الأخوة اللذين درسوا ببولندا وتجنس بجنسيتها حينما كنا نتبادل أطراف الحديث عن الخدمة الالزامية وإهانتها للشاب السوداني وتفريخ تلك الذهنيات المنكسرة والتي تميل للشر ... حكى لي أنهم في بولندا ... حينما يقدم الشاب للخدمة الالزامية يستقبل هذا الأمر بفرح عارم ... ويقدم نفسه برغبة وطنية جامحة ... ثم تصرف له الملابس العسكرية ويقابل مقابلة الأبطال بالمعسكر مع التدريب والتغذية الجيدة وصرف المكافآت له وتخريجه تخريج الأبطال ومعظمهم يحب الجيش حباً شديداً ويتمنى العمل به ... أما الفرد فينا فتراه يكره مجرد لون الكاكي وربما يحتاج لأطباء نفسانيين لمعالجته من ظاهرة الكره والخوف تجاه الكاكي ....

أعتقد بعد نهاية هذا التوثيق يجب أن يخضع الأمر لتفنيد الظاهرة وآثارها على الهوية - التركيبة الاجتماعية - والقيم المجتمعية - والتجانس الذي يحمي الثقافة المشتركة وطغيان المد الاستبدادي ... وتشويه الانسان لإستقطابه بهذه الصورة ... الظاهرة الأخطر أن نفس الآلية من القهر متبعة في مدارس الجاليات المسيطر عليها من قبلهم في الدول العربية ومن ثم تجنيد هؤلاء الصغار وترغيبهم بشتى الوسائل .. وإرسالهم للتجنيد أي من ناحية أخرى تفريخ فئات قد تكون كارهة لمجتمعها المدني ... ولا تفهم في الكثير من القيم الانسانية للمجتمعات المدنية تفريخ وجماعات أخرى كارهة لوطنها... وتشويه المجتمعات وعلينا مقارنة ذلك بدول أخرى من حيث الممارسة ... لما لا تنطمس هويتنا ... وهل من عودة لأوطاننا ووجود ذلك الزمن والانسان الجميلين ...
وتشكر أخي مدثر

Post: #65
Title: Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج
Author: مدثر محمد عمر
Date: 05-19-2010, 04:50 PM
Parent: #64

عثمان محمدين... مثلما قلت لك سابقاً: "اليتيم ما بوصوه علي البكاء" !!
شلت معي الشيلة .. كنت أتوقع أن يتداخل الكثيرون ممن أكتووا بنار القهر أبناء وأباء وأمهات لكننا شعب يصمت حين يحزن وكأنما الحديث عن الحزن حرام ..
أتوقع أن تواصل معي أكثر فليس ثمة ما هو أصعب من الحزن غير الحديث عنه..

Post: #66
Title: Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج
Author: othman mohmmadien
Date: 05-20-2010, 07:57 AM
Parent: #65

1


بشيلها معاك ليوم الدين ... يا مدثر ... لاتتعجل أعتقد أنهم قادمون ... سوف يتداخلون في هذا البوست

وإليك نص شعري يعبر عن تلك الفترة ولو وددت ملحمة التأريخ لذلك الغثاء متكاملا يرجى الطلة عبر هذا البوست ...

الكيزان ..."أيخادعون الله أم أنفسهم يخدعون؟؟؟"

لَمْ نَلْفَ بين صفوِفهم من عَادلٍ *** كلاَّ ولا بين الشهودِ عُدُولا
أتَخذوا المصاحفَ للمصالح حِيلةً *** حتىَّ يكونَ ضَلالهُم مَقْبُولا
ماأَصَّـــلوا شرعَ الإله وإنَّما ***هم يَنْشدونَ لحكمهم تأصْيلا
لَعبُوا على أوتار طيبةِ شــعبنا *** فالشعبُ كان مصدِّقاً وبَتُولا
قَد خــدَّروه بكل قولٍ زائفٍ *** كيْ يَسْتكينَ مُسالما وجَهُولا
ويغطُّ في نومٍ عميقٍ حــــالمٍ *** ويدور في فلك الظلام طويلا
قد أفرَغوا التعليمَ من مضمــونهِ *** وكَسُوُا عقولَ الدارسين خُمُولا
جعلوا مدارسهم صدىً لنعيقـهمْ *** يا ويْلهم حَسِبوا النعيقَ هَديلا
نشروا أناشـــيد الخرافة بينهم *** تبعوا النشيدَ وأهْمَلوا التحصيلا
قتلوا البراءة في عيون صغـارنا *** فغدت عيونهم البريئة حُوُلا
***
الناصر لدين الله الهاشمي
نواصل

-
-

Post: #72
Title: Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج
Author: مدثر محمد عمر
Date: 05-21-2010, 03:42 PM
Parent: #66

محمدين..

أشكرك على مجهودك الكبير.. ودعنا نواصل مجهودنا معاً بمثابره ويمكن أن تطلب من معارفك وأصدقاءك وأسرتك أن يكتب كل منهم تجربته الخاصة او تجارب إخوانه وأخواته

Post: #67
Title: Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج
Author: مدثر محمد عمر
Date: 05-21-2010, 10:48 AM
Parent: #63

توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تجربتي الشخصية (19)

رجعت الى الحله.. عرفت أن حسام محمدين "عيان"..

حسام أحد أصدقاء طفولتي وجارنا العزيز.. ربتنا والدته ، إمرأة سودانية والدها من شبشه في النيل الابيض ووالدتها من نيالا.. وبالتأكيد تزوجا قبل أن يهترء نسيجنا الإجتماعي بفعل دعاة الجهل .

حملتنا على "صفحتها" بدءاً من أختي التي تكبرني وحتى أصغر أخواتي ..هي أمرأة سودانية غاية في الأخلاق والأدب والرقه ، تبكي حين تسلم عليك وتبكي حين تفارقك...

- والله يا مدثر حسام جسمو اتورم كلو في المعسكر ووصل مرحله ما بقدر يمشي الحمام كنا أنا والنذير بنشيلو نوديه الحمام.

إيهاب والنذير اولاد فزعه..أولاد إتربوا بالحلال وبعرفوا الاصول والواجب ، ضكرانين وما بخافوا - هكذا أعرفهم ويعرفهم الناس..اولاد رجال عديل

حدثني بذلك إيهاب الهادي صديق طفولتي وجارنا الذي لم تقم والدته تجاهنا باقل مما قامت به خالتي سهام والدة حسام..

عندما وصل حسام مرحلة مريعة ودخل في غيبوبة نادى قائد المعسكر إيهاب والنذير -أو إيهاب وحده لا أذكر بالتحديد - لأنه عرف أنه يلازمه ثم بدأ يحدثه قائلاً:

- كان الله شال أمانتو.....!!!!

ذلك الضابط عديم الأخلاق عرف أن ما فعله هو وزبانيته قد يوصل حياة هذا الولد المسكين الى القبر وهو بعد لم يكمل العشرين قبل أن يصل للسلاح الطبي فبدأ في ترتيبات ما بعد موته!!

منذ صغرنا ونحن نذكر إسمي إيهاب وحسام مقترنين ببعضهما البعض..كانا جارين ولصيقين في كل شيء حتى رمت بهما الأقدار في معسكر المرخيات وها هو حسام على وشك أن يترك صديقه وحيداً وتطير روحه بعيداً كحمامة مفزوعه !!

سلم الله حسام بعد عدة ايام وأعيد للمعسكر !!!

مرة أخرى مرض بشدة فقرر النذير وإيهاب الهرب به من المعسكر... لم يكن يستطيع المشي، قرروا "يحملوه" ، حملوه من المرخيات وحتى أمدرمان..!

أنا فخور أنني تربيت مع هؤلاء الرجال ..هم رجال يموتون معك أو يحيون معك..ولا يسلمونك لشر، سودانيون حتى النخاع.

حسام الذي مازال ولفترة قريبة لم تتجاوز السنة يعاني من اثار ما حدث له وأجريت له عملية في الأردن عانى ايضاً معاناة أخرى مريره.. لم يستطع دخول الجامعة لأنه لم يكمل المعسكر !!!

حسام كان من أنبغ أبناء الحلة وفي طفولتنا كان مرة يصنع موتوراً ، ومرة مسدساً يستطيع صيد العصافير وإطلاق راس مسمار لعدة أمتار ، ومرة عربة تشتغل بموتور ... كانت عقليته الموجهة نحو الصناعة تسبقنا حتى سميناه "عبقرينو"

هذا الشاب النابغ ها هو يتخرج بعد أن تخرجنا بما يقارب الأربعة سنوات ..


أي ظلم ذاقه ذلك الولد وتلك الأسرة طيبة المعشر؟؟!!


نواصل....

Post: #68
Title: Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج
Author: مدثر محمد عمر
Date: 05-21-2010, 10:48 AM
Parent: #63

حذف للتكرار.. مع أعتذاري

Post: #69
Title: Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج
Author: الفاتح سليمان
Date: 05-21-2010, 12:02 PM
Parent: #68

تشكر مدثر

لحفظ تاريخ مولم في سوداننا العزيز



لدينا الكثير من حقائق نصفها الاخر في الاستوائية فترة الخدمة الاجبارية في السلاح الطبي

التقينا من اختطفوا من امام منازلهم وهو في سن 14 عام و16 عام وبعضهم يعاني من امراض تعفيهم حتي بقانونهم الظالم من الخدمة الاجبارية

احدهم وفي سطور من ابناء القرير وكان في طريقه الي اهله في الابيض تم اختطافه من الكلاكلة ولم يسمع اهله عنه شي الا بعد 9 اشهر وعندها كان قد احضر للكشف الطبي قبل ادخاله السجن الحربي لانه هرب من منطقة الجبلين وتم القبض عليه في سوق جوبا

والذي احضره احد العساكر لان الصبي لديه جرح متقيح في قدمه واليك حوار قصير دار بيننا

انت عمرك كم

16 سنة
من وين القرير

ليه طيب ما فكوك

ما كان في طريقة وحاولت ازوق بس دقونا وبعدها ما قدرت

طيب واهلك

ما عارفين

هنا لم استوعب لانه في الاستوائية لمدة ودون اتصال مع اهله في بادي الامر فكرت قد يكونوا علي علم لكنني قررت مواصلة المعلومات

وسالته عندك نمرة تلفون قال

بس نمرة ناس خالتي في الابيض

حاولناها ولم نفلح فقد قطعت الخطوط او تغيرت

كان يائسا بعض الشي

لكننا حاولنا معه وسالناه عن اهله ---ذكر ان احدي شقيقاته كانت علي وشك الزواج وان احد خيلانه لديه حافلة في السوق الشعبي الخرطوم

هنا قررنا حجزه بالمستشفي حتي نتمكن من الاتصال بخاله وعن طريق احد الزملاء تمكنا من الاتصال بخاله في المساء والذي كان بين مصدق ومكذب وهو يتحدث معي في الهاتف عن الصبي وكيف ان اهله يتالمون كل يوم لفقده وبعدها ذهبنا الي العنبر وتركناه يتحدث معه وما هي الا ساعات والا اتصل احد اخوانه من بورتسودان .......


اذكر كيف بكت احي الممرضات في العنبر وهي تشاهده يتحدث مع اخواته عندما عدنا وقد تركنا الموبايل معه حتي يتمكن من التحدث معهم وذهبنا الي النطشية ......


هذه اسر دمرت وتالمت

خضنا صراعا كبير في اهمال يحدث لهم وهم بدون علاج

الاحداث كثيرة ان اسعفنا الوقت ساحدثك بكثيرين معه من بقاع السودان المختلفة من شرقه وغربه ذاقوا الامرين

اما بخصوص الصبي المذكور فقد تمكن بحمد الله من العوده الي اهله سرا وفي احدي الطيارات الغير عسكرية بعد شراء تذكرة وتنكر افلح به من تجاوز الاستخبارات في مطار جوبا ليعود الي اهله

Post: #74
Title: Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج
Author: abubakr
Date: 05-21-2010, 04:51 PM
Parent: #69

يامدثر .. كما تعرف لست من جيلك ولقد سبقتك بكثير ولكن ها انا اتعلم مما تؤرخ فالذي حدث ومازال يحدث لبلدنا وفي بلدنا يجب ان يكتبه ابناؤه مثلك .. رسمك لواقع مرير ولجماعة من اهل السودان ارادت ان تمحي ذاكرة كل السودان وتقتل كل الاشجار المثمرة وتنخر في ثمارها ربما هو اهم ما قرءت عنهم ...الفساد المالي اقل ضررا بكثير من ان تلغي اجيالا من الصبية والشباب .. هذه ليست جريمةواحدة انما بعض من ابادة ....

Post: #80
Title: Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج
Author: مدثر محمد عمر
Date: 05-22-2010, 04:21 PM
Parent: #74

الأستاذ ابوبكر.. ثقتك تخجلني..

كتب لي صديقي يوماً:

"إن الذي يعشق التراب ، يسقط فيه دائما على وجهه ويضحك الناس:"سف التراب هاهاها..."

Post: #75
Title: Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج
Author: نوفل عبد الرحيم حسن
Date: 05-21-2010, 04:53 PM
Parent: #69

شكرا مدثر علي فتح هذا الملف وهذا التوثيق
يبدو اننا ابناء دفعه وجيل واحد
سأعود لاقص ايضا تجربتي في عزة السودان الاولي .. او ضياع جيل
بدأت منذ ان حكم علينا بوضع القلم وحمل السلاح ثم مناطق العمليات
الان انا في ضيق من ذات الوقت ولكن ارجو ان اعود لهذا البوست المهم
كن بخير

Post: #78
Title: Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج
Author: مدثر محمد عمر
Date: 05-21-2010, 08:42 PM
Parent: #75

نوفل..
كنت أبحث عن مثلك.. رجل "يديه ورجليه في النار" ..رجال أضطروا لحمل البندقية حتى يبقوا أحياء !!
يا للألم الذي يعصف بالروح ولا ينتهي..
سأنتظرك لأن ما ستقوله أهم مما قلته أنا

Post: #76
Title: Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج
Author: معتصم ود الجمام
Date: 05-21-2010, 05:28 PM
Parent: #69

تسلم العزيز مدثر بسبب الخدمة الالزامية القسرية فقد احد اخوتي
حقه في التعليم الجامعي عندما رفض الذهاب الى الموت في الجنوب
الغريب في الامر انه كان الاقرب لهم في اخوتي حاولوا تجنيده ولكن
في نفس المعسكرات علي ما اعتقد في جبل اولياء قاموا بايقافه وهو
يحمل امتعته لليلة كاملة كاد ان يموت بعدها تيقن ان هولاء الكيزان
لا قلوب لهم وهو وصاحب قلب جميل فترك لهم كل شي حتى تعليمه ...
تحياتي اخي الصغير مدثر

Post: #81
Title: Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج
Author: مدثر محمد عمر
Date: 05-22-2010, 04:25 PM
Parent: #76

أخي الأكبر معتصم..
يؤسفني سماع ذلك وأنتم قوم ربيتم بالحلال فلا غرو أن إكتشف زيفهم مبكراً..

ثمة مقولة قديمة لشيخنا وشاعرنا محمد المهدي المجذوب طيب الله ثراه ، قال رحمه الله: (وهذا الأمر لا يوافق عليه إلا جاهل أو ذو منفعه)


وليس أخينا بأحدهما

Post: #77
Title: Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج
Author: مدثر محمد عمر
Date: 05-21-2010, 06:00 PM
Parent: #69

أ. الفاتح.. ما عارف الزول بشكروه كيف علي وطنيتو وأخلاقو لكن شكراً ياخي..

يبدو أنك طبيب او في الحقل الطبي.. ربنا يجزيك خير عن الولد وأسرتو واخرين بتكون ساعدتهم قدر ما ساعدتك ظروف عملك..

أرجو أن نواصل معاً يداً بيد ..

لك خالص الإحترام

Post: #79
Title: Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج
Author: مدثر محمد عمر
Date: 05-22-2010, 09:06 AM
Parent: #77

توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تجربتي الشخصية (20)

كان هناك عدد من الأولاد كبيري السن والحجم يقومون ببعض الشقاوة أحياناً وبعض الوقاحة أحياناً أخرى..

بعضهم كانوا يقومون بتفريغ صباع المعجون على وجه أحدهم وهو نائم.. وضع الملح على العصير وبعض الحيل الأخرى اللطيفه لكن بعضهم أيضاً كانوا يتحرشون جنسياً بالبعض الاخر لكنهم لم يكونوا كثيرين...

كان ذلك الولد من بحري الذي لم ينجو من أذاه الكثيرين وهو يحاول أن يحتك بصلب زملائه في أثناء صعودهم للسلم أو في أثناء أي شيء فيه زحمه..

كانت غرفتنا بها عدد من الشباب قوييي البنية إذ كان بهاكل من موبيل وضياء الدين وأسعد وهو شاب صوفي ذاكر ولطيف من منطقة تسمى "ود عشيب" لم أستطع نسيانها من كثرة ما كتبها على كل ورقة طائرة في الغرفة من فرط الحنين !!

أسعد يعمل الان بالسعودية ولكم أتمنى أن أصادف رقمه لأنه أتصل مرة وكنت في إجتمكاع ثم فقدت رقمه..كان أسعد حقاً "أخو أخوان"

غضب اسعد غضباً شديداً من ذلك الولد عندما تحرش بأحدهم.. كنا نسكن أثناء المعسكر في الطابق الثاني بداخلية كلية الزراعة بشمبات.. وقف أسعد في الممر ونادى على "موبيل" و "ضياء الدين"

- جيبو لي هسي... جيبوووووه

كانا يقفان على السلم وكان ذلك الولد يمر حينها..كانا قويا البنية، لم يترددا في إمساكه بالقوة وتمكنا منه ثم صعدا به الى الغرفة يتقدمهما أسعد..

- أقف الباب ده يا مدثر

فقفلت الباب

صعد الى سريره وجلس عليه ممسكاً بسبحته حيث كان السراير من النوع المزدوج ووقف كل من موبيل وضياء الدين في الباب، لم يتحدث أسعد لدقيقه او اثنين وظل "يجر" في سبحته وهو ينظر لذلك الولد أو "يحدر ليه" كمانقولهابالدارجة والولد يتوسل أن يتركونه يذهب..

نظر اليه أسعد بغضب وقال له:

- قلع قلِع

قال الولد بذعر:

- شنو؟؟؟

- قلت ليك قلع هدومك..

طلب منه كل من موبيل وضياء أيضاً أن يسمع الكلام ويخلع ملابسه ..

- يا جماعه انا والله ما قصدي حاجه.. عليكم الله خلوني ..قالها أكثر من مرة وبتوسل

- يا مدثر اتكلم معاهم

- نظرت بحيادية ولم أتدخل.. كنت أعرف أنهم يريدون أن يخيفونه ليحموا منه الناس ويريحونهم من شره فقلت له

- أنت مادام ما ما داير تقلع بتتصعلق علي الناس ليه ؟؟ قلع قلع...

تركناه يذهب بعد أن شارف على البكاء وأقسم ألا يتعرض لأحد مرة أخرى.. لكنني أثق أن هنالك عدد ممن تعرضوا لتجارب سيئة من التحرش الجنسي من مجندين يكبرونهم في السن أو الحجم أو بعض العساكر أو بعض بعض العاملين بالمعسكرات..


نواصل...

Post: #82
Title: Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج
Author: مدثر محمد عمر
Date: 05-24-2010, 08:37 AM
Parent: #79

توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تجربتي الشخصية (21)

كان أحد أبناء أمدرمان من مدرسة محمد سعيد يحمل معه بعض الكتب ويداريها كما يداري مدمن الحشيش ، اخذت منه كتاب "الديمقراطية في الميزان" ، قرأته للمرة ربما الثالثه ..وجدت فيه متعة لم أجدها فيه عندما قرأته أول مره !! ربما هي متعة التحرر من السطو أو طعم الأشياء المسروقة الذي ظل صاحبنا يردد عنه بمزاح "أنه عرف لم يسرق الكيزان؟؟؟" بعد أن شرب عصيراً ولم يدفع الثمن !!

أحبطت كثيراً.. لم تخفف عني دواوين نزار قباني شيئاً.. كانت ورطتي أنني لم أكن أملك شيئاً لمظفر النواب ولم أكن قد بدأت بعد بسماع عثمان حسين .. عثمان حسين... دائماً ما يملك هذا الرجل طريقته الخاصة لوجعك الخاص ...

كان الشباب الموجودين معي في الغرفة لا يحبون الشعر وأنا محبط وحزين.. ذات نهار قرأت لهم ديوان مايا لنزار.. قرأت لهم القصيدة الطويلة كاملة حتى ناموا !!

هربت عددا من المرات وقلت لأبي ممازحاً:

- إنت يا أبوي الناس ديل كلهم أهلهم بجوهم في المعسكر انت ما بتجيني مالك

رد علي بضحة مداعبه:

- إنت يا ولدي ما تقعد حبه عشان نجيك وأنفجرنا بالضحك..

الضحك علي البؤس يجعله محتملاً أو أنه يمنحك نوع من الإحساس بالتحكم في الموقف ولذا يريح البائسين..

تركت في نفسي تلك الايام حزناً عميقاً ما زال يداهمني دون ميقات كما تداهم فرق الأمن سياسي سابق ، لا غرو انني كتبت لصديقي سابقاً:

"الموت واق من الرصاص.. الموت ليس واق من الحزن..!"

نواصل...

Post: #83
Title: Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج
Author: اسامة الكاشف
Date: 05-24-2010, 10:50 AM
Parent: #82

مدثر يا رائع
بوح وتداعي سلس ومترابط
توثيق مبهر
منتظرنك ما تتأخر

Post: #84
Title: Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج
Author: مدثر محمد عمر
Date: 05-25-2010, 09:54 AM
Parent: #83

أسامة الكاشف.. شكراً على كلماتك الرقيقات..
لن أتأخر فما زلت لا أدري لم تتعرى الجروح دائماً في الصيف!!

Post: #85
Title: Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج
Author: مدثر محمد عمر
Date: 05-26-2010, 07:38 PM
Parent: #84

توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تجربتي الشخصية (22)

إنتهى المعسكر... رجعت ببلحي الذي اشترته لي والدتي ذاته وحزني الكثيف ذاته..كما تؤوب طيوراً إلى أعشاشها متعبة وحزينه .. شيء ما كسر ، قاومت قدري بقدر ما أتاح لي قدري أن أعانده لكنه تبعني كلعنه.. صرت كثير الصمت وأكتب أشياء حزينه ومربكه وقصائد ملتبسة تخرج منها طيوراً ميتة وأطفال يموتون بعد أن يولدوا بقليل.. ترى لم ما زالت تعاودني أحلام تقفز أمامي بقدم واحده؟؟!!

لا بد أن نستخرج بطاقة المعسكر..تلك البطاقة الصفراء البائسه، ذهبت لإستلامها مائة مرة في كل مرة كنت اعود كما يعود معاشي من بنك الخرطوم بعد ان أخبروه للمرة الألف أن معاشه تأخر.. يا لهوان الانسان في بلدي..


- قوم علي حيلك يا مجند.. اقيف بي غادي- (الى الان ما زلت لا أفهم لماذا كانوا يصرون على أن ننتظر في الجهة الاخرى من الشارع)!!

- هوي يا زول ما تتجرجر..تتجرجر بنتجرجر معاك- (نفس الكلام الذي يذكرك بأن أي عسكري أو كوز يصتطيع إذلالك)

كان المنسقية يمنع من دخولها كل من له غرض ويدخلها أولاد تبدو عليهم النعمة ويلبسون ملابس جديدة أو شبه جديدة وبصحبتهم ضباط ايضاً تبدو عليهم أثار النعمه !!

ترى لم كان أولئك الأولاد يحبون الألوان الفاتحة ويرتدونها ونحب الألوان الغامقة ؟؟!!

كان جميع الطلاب يمنعون من الدخول للمنسقية إلا من أتى بصحبة شخص ما يرتدي زي عسكري حتى وإن كانت في كتفه "جرادة" كما كان يردد ساخراً د.مصطفى الحميدي في جامعة الجزيرة قبل ان يكتب شيئاً على السبورة بقليل:

- بلد ما فيها زول بيعرف عالم...جااااائزة الشهيد الزبير للابداع العلمي ..وهو إسموا ما بعرف يكتبوا !!!..غايتو..نرجع لي موضوعنا

- الجامعات في العالم بتتوسع توسع راسي..نحن بنتوسع توسع أفقي..عملوا جامعة ابونعامه وأبو جداده والدبابين والجعليين والجعارين ثم يضحك ضحكة خفيفه قبل أن يردف: غايتو..اهو..نرجع لي موضوعنا ..

يبدو انني سرحت قليلاً مع الحميدي وعباراته..ربما لأنها كانت كالقهوة المرة ، تغسل مرارات أخرى!!

نواصل....

Post: #86
Title: Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج
Author: حاتم كاهن
Date: 05-26-2010, 10:02 PM
Parent: #85

يا مدثر ..
أنا سعيد و حزين في آن واحد ..
سعيد أن أرى من يؤرخ لفترة من أشد الفترات ظلاماَ في حياتي إذ كنت من ذات الجيل الذي ضمك .. وللصدفة أيضاَ كنت ممن ضحايا ذات المعسكر ..معسكر شمبات ..عزة السودان الأولى ...
وحزين .. فإجترار ذكريات كهذه يفتح في قروحاَ أجاهد عمراَ لدملها ..
أذكر أني قد كتبت عنها يوماَ ولكن بإقتضاب في مقام آخر تحت عنوان " النظام ودوره في تنشئتنا معارضين " .. كنت حينها قد تناولت كارثة الخدمة الوطنية ضمن كوارث آخر وخلصت فيها بالقول بأن هذا النظام يستهدف الأحلام .. ويستهدف في الإنسان .. سلامه الداخلي ..
كلما دارت القصة حول الخدمه اللاوطنية كلما تذكرت ما فعلته أيدي مخربي الوطن بصديقين إثنين ..
أذكر في ذات مساء .. وبعد أن إنقضت تلك الأيام بسوادها أن أتاني صديق لي وجار .. كان في السنة الثانية أو الثالثة في إحدى الكليات الأهلية .. وكان من منسوبي الدبلومات .. أتاني والإحباط يأخذ منه مأخذا ..
قصته بإختصار تقول .. أنه إضطر لإن يقدم لتلك الكلية ويدرس دبلوم الثلاث سنوات فقط لإن المعسكر الذي كان يقضي فيه عقوبته الإلزاميه وفي أواخر أيام المعسكر .. صدر قرار بأن يفوج من في المعسكر إلى الجنوب .. حيث ما كانت للحرب ألسنة ...
أشار إليه ذويه ألا يذهب إلى أي مكان وأن يدع الشهادة السودانية بحالها إن كان تكلفة معرفة نتيجتها الخوض في حرب .. غبية ..
فإنتهى به الحال إلى تلك الجامعة مع أرق يلازمه .. وأضغاث أحلام بنتيجته التى ضيع الأوغاد عليه الفرصة في أن يعرفها ..

ذاك المساء .. وبعد حوالي أعوام ثلاثه .. ما مل فيها من سؤال كل قريب له وبعيد من أن يمدوا يد العون له ..فقط .. ليدري كم كان تحصيله قبل تلك السنوات الضائعات ..
أتاني بعد ساعات من تكمن أحد أقاربئه من معرفة تحصيله والذي كان 87 %.....
كانت لتفعل في حياته ما تفعل ..
كانت لتفتح له أبواباَ ومسالك ينتظم بها في حياة مختلفة .. غير تلك التي عاشها .. مضطرا ...
ولكن كان ما كان..

أما صديق آخر ..
كان الأكبر بين أخوته .. هرب من ذات المعسكر .. وحيث لم يكن له نفس خيار الكليات الأهلية .. فما كان له إلا أن يعمل كسائق حافلة ..
ظلت هي مهنته إلا الآن .. بعد أن قاتلته زبانية النظام .. في أحلامه ..

قاتلهم الله .. كما قاتلوا أحلامنا .. ماضينا .. وشوهوا لنا .. مستقبلاَ ..

مدثر .. لا إنقطع حبرك ..

تحياتي ..

حاتم كاهن ..

عزة السودان الأولى - معسكر شمبات ..
السرية الخامسة ( لو ما خانتني الذاكرة )

Post: #87
Title: Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج
Author: حاتم كاهن
Date: 05-26-2010, 10:17 PM
Parent: #86

أستأذنك مدثر في أن أورد أدناه ما كتبته قبل عامين وتعرضت فيه لهذه المأساة ضمن مآسي أخريات ..

قلت :

النظام ودوره في تهيئتنا لننشأ معارضين ...
عندما أتى النظام كنا حينها في أواخر الطفولة او قل بدايات المراهقة..تحديداً كنا دراسياً على ابواب إمتحانات الشهادة الإبتدائية تلك التي جهلاً عزلها النظام عن سلمنا التعليمي..
لم يكن حينها يمثل لنا إنقلاب الحكم سوى بعضاً من مظاهر تغير الحال إيجاباً والتي طالت بعضنا أو سلباً والتي طالت البعض الآخر الذين كنت لسبب ما منهم...
...
جل ما كان يجري كان بعيداً عن خواطر زمننا ذلك.. كنا بعيدين ربما لإنشغالنا بما يحدث من تغيير نفسي وجسدي وفسيولوجي بدواخلنا..كان أكثر أولوية أظنه من
ذاك الذي يعيشه السودان من تغيير- مماثل- نوعاً ما
..
إلا انني فطنت بعد ذاك إلى امر أراه في غاية الأهمية لما يبلغ من شان في خلق مزاج مضاد وفكر معارض للنظام..
وذاك حدث حينما تلاعبت أيدي النظام في طمس وتغيير احلام غضة لجيل غض آنذاك بتغيير بعض المظاهر الطفيفه والتفاصيل الدقيقة التي تتعلق بمستقبلنا
الدراسي ..اقول انها كانت مظاهر وليس إلا..ولكن قطعاً لها وزنها ..

كان إنتقالي من مرحلة إلى أخرى يرتبط عندي وانا الذي لا يأبه كثيراً بإلامور الأكاديميه بأشياء توصف ربما بالمضحكة ولكني احبها..فلم تأبه السلطة باشيائي هذه وفعلت فيها ما لا أجد له تفسيراً إلى يومي هذا ..

أترككم قليلاً مع بعض تاريخهم وأحلامي ...
وانا في الصف السادس الإبتدائي كنا نرتدي حينها زيّاً باهت اللون لا أتذكره الآن إلا سراباً ولكني أذكر كم كان حنيني إلى الرداء القصير ذاك الذي كم رايت إخوتي الذين سبقوني سناً ونمو يزهون في لبسه...
إنتقلنا للمتوسطه فرحين بما اقدمنا عليه من مستقبل يكتظ بما حملناه من أحلام من بينها أحلامي التي تقف بلبس الرداء القصير الكاكي اللون..
حوالي العام من الفرح الطفولي ذاك لم تكن كافيه إلا ان شخصاً ما ممن تربعوا على طاولة القرار في مجالسهم ..قرر ..ان نتردي بناطيل ......
ألم يكن حينها ثمة ما هو أهم من أن يلتفتوا لنا ولما نلبس ..الم يدروا حينها أنهم بصدد إستهداف أحلام يفّع....؟؟؟
لا أنسى ونحن في أواسط المتوسط هذه ، زيارات من تخرجوا من مدرسة الخرطوم الاميريه والذين إلتحقوا وقتها بالخرطوم القديمة الثانويه..لا أنسى زياراتهم لإساتذتنا ..أكثر ما كان يلفتني وقتها زيهم أيضاً ..لا أدري لما كان أكثر ما يشدني بكل فترة قادمه ماذا سألبس حينها......؟
كان البنطال البني والقميص الأبيض هو دافعي الذي لا أغالي إن وصفته بالأوحد في تشجيعي لتحصيل معدل ونتيجه تنقلني للمرحلة الثانويه ...
إليكم ما فعلوا ...
إختلط الامر على أحدهم مرة أخري...أو هي صفقة صممت لصالح مورد لأقمشة لا أدري ...المهم أبدلوا حين إنتقلنا للمرحلة الثانويه ذاك الزي بلبس عسكري حزين..
نعم أذكر أنه حزين ولا أدري ما كان منبع ذاك الحزن ..أهو المعنى العام ام حقارة الخام ..لا أدري ولست اهتم ..فأنا أهتم فقط لحلم آخر قد اريق دونما سبب ..دونما سبب ..
هذه المرة إنتقلت أحلامي لتقف موقفاً متقدماً نوعياً..
الحماس لدخول الجامعه بعد معركة مع إمتحانات الشهادة أخذت من عمري سنتين ..
لا أتذكر ما التأريخ الذي إختاروه لإعلامنا بأن الدفاع الشعبي الذي يستنزف وقتها من عمر شبابنا 45 يوماً قد صدر فرمان آخر بإبداله بخدمة وطنيه كنت أول دفعة ذاقت مرها ...

الخدمة الوطنية تلك التي لا تحرك بك روح المعارضه فقط للنظام بل هي تؤسس فيك أرزل ما يمكن أن يؤسس ..تنال من وطنيتك دون أن تعمقها ...تأخذ من عمرك ما تأخذ ..من كرامتك تأخذ ...من نضارة حلمك تأخذ...ولا تضف غير حقد وحنق وغضب لا ينتهي لنظام أتى يستهدف الأحلام ...
الخدمة الوطنيه...اضف إلى ما سبق أننا بسببها إلتحقنا بالجامعة الشمس بعد عام وشهر من وضعنا آخر أقلام إمتحانات الشهاده..
عام وشهر لم يكونا في حساب من أداروا شئون البلاد عنوة ترمز لشيء
وإن كانت لنا حينها ترمز للكثير ..
دعك عن أحلامي ..
فالخدمة الوطنية أعرف بعضاً ممن تسببت في هجرتهم للبلاد..
بعضاً ممن آثر أهاليهم درب السلامة من هاجس الحرب التي رموا بعضا منا فيها لان يدفعوا أبنائهم للسوق بدلاً عن التعليم..
او الجامعات الأهليه(الخاصة) عوضاً عن إنتظار شهادة الإعفاء التي تبلغ فاتورتها الكثير من العذاب ...

بعد نأي وغربه كبيرين ..حطت أقدامنا بوابة الجامعه لترحب بنا بعد اقل من شهر بإستشهاد محمد عبدالسلام الذي لم يطالب بكبير مطلب ..
كان يسعى ضمن باقي الرفاق بمجانية السكن ...في الداخلية ...
فحرموه من ذاك بل حرمونه أيضاً السكن في هذا الوطن ..
وأغتالوه بثكنات الأمن....


تاريخنا والنظام هو نسج من ألم
وخلق لثأر لا ينطفي.....

حاتم كاهن

Post: #88
Title: Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج
Author: مدثر محمد عمر
Date: 05-27-2010, 11:52 AM
Parent: #86

أخي حاتم كاهن

"تعرف ثمن الغناء والدماء والحلم الراقد خارج الزمن" !!

إنتظرتكم..شباب مثلي ، ما زالت أحلامهم تقفز بساق واحدة ويكابدون العيش، يكفي أنكم لم تطأطؤا رؤوسكم وأن أمهاتكم علمنكم مهارة الحياة والبقاء قبل أن يفنين بقليل !!

لم أعرف ماذا أكتب لك...

Post: #89
Title: Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج
Author: مدثر محمد عمر
Date: 05-28-2010, 05:18 PM
Parent: #88

توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تجربتي الشخصية (23)

- يا إبني قول ليهم انا جيت عدد من المرات - (يبدو أن أبي لا يستطيع تخيل أنهم سيتلذذون بتعذيبك أكثر)

- ضحكت ساخرا وقلت له يا ابوي إنت بتتكلم ساي

نظر إلي ثم سكت بعد أن قال :

- ربنا يهون يا ولدي

إستخراج بطاقة المعسكر امر فيه من الذلة ما فيه..صحوت مبكراً جدا وقلت اني لن اعود بدونها... نسيت ان أحكي أنه في المرة القبلها قالوا لي أنها مع أحد الكيزان ولنفترض أن أسمه علي... ولسوء أو حسن الحظ لا ادري سألت الرجل الذي في الباب:

- عايز أقابل علي ياخي

- دايرو ليه؟

- قالوا عندو بطاقات المعسكر

- علي ده في الجزيره عندو فاتحه بجي بعد 15 يوم

لم أقتنع بإجابته ولم يتح لي أن اسال غيره لأنهم جميعا بالداخل ونحن "دواب الأرض" لا يسمح لنا بالدخول.. إنتظرت جانباً.. جاء زميله وجلس بجانبه ، تبدو عليه اثار الوضوء .. يا للصلاة المسكينة ، كيف يقف أمام الله بعد أن يظلم أحدهم بقليل؟؟؟!! لو كنت أنا لما تجرأت أن افعلها..سأتركه يراني دون أن أجرؤ على الوقوف أمامه..

بعد قليل غادر الرجل الذي سألته على ظهر موتر... اي ركب على ظهر دابة بعد أن وضع رجليه على جانبيها..مثلما كان يفعل أحد الصحابة!! عدت وسألت

- داير علي

- علي ما هسي كان قاعد جنبي وطلع قدامك

أحسست بغيظ شديد..كيف يمكن لأحد ما دون اسباب واضحة وشخصية أن يصل به الشر أن ينكر نفسه في سبيل أن تتعذب؟؟!! الى الان ما زلت لا أفهم تلك السادية.

نواصل ....

Post: #90
Title: Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج
Author: مدثر محمد عمر
Date: 05-30-2010, 11:34 AM
Parent: #89

توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تجربتي الشخصية (24)

زرت المنسقية عددا من المرات الفاشلة بعد كذبة ذلك الرجل التي لم تجد حقها في التأصيل..ربما كانوا يسمون دفعنا بعيداً عن باب المنسقية "مدافعه" أو أنهم إستدلوا بالاية : "ولولا دفع الناس ببعضهم ببعض" ..

لا استبعد ذلك فالشر ليس جزءاً من التركيبة الطبيعية للانسان ولن يكون الإنسان شريراً الى هذه الدرجة ما لم يكن يفعل ذلك بعاطفة ما، وما زلت أردد أن أسوأ ما يمكن أن يحدث ليس من شخص عاطفته الدينية فاترة ، بل من شخص له عاطفة دينية غير مهذبة بالوعي ، مثل اولئك يمكن أن يقتلوا دون أن يرمش لهم جفن !!

ظهرت نتيجة الشهادة السودانية.. أذاعوا العشرين الأوائل ،كان منهم صديقي إياد، فرحت له بعمق وحزنت بعمق لأنني لا أدري ولا أعرف متى سأعرف نتيجتي ، صرنا في تلك السنة كمزارعي النيل الأبيض ، يزرعون القمح فيحرسه رجال الأمن منذ خروج السنبل وحتى الحصاد وأظن أنهم عانوا أكثر من اهل الشمالية لأن الاخيرين كانت لهم حس دعابة تجعل معاناتهم أقل مرارة حيث صاروا يرددون في سخرية:

"نص للطير ونص للزبير"...

سأسكت لأن الزبير الذي أخذ عرق المزارعين شهيد وسيدخل الجنه !!!

ولأن الأولاد الذين أخذوا من الشوارع على حين غفلة وتركوا أمهاتهم وأخواتهم جوعى ليموتوا قبل أن يعرفوا أن الموت حنون وطيب أيضاً سيدخلون الجنة..

نواصل....

Post: #91
Title: Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج
Author: مدثر محمد عمر
Date: 06-01-2010, 07:28 AM
Parent: #90

توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تجربتي الشخصية (25)

لتستخرج شهادتك يجب أن تستخرج "إفاده" اللافت أن الكيزان أدخلوا في قاموسنا عددا من المفردات الجديدة والغريب في الأمر أنها كلها "ضدنا"

"كشة الإلزامية" ، الشرطة الشعبية" ، تتجرجر" ، رسوم المحلية ، البكور ، الزمن بالجديد (تغيير التوقيت) ،ومفردات اخرى على سبيل المثال:

الصالح العام: وتعني أن أحد ما يضر بالمصلحة العامة ويجب تجويع أولاده و قطع عيشه حتى ينصلح حالها!!

الدينار: وهذا بالطبع أسوة بالعملة المستخدمة ايام الخلافة الراشدة

التسخين" : وهي مفردة تستخدم عوضاً عن التعذيب وتحاول أن تبديه نافعاً فكل شيء يتم تسخينه يصبح أكثر منفعة كاللبن مثلاً

"إستفاد": اي أثرى بالحرام وهي مشتقة من الفائدة في إشارة الى أنه لا أحد يتضرر إن سرقت المال العام.

"المرابطه والرباط" وعرفت لاحقاً عندما قضيت جزء من فترة خدمتي بالشرطة الشعبية أن كلتا الكلمتين بديل ناجح لكلمة رباط السودانية والتي تعني قاطع طريق حيث درج عدد ممن عرفتهم علي قطع الطريق علي قطاع الطرق واللصوص وأخذ ما سرقوه أو سطوا عليه أي أنهم بالسوداني الفصيح يربطون للربابيط او الرباطين !!

عفواً فقد سرحت بعيداً...

الإفادة لمن لا يعرفها هي ورقة تساوي ثلث ورقة الـ A4 وتدفع 2000 أو 600 لا أذكر في ذلك الوقت لتحصل عليهاوربما الخلط بين ال 200 وال 600 مرده أننا لم نكن نملك أياً منهما وكلاهما كانا مصيبة لشخص ما والده "في المعاش الإجباري"

والإفادة هي أيضاً نفس تلك التي ذهب صديق صديقي الحاصل علي ماجستير في الكمبيوتر عدد من المرات وفي كل مرة كانوا يخبرونه أن"الجهاز عطلان" فيعود مرة أخري ليخبر بنفس السبب وعندما تكرر الأمر سألهم وفي نيته أن يقدم مساعدة مجانية

- الجهاز مالو بالضبط

أجابه "المنسق" دون خجل

- الجهاز فيه "Screen Saver" ياخي

وال Screen Saver هي شاشة التوقف التي تتحرك عندما يتوقف الشخص عن استخدام جهازه لعدد من الدقائق.

- أجاب الرجل بمراره "لا ياخي" هسي انا قايله مشكله صغيره قلت أساعدكم

وغادر مهندس الكمبيورت البائس ولم يعد مرة اخرى الا بعد شهور...

نواصل....

Post: #93
Title: Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج
Author: سيف اليزل برعي البدوي
Date: 06-02-2010, 01:18 AM
Parent: #91

اخي مدثر

كنت في زيارة قبل ايام لاسرة معنا هنا في بوسطون..

قابلت بالصدفة شاب يحكي قصة اخيه مع الالزامية بمرارة

اخوه الاصغر الذي ذهب هو ومعه أربعة من أصدقائه للسؤال امام احد المعسكرات

وفجاة وجدوا انفسهم صليعي الرأس داخلها دون علم اهلهم

حكي كيف انه كان يعدو بين كسلا والخرطوم وبورتسودان لمدة 8 اشهر للسؤال عن اخيه الذي اتقطع خبره في زمن لم تكن التلفونات فيه حاضرة

وفي النهاية وجد اخوه طريحا جريحا في احد المستشفيات بعد احضاره من مناطق العمليات للمستشفي

الجراح بدات تلتئم لكنه اصبح مذهللا مدمنا للبنقو

الذي تعودوا عليه اثناء العمليات

لم يكونوا مدربين كفاية

ولا اعمارهم تصلح للحرب

الخسارة المعنوية كانت كبيرة

لشباب في عمر الزهور

القصة كانت مؤلمة وطويلة حكاها بحذافيرها

وكانت السبب في ان يكون محدثنا خارج الوطن للان

كم تمنيت ان يكون معي شريط كاسيت لاوثقها

لانها جعلت دموعنا تخرج من محابسها

شكرا لمجهودك هذا يا مدثر

سيف

Post: #94
Title: Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج
Author: فضيلي جماع
Date: 06-02-2010, 06:53 AM
Parent: #93

الأخ المناضل / مدثر
شكرا على هذا البوست القيم. بمثل هذا الرصد الدقيق والجميل نستطيع أن نقول للزنادقة الملتحين بأننا ربما نسكت طويلا لكننا قطعا لن ننسى. إن شعبا تطمس ذاكرته غير جدير بالحياة ، ونحن أمة قد تسكت على الإهانة بعض الوقت لكنها لا تنسى! فيما يلي قصيدة (الورد ينبت في العيلفون) حاولت أن أسجل بها وجع أمتنا وحرقتها على من اجتثهم رصاص الفاشيين الجدد من شبابنا في معسكر العيلفون.


الورْدُ ينْبُتُ في العيلفون
(إلى أرواح شهداء معسكر العيلفون)

(1)
ما الذي يجعل النّيلََ حرباءَ
تخلعُ لوناً وتلبسُ لوْن ؟
وقد شدّ أوصالَه كالمصارع..
بعثر أمواجَه في الضِّفافِ
وأشهر سيفَ المنونْ !
كان يرغِي ويزبدُ
يعلو ويهبُطُ
ثم استدار على نفسهِ
يلفظ الطمْيَ
يبحث عن صيدِه
في جنونْ !
والقُرى والبيادرُ
تحلمُ بالخير والرِّزق
والطيّبون على ضفتيْهِ اطمأنوّا
فقد طالما كان يُعطي ويجزلُ
دون انتظار الثناءْ
ولكنّه اليومَ جاعَ
وقد يأكلُ النِّيلُ أبناءه..
إذ يجوع !
وفي ضفّة النّيل ..
في العيلفون
أطلّ النخيلُ بأعناقهِ
وشْوشَ السعْفُ للسعفِ
ناحت على البعد "قُمْريّةٌ"
ثم ران السكون !
ودبّت على الأرض
رائحةُ الخوفِ
طارت إلى الوكناتِ الطيور
تخلّى عن الضفّة السمبر،
الرّهو،
حتى الأوز الذي..
كان في النهر
أقلع للبرِّ !
إنّ السكون الذي..
ران في الكون
ليس السكون !
وثمة شيء
يدبُّ على الأرض
يزحف في الموج
ينفث رائحة الموت
شيء تراه القلوبُ
وتعجز كي ما تراه العيون !
والإوز الذي كان في النهر
أقلع للبرِّ !
إنّ الطبيعةَ تكشفُ
أسرارها للطيورِ
وتفتح أغوارها للدواب
وتنبئُهُم أنّ شيئاً..
يدبُّ على الأرض
ينفث ريحَ الخرابْ !!

(2)
..وفي النقطة الصِّفر
بين انتباهة عينٍ
وغمضةِ عينْ
تنادوا إلى لُجّة الماءِ
ألقوا بأجسامِهم في العُباب!
إذْ ربّما يمنح النّهر حرّية
ربما يكسرُ القيدَ والأسْر
كان المعسكرُ ذلاً وقهرْ
وكان المعسكر
وصمةَ عارٍ على العيلفون !
لأنّ المعسكر كان المزيجَ
من الهذيان ..
وحبل الغسيل الذي
أرهقته العيوب !
فقد كان ينسج ثوْبَ المنية
للقادمين إليه..
يجهِّزُ أكفانَهم في الشّمالِ
ليدفنَهم في الجنوبْ !
تنادوا إلى النّهر
والنّهر أرغى وأزْبدَ
كشّر عن نابه واكفهرْ
هنا الموجُ يعلو
وفي الخلْف دوّى الرُّصاصُ
وأحْلى الخياريْنِ مُرْ !
امتطى البعض
زورق صيد على الشطّ
والبعضُ لاذ إلى..
جذع سنطٍ قديمْ
طفا..ثم غاص بهم
في العميق !
كان السبيلُ الوحيد..
إلى الإنعتاقِ هو النّهر
والنهرُ جاع
وقد يأكلُ النّهر أبناءه
إذ يجوعْ !
(3)
وهاج المعسكرُ
دوّى الرّصاصُ ال########
رصاصٌ يلعْلِعُ
دنّس طُهْرَ المكانْ
رصاصٌ تساقط مثل المطرْ
شواظٌ كفعلِ الجحيمِ انهمرْ
رصاص..جحيم ..
! قضاء أمرْ
أتى من جميع الزوايا
من البرِّ جاء
من الماء جاء
تسلل عبر فروع الشجرْ !
وهاج المكانْ
مطر من دخانْ
مطرٌ في حشاه المنونْ
مطر في القفا والجبينْ
مطر من رصاص الزنادقة الملتحين !
وضعت أمّنا الأرضُ أوزارَها
ليس في ضفة النّهرِ..
معركة بين جندٍ وجند
ولكنّ في العيلفون
رصاصاً يمزّق صمت الأصيل
وساعةَ نحسٍ تقول :
هنا قاتلٌ..
يتعقّبُ خطوَ القتيلْ !!
(4)
..وفي عتمةِ اللّيل
والنِّيلُ أغْفَى
ورانَ على الضفّتين السكون
مشى النهرُ هوناً
سرت نسمةٌ في المكان
ودبّ وراء السحابِ القمرْ
رأى وجهَه في العُبابِ خجولاً
تُرَى هل مضى زمنُ الشِّعْرِِ
والقمرِِ العسجدي ؟
ويا ليلُ..
أين الحبيبُ الذي
يشتكيك الجوى والغرام؟
وأين المُغنّي الذي
أطربَ الحيَّ؟
وانداح تحنانُه
بين شمبات وابْ روف؟
...................
يا ليلْ أبقالي شاهدْ
على نار..
شوقي وجنوني !*
..................
كان ليلُك يا ليلُ
كلََّ المُنَى والسلامْ
وكانت بدورُكَ
كانت نجومُكَ
تضحكُ ،
تنعس ،
تسقط في النهر
والنّهر يغدق آلاءه
ينثر الخيْرَ
والحُبَّ للعالمين !
ويا ليْلُ هل ضاق صدرُكَ
بالجُثَثِ الطافحاتِ على النهر ؟
يا ليل كُنْ شاهداً
أنّ ذاك الزمان الجميل مضى
وأنّ البرابرةَ الملتحين أتوا
من عيوبِ الزّمان الجميل
أتوا من ثقوبِ النوايا
ومن صُلْبِ ذاك الزمان الجميل !
ويا ليل كن شاهداً..
أنّ عصر البرابرة الملتحين
سيمضي !
وأنّ الورودَ ستنبُتُ..
حمراءَ في ضفّةِ العيلفون!
+++++++++++++++++++++++
*من كلمات شاعر الحقيبة / أبوصلاح
لندن- القاهرة ؛ صيف 1999

Post: #96
Title: Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج
Author: مدثر محمد عمر
Date: 06-02-2010, 10:11 PM
Parent: #94

أستاذ الأجيال الفاضل فضيلي جماع..

تناديني بلقب كبير"مناضل".. لا أظننا ناضلنا حقاً، كانت فينا فقط إرادة الحياة وتمسكنا بإنسانيتنا بنفس الطريقة التي علمنا إياها والدي وظل يرددها على اذاننا: يا إبني "Stick to your humanity and you will survive any where"

"إن الالام العظيمة تبني الأمم العظيمة"- سارتر ، وأظننا نلتقي على نفس الدائرة ونحن نؤمن بأن النسيان افة الشعوب وقد أصابت تلك الفكرة لراحل صلاح أحمد إبراهيم بالهلع حين فكر فيها لبرهه وهو يلقي قصيدته عن النميري فقطع قراءته لقصيدته وهتف بالناس:

- ما تنسوا ، حيجيكم تاني .... ولا خير في أمة تنسى تاريخها!!

ولكم أشبه زرقاء اليمامة بمقولته تلك ...

سعيد بأن تكون هنا "كطفل يرى وجهه في المراة لاول مره" أو كما قال الطيب صالح

Post: #95
Title: Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج
Author: مدثر محمد عمر
Date: 06-02-2010, 06:34 PM
Parent: #93

سيف ..

مثلما قال استاذنا محجوب شريف:

كل الجروح بتروح الا التي في الروح...

Post: #97
Title: Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج
Author: مدثر محمد عمر
Date: 06-03-2010, 12:54 PM
Parent: #95

توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تجربتي الشخصية (26)


أخبرني أحدهم أن نتيجتي 82.3 ... يا الهي ما الذي سأفعله بها إذ أنها لا تكفيني لأدرس الأشعه ، كنت أدبياً إختار بطوعه أن يأخذ المسار العلمي ، ناداني والدي وسألني:

- أها يا ولدي قررت تمشي علمي ولا أدبي؟

- أدبي عشان اشتغل شنو يا أبوي ولا أشتغل وين؟

- طبعا يا ولدي الرزق ده علي الله وانا شايف طبعا ميولك أدبي ، فعايز أوريك إنو أنا بكون سعيد لو عملت الحاجه الانت بتحبها.

- والله يا أبوي نحن فقراء وأنا أمنيتي أقرا أداب أو علوم سياسية لكن داير أقرا حاجه ال"’Marketing " بتاعه كويس !!

ثم أخترت أن أذهب للمساق العلمي رغم عرض أحد أساتذتي لي أن أكون الطالب الوحيد الأدبي في المدرسة وتأكيده لي انني إن فعلت ذلك فحظي في العشرة الأوائل للسودان كبير ثم تأكيده لي بأنه مستعد أن يدرسني وحدي !!

نسيت الصفوف !!!

كل شيء يتم يتم بصف طويل "وملولو" يمر عليك به عدداً من العساكر يحملون عصياً وخراطيش يدخلون بعضهم في الصف ويخرجون اخرين قبل أن يصلو للنافذة التي يقضون منها حوائجهم بقليل !!

والجدير بالذكر أن هناك صف خاص أيضاً يسمى "صف القوات النظامية" يقف فيه بعض العساكر وبعض الشباب ذوي اللحى الخفيفة والكروش الثقيلة وهم يلبسون البدل الإشتراكية ويحملون في إحدى أيديهم جريده !!

لست أدري لكن بدت لي الجريدة وكأنها جزء من الشخصية !!

ويجب ان أكون اميناً وأذكر أن هذا الصف صف شهير يصادفنا في كل مكان بما في ذلك صف الرغيف ، وصف التذاكر في السوق الشعبي عندما نود قطع تذاكر في العيد للذهاب للنيل الأبيض ولكن بين فينة وأخرى أكتشف أن هنالك قلائل يعملون بالجيش أو الشرطة ضباطاً ويقفون مثلنا .

في جميع صفوف الإلزامية كان الضباط يأتون دائماً وبرفقتهم أولاد نظيفين وحليقي الرأس غالباً "نمره 1" وهي الحلاقة التي تركتها وأنا أردد لاصدقائي ساخراً سطو علي استايل حلاقتي ... وقد كان اولئك الضباط يدلفون أمامنا بعد أن نكون قد إنتظرنا ساعات تحت الشمس ثم يخرجون بعد دقائق وهم يتحدثون الى الأولاد مرافقيهم الذين ينصتوا إليهم بإهتمام !!

معظم الضباط الذين رأيتهم في السودان ليس لديهم مانع في الدخول أمامك في أي صف حتى وإن كنت تنتظر قبلهم لساعات..!!

نواصل....

Post: #98
Title: Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج
Author: مدثر محمد عمر
Date: 06-03-2010, 06:30 PM
Parent: #97

توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تجربتي الشخصية (27)

كل زول يجي المنسقيه عشان يستلم أمر التحرك بتاعو ويعرف وزعوه وين ، كانت اول مره أسمع بعبارة "أمر التحرك" وربما لذلك عقاباً لي ظللت أنطقها كلما أتيت للمنسقية حتى أعرف أين تم توزيعي

- داير شنو يا زول ، أقيف كويس

- داير "أمر التحرك"

- انت في معسكر شنو؟

- شمبات

- أووو "خساير" وتعني بالعسكرية أن بك عيباً يمنعك من العمل بها أو أنك أصبت اثناء التدريب وصار بك ايضاً عيب

- أرد بإبتسامة خبيثه أيوه الحمد لله

- لسه يا زول امر التحركات بتاعتكم ما مرقن
أو في مرة أخرى يتكرر نفس السيناريو ما عدا

- شوف إسمك في اللست البره ديك - لست جمع لسته أي قائمه - وبالطبع ستصاب عيناك بالاحمرار والزغلله من التحديق في الاسماء الكثيرة هاها

كان أبناء الكيزان يوزعون فيعمل بعضهم سائقاً لأبيه أو يوزع في مكان بارد ويطبع علي الكمبيوتر ، لا غرو أن يؤخذ أبناء العامة الى العمليات..فجلهم لم يلمس كمبيوترا قط ولم يقد سياره!!

إتصل بي زميلي وأخبرني أنه تم توزيعي محلية الخرطوم- حيث وزع عدد من غير اللائقين طبياً علي الوحدات الحكومية ، حمدت الله ،لكنه قال أنني غائب عشرة ايام وهم سيقومون بإرجاعي للمنسقيه حالما أحضر.. لكنني ذهبت في اليوم الثاني وتم توزيعنا كأفراد في شرطة النظام العام، اولئك الذين يقطعون أرزاق الباعة ويبتزونهم !!

نواصل...

نواصل

Post: #99
Title: Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج
Author: مدثر محمد عمر
Date: 06-04-2010, 08:46 PM
Parent: #98

توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تجربتي الشخصية (28)

ذهبت في الصباح الباكر الى المحلية ..تلك المواجهة لميدان أبو جنزير ، كذبت على المسئول هناك ولا أتذكر ما الذي قلته له ، المهم أنني أقنعته بأنني كنت أمتلك أسبابً كافية لكي أغيب عشرة أيام . إستأذنته بأدب أن أصور "أمر التحرك".. صورته ثم نادى على أحدهم وقال له

- بالله وديه لي أسامه

- حاضر

أخذني لأسامه ، اسامه كان ضابط أول النظام العام محلية الخرطوم، وللأمانة كان مهذباً معي جدا ومع جميع المجندين وعرفت لاحقاً من خلال تعاملي العام أنه أيضاً نظيف اليد ، لا يسرق ولا يرتشي ويهابه المرتشين والسارقين .

أمر الضابط أسامه بأن أوزع وأخذت الى رجل ثاني كان يجلس على كرسي ، بجانب المخزن ، كان لهم مخزناً من الزنكي أول ما يقابلك عند دخولك للمحلية ويبدو أنهم أزالوه فيما بعد. كان ذلك الرجل من النوبة لكنني لم أعد أذكر إسمه.. كان يبدو من شكله أن الحياة قد صرعته عشر صرعات وصرعها هو صرعة واحده فقط!!

كان ذلك المخزن توضع فيه كل الاشياء التي أخذت في الحملات التي يقوم بهاالنظام العام ضد الباعة المتجولين. عندما وصلت اليه طلب مني ذلك الرجل أن أجلس ، لم يكن ثمة كرسي بجانبه، فهمت أنه يطلب مني أن أجلس على الأرض كما كنا نجلس ونحن صغار في الحواشات ونقضي حاجتنا فاصلة بيننا بضع أمتار تسمح لنا بالحديث مع بعضنا !!

منذ صغري وأنا أكره الجلوس على الأرض ، لسبب ما احس بأن موخرتي تؤلمني عند الجلوس ولذا كنت أتململ كثيراً عند خطبة الجمعة وأحس الإمام يقرأ بطيييئاً وكأن أحدا ما يجبره على القراءة.

وقفت ، طالت الوقفة وهو ساكت لا يلوي على شيء ثم بين الفينة والأخرى يتحدث معه أحد أو يسلم عليه بعضهم فيرد هو بلطف مرة وبلغة فظة مرة أخرى!! ، جذب كرسيه قليلاً وأفسح لي ظلاً وهو يقول لي بلطف .اقعد يا بني. فجلست.

جاء أحد الباعةالذين يبيعون مبيض ملابس ، كانوا قد أخذوا منه كيسين ورقيين ممتلئين بأكياس صغيرة من المبيض تشبه الأكياس التي كانت تباع فيها الظهره ونحن صغار، فهمت أنه دفع رشوة لتعاد اليه أغراضه دون أن تؤخذ لمحكمة النظام العام.

أعادوا اليه أحدهما ممتلئا كما كان والاخر أعطوه له وبه قليل من ما كان به بعد أن قال له فرد النظام العام بمكر وهو يمده اليه.

- ده أكلو الفار - ااااااا

وأحرف الالف دلالة علي الكلمة التي نقولها نحن السودانيون لطلب اعادة الكلام عندما لا نسمع جيدا

- قال الرجل بمسكنة - ما مشكله ..ما مشكله !!

كل هذا والرجل الذي ناداني قبل قليل بـ "إبني" يتابع باهتمام ورضا.. ثم ما لبث أن نظر الي نظرة فهمت منها أنه يريدني أن أتعلم ما حدث أمامي قبل قليل.. نظرة من تلك التي ينظرها معلم لتلميذ بعد أن يثبت مسألة رياضية وكأنه يسأله بها "فهمت؟"

يبدو أن فئران المحلية تأكل كل شيء وسريعاً كأنهاتعرف أن صاحبها سيأتي في أقل من عشر دقائق لأخذها ، الغريب في الأمر أنها كانت تأكل ولا تقرض اشياء مختلفة ، عطور ، ملابس ، حبال ، حجار بطاريه ، وسم الفار الذي كان يعرضه البائعون بوضعه على كرتونة تستخدم كطاولة ويلصقون عليها ورقة بيضاء مرسوم عليها فار بنفس الطريقة التي يرسمها به طفل في الخامسة من العمر ومن ثم يكتبون عليه:

"سم الفار جقر الجقار"

ولست أدري معنى جقار الى الان لكن معظم باعة السوق العربي المتجولون كانوا يكتبون نفس العبارة !!

نواصل.....

Post: #100
Title: Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج
Author: مدثر محمد عمر
Date: 06-07-2010, 06:16 PM
Parent: #99

توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تجربتي الشخصية (29)

وزعت مع 3 أفراد في عمارة الأوقاف ، كان بها عدد مقدر من ستات الشاي ، كان الثلاثة أفراد لهم قائد لا أذكر إسمه لكنه أبدى إعجابه بي وقال لي : "يا زول انا الليله عازمك فطور"

ذهبت معه لكافتيريا وعند وصوله سلم عليه الكاشير سلام معرفة وناداه الرجل الذي يصب العصير أيضاً بمعرفه ، قلت لنفسي يبدو أنه صديقهم ، شربت عصيراً وأكلت السندوتش وهو يتجاذب أطراف الحديث مع صديقه ثم قال لي

- نمشي يا حبوب

شكرت الجميع وأنطلقنا.. قلت له صحبانك ديل ظريفين والله.

- دي عرفة سوق يا زول

- عرفة سوق يعني شنو؟؟ - كنت أستغرب من أن يتحدث عنهم بعدم لطف بعدما أكل طعامهم ، وأستغرب أيضاً أنه عزمني عندهم.

- بتاعين الكافتيريات ديل طبعا ممنوعين يعرضو الشاورما بره فنحن بنسهل عليهم وبدونا 40 الف وبناكل عندهم .

- دقيقه

جريت عند اول منعطف وأدخلت أصبعي في حلقي وتقيأت ، أعياني البحث عن ماسورة أغسل بها فمي بعد ذلك!!!

أكلت حرام........
أحسست بسكاكين تنهش في حلقي، ذلك الحلق الذي رطبته بعصير الليمون الحرام... يا الله ياخي

نواصل...

Post: #101
Title: Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج
Author: خالد كدودي
Date: 06-08-2010, 05:45 PM
Parent: #100

واصل يامدثر

Post: #102
Title: Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج
Author: مدثر محمد عمر
Date: 06-09-2010, 03:58 PM
Parent: #101

شكلاا يا خالد ياخي.. بالطبع سأفعل...

"اليتيم ما بوصوه علي البكاء"

أو مثلما يقول المثل السوداني

Post: #103
Title: Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج
Author: مدثر محمد عمر
Date: 06-09-2010, 05:15 PM
Parent: #102

توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تجربتي الشخصية (30)


رجعت الي البيت منكسراً بعد أن عرفت انني أكلت وشربت مال حرام.. ، لم يشفع لي بيني وبين نفسي أنني لم أكن أعلم ، إنكفأت على نفسي ثم ما لبثت أن نمت ، نمت بالنهار ، لم تكن تلك عادتي ، أتى والدي وتحسس ما بين خدي ورقبتي وسمعته يسال والدتي

- مدثر ده مالو؟

- والله ما بعرفو لكن شكلو "تعيبان" ساي

لم أكن "تعيبان" ، كنت محبطاً لتلك الدرجة التي تدفعك لنومة قد تمتد ليوم كامل !!

في سن محددة ربما نكون متطرفين في أشياء كثيرة حتى في الأخلاق!!

صحوت مرة أخرى ، الحياة لا تتوقف ، مدهشة هي بمقدرتها على الإستمرار ، يموت أناس كثيرون وتستمر ، نفقد أصدقاءنا وتستمر، ينكسر رجال ، يعبد الناجون من الذبح خنجراً وتستمر ، لا بد أنها مدورة مثل "ترتار" صديقي الذي أحضرته له حبوبته من الحلة الجديدة لـقريتهم "كجنه" معلقاً على جانب البص وكأنه "سوميته" ، والسوميتة والشرح لبعض أبناء جيلي الخرزة التي يربطونها للعريس.

ذهبت مرة اخرى للخدمة في الصباح ، لم أكن أقوى على ذكر قصة أكل الحرام لأحد ، ظللت أحملها وحدي كلعنه ، أحسست حينها أنها عيب كبير لا يعفيني من مسئوليته انني ام أكن أعرف.

عرفت لاحقا أن "التمام" في الصباح فقط ، والتمام لمن لا يعرفه هو تسجيل الحضور.

صرت أصحو من بيتي مبكراً ، أذهب للمحلية ، أسجل إسمي ضمن الحضور، ثم أعود لاركب مواصلات الكلاكلة ، لم يقم اياً من زملائي بالتبليغ عني إذ أنهم لم يكن يحبون وجودي بل وجدوا في ذلك نعمه كبيره بعد أن قاموا بإرسالي عدد من المرات عادت عليهم بالوبال ولم يعودوا منها باي "غنائم" وأظن ان كلمة غنائم هنا دقيقة الوصف لأنها إسلامية !!

- مدثر.. إنت أمشي قدامنا عشان ما بعرفوا وشك لسه

- إبتسمت بمكر ورددت عليه:

- تمام التمام

أصبح الباعة المتجولون في السوق يعرفون أوجه أفراد النظام العام فرداً فرداً.. سبقتهم بمسافة ودخلت الشارع قبلهم ثم همست لأقرب الباعة الي:

- أسمع ناس الكشه أجري.

ولدهشتي جر حبلاً كان يربطه بأطراف الشوال الذي يفرش عليه بضاعته فتحول الشوال لشيء يشبه "قفة الخضار" إحتوت كل أغراضه فحملها على ظهره وهرب ، كان قبلها قد همس الى من بجانبه وأستمرت " حدث زيد عمرو" وأضيفت إليها "رأي زيد عمرو" وفي ثواني معدودة أصبح الشارع خال وجاء أفراد الكشة ليجدو الشارع يابساً كصحراء العتمور.

نواصل....

Post: #104
Title: Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج
Author: مدثر محمد عمر
Date: 06-10-2010, 04:40 PM
Parent: #103

توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تجربتي الشخصية (31)

بعد عدد من الأيام ناداني الشخص المسئول وقال لي

- يا زول انت بتمشي وين؟؟

- رددت عليه بوقاحه..

- كيف ، يعني بمشي وين؟؟ (عندما تعاملت بأدب لاحظت أن بعضهم ظنني "ود لين" أو ود راحات كما علق أحدهم ، لاحقاً قرصت ذلك الذي كان يعلق علي في "صلبه" قرصة حاره وبها كثير من السفاهة وهذا أمر سأتطرق اليه لاحقاً)

- من الصباح انت بتختفي !!

- بختفي أنا الرجل الخفي؟ شنو البختفي ما في السوق.. بعدين انت قاعد هنا عرفتني كيف بختفي؟؟ وانا أعمل شنو عشان ما تقول ليك تاني مختفي؟؟ اجي اقول ليك انا ما مختفي ولا شنو؟؟!

وجدني ######ا أكثر مما تصور ، لم يكن أحدهم يتعامل معه بتلك الخشونة اللفظيه ، نظر الي ثم قال:

- من بكره تجي تاني تتمم الساعه اطناشر - تورينا وشك شان نعرف انك في !! (أي تسجل حضور مرة اخري عن الثانية عشرة ظهراً)

- عاااااااااااادي يا زول انت قايل التمام ده صعب ولا شنو؟؟

لا شك في أن التمام الثاني صعب علي حياتي ولكن لأن ذلك العمل مهامه لا يستطيع أحد أن يقول لك أنك أديتها أم لم تؤدها خصوصاً وأن الكشات عمل جماعي ..

صرت أخرج من بيتي في الصباح الباكر ، أذهب لاسجل حضور، ثم أخرج هائماً في السوق وأقضي جزءاً من يومي في الدار السودانية واقفاً علي قدمي أقرأ كتاباً وأحيانافي تلك المكتبة التي لا أذكر إسمها والتي تقع بجانب بنك النيلين..أعود عند الثانية عشرة منهكاً وحزين وأوقع مرة أخرى على أنني موجود لكنني أشعر ذلك الرجل بنشاط وكأنني قدمت من بيتي للتو !! كان ذلك يشعرني بارتياح أكثر.

من الثامنة وحتى الثانية عشرة أدور "كمترار" حبوبتي ..أحياناً كثيرة يتضايق مني بعضهم ويقول لي

- القرايه ممنوعه !!

لم لا تضع الدار السودانية للكتب مقاعد للناس ليطلعوا علي ما يريدون مثلما تفعل مكتبة "بوردرز" ؟؟!! ، كنت أقف ثلاث ساعات لأقرأ ، لم أكن أفكر في الاستفادة من الوقت ، لم يعد الوقت ذو أهمية بالنسبة الي !!

كنت ضائعاً ويتناوبني حزن مازال يداهمني دون أن أفهم أسبابه.. لا غرو أنني كنت أفكر كثيراً في السنوات اللاحقة بعبد الرحيم ابوذكري ومايكوفسكي وأحب أن أغني "عزه في هواك" بطيئة جداً لتناسب ذلك الحزن الباذخ..

بدء كثير من اصدقائي بالتدخين ، كنت أحسدهم على ذلك ، من الجيد أن يؤمن أحد ما بشيء ما على أنه وسيلة لتفرقة "الزهج" والالم حتى وإن لم يكن كذلك !! حيث اعتقد ان ذلك ساعدهم ولا أعني التدخين وإنما القناعة بأنه يمتص جزءاً من توترك !! ، كنت لا اثق ان هنالك شيئاً ما يمتص ذلك الإحساس بالضياع ولذا لم أدخن أو اشرب !! لم يكن المانع أخلاقي ، كان عقلياً!!

نواصل

Post: #105
Title: Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج
Author: خالد كدودي
Date: 06-10-2010, 07:06 PM
Parent: #104

مدثر ياغالي سلام
انتو ناس معسكر شمبات المثبتاتيه

انا ماشايف لي زول من الناس الاندرشت معاكم في مصعب بن عمير
وباقي المعسكرات


كسره
انته باق ليك خلو ليهم حاجه في راسهم ناس الاولي ديل
العمم عمم والزهلل زهلل وووووووو

Post: #106
Title: Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج
Author: مدثر محمد عمر
Date: 06-11-2010, 06:55 PM
Parent: #105

الأخ خالد..

التحيات الطيبات..

تلك كانت مسألة أخري فكثير من الطلاب واصلوا عملهم كجنود بعد أن إستهواهم شرب البنقو أو شجعهم عدم تطبيق القانون مما أبدى لهم الجندية كمصدر للسلطة ومظهر من مظاهر الفتونة .

على أننا يجب أن نذكر أن بالجيش رجال أتقياء وصالحين وورعين الا أن الشباب في تلك السن تستهويهم المغامرة مما يجعلهم يجنحون لمصاحبة الفئة الاخرى يقودهم عدم الوعي وحب المغامرة.

Post: #107
Title: Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج
Author: مدثر محمد عمر
Date: 06-12-2010, 08:29 PM

توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تجربتي الشخصية (32)

ناداني المشرف أو الحكمدار لا أذكر بم كنا نسميه، قال للبقية

- الزول ده هسي نعمل فيه شنو؟؟

- نعمل ليه "حله" رد سريعا أحد الافراد

- كدي خلوه ، أرح معاي يا زول ، وقمنا بجوله في بناية الأوقاف بجانب ميدان أبو جنزير ، كان به عدد من بائعات الشاي ، نظر لواحدة منهن وقال لها

- بجيك بعدين في البيت أجهزي !!

ضحكت ضحكة تجمع بين الخوف وشيء ما لم أعرفه ، ربما رغبة وربما قهر ، المهم أن ضحكتها كان يشوبها خوف .

عرفت في ايامي تلك أن معظم بائعات الشاي هن نساء جنود أعطوا أرواحهم أو أطرافهم لهذا البلد وضن عليهم هو بما يسد رمق أبنائهم فخرجت نسائهم للعمل ، كن ككل فئات المجتمع الاخري فيهن المسكينة والعاهره ، والمنكسرة والمستغله.

مررنا بأخرى "مدخنة" دخاناً تملأ رائحته المكان ، مد يده الى نهدها فردت عليه في غنج

- هوي يا فلان هوي... قنب ساي

مررنا على ثالثه بدت منكفئة على نفسها وتحاول أن تحافظ على شرفها ... نظرت اليه بخوف ، قال لها:

- والله انا كان ما نـ.... يوم تشوفي براك

بدت خائفة ولاذت بالصمت ، كان قادرا على حبسها وإدخالها في سلسلة من المشاكل ، لم أكن أعرف ذلك لكنها كانت تعرف!!

أمسك ببائع متجول يبيع قمصان ، ثم ثال لي:

- بتعرف الفك والتركيب؟

- ما بعرف؟ يعني شنو؟؟

- يعني القمصان ديل اربعه ، يصلن المحليه تلاته ، مسكت 5 يصلن المحليه اتنين وكده ... فهمت؟؟

- أيوا فهمت

- نظر الى بائع متجول وأومأ لي براسه فيما معناه "طبق ما تعلمته عملياً"

تظاهرت بالبلادة لكنه فهم أنني لا اريد ذلك...

نواصل......

Post: #108
Title: Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج
Author: مدثر محمد عمر
Date: 06-13-2010, 11:29 AM
Parent: #107

توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تجربتي الشخصية (33)

كان معظم العاملين بالنظام العام "مرافيد" شرطه اي أنهم مفصولين من الشرطه، واحد أو أثنان كانا مفصولين من الجيش ،أحدهم كان ينظر الي دائما بتعاطف ويعاملني معاملة كريمه ، ذهبت اليه وسألته:

- إنت "حَله" يعني شنو ؟؟ - وهي كلمة حله ذاتها الاناء الذي نستخدمه للطبخ

- إنت سمعتها وين؟؟

- واحد من الجماعه ديل كان بقول ليهم اعملوا ليه حله.

- لا حول ولا قوة الا بالله.. أسمع..تاني الناس ديل ما تحتك بيهم.. ما تقيف جنبهم.. تجي دايما تقيف جنبي انا سامع؟؟ حله يعني يورطوك في جريمه ، يرموا ليك بنقو في جيبك او يعملوا ليك أي شي زي ده فهمت؟؟ اعمل حسابك شديد

- فهمت ايوا... لكن ما بخليه.. والله الزول ده اطلع ليك دينو...

نشأت في الكلاكله القبه ، في بيئة مسالمه لكننا كنا اولاد "مفتحين" كما أصبح يعبر بها الشباب عن الأشخاص العارفين بخبايا الامور وحيل الشوارع ، لم يبخل علينا أهلنا ولا أصدقاءناولا إخواننا بصراحة جنبتنا كثير من المشاكل وسيئي الخلق

ذهبت الى ذلك الشاب الذي إقترح عليهم أن يورطوني بجريمة ما .. كان يقف في وسط السوق ويتجاذب اطراف الحديث مع زملائه ، لم يكن ضخم الجثة ، كنت أفضل منه بنيه ، جئت ثم أمام الجميع قرصته في مؤخرته قرصة فيها كثير من السفاهه ثم قلت له:

يا زول هوي انت قايلنا "صيص" ولا شنو؟؟؟ والله انا الم فيك اقد ليك بطنك دي... انعل ....... ثم سببت كل ما يمت له بصلة من أهله وحتى دينه..

"صيص" بلغة الشوارع تعني الرجال المثليين اي فاقدي الرجوله..

- يا زول مالك؟؟ قالها ب"خلعه" وهي تعبير اكثر دقه إذ أن ملامحي كانت توضح كم انا جاد في "قد بطنه" ؟، الغريب في الامر أنه أصيب بالهلع ولم يدافع عن نفسه ولم يتدخل أحد من زملائه لمساعدته ، ربما كانوا مستغربين من هذا الولد الذي كان يبدو عليه الهدوء وهو يتحول لشيء اخر ...

نواصل.....

إعتذار:

وددت أن أعتذر إن خدشت إحدى كلماتي حياء أحدهم فأنا حريص على أن انقل ما دار كما هو للأمانة والتاريخ...

Post: #109
Title: Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج
Author: مدثر محمد عمر
Date: 06-14-2010, 11:43 AM
Parent: #108

إعتذار:

وددت أن أعتذر إن خدشت إحدى كلماتي حياء أحدهم فأنا حريص على أن انقل ما دار كما هو للأمانة والتاريخ...

Post: #110
Title: Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج
Author: مدثر محمد عمر
Date: 06-14-2010, 10:08 PM
Parent: #109

توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تجربتي الشخصية (34)

بعد تلك القرصة السفيهة لذلك الولد المجرم الذي كان في عمري تقريباً صرت شرساً جدا ...

ذهبت وقلت للرجل الذي يسجل الغياب ، شوف يا زول .. انا بتمم مره واحده بس لو ما عجبك الدايرو سويه .. خرجت منه وذهبت الى سكرتيرة المعتمد ، تعلمت وأنا ابن موظف قديم انه إن كانت لك حاجة فالأسرع لقضائها إشعار السكرتيرة بمسئوليتها عنها وليس المدير!!!

المعتمد كان أسمه البرير ، كان له مكتب كبير وينتظر فيه بعض الناس في مقاعد بعيدة عنه نسبياً بينما يمكن لصاحب الغرض الجلوس في الكراسي القريبة منه ، لا أذكر بالضبط ما حكيته للسكرتيره ولكنها سمحت لي بالدخول فدخلت وأنتظرت ربع ساعة في الكراسي المقابلة له والبعيدة ثم قفلت راجعا... راني الجميع وانا اخرج منه ، بعدها إشتريت سندويتشاً .. كنت جائع وقلما كانت يتوفر لي ثمن وجبة فلم يكن قلبي يطاوعني أن أأكل شيئاً لا أعرف أطعمته أمي وأخواتي أم لا..

سألني أحدهم عندما خرجت:

- طولت معاه كده مالك؟؟

- لا عادي بس سألني من بعض الحاجات

"وأشعرته أنني لا أريد إخباره بما دار وكأنه سري - لم يكن يعرف أنني حتى لم أسلم عليه"

إنتشرت إشاعة بأن لي به علاقه قريبه .. لا غرو أن ذلك الرجل الذي يسجل الحضور صار ينفحني بإبتسامة كلما مررت به ، ذلك الرجل في الحقيقة لا أدري لم لكنني كنت أحسه كنسر هرم فقد مخالبه وظل يحتفظ بمنقاره وزعيقه الذي يخيف الطيور الصغيره !!

نواصل...

Post: #111
Title: Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج
Author: مدثر محمد عمر
Date: 06-16-2010, 06:22 PM
Parent: #110

توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تجربتي الشخصية (35)

ظللت أذهب يومياً لأسجل حضوري وأخرج ، جاءت المرتبات ، صرفنا 36 الف إشتريت لأمي 3 ملاءات ، ولا ادري ماذا ،

أسوأ ما في الماهية الصراف، كان رجلاً متسلطاً ويشبه شخصية "كبسول" التي قدمها أستاذ الدراما د.سعد غير أن كبسول في كثير من المواقف يكون على حق ، كان ذلك المحاسب يصرخ في وجه العمال بسبب ودون سبب وكأنه أشتراهم ،

أسوأ ما في الفقر المدقع أنه يترك في بعضهم أحياناً مسكنة تظل تلازمهم، تشبه مسكنة الإسلاميين حين يريدون أن يعكسوا لك مدى تقواهم، يتحدثون بصوت خفيض وينظرون بنظرة منكسرة وإذا نظرت اليهم لم تزد علي قول عادل إمام حين قال:

- "كان حيعيط من الإيمان"!!

كان صرف الماهية دراما لوحدها تبدأ بصراخ المحاسب وإيقافه لعمله ، وتمر بإذعان الشخص المتسبب في أن يتوقف المحاسب عن العمل ثم كلمة "معليش" التي يرددها الواقفون للمحاسب و تنتهي بأن تبصم !! قرأت 12 سنة لأبصم في النهاية !!

- يا زول هوي أقيف كويس - تلك عبارة لم أسمعها الا عنده وفي طابور الجيش ، لا أتخيل أن محاسباً أخر يهمه كيف تقف

أو

- يا زول ما تتكلم !!!

يا الهي.. كيف لمحاسب ما أن يمنع أحد من الكلام حتى يصرف له مرتبه؟؟!!

بيوم ما قال لي ذلك فرددت عليه بسخف

- إنت يا زول محاسب ولا الفه؟؟ مالك ياخ ما تشتغل شغلك !!

ثارت ثائرته وقال لي:

- إحترم نفسك

- أحترمه عاعمل ليها شنو يعني؟؟ لمن اجي اصرف منك اربع يدي؟؟ انت يا زول مالك بتذل الناس المساكين ديل؟؟

قال لي رجل كبير

- معليش يا ولدي خلاص اسكت فسكت ، ثمة "معليش" يقولها الناس الكبار الى الان لم اتعلم كيف أحترمها !!

في ذلك اليوم قال لي المحاسب:

- إنت قاعد وين انا ذاتي ما بشوفك.. إنت ما بتجي

- دفتر الحضور قدامك ما تتكلم معاي

صرف لي نقودي وهو يطنطن وضغط أصبعي ملياً على البصامة ومن بعد على قائمة المرتبات وهو ينظر الي بغضب إذ ان سخريتي منه أمام جميع العمال أمتصت كثير من السطوة التي كان يفرضها علي العمال ومما أغاظه أيضاً ؟أن تصرفي صادف منهم إستحساناً جعلهم يبتسمون بخفيه وكأنهم يسرقون شيئاً ما يخص أحدا اخر!!

ذلك الرجل لاحقاً لم ينسى ذلك وحين أتيت لأخذ اخر مرتب وهو أمر ضروري لاكمال اجراءات الخدمة الالزامية طالبني بخطاب مواظبة رغم أن ذلك ليس إختصاصه..

نواصل....

Post: #112
Title: Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج
Author: مدثر محمد عمر
Date: 06-17-2010, 10:10 AM
Parent: #111

توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تجربتي الشخصية (36)

إستمر الوضع قاتلاً ومصيباً بالإحباط ، إذ أنك تحس بأنك لا تملك شيئاً لنفسك ، تخوض في مستنقع الوحل ذاته كل يوم.

ما زلت أحاول ان أبقي مسافة كافية بيني وبين زملائي في العمل الا عسكري الجيش المعاشي الذي يعمل معنا ، الغريب في الأمر أنه يبدو من مواليد أوائل السبعينات !!

قابلت عمر عبد الوهاب " أبو أربعه عيون" كما كنا نسميه ونحن صغار لأنه كان يلبس نظارة !!

عمر أحد أصدقاء أخواني الخلصاء في مقتبل عمرهم ، تأثرت علاقتهم قليلا لاحقاً لعمله مع الكيزان الا ان الود بينهم ظل مقيماً وظل يزاورنا بإستمرار ولا ينصرف الا بعد أن يسمع بعض التعليقات الساخرة من والدي علي شيء ما ويرتشف معه الشاي ..

- مدثر.. انت بتسوي في شنو بي جاي؟؟

- والله يا عمر انا موزع خدمه الزاميه هنا..

ناداني وسألني عن الحال فأخبرته بما يحدث عموماً.. قال لي :

طيب أنا أجيبك معاي "منسقية الشرطه الشعبيه"

- هه هه هه..ضحكت بسخرية دليل علي عدم قبولي - منسقيه حسب فهمي أنك تشارك على أقل تقدير بالتواطئ مع ما يحدث.

ضحك وقال لي :

أنا عااارف رايكم يا اولاد محمد عمر ما تخاف ده بكون موضوع شكلي ساي أنا بحاول اعمل ليك تفريغ تدرس مع ناس محو الاميه وبجي أمشي معاك ليهم، عندنا "مرابطين" دايرين نعلمهموعاملين ليهم فصل..

كان ذلك حلاً ذهبياً بالنسبة الي علي الاقل لن يرمي لي أحدهم "حشيشاً" في جيبي ولن أتورط بجريمة ما دبرت لي لأنني لا أقبل الرشوه!! ، وسأدرس رغم كرهي للتدريس واللحى التي بت اراها كلها نتنة ومنافقه !!

واعدني وذهبت معه وقابلتهم ، حصلت علي الموافقة المطلوبة ، تعامل معي عمر برقة وأخوة حقيقية ، طلبوا مني أن أذهب منزلي وسيخبرني عمر بموعد إفتتاح "فصل المجاهدين" لمحو الأميه..

حمدت الله كثيراً وكلما تأخرت ترتيبات الفصل زدت حمداً على حمدي..

نواصل..

Post: #113
Title: Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج
Author: مدثر محمد عمر
Date: 06-18-2010, 10:31 AM
Parent: #112

إحدى مصائبنا الكبيرة كشعب هو ضعف الذاكرة ، نحن شعب يتعامل مع كل شيء قاسي بعد أن ينتهي بنوع من الحنين ثم نحتفي بالحزن وكأننا المسيح(ع)!!

ظل د.الحميدي يردد لنا مقولة بطريقته الساخرة ونحن نضحك..ربنا كان يجدر بنا أن نبكي!!

- الواحد فيكم ذاكرتو زي السحليه.. السحليه تمرق من جحره وهي واقفه في باب الجحر ما تعرف ترجع تاني ، يقول ذلك بعد أن يقطع العبارة بعد قوله وهي واقفه في باب الجحر بأن يغمض عيونه و يخرج لسانه ويدخله عدد من المرات بسرعة محاكياً لها.

Post: #114
Title: Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج
Author: مدثر محمد عمر
Date: 06-24-2010, 12:33 PM
Parent: #113

توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تجربتي الشخصية (37)

تأخر إفتتاح فصل محو الأمية فقرر منسق الشرطة الشعبية أن أذهب للعمل بمنسقية الشرطة الشعبية بسينما غرب وقد كانت المنسقية عبارة عن ثلاثة أو أربعة مكاتب قديمة بتلك السينما ، إستقبلت ذلك الخبر بإحباط كبير ، ولكن كان ذلك اقل من ان أورط بـ"بنقو" أو أي جريمة أخرى فذهبت.

قالوا أن هنالك إجتماع وأنني يجب أن أحضر ...

جدتهم يجلسون على طاولة ، بعد أن جلسوا قرا أحدهم سورة العصر وقال صدق الله العظيم ، قال بعده كل الحضور : صدق الله العظيم !!

إلى الان لست أدري ما علاقة الإجتماعات بسورة العصر ، كان المنسق الأول تبدو عليه نعمة بائنه، أظنها النضرة التي تكسو المؤمنين فقد سمعتهم يقولون نفس العبارات التي كان يقولها الصحابه مثل :

بارك الله فيك ياخي ،
جزاك الله خيراً ،
الليله عندنا رباط ،
مرينا علي المرابطين ،
أخونا في الله ،
و صليت الضحى ،

لم يكن ذلك يثير سخريتي بقدر أن يقول أحدهم عندما يكون قد فعل شيء ما ، فعلته إنشاءالله ، كنت أحس ذلك إستغلالاً لاسم الجلالة وإلا فكيف نقول لشيء شاءه الله وفعلناه وانتهينا منه "فعلناه إن شاء الله"؟؟؟؟!! فقط لإظهار أنك متدين؟؟ كان الأولى ؟أن يقول فعلناه الحمد لله؟؟ فمثلا كانوا يقولون:

- مشيتو المنسقيه؟؟

- أيوا مشينا إنشاءالله !!

على كل جلسنا حول تلك الطاولة وأنا تتنازعني أحاسيس مختلفة بين ما يجب فعله وبين الصحيح ، وأتقزز منكل ذلك ...

نواصل....

Post: #115
Title: Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج
Author: حافظ حسن ابراهيم
Date: 07-02-2010, 08:50 AM
Parent: #114

العزيز مدثر سلام و محبة:
و الله مؤجل البوست دا عشان أقراهو برواقة يوم الخميس و فعلاَ قد كان .... و بالجد بوست بؤرخ لفترة من أظلم فترات حياتنا و عليك الله واصل .... الصدفة الغريبة أني الليله الصباح كنت بقرا في كتاب Ayaan Hirsi Ali الصومالية المثيره للضجة .... المهم دا ما الموضوع لكن لقيت شبه غريب فأنت يا صديق تكلمت عن مدير المدرسة الراعي الرسمي للدكتاتورية في مدرسته حيث يصفي حسابات مزعومة مع والدك ... يصفي هذه الحسابات معك أنت
Quote: تذكرت المضايقات الغبية التي تعرضت لها بالمدرسة ومنها طرد المدير لي دون أي اسباب غير أن أبي شيوعي !! ..الأستاذ عبد المنعم المدير السابق لمدرسة حسونه الثانويه ..من بحري.. رجل عاتي الجسد احمر اللون أشيب الرأس فعل كل ما يمكن أن يفعله أحد ما ليثبت ولاءه ومنها طرد أحد طلبته ولطمه على وجهه دون سبب لأن أبيه شيوعي.. يا للرجل البائس الخلق!! على كل هذا ما أذكره عنه فهو أيضاً يستحق التوثيق هو والاستاذ شيخ الدين الإسلامي الخلوق الذي تكرم بشرح الأمر لوالدي إذ أنه تم بحضوره وطلب منه السكوت من أجل أن لا أواجه المزيد من المضايقه.. عفوا سرحت مرة اخرى في جروح أخرى قديمه !!!


و هذا ما كتبته هارسي علي ( الصومالية سابقاً) فريسا علي وقتها كان ابوها معتقل في سجون سياد بري حيث كتبت معاناتها مع استاذتها في المدرسة قائلة:
Quote: The first day, my class teacher hit me on the head when I wouldn’t open my mouth to sing the songs (for Siad barre). The hitting hurt, so I repeated her words. It felt awful: I was betraying both my father and mother. Each morning, in line with other kids, I would try just to move my lips, and the same teacher would pull me out and beat me. She told my class by way of introduction that I was the daughter of an “inti” and that therefore was an “inti”too, because all we learned in school was to chant praise to Siad Barre andd communism, and I refused to join in. I had no friend after that.


فلك أن تتعمن يا صديقي كم تشابه الدكتاتوريات صرف النظر عن منطلقها الفكري .... و كم تتشابه معاناتنا معها .... و الأمر كم يتشابه وكلاء هذه الدكتاتوريات في أي مؤسسة أو دولة ... تحميل الأبناء جرائم مزعومة اقترفها الأباء حسب الفهم الشمولي

واصل يا مدثر فقد كتبتني هنا و أخرون

Post: #116
Title: Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج
Author: مدثر محمد عمر
Date: 07-04-2010, 03:56 PM
Parent: #115

العزيز حافظ .. لك تحيايا كثيرة ومحبه..

أحمد الله أن صوتي وصل أحد ما بمكان بعيد

أدهشني التشابه جداً لكن وحقيقة الامر أن أزمنة القهر تتشابه كما يتشابه الجلادون .. الغريب في الأمر أن ليس لذلك الرجل أي مشكلة مباشرة مع والدي ولا يعرفه لكن الامر يبين كم كان حجم التنسيق بي جميع خلاياهم وعلى كافة الأصعده .. وقد قال لي أبي أنه قاطعه عندما أبتدأ يكذب عليه بقوله:

- والله يا استاذ انا طبعا بثق جدا في إبني ..

سأكتب ويؤلمني أنني أكتب كثيرين منهم أنت فالقهر طعمه واحد سواءاً كان في نيالا ، في ياي أو في الخرطوم !!

Post: #117
Title: Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج
Author: مدثر محمد عمر
Date: 07-05-2010, 08:52 AM
Parent: #116

توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تجربتي الشخصية (37)

تحلقناحول تلك الطاولة ..لا أذكر ما دار بالتحديد لكنني أذكر تفاصيل محدده ..

** بدء الإجتماع بصورة العصر وأنتى ايضاً بقراءة صورة العصر

**عرف كل من الحضور الذين يبلغ عددهم خمسه نفسه كالاتي:

بسم الله الرحمن الرحيم، أخوكم في الله فلان الفلاني... فلان الفلاني ..فلان الفلاني ، أي أنه بعد أن أكدانه اخونا في الله ردد إسمه ثلاث مرات !!

** تكلم الحضور عن الرباط والقبض على السكارى والحرامية بغابة السنط

خرجت من ذلك الإجتماع مهموماًفقد خرجت من ذلك الإجتماع بعد أن تقرر أن أكون كاتباً !!!

عدت في اليوم الثاني كما طلب مني وكما نصحني أبي بقوله: " ياولدي انت أمشي وشوف انت ذاتك بتكتب شنو وبعدين قيم" .

أعطاني عمر عبد الوهاب خطاباً معنوناً لمنسقية الدفاع الشعبي وطلب مني أن أكتب مثله لجهة أخرى ، قمت بنسخ الخطاب كما هو بما في ذلك عنوان الجهة المرسل اليها والتاريخ !! طلب مني أن اعيده وأغير إسم الجهه ، فعلت مثلما فعلته اول مره!! قال لي

- يا مدثر انت مالك؟؟!!

لم يزد على قوله ذلك.. كان مهذباً جداً معي.. أعطاني المنسق الاول خطاباً ففعلت نفس الشيء ، قلت لعمر:

- يا عمر ياخي انا ما بنفع معاي الموضوع ده ...خليني في موضوع التدريس ، سكت , يبدو أنني جعلت حياته أصعب.

- خلاص يا مدثر بس بكره تعال الصباح وامشي زي حوالي 12 كده

جئت ، بدأ أحد العاملين منهم يضايقني والمنسق الاول يسألني بعض الأسئله ، أخبرت عمر عندما جاء ، قال لي :

- ده طبعا بتاع امن لكن انت حاول تتجنب تتكلم معاه ورد عليه باختصار لو اضطريت ، دعاهم عمر لاجتماع عاجل ودعاني للحضور ، قرؤوا صورة العصر ثم ناقشوا موضوع الرباط ... بعدها قال لهم عمر:

- أسمعوا... مدثر ده شغال تحتي أنا .. ما داير اي زول يتكلم معاه أو يكلفوا بي شي الا عن طريقي.

لم يعلق أحدهم... وجه لي الخطاب:

- انت تاخد اوامر مني انا بس مفهوم؟؟!!

رددت عليه:

- مفهوم

كان بالسينما أيضاً عدد من المرابطات ، كانت أحداهما تغازلني ، كنت محبطاً في ذلك اليوم وقفت على باب المكتب وأمسكت يدي.. تركت لها يدي قليلاً بحياد..نظرت اليها وهي ترتدي الزي العسكري ... جررت يدي من يدها وذهبت.. لا بد أنها ذكرت الله في رباطها قبل قليل ، الى الان تدهشني العلاقة بين كلمة رباط من المرابطه ورباط اي قاطع طريق !!!

نواصل...

Post: #118
Title: Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج
Author: مدثر محمد عمر
Date: 07-09-2010, 11:16 AM
Parent: #117

لم يا ترى يصر يعضهم على إذلال الناس بذلك الإخلاص؟؟ هل يتا تري يعتقدون أنها لله ؟؟؟ ما زال يراودني رد د.ولاء الدين في أحد أركان نقاش الناصريين بجامعة الجزيرة على أحد الإسلاميين بقوله:

"الجكه دي لله"
"الصلعه دي لله"
ياخي الله يسوي شنو بي صلعتك الشينه دي؟؟ إتعلموا اتهذبوا مع الله ياخي.. ، شيخ البرعي بقول : إن الله طيب لا يقبل شيء الا طيب" وانت تجي تقول صلعتك الشينه دي لله؟؟ !!

Post: #119
Title: Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج
Author: مدثر محمد عمر
Date: 07-17-2010, 12:38 PM
Parent: #118

توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تجربتي الشخصية (38)

إشتريت لوالدتي بعض الملاءات من مرتب الإلزامية ..الأمهات يحببن دائماً الملاءات !!

بعد أيام ظهرت نتيجتي الدراسية كانت 82,3 % فكرت في الإعاده ..يبدو أنه قد حدث لي نفس ما كنت أردده بسخريه:

- 72 %و 82 % وااااحد.. الفرق بس انو 72 بتعيد قبل التقديم و82 بعد التقديم !!!

فجأة تذكرت ذلك الولد البائس خالد الأمين..

كان الدفعة التي تسبقنا بعام.. ولد نابهة ومميز أكاديمياً وخلوق أيضاً ..أعاد السنة الدراسية ليدخل طب الخرطوم بعد أن قبل بطب الجزيرة وأستقال بعض الأحلام ثمنها أعماراً..

بعد أن أعاد السنة مع دفعتنا قادته قدماه العاثرتان وحظه "المافي " لدخول معسكر الخدمة الإلزامية ضمن الدفعة الأولى من طلبة الخدمة الإلزامية وأظنه قد دخل قبلها معسكر الدفاع الشعبي..!!

ثمة بعض الناس يلازمهم البؤس وسوء الحظ زمناً بعد أن يختارهم كما يختار الأنبياء !!

قبلت بجامعة الجزيرة ..تأخرت بعض الوقت حتى أكمل فترة خدمتي الإلزامية ...إذ أنه كان قد بقي منها شهراً .. أتممت المدة تقريباً ..

نسيت أن اذكر أنه منذ ظهور النتيجة وقبولي بجامعة الجزيرة وانا أعامل باحترام من قبل الموظفين الذين نحتك بهم يومياً، صاروا ينادونني ب"باش مهندس"..

أصابني بعض الزهو أو قل أن ذلك اللقب راقني في ذلك الوقت.. بعد فترة فهمت الأمر... ربما كان الإحساس بالإنعتاق من كلمة "مجند" التي أبدلت بها اسماءنا حيناً من الدهر حزيناً !!

منذ اليوم الأول في المعسكر يستبدل إسمك برقم.. في يومي الأول تأملت الطلبة وأنا جالس ، كان بعضهم قد جمعتنا الدراسة منذ المدرسة المتوسطه ، من مسافة قصيرة يصعب تمييزهم .. تجعل الصلع والزي الموحد أشكال الناس متقاربه .. فكرت... لم لم يخلق الله رؤوسنا مثل البيضه إن كان يريد لنا أن نتشابه؟؟!

ذهبت للجامعة ثم عدت في أول إجازة لي لأكمل إجراءات خلو الطرف من الخدمة الإلزامية ولما ذهبت لأستخرج شهادة المواظبة من المحلية طالبوني بشهادة مواظبة من منسقية الشرطة الشعبيه ،

قال لي المنسق الأول :

- أعرفك كيف هسي انا بتجي ولا لأ؟؟!!

ذهبت لعمر مرة أخرى... قال لي:

- ما تقلق يا مدثر انا الناس الهنا ديل كلهم قابضهم بالثابته !!


إلى الان لا أعرف ما هي الثابته لكنني أستطيع تخيلها كشيء لا يجدر بشخص جيد فعله !!


- أقعد أكتب الخطاب وانا بشيلوا اوقعوا ليك .

- لكن انا ما عارف الصيغه.

- أقعد انا بمليك

أخذ عمر الخطاب وخرج من مكتبه وعاد به موقعاً فحملته مرة اخرى للمحلية ..حسب الإجراءات يجب أن أحصل على خطاب المواظبة من المحلية ولكن لأنهم قاموا بتوزيعي في منسقية الشرطة الشعبية طولبت بالإجراء السابق توطئة لمنحي خطاب المواظبة من المحليه.

ذهبت وقابلت أحد الموظفين المرتشين المشهورين بارتشائهم .. قابلني بحفاوه..

- يا "باشمهندس".. نزلت الجامعه ولا شنو؟؟!!

لم أشعر بالزهز هذه المره !!

نحن من شعب يخلط بين اشياء غريبه ويفصل بين اشياء غريبه !!

- أيوه يا عمو وانا هسي جاييك في خدمه ..ثم أردفت بدعابه لكن سااااااااااااي لي الله ما بديك اي شي

- هاهاها ولا يهمك يا ابني موضوعك مقضي.

اخبرته أن الإجراءات تقتضي شهادة مواظبه + صوره من امر التحرك + شهادة اخر مرتب وأنني أيضاً غائب لمدة يومين مما قد يسبب لي مشاكلاً مع الصراف !!

- تعال يا ولدي أول شي أشرب ليك شاي واول مايجي الرائد أسامه بظبط ليك أمورك.

قبل أن أشرب معه الشاي جاء الملازم أو الرائد اسامه لست أذكر بالتحديد ، سلم علي بلطف وأدب كعادته ، قال له مرافقي:

- ولدنا مدثر ده داير يخلص إجراءاتو

- طيب جميل مالو؟؟

- بس محتاج ليه لي شهادة مواظبه وشهادة اخر صرفيه(مرتب) وصوره من امر التحرك.

- جدا هسي نعمله ليه ....

- أمشي يا باشمهندس لي عمك الباهي يعمل ليك شهاده بالصيغه الانت دايره والتاريخ الانت دايرو وجيبه نوقعه ليك... إنت من الاولاد الكويسين ياخي...

شكرته على لطفه وحصلت على الخطاب.

شكرت أيضاً ذلك الرجمل المرتشي اللطيف!! ألم اقل أننا شعب متناقض؟!!

نواصل....

Post: #120
Title: Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج
Author: مدثر محمد عمر
Date: 07-17-2010, 09:11 PM
Parent: #119

توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تجربتي الشخصية (39)


في المساسقة لخلو الطرف تكررت المشاهد القميئه بالمنسقية..

- يا زول أقيف بعيد..

- أمشي شوف إسمك في اللست ديك (جمع List )

- يا زول كلامك ده بتاباه

- والله ندخلك جوه كلامك ده بتاباه

- يا زول انت مالك بتاع جرجره

-إنت معسكر وين؟ شمبات؟؟ أقيف هناك يا خساير..

- ملفك ده في 61

- بارك الله فيك

- جزاك الله خيرا

المنسقين بشعر رأسهم الحليق ولحاهم المدببه وأحياناً المدورة وهم يتحدثون وفي صوتهم "نخنخه" لاحقاً علق ‘ عليها شقيقي عبد الخالق بقوله " يا مدثر انت ما عارفه ولا شنو؟ دي ما الغنه " !!

إلى الان أيضاً لا أعرف لم يحب الاسلاميون أن تبدو عليهم مسكنة ويكثرون من تسبيل عيونهم ويتحدثون بصوت خفيض تشوبه نخنخه أو "غنه" في كل الحروف !!

نواصل....

Post: #121
Title: Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج
Author: مدثر محمد عمر
Date: 07-19-2010, 08:58 PM
Parent: #120

توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تجربتي الشخصية (40)

في تلك الفترة أبتدأت تظهر فئة من الضباط ذوي كروش ومؤخرات كبيره ويبدون وكأنهم "تمسحوا" قبل قليل بالزيت !!

صارت تلك الفئة من الممكن مصادفتها في كل مكان فيه صفوف يحملون ملفات أو أوراق لأناس يأتون الى أغراضهم بعد العاشرة وينجزونها قبل أو بعد صلاة الظهر بقليل بينما تكون أنت قد صنفت "بتاع مشاكل" من قبل المنتظرين معك عندما حاولت أن تتحدث عن حقك الذي نهبه ضابط لا يخاف الله ولا يستحي

نواصل...

Post: #122
Title: Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج
Author: مدثر محمد عمر
Date: 07-22-2010, 06:38 AM
Parent: #121

توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تجربتي الشخصية (41)



" القوانين الله يطرى زمانها بالخير. دلوقت اولاد بكري بقولوا علي سعيد "المشَوشِر". اليبحث عن حقه الزمن ده يقولو عليه المشَوشِر"

الطيب صالح- بندر شاه - ضو البيت

صرت أثير مشاكلاً أينما حللت!!

كان ذلك الأمر يزعج والدي فيذكرني بإستمرار:

- "يا أبني ياخ أنا عايزك تكون بااااااار أبرد من التلج !!

- يا أبوي ياخ أنا ما برضى زول يشيل حقي...

يسكت قليلا ثم يقول بأسىً عميق:

- والله يا ولدي ياخ دي أكتر فتره مظلمه مرت علي تاريخ السودان ...

لم يحدث أن قال لي: "إنت مالك ومالو" أو "دي ما قضيتك" ..!!

كان يعرف أن كل القضايا التي كنت أثور فيها قضايا الجميع غير أنه كان عندي إحساس بضرورة تبني كل تلك القضايا وبي شهوة لاصلاح كل شيء ...

كان يستفزني السكوت الجماعي والخنوع الجماعي الذي يبدأ بزيادة سائق حافلة جشع "للتعريفة" وطلبه مبلغاً كبيراً مروراً بتوبيخه لطالبة أو طالب صغير لأنه دفع تعريفة طالب ، رسوم المحلية ، تسلط العساكر على أحدهم ، طلب رشوة بطريقة ######ه ، إعطاء رشوة لشخص ما ، عدم إهتمام الموظفين بعملهم ردودهم الإستفزازية لمن يفترض بهم خدمتهم... الخ..

كان أكثر ما يستفزني وما زال الصفوف وما زلت لا أخرج من السودان الا بعد أن أكون قد أقتدت الى غرفة ما بالمطار أو حلت الامور بصورة ما بعد أن ثرت علي فكرة أن تقف في الصف ويأتي ضابط أو رجل أمن بزي مدني يحمل 3 أو 4 جوازات وبرفقته بعضهم ويكملوا إجراءاتهم أمام 10 او 15 من المنتظرين أمامهم بدم بارد ثم ينتظروا ليركبوا معك نفس الطائرة!!

تلك الفئة من الضباط ذوي الكروش والمؤخرات كبيره والذين يبدون وكأنهم "تمسحوا" قبل قليل بالزيت صارت تصادف الناس في أماكن كثيرة ، كان كل مكان به عنت ....

يأتون ويقضون حوائجهم أو حوائج أخرين تبدو عليهم نضرة لا تختلف كثيراً عن نضرتهم ، الغريب في الأمر أنهم كانوا منزوعي الحياء ، ربما كان ذلك يتسق مع تلك المظاهر من الدعه التي تبدو علي شخص يفترض به أن يكون في ميدان الحرب لكنه أرتضى ـن يقاتل عنه ولد صغير تلقى تدريباً لا يكفي لشجار في حي شعبي !!!

عرفت أننا يجب أن ندفع رسوماً لتكملة الاجراءات 6000 جنيه لم تكن قليله !!

وأنها لكثيرة على أبناء العتالة ، الموظفون ، المحالون للصالح العام ، المطاردون في الأسواق من قبل "كشات الالزامية وليس لأحدهم من يعول أسرته غيره ، ابناء الجنود الفقراء الذين تساقطوا مثل أوراق أشجار النيم لأن عدداً من ضباط الاستخبارات العسكرية يؤدون عملهم أشبه بطريقة "من منازلهم" ، أبناء الأساتذة ، المزارعين الذين لم يحاول جلهم أن يغامر بأبنائهم لأنهم يعرفون قسوة الحرب التي تشبه منجلاً أعمى.. !!

Post: #123
Title: Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج
Author: مدثر محمد عمر
Date: 07-24-2010, 07:38 PM
Parent: #122

توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تجربتي الشخصية (42)


لم تكن عملية دفع الرسوم بالمنسقية ، كانت بمكان اخر قريب أظنه مدرسة المقرن .. إزدحمنا كما يزدحم أطفال حين "تدق" النوبه و اصابني ما يصيب درويش من دوار !!

كان هنالك عدد كبير من المنسقين أو ربما من غيرهم ..إعذروني فمثلما قالها والدي مرة ساخراً: "تشابهت علي "الدقون"

كان الأمر أشبه بلم أموال ليست لأحد أو مثلما كنا نفعل ونحن صغار في النيل الأبيض عندما يقولون أن "جنينة" فلان "طلقت" بكسر الطاء..

وجنينته طلقت أي أنه جمع ما بها من "عجور" و"تبش" و"بطيخ" ولم يبق الا غير ذي الفائدة بالنسبة اليه من ثمر صغير أو اخر مختبئ بين عروق وأوراق الزرع .. فيعلن أنها طلقت.. فنهرول اليها ونقلب عروق البطيخ وال"تبش" باحثين فيها عن بعض ما لم يره صاحب المزرعة جامعين منه قدر ما نستطيع الحمل وقدرما يشعرنا بالظفر والغنيمة..

بعد ذلك كان يدفع الناس بأغنامهم وبهائمهم لتأكل ما طاب مما تبقى ....

في ذلك اليوم إزدحم عدد كبير من الطلبة البائسين حاملين ملفاتهم بايديهم وكأنها شارة العذاب...

كان هناك عدد من ذوي اللحى وغير الملتحين يجمعون الاموال ويعطونك ورقة بائسة عليها رقم بعد ان يكتبوا التاريخ وعبارة "ستة الاف" بطريقة توحي بالاستعجال أو بتعليم محدود!!

يبدو أننا أيضاً في ذلك اليوم كنا "طلقت" ..

تلك الورقة التي كانوا يمنحونك لها على أساس أنها إيصال مالي كانت من دفتر ليس به شيء غير ارقام كتبت في الأسفل اظنها أرقام الصفحات ،

لم يكن بذلك الايصال المزعوم اي شيء يدل على أنه إيصالاً من جهة ما.. أمسكته في يدي وضحكت ساخراً لأنك حتى تدفع لاحد ما نقودك ليسرقها كان عليك أن تزاحم بإخلاص وكأنك تريد الجنة!!

حمل معظم الاولاد وريقتهم تلك وخرجوا مسلمين انها إيصالات !!

رجعت وقلت لأحدهم وهو يقف بعيداً:

- السلام عليكم

- وعليكم السلام

- ياخي الراجل البقطع الايصالات داك كان ساكن جنبناونحن صغار وهو اتذكرني لكن انا نسيت اسمو واسم ابوه ياخي وخجلت اسألو بتعرف اسمو؟

- أيوا ياخي ده إسمو "فلان الفلاني" - شكرته بابتسامة عريضه وخرجت منه ثم قلبت الايصال وسجلت إسمه خلف الايصال !!

لاحقاً كان ذلك هو ما حفظ حقي في جنيهاتي التي إقتطعها والدي من قوت أخواتي الصغار ...

ما جعلني أفعل ذلك إلتصاقي الشديد بوالدي مما جعلني أفهم في هذه الأمور بصورة ربما كانت أكبر من سني وما زلت أحتفظ بصورة من جميع مستنداتي تلك بما فيها ذلك الإيصال لأن والدي علمني وانا صغير كيف أعمل Cross Reference !! لذا علموا اولادكم كيف يستطيعون العيش في واقع مظلم !!


نواصل...................

Post: #124
Title: Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج
Author: مدثر محمد عمر
Date: 07-25-2010, 09:05 AM
Parent: #123

" ولكني لسبب ما أخذت أراقب مسعوداً... كان واقفاًبعيداً عن ذلك الحشد كأن الأمر لا يعنيه ، مع أن النخل الذي يحصد كان نخله هو!!"

- الطيب صالح

Post: #125
Title: Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج
Author: مدثر محمد عمر
Date: 08-17-2010, 06:17 PM
Parent: #124

توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تجربتي الشخصية (43)


قبل ايام قليلة تذكرته.. الملازم خالد بلال.. يقف ونحن نقف في الميدان المواجه لسكن طلاب الدراسات العليا بشمبات ، يسخر منا بقوله:

- عيانين؟ عيان أنا..!! - فعلاً كان هو المريض -

يبدو أن ذاكرتي تعيدني الى حيث بدأت.. حقيقة الامر أنني كنت أذكر نفسي بإستمرار بكل شيء حدث لي بعد أن إقتنعت بأن افتنا النسيان ..

كنا نقف جميعاً.. المرضى جدا والذين لم يفلح الكشف الطبي الشكلي في معرفة حقيقة هل هم مرضى أم "مستهبلون" ففضل أطباءهم أو فلنقل جلاديهم الإسلاميين أن يعملوا بباب "درء الشبهات" فرفضوا تصنيفهم (C) ومنعوا من مغادرة المعسكرت.. ونحن .. اصحاب أمراض الأزمة الذين كنا نجبر علي بعض التمارين واستنشاق جمكسين داخليات شمبات ..

يقف أمامنا ثم يصرخ:

- عيانين؟ عيان أنا....تكبير...

نكبر ثلاث مرات وهو يخترق صفوفنا جيئة وذهاباً

تهليل...

نهلل ثلاث مرات ..

يكررها بنبرات صوت مختلفه..

تكبييييير .... تهلييييييل...... تكبير... تهليل... مضى وقت طويل وأحسسنا بوهن كبير من الوقوف وترديد التكبير والتهليل الى أن وصلنا مرحلة قال فيها تكبير فقال بعضنا لا اله الا الله..!!!

يا للإسلام المسكين!!

أصبح كثيرين منا يرون التكبير أمراً قميء... ربما سيدخلهم الله النار وسيدخل من تسبب بذلك الجنه !!

أرجو أن يغفر الله لي صلوات كثيرة كنت أغمض فيها أعيني من الألم النفسي لمحاولات الإذلال بدلاً عن أن أغمضها من الخشوع ...


نواصل.....

Post: #126
Title: Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج
Author: مدثر محمد عمر
Date: 09-15-2010, 07:55 PM
Parent: #125

توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تجربتي الشخصية (44)

جاءني زميلي السابق بمدرسة الخرطوم الأميرية يعرض علي "إحدى الحسنيين" الإنضمام للحركة الإسلامية إقتناعاً أو الإنضمام لها مداراة !!

كان منظره مضحك وهو يتحدث لي عن الكيزان بقوله "الناس ديل"... !!

لست أدري لم يتحدث معظم الذين انتموا الى الجبهة غير الاسلامية عن "إخوانهم في الله" بقولهم " الناس ديل" !!؟!

ربما لأنهم كانوا يروا جميع الناس الاخرين "الناس ديلك" ..

زميلي رجل بسيط ، قال لي بلهجة توحي بأنه يريد أن يخدمك:

- يا مدثر انت عندك قدرة إقناع نحن دايرين نستفيد منها

- يا طارق انت عارف رايي فتاني ما تجيني لي حاجه زي دي.

- الناس ديل قالوا بقروك في اي مكان انت دايرو وما مهم المجموع البتجيبو !! - إبتسمت... إذا ربما لخص لهم أحد نقطة ضعفي في طموحي !!

- كيف يعني تقروني في اي حته وما مهم المجموع؟؟!!

- يا زول ما دام قالوا بقروك معناها بقروك بس انت قول خير..!!

- ضحكت وقلت له ، تاني ما تجي تقول لي كلام زي ده يا طارق.

اصبحت أتحاشاه ، اردت أن أحتفظ بتلك الذكريات اللطيفة لزمن كنا فيه مثل القطط الصغار ، يطعمنا فيه اهلنا ونحن مغمضي الاعين !!

لا بد أن صديقي لم يسمع عثمان حسين وهو يغني بلادي أنا ... لم يقرأ قصيدة الجمال ولم يحدثه والده عن جماع وعن الهندي !!

قابلت صديق اخر اسلامي وزاملني بالثانوي .. أخبرته بما جرى وقلت له:

يا فلان ياخي انا بس ما داير زول يتعرض لي.. رد علي بغضب... انا ما عارف الناس ديل بفهموا كيف؟!! جايبين ليهم واحد في غرفه مضلمه وينادوا ليك الاولاد واحد واحد !! لكن انا ما بخليه !!

منذ ذلك اليوم وحتى خرجت من المعسكر لم يتعرض لي أحد !!

نواصل.....

Post: #127
Title: Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج
Author: مدثر محمد عمر
Date: 09-17-2010, 08:51 PM
Parent: #126

توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تجربتي الشخصية (45)

راسلني عدد من الأخوان وهاتفني بعضهم لأن بعض ما كتبت هنا مس فيهم حزناً داروه سنيناً عدداً لكنهم متعبين مما حدث لدرجة لم تسعفهم بان يكتبوا حرفاً واحداً ...!!

بعضهم ما زال خائفاً أن يقول تجربته وأعذرهم فقد عانى أهليهم بما فيه الكفاية وهم الان بالكاد يسدون رمقهم من رزق بات معظمهم لا يثق أن الله الذي أتى به هو وحده من يقطعه !!

المعسكرات تقتل فيك اليقين بأن الله هو محرك كل شيء!! يجب أن تستاذن حتى لتبول !!

يملك كل من مشى على أثنين مثلك كالعساكر او الكيزان أو على "أربع" كالحمار الذي حكى صديقي أنهم كانوا يؤمرون بتحيته لأنه اقدم منهم في المعسكر !! أن يعرضك لأصناف من الهوان تعزز داخلك الإحساس بأنه "سيدك" ومن ثم تقابل فكرة السيد في حياتك لاحقاً بنوع من الخنوع يسمونه في المعسكر بإسم "الإنضباط" حتى تستطيع أن تلوكه على مهل !!

في الحياة العامة يظهر الأمر في شكل إحباط يسور سلوكك العام ويجعلك تقبل بالسيء خوفاً من الأسوأ منه !!

Post: #128
Title: Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج
Author: مدثر محمد عمر
Date: 09-18-2010, 05:42 PM
Parent: #127

توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تجربتي الشخصية (46)

سأستأذن مرة اخرى ان أحكي الحقائق عارية حتى لكأنها تحتاج الى خرقة كذب لتغطي ساقيها الطويلتين !!

نشأت في الكلاكلة القبه ، في حي معظم ساكنيه من الدناقلة والمحس ، هم قوم جد مسالمون.. تعلمنا ممن يكبرنا كيف نحافظ على أنفسنا من تنمر المتنمرين... كيف نبدو مهذبين وكأننا تخرجنا من مدرسة أرستقراطية وكيف نصبح شرسين وعديمي الأدب ..!!

ما زلت أعتقد أن تلك مهارة حياتيه !!

جلست في الحلة مع صديق طفولتي "أ" وإبن جيراننا الاخر صديقه الحميم .. كنا صغاراً في السن نتقاسم الإحباط ونبدده بالسخرية منه أو قل نجعله بها محتملاً

كان إبنا جيراننا موزعين مع بعضهما البعض ويقضون خدمتهم في موقع في الحزام الأخضر ، جلسنا في ظل حيطة عمنا الهادي فبادرني أحدهما

- ياخي ما شفت صاحبك عمل شنو؟؟

- عمل شنو؟

- شحد ليك العسكري - وشحد بلغة الشوارع اي طلب منه ان يمارس معه الجنس" اي طلب أن يزني به

- لا ياخي !! قلتها وأنا أضحك بعمق ...هاهاها كيف الكلام ده؟؟؟

ابناء جيراننا أجمل ما فيهم أنهم لا يقبلون بالذل وخصوصاً ذلك الصديق الرجل...

واصل جارنا في حكايته:

عارف؟ كنا سادين في موقع في الحزام الأخضر.. أها العسكري الشليق ده قام قال لينا:

- سريعا يا مجند جيب مويه...

نظر اليه صديقي نظرة فيها سخريه وطلب من رفيقه ان يحضر له ماء..

نظر اليه رفيقه باستغراب الا انه غمز له فذهب وأحضر الماء...

بعد قليل مد العسكري يده بسيجارة وقال بتعالي:

سريعاً يا مجند ولع السيجاره دي...!!

لم يكن ذلك العسكري وهو يمارس سفاهته تلك يتخيل ان صديقي يمكن أن يتحول ببساطة لشخص أسفه منه..

غمز صديقي لصاحبه وقال له :

- امشي كدي شوف لو لقيت ليك ولعه جاي ولا جاي...

ذهب رفيقه بمضض وهو يقول "فلان ده جن ولا شنو؟"

عاد فوجد العسكري خارج الموقع وابن جيراننا الطويل يجلس بهدوء بينما يبدو على العسكري الإرتباك فساله

- الزول دا مالو؟؟

- شحدتو!!

- شنو؟؟

- شحددددتتو!!! قالها مؤكداً

وانفجر ابن جيراننا بالضحك وهو يقول له "والله بالغت" انت جادي؟؟

لصديق طفولتي ذلك عيون كبيره وقامة طويله ، حكى لنا أنه بعد ذهاب صديقه مباشرة ليحضر "ولعه" ظل يحدق بعينيه الكبيرتين في العسكري الذي أحس بالضيق فقال له:

- مالك يا زول بتعاين لي كده

- شنو ياخ..

- في شنو يا زول مالك؟

رد ابن جيراننا بوقاحه

- ما تفهمنا ياخ..

- أفهمك شنو يا زول؟؟!

- الحته دي فاااااضيه مافي اي زول بشوف ... مره واحده بس ما بتعمل ليك حاجه ياخ..

- واصل كلامه وهو يتقدم نحو العسكري الذي أصيب بالصدمة والخوف فقال له

- يا زول كما كنت ثم وهرول سريعاً خارج الموقع

بعد عدة ساعات قضاها ذلك العسكري وهو "يساسق" خارج الموقع وعند اول مرور رفع العسكري يده للضابط وقال له:

- سيادتك انا ما داير اسِد مع المجندين ديل

- ليه مالهم؟؟

- سيادتك الناس ديل سيئين

نظر الضابط بفطرة "قلة أدب" سليمه الى صديقي الطويل وقال له

انت يا طويل.هوي الزول ده عملتو ليه شنو؟؟

رد صدييق بوقاحه :

- ياهو ده قدامك أسألو...

إنتهى الأمر بتغيير العسكري للموقع وغرق ابناء جيراننا في الضحك ....

أحياناً تلزم بعض السفاهة للتعامل مع السفيهين..

كان يمكن لذلك العسكري أن يستعبد اي طالب يسهل عليه الهوان لفترة طويلة...

إحدى مشاكل الخدمة الإلزامية هي أنها جعلت أولاداً مراهقين يبحثون عن طريقهم يختلطون بأناس يكبرونهم أعواماً طوالاً وقد إختاروا طرقهم السيئة بحيث لم يكن وعي معظمهم كاف ليعصمهم من الإنحراف الأخلاقي و الجسدي أحياناً!!

وربما لأن تلك الفترة كانت المعارك في الجنوب على أوجها فزج فيها معظم الوطنيين والصالحين المتبقين في الخدمة وأبقي معظم الطالحين بعيداً عن الموت يزاورون الطلبة عن اليمين وعن اليسار في وسط غياب للوعي حدا بمحجوب عروه أن يقول لنا أنه نام في فنادق الولايات المتحدة وفي جبال تلشي ولنومة في جبال تلشي أحب اليه من كل الفنادق!!

ربما كان ذلك قبل أقلاع طائرته بقليل وقبل أن يموت بعض أبناء السودان الخلصاء في تلشي ذاتها التي أحبها من على البعد !!!

Post: #129
Title: Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج
Author: مدثر محمد عمر
Date: 12-18-2010, 03:36 PM
Parent: #128

توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تجربتي الشخصية (47)

بعض الالم يعاودك "في أماكن لم تكن تظنها يوماً موجودة داخلك".... !!

تظن أنك شفيت فيفاجئك أحد ما بحكاية حتى لتظن من فرط غبنها أنها كانت تتربص بك منذ زمن بعيد !!!

حكى لي قبل يومين أحد المهندسين الشباب في مسقط ما حدث لهم بمعسكر المرخيات...

قال لي أن المعسكر كان به عدد من الضباط حديثي التخرج ...و كانوا يحملون خراطيش بأيديهم ويضربون الطلبة بإخلاص وكأنما ذلك عباده !!

سأحاول أن اطلب منه أن يكتب ولو قليل ...

Post: #130
Title: Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج
Author: مدثر محمد عمر
Date: 12-19-2010, 08:46 AM
Parent: #129

من الجيد أن نتخطى الجروح لكن من الضروري أن نتذكر السكين

Post: #131
Title: Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج
Author: مدثر محمد عمر
Date: 02-25-2011, 09:50 PM
Parent: #120

توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تجربتي الشخصية (48)

أستمع لـ"خواطر فيل !!

أظن النور الجيلاني قد بذل جهدا مقدرا في زرع وردة ما داخل أطفالنا الذي اصبحت أناشيدهم في الروضة من ضمنها نشيد بعض كلماته " بضربوا بي رشاشي" !!

جاء إحياءه لأغنية خواطر فيل في زمن لم تجد معه كثيراً !!

بالأمس أستمتعت لأغنية خواطر فيل... لمست في نفسي "جرح هرم ينزف من مكان مهجور" !!

- يلا غنوا خواطر فيل

- يا هو دا الفيل زاتو في !! ... أطلع يا سمين غني خواطر فيل ..

يخرج صديقي ضياء "السمين" مظهرا لا مبلاته وكأنه يخرج لفتح باب بيته !!

كان ذلك العسكري المريض يستمتع بالجزء الذي يقول: "ظلموني ليه ليه لي جابوني ليه انا ما جنيت " او لعله كان يعجبه "ختوني في قفص كبير" لأنه كان يكرر على مسمعنا بإحساس ملؤه الظفر:

- قفصنا ده مافي زول بمرق منو !!

Post: #132
Title: Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج
Author: مدثر محمد عمر
Date: 02-26-2011, 07:46 AM
Parent: #131

توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تجربتي الشخصية (49)

في زمن الإنقاذ ليس بمستغرب أن يناديك احد ما في معسكر بفيل ويرغمك على أن تغني أغنية خواطر فيل مادام قد أصبح في أساتذة جامعة الخرطوم من لا يتورعون عن مناداة تلامذتهم ب"سمين" كما فعل أحد دكاترة كلية الهندسه مع صديقي محمد أحمد الذي باغت الدكتور برده الساخر :

- إنت بتتكلم معاي انا؟

رد الدكتور بوقاحه: اااي معاك .. انت ما سمين؟

رد صديقي بسخريه...

- أنا سمين اااي لكن انت هسي عندك صلعه بترضى يقولوا ليك يا اب صلعه؟؟ وانفجر الكثيرون بالضحك

Post: #133
Title: Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج
Author: مدثر محمد عمر
Date: 03-27-2011, 12:45 PM
Parent: #132

توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تجربتي الشخصية (50)

ذهبت إلى الجامعة.. صارت زيارة المنسقية جزء من برامج الإجازة الثابته... نفس المناظر.. المنسقين بنظراتهم المتعرجفة وحرصهم على أن تبدو لحاهم مدورة وتبدو عليهم المسكنة عندما يتحدثون مع بعضهم البعض وكأنهما من دلائل الإيمان!!

نفس الضباط ذوي الملابس النظيفة والنفوس المتسخة التي قبلت أن يحارب عنها شباب تركوا أمهاتهن دون أن يقبلوهن لأن أمهاتهن لم يكن يعرفن أنهن أرسلن اولادهن للموت عندما طلبن منهن أن يأتوا بـ "ربع لحمه أو علبة صلصة أو ربع كيلو من العدس".... يا لهوان الإنسان في بلدي..

Post: #134
Title: Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج
Author: مدثر محمد عمر
Date: 04-19-2011, 07:17 PM
Parent: #133

ما زلت أنتظر من يلوكون السكوت كما يلوك اليمنيون القات !!

Post: #135
Title: Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج
Author: مدثر محمد عمر
Date: 04-19-2011, 07:17 PM
Parent: #133

ما زلت أنتظر من يلوكون السكوت كما يلوك اليمنيون القات !!

Post: #136
Title: Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج
Author: مدثر محمد عمر
Date: 05-22-2011, 12:13 PM
Parent: #133

توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تجربتي الشخصية (51)

إجراء البطاقة وما أدراك البطاقة... !!

كنت أول الواصلين فقد إكتسبت خبرة ألهمتني الحكمة التالية:

"لا تحلم أن تكمل أكثر من إجراء في يوم واحد... وتحرك للمنسقية بعد الصبح مباشرة حتى تصبح احتمالات اكمالك للاجراء اليتيم الذي تحلم اكماله اكبر !!

تقف في الصف وكأنك تنتظر في غرفة تعذيب.. ثم يأتيك عساكر حاملين عصا في أيديهم وشباب بلحى إجتهدوا حتى تبدو مستديرة أو ناتئة كسكين الجزار..

- يا زول هوي اعمل حسابك..

- يا زول هوي انت ما واقف في الصف... ثم تسمع باقي المغالطه .. واقف ما واقف .. واقف ما واقف.. أحياناً لا يشفع لأحدهم إنتظاره من أول الصباح.. فيجر كخروف من الصف ويسكت البقية بخنوع دون أن يشهد له أحدهم بأنه "كان واقف".. بعدها بقليل يفسح نفس العسكري الطريق لأحدهم بعد أن يسلم بخنوع أكثر من كونه بأدب بلفظة "سيادتك" أو "يا شيخ فلان" أو "سعادتك " ويدخل ضابط ذو مؤخرة وكرش كبيرين وضمير صغير يتأبط اوراق أحدهم أو يصحبه شاب تبدو عليه النعمه..!!

وقفنا في الصف.. كنت أول الواقفين.. كنت إن صح التعبير أحتضن الباب.. كنا نقف بالخارج جاء عسكري ومعه طالب ممسك بمكنسه.. للكراسي التي تجاور الباب.. كان المكان يبدو نظيفاً لكن ذلك العسكري أخذ يرفع رجلي الكرسي الاماميتين إمعاناً في الذل وطلب من الطالب أن يكنس مكانهما... فعل الطالب ذلك بنفس صاغره..، أمال الكرسي للامام ورفع رجليه الخلفيتين وطلب من الولد أن يكنس مكانهما أيضاً ففعل الولد بنفس أصغر من الأولى !!

صرخت: خلي الليطلعوا ايمانكم إذا انتوا بتتذلوا ليهم كده... قلت ذلك وأنا أمارس مذلتي الخاصه.. !!

لكل منا نصيب من الشقاء لكن أحياناً ننظر لشقاء الاخرين بإشفاق يساعدنا في تحمل شقاءنا الخاص !!

ظللنا ننتظر.. جاء أحد الإسلاميين... أكره الرجال الذين يتكلمون وفي كلامهم "مسكنه" أو "نخنخه" كما نقول بالسوداني لمن يستخدم الغنة في كل الاحرف..هاهاها .. وقف حاملاً حقيبته وقال للعسكري : انا كنت في "المتحرك الفلاني" ... عرفت أنه كوز ماركة "قريعتي راحت" .. صرخ فينا العسكري... ارجعوا لي ورا الزول ده كبير في السن عشان كده يقيف اول زول..!! كان عمره حوالي الثلاثين إن لم تخطئ عيني..

وقف الرجل أمام المنتظرين الذين قدموا قبله بساعات بضمير راض...

ما يميز معظم الإسلاميين أنهم قد لا يكونوا إنتهازيين لأن الفرصة فقط لم تتح لهم !!

ما يميز بعضهم الاخر أنهم ينظرون للانتهازية كسلوك عادي فيمارسونه أثناء إنشغالهم بعمل شيء اخر !!

قلت لذلك الرجل :

- بالله لو سمحت ارجع ورا شويه.. ثم تقدمته..

نظر إلي باستغراب وكأنني خرجت من المله ثم سكت.. ربما لانه نظر للشر والحنق في عيوني..

جاء العسكري وقال لي ارجع لي ورا..

- ما برجع... انا اول زول جيت.. الزول ده ما جا قدامي..

- الزول دا زول كبير اكبر منك... ارجع ورا يا زول..

- يا زول انا زول ما جا قدامي ما بمشي قدامي..

- يا زول هوي انا بديك بي العصايه دي في راسك..

كاد الامر أن يذهب لابعد الا انني فوجئت بأحدهم يجرني من الخلف بعد أن طوقني بيديه الاثنين... كان صديقي محمد..ضحك علي بعد ان قال: والله انت.. .. كان يقضي فترة خدمته بالمنسقيه..

... نواصل

Post: #137
Title: Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج
Author: احمد الأمين على إدريس
Date: 05-22-2011, 01:54 PM
Parent: #136

الاخ مدثر محمد عمر
يالجمال اسلوبك الذى غطى على نتانة الجرم

لم اكتوى بنار الموصوفة زوراً دورات عزة السودان
ولكنى تمرغت فى وحل اختها الصغرى (اسامة بن زيد)..

ممتع وجميل ماتكتبه رغم مايحتويه من ألم.

Post: #138
Title: Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج
Author: مدثر محمد عمر
Date: 05-23-2011, 07:08 AM
Parent: #137

أحمد الأمين.. أشكرك على كلماتك الرقيقات...

كان دكتور الحميدي يسخر منا في محاضرات الفيزياء بقوله:

"ذاكرتكم زي السحليه.... السحليه تمرق - ثم يقلدها باخراج لسانه وتحريكه - وهي واقفه في جحرها ما بتعرف ترجع تاني.."

وكانت كلماته تضحكنا ... الان صارت تبكيني... أحس بالراحة عندما أكتشف أن عدد أكبر منا لا ينسى بسهوله... أحياناً كنت أحس أنني أعذب نفسي كي لا أنسي.. وأحياناً التمس لعدد كبير منا العذر..."النسيان أسهل طريقة للحياه " كما قال عبد الرحمن منيف..

صدقني أرقني أمر لغتي كثيراً قبل البدء بكتابة هذا المقال الذي ظل يدور في رأسي لسنوات...

لم أرد للألم أن يبدو لامعاً كالبرق.. أردته حارقاً كالنار.. !!

Post: #139
Title: Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً &qu
Author: مدثر محمد عمر
Date: 06-14-2011, 10:44 AM
Parent: #138

أعاود نشر المقال بالعنوان أدناه للأستاذ أبوبكر دون إذن مباشر منه أولاً لثقتي في كريم عدم ممانعته لكل ما ينفع الناس وهذا ديدن مقالاته وثانياً لأني أعتقد أنه موضوع ذو صلة حيث وجدت عدداً مقدرا من الشباب في عمر يزيدون أو ينقصون قليلاً تلتبس عندهم مصطلحات "الوطن" و "الحكومة" لدرجة ازرت بإحساسهم الوطني نتيجة لغبنهم المتواصل من حكومة لم تراع فيهم الله ولا الوطن ولا الدين ولا الإنسانية...

وعند "فوكوشيما" الخبر اليقين (الي بدرالدين اسحاق وشباب بلادي ...)


في 11 مارس الماضي تعرضت مناطق في اليابان الي براكين عظيمة واعاصير "تسونامي " لو حدثت عند غير اليابانيين لتضاعفت الخسائر عشرات المرات ولكن اليابانيون وخلال العقود الست الماضيات (نفس العقود الست الماضيات لدينا في السودان بعد الاستقلال او رفع العلم باربع اياد ) والتي سبقتها جراحات لهزائم مريعة وقنابل ذرية لم تبقي الزرع ولا الضرع وفي بلاد كلها جزر بركانية تتعرض لزلازل واعاصيير منذ الازل شمرو السواعد وخلقو اعظم الدول الصناعية والاقتصادية في العالم وتفتقت اذهان مهندسيهم وعلمائهم بمعايير هندسية تحمي تلك الجزر من البراكيين فلذا كانت الخسائر محدودة ولكن وحيث ان اليابان تعتمد كثيرا او غالبا علي طاقة كهربائية مصدرها المفاعل النووية المتخصصة لذات الغرض فلقد تعرضت احد اكبر المفاعل في المنطقة الاكثر تضررابالزلزال الاخير (فوكوشيما ) الي تلف (لو حدث ذلك عند غير اليابانيين لكانت الخسائر فادحة ومريعة ) استوجب تدخلات هندسية وتقنية مستمرة حتي الان .....واليابان تعرف علي انها بلد " كبار السن " اي ان غالب السكان ممن تجاوزت اعمارهم العقد الخامس (عكس السودان تماما حيث الشباب ومن دون الخامس عشر هم غالب السكان ) وهؤلاء كبار السن هم الذين صنعو اليابان بعد حرب مدمرة وهزائم وقنابل نووية وجعلو منها دولة عظيمة اورثوها للصغار الاقل عددا (عكس السودان حيث يصر الكبار علي توريث الصغار كل مكايداتهم السياسية ورؤاهم الجهوية والعنصرية واحترابهم وفسادهم ونتائج فشل نخبهم التي وجدت رعاية اكثر في شبابها من صغار السودان اليوم )..ولكن عند كارثة فوكوشيما كان لابد ان يتحمل الصغار من اليابانيين مهندسييين وتقنيين مسئولية مجابهة الخطر واصلاح التلف وهنا تقدم حوالي مائتيين من كبار السن(معاشييين) من المهندسيين والذين كان لهم دور في خلق يابان الحديثة مطالبيين تطوعا بان يسمح لهم باصلاح التلف حتي لا يتعرض الصغار من المهندسيين والتقنيين الي ضرر تسربات اشعاعات والبلاد تحتاج اليهم في مستقبل ايامها اما هم الكبار (والاعمار بيد الله) فمهما طالت بهم الاجال تقل قدراتهم وكفائتهم ورحيلهم قد دني .....
**في اليابان يطالب الكبار بمواجهة خطر اشعاع مفاعل فوكوشيما حماية للصغار في بلادنا يفوج الصغار اما كتائبا لتسبح بحمد وشكر القائد والرئيس والامام او ويرسلوعنوة الي ساحات قتال للسلطة سماها الكبار اهل السلطان ساحات "فداء " بابها مفتوح الي جنات فيها حور ينتظرون مجئهم شهداء ارتالا ليكونو وقودا لحروب وجهاد عشعش في مخيلة الكبار ليحمو بها كراسيهم وسلطانهم .. فلماذا لا يذهبو هم ويتقدمو صفوف "جهادهم" وينالو الحور بدلا عن الكراسي ؟؟؟
**في بلادنا اهدر الكبار اهل السلطان عقودا في صراعات من اجل تسلط وجاه وليس زراعة وصناعة واقتصاد تجعل مستقبل الصغار في السودان كغيرهم من صغار بلاد كثيرة عمل فيها كبار اليوم وصغار الامس ليلهم بنهارهم ليجعلو منها بلادا متطورة رائدة قوية جاهد الكبار فيها عندما كانو صغار ليبنو دولا كاليابان وفي السودان جاهد كبار اليوم عندما كانو صغارا اما ليحمو انفسهم من كبار استهوتهم المكايدات السياسية والانقلابات العسكرية فالتحقو بهم واما ليثورو عليهم فالتف الكبار مرة اخري عليهم باساليب متعددة اهدرت طاقاتهم وجعلتهم شتاتا في بلادهم وخارجها او تمثل بعضهم بكبارهم وصارو اسوء منهم اليوم حكاما وقادة وساسة ....
**في بلادنا لا يتقدم الكبار المتسلطون الصفوف عند الخطر بل يدفعون الصغار باتجاه كل خطر ( احتراب وعطالة وتعليم متدني ورعاية صحية شبه معدومة ) ....
**في بلادنا فشلت معظم نخب الكبار واصرت علي توريث فشلها بحجج مختلفة لنخب اليوم الصغيرة فاثقلت كاهلها وعطلت حتي احلامها وجعلت من بعض منها مسخ مشوهة منها ...
**في بلادنا علي الكبار ان ارادو خيرا لغد ان يستنهضو من غفي او تكاسل من الصغار ويحثوهم ويشجعوهم وهم –الكبار- جالسون في المقعد الخلفي (ولايمارسو القيادة من المقعد الخلفي حتي لا تنقلب الحافلة ) بينما الاكفأ من الصغار يقودون البلاد الي غدهم وفق رؤاهم وطموحاتهم
فهلا يجد الكبار اهل السلطان ومن حذي حذوهم عندنا خبرا يقينا في "فوكوشيما" يجعلهم يرجعون البصر كرتين ليعلمو انها "ام بناية قش" ولو "دامت لاحد لما اتت اليهم " وان الصغار اولي بحياة تناسب تطلعاتهم واحلامهم بحيث لا تضيع اجمل سنوات عمرهم حسرة وهم يروون من خلال تقنيات كثيرة متاحة عالما جميلا زاهيا متطورا حولهم بينما بلادنا تنحدر نحو هاوية سحيقة وفي ذات الوقت تتقطع اوصالها .....

**************************************************************************************************************

 حاشية :عن نتائج استطلاع سودانيزاونلاين " افضل رئيس/رئيس وزراء /حاكم ...حكم السودان من الاستقلال الى اليوم
 وحيث ان الصغار هم غالب اهل السودان وغالب من اتيحت له تقنية الانترنيت فنتائج الاستطلاع حتي الان هي نتاج ما عايشه هؤلاء مع حكومة حالية وربما قدر يسير من سابقتها اثرت مباشرة علي هذا الاستطلاع وربما ربط الغالب الاعم مساؤي كبار اليوم من اهل السلطان بفشل ما قبلها من حكومات والماثل في حال البلاد والعباد وبالتالي لم يجدو الا ان يتخيلو ان زمان الاستعمار والذي قرؤ عن انه اسس مكونات الاقتصاد السوداني الاساسية من (مشروع الجزيرة) وبنية تحتية اساسية (السكة حديد والنقل النهري وخدمة مدنية وتعليم سمعو انه كان "مميزا" واليوم علي ارضه كثير من اهل السودان بحثا عن لجؤ وان اهل بلاد المستعمر يمارسون عدلا يسمح للغريب ان يقاسمهم في الحقوق والواجبات وان بلاد المستعمر هي الزاهية الانيقة الجميلة المتطورة التي يروون صورا لها في الفضائيات والصحف والهواتف النقالة والتي يحج اليها المقتدرون من اهل السودان الكبار وغيرهم للتمتع بجمالها والتبضع بما انتج شعبها وان حكام بلاد المستعمر هم موظفون عموميون مؤقتون عند شعوبهم يؤمرون بامرهم ويذهبون عن انقضاء فترة توظيفهم المحدودة يعودون بعدها افرادا عاديون في مجتمعهم ...

Post: #140
Title: Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً &qu
Author: abubakr
Date: 06-14-2011, 03:06 PM
Parent: #139

يا مدثر ...ما قيمة ما نكتب ان اردناه فقط بعض من ممتلكاتنا التي نسجنها في زنازين انانيتنا وذاتيتنا ؟؟.. انا لا اكتب واعظا انا اريد فقط ان يشاركني الجميع هنا فيما اراه مفيدا .. مخطئ من يظن انه يعرف .. اننا نقضي عمرا مهما طال لنعرف والمعرفة ليست كما يقاس وانما مدخلا لمعرفة اوسع وهكذا كلما يبدو لنا او يصور لنا خيالنا اننا عرفنا نكتشف جهالتنا .. انا باحث عن المعرفة عند الاخريين وعندك منه كثير ولن تزيدك بضع اسطر مني كما في المقال اعلاه اكثر مما عرفت او تعلمت انا مما تكتب انت منذ ان التحقت بهذا المنبر ....
مودتي

Post: #141
Title: Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً &qu
Author: مدثر محمد عمر
Date: 06-21-2011, 10:52 AM
Parent: #140

الأستاذ المحترم أبوبكر..

أربكني حديثك المهذب فلم اعرف بم سأرد عليك..

وأنا وللأمانة أتمنى أن يكون بمقدوري ان أقدم شيئاً لرجل بوطنيتك البادية لكنني أقل بكثير من ما قلت.

بالنسبة لمقالك ثمة شباب يشبهون الأنبياء وأنبأهم الوطن بأحزانهم جميعاً .. يعرفون ثمن الكرامة والخبز والحرية واللقمة الحلال ويعيشون في وطنهم بصعوبة وكأنهم نازحين لكنهم يعرفون حجم التضحيات التي بذلت ليكون هذا الوطن حراً من ظلم وظلام الانجليز أو الديكتاتوريات المتعاقبه ويعرفون ان الظلم وطأته شديدة رغم أن ظلم ذوي القربى أشد.

كثيراً ما اربكني حديث كثير من السودانيين : "نميري كان كويس والله... مياكل ومأكلنا"!!!

إنها فلسفة الجوع والعوز ورهق المعاناة يا أستاذي...

ظلام الدكتاتوريات المتعاقبة يصيب بوصلة الناس بالعطب حتى أنهم يصفون السوء الكثير بالجودة لأنهم لا يستطيعون التفكير دون المقارنة بينه وبين السوء المبالغ الذي خبروه مؤخراً ناسين أن من حقهم أن لا يعيشوا بسوء ما أيا ً كان حجمه !!

لك مني كثير من الشكر والتقدير