Post: #1
Title: "تسعة يوليو2011 " هل من طريقة لتأخيره أما هو البكاء على اللبن المسكوب
Author: فتح العليم محمد أبوالقاسم
Date: 06-30-2011, 05:37 PM
Parent: #0
تبقي إيام معدودة تفصلنا عن السودان الموحد ، السودان القارة ، السودان المتعدة الديانات والثقافات . من المسئول عن الانفصال ؟ تعاقبت عدة حكومات على السودان منذ الاستقلال وحتى الحكومة الحالية ، فشلت جميعها في إيجاد مخرج للتعايش السلمي والحضاري بين أبناء الوطن . الالم يعتصرنا على تفتت السودان والحالة السئية التى وصل لها إنهيار في كافة المجالات الاقتصادية والاجتماعية وأصبحنا أمة فقدت كل حضارتها . أخطاء الساسة السودانين في حل معضلة الجنوب ولم يقوم الساسة بإقناع اخوتنا في الجنوب بإن الوحدة الخيار الأفضل . أعترف زعيم حزب الامة مؤخرا بإن الشماليين ينظرون إلي الاخوة في الجنوب نظرة دونية وأعتقد أن هذه من الاخطاء التى أدت إلي خيار الجنوبين للانفصال بإغلبية ساحقة . أتفاقية نميري لم تستمر لعدم مقدرة الساسة الشمالين في الحفاظ على وعودهم وكان خرق اتفاقية أديس ابابا من الأسباب الرئيسية التى أدت للتمرد مرة أخري . اتفاقية كوكا دام لم تجد حظاً من التنفيذ وكانت تمثل حل مرضي لللاخوة في جنوب السودان وانتقدها الاسلاميين في وقتها وكان انقلاب 1989م نهاية لتلك الاتفاقية . جاءت الحكومة الحالية وشتنت حرب لم يسبق لها مثيل وقاتلت الجنوبين قتالا مريرا وسيطروا على أغلبة الجنوب ، وبإسم الجهاد وغيرا قتل خيرة أبناء السودان في تلك الحروب . وكان التفاوض عدة مرات مع الجنوبين ووقعت عدة اتفاقيات مع عدة جماعات جنوبية كمجموعة لاما كول ورياك مشار ، وأخيرا انتهي التفاوض في نيفاشا وكانت الاتفاقية ضعيفة ونتيجة لذلك تقسم السودان . والان هل لنا البكاء على اللبن المسكوب . وفتح النار على تلك الاتفاقية التى أعطت حزبان فقط في الشمال والجنوب أن يحددوا مصير السودان ، ونبكي على فوات فرصة كبيرة لجميع أهل السودان للمصادقة في استفتاء عام على صلاحية الاتفاقية وهل لنا ان نبكي على عزل القوة الشمالية في عملية التفاوض ، وهل لنا نبكي على تصديق الساسة الشمالين لوعود أمريكا وخدعتهم بالتوقيع على تلك الاتفاقية السئة . انتهي زمن البكاء . والان انفصل السودان وصار دولتين والخوف من تقسيمه لعدة دوليلات في درافور وشرق السودان . كيف نستقبل ذلك اليوم ، انه يوم اسود في تاريخ السودان . نعم انفصل الجنوب ومازال الشمال مثقل بخلافاته في دارفور وجنوب كردفان وغيرهما ومازالت الحالة الاقتصادية سئية وسوف تسؤ حالا . اليوم يبكى الجميع على فقدان البترول ، تلك الثروة التى لم يستفيد منها الوطن في تنميته وتعليم ابناءه . ولماذا البكاء على بترول الجنوب ، فالسودان كان في احسن احواله الاقتصادية قبل اكتشاف البترول وكان مشروع الجزيرة يمثل الدعامة الاقتصادية للسودان . نعم انفصل الجنوب وفقدنا للأخوة الجنوبين يمثل خسارة فادحة ، وتلك الخسارة لن يعوضها أي بترول أوأي اكتشاف عن الذهب وغيره . أخيراً ، الدعوة لعقد مؤتمر سوداني شمالي يضم كل ألوان الطيف في السودان وذلك لمعالجة مشاكل وتحديات الشمال الحالية وحل كل النزاعات بصورة عادلة . مع أحترامي
|
|