لهذا الكاتب المفضل لدي الطاهر ساتي

لهذا الكاتب المفضل لدي الطاهر ساتي


06-23-2011, 03:10 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=330&msg=1308838224&rn=0


Post: #1
Title: لهذا الكاتب المفضل لدي الطاهر ساتي
Author: د.نجاة محمود
Date: 06-23-2011, 03:10 PM

أطفالنا بالمدارس.. بهؤلاء وغيرهم .. (بكرة أحلى)
** الأستاذ محمد الشفيع، مدير العلاقات الخارجية بمجموعة دال، يحكي: مدرستنا كانت تبعد خمسة كلم عن منزلنا، وأسرتي كانت فقيرة، بحيث كانت ترسلني إلى المدرسة بلا إفطار، وهذا لم يكن يؤرقني، ولكن كان يزعجني أن يعلم أساتذتي وزملائي بجوعي وحال أسرتي؛ ولذلك حين يرن جرس الإفطار ويذهب الأساتذة والتلاميذ إلى حيث إفطارهم، كنت أذهب إلى حمام المدرسة، وأحبس نفسي بداخله إلى أن يرن الجرس معلنا انتهاء (فسحة الفطور)، كنت أنتظر رنين الجرس بفارق الصبر، لكي أخرج من الحمام وأكمل بقية الحصص جائعا، ثم أقطع تلك المسافة البعيدة في رحلة العودة جائعا أيضا، قد تشعرون بالجوع أحيانا، ولكن أكثركم لم يتذوق طعم أن يقضي التلميذ يومه - وسط رفاقه - جائعا، لقد تذوقت هذا الطعم، و.. ربما غصة كانت تلك التي حالت بين الأخ محمد الشفيع وسرد تفاصيل تجربته مع الجوع والحبس الانفرادي بحمامات بمدرسته ..!! ** لم أتبين ملامح وجه الأخ الشفيع وهو يحكي تجربته تلك، لم يكن يجلس بعيدا عني ولكن فاضت عيناي بالدموع، ليس تأثرا بتجربته فحسب، بل تذكرت تجربة كهذه حدثت قبل 25 عاما، وثقتها بالزاوية قبل خمس سنوات ثم أعدت توثيقها قبل ستة أشهر،عندما انتهت الحصة الثانية بمدرسة السير، ذهبت جائعا إلى السوق، حيث أمي تبيع بعض دواجنها، ولم تكن قد باعت، فعدت لأواصل الحصتين الثالثة والرابعة، بجسدي فقط، حيث العقل كان يرصد أصواتا يصدرها فراغ بطني، وإذ بناظرنا يدخل علينا قبل انتهاء الحصة الرابعة، ثم يستأذن من أستاذ التاريخ ويأمرني بالخروج من الفصل ومقابلته بمكتبه، فأقصد مكتبه حائرا ومتوجسا وسائلا نفسي: ما الخطأ الذي ارتكبته ليعاقبني ناظرنا في مكتبه؟ وهل جوعي هذا سوف يحتمل سياطه؟، وأدخل مكتبه، وإذ بأمي تجلس دامعة وبيمناها أرغفة وكيس طعمية، وبيسراها مجلة ماجد التي كنت أدمنها وكراسات لم أكن بحاجة إليها ولكنها قصدت بها تحويل جوعي وحزني إلى شبع وفرح .. عاتبتها في المساء على تلك الزيارة بمظان أنها أحرجتني أمام ناظرنا وكشفت له بعض حالنا، فطمأنتني بحديث فحواه: لا ما فيها أي إحراج، ناظركم عارف قلب الوالد والوالدة بيكون كيف لمن ولدهم يكون جعان.. أي بقلبها تذوقت - يومئذ - طعم جوع ابنها.. أوهكذا ازدحمت الذاكرة، ولم يكن الأخ محمد الشفيع قد أكمل سرد تجربته ..!! ** وكان أمامنا واقع تعكسه شاشة تلفاز .. فيلم وثائقي، أعده شباب منظمة "مجددون" .. يجسد مشاهد امتزج فيها الحزن بالفرح .. ثم يلطمنا بأرقام مخيفة، أكثر من (140 ألف تلميذ) بمدارس الخرطوم يقضون ساعات دراستهم وهم جائعون، هكذا الإحصائية... بالتأكيد وراء كل تلميذ أسرة فقيرة، وأمام كل تلميذ خياران لا ثالث لهما، عليه أن يحتمل الجوع ومخاطره أو يتسرب من الفصل إلى سوح الفاقد التعليمي .. فارس النور، شاب سوداني، شارك في برنامج صناع الحياة الذي يشرف عليه الداعية عمرو خالد مع بعض الشباب العرب بالقاهرة وعمان وبيروت، وعاد من هناك لهؤلاء الصغار بخيار ثالث فحواه: سوف نطعمهم بفضل الله.. مر فارس بشركة تفطر العاملين بها في بوفيه مفتوح، فاستأذنهم في جمع فضل زادهم، فأذنوا له، فجمعه ثم استهدف به إحدى مدارس بري، ليسد رمق (200 تلميذا) .. ومن هنا ولدت فكرة "مجددون" قبل عام وثلاثة أشهر .. !! ** لم يتوقع فارس أن فكرته تلك ستروق لـ(1500 شاب وشابة)، في كل محليات الخرطوم، خلال أشهر.. طرقوا أبواب الفنادق، وصالات الأفراح، وشركات الطيران، بل حتى بيوت الناس، بحثا عن (فضل الزاد).. وعندما انتهى العام الدراسي الماضي، اكتشف فارس وإخوانه وأخواته أنهم كانوا يطعمون (68.964 تلميذا)، يوميا في (612 مدرسة)، بمحليات الخرطوم السبع، وما ضرهم ألا تعرفهم الحكومة وأبواقها الإعلامية، فالصدق دوما في الخفاء، أو هكذا كان لسان حال الشباب حين يوزعون أنفسهم ما بين مطابخ الطهي والتجهيز وأماكن التوزيع .. ولكن الرقم مزعج، (140 ألف تلميذ)، والأحد المقبل هو بداية العام الدراسي، نريد حلاً عاجلاً.. الحكومة؟ ليست حلا، هي تعلم ذاك الرقم المخيف، وكذلك تعلم أن وراء كل تلميذ منهم أسرة حالها كما حال تلميذها، فالرهان على الحكومة رهان خاسر.. المجتمع؟، نعم.. كما لم يخب ظنهم في العام الدراسي السابق، لم يخب ظنهم ليلة أول البارحة أيضا ..!! ** كل السودان تقريبا، بمختلف ألوان طيفه السياسي والثقافي والعقائدي وغيره جلس محدقا في فيلمهم الوثائقي بعيون دامعة وقلوب حزينة .. ثم قالوا لفارس ورفاقه بلسان رجل واحد: لن تكونوا وحدكم، نحن معكم .. هكذا قالها الشيخ عبدالمحمود أبو، رئيس هيئة شورى الأنصار، وهو يسجل اسمه في قائمة مجلس أمناء المنظمة ..وقالها النفيدي ودال والمحاميد و..و..كان التسابق مدهشا، وظل الفيلم الوثائقي يعكس لهم أروع المشاهد التي حدثت في الخفاء قبل عام .. بل حتى أهل الصحافة، لم يكتفوا بتغطية هذا العطاء، بل أعلنوا عن تبرعهم بإعلانات طوال العام الدراسي، ثم سجلوا أسماءهم في قائمة مجلس الأمناء، ثم اختاروا العدد الذي يناسب دخلهم من التلاميذ، ليطعموهم على مدار العام الدراسي، هكذا فعلوا بلسان حال قائل: الأقلام وحدها لا تكفي ..إفطار تلميذ لمدة شهر يكلف(14 جنيها)، وإفطاره طوال العام الدراسي يكلف(98 جنيها).. والبحث عن عناوين وأمكنة (1500 شاب)، ليس بمزعج كما الرقم الذي يعكس أعداد التلاميذ الفقراء ، موجودون بصدق نواياهم وابتساماتهم المضيئة في كل المحليات ومدارسها.. !! ** هاتفت فارس مساء البارحة: (أها بعد الحصل دا، موقفكم بيكون كيف السنة دي؟) ، فرد بذات العزيمة: ( إن شاء الله ناوين نستهدفهم كلهم، وما أظن في سوداني يبخل علينا بفضل زاده)..حسنا، اجتهدوا واعملوا بعيدا عن منابر التنظير التي تسب الحكومة وتلعن المعارضة، فالجوع لن ينتظر اكتمال نتائج سبهم ولعنهم، ليخترق بطون تلاميذ مدارسنا .. تبا لحكومة سياستها عاجزة عن توفير اللقمة لتلميذ فقير، لو كان المطلوب سد ثغرة مخصصات النافذين أو ميزانيات الخطب السياسية، لتزاحمت البنود لسد تلك (الثغرات الذاتية) ، ولكن المطلوب سد رمق التلاميذ الجوعى، ولذلك تتلكأ البنود وتتبكم.. لاعليكم يا شباب "مجددون"، أعملوا بإحساس ( بكرة أحلى ) ..وأعلموا أن كل ذي لسان وشفتين يستطيع أن يلعن الظلام، ولكن إيقاد الشموع في المجتمع بحاجة إلى عزم كـ(عزمكم) ..!!
الطاهر ساتى

Post: #2
Title: Re: لهذا الكاتب المفضل لدي الطاهر ساتي
Author: هجو الأقرع
Date: 06-23-2011, 03:54 PM
Parent: #1

الدكتورة نجاة سلام من الله ورحمة ، كيفك و الاسرة الكريمة ، الاستاذ الطاهر ساتى نموذج للصحفى الصادق مع نفسه ، الطاهر من شباب الحركة الاسلامية و لكنه رفض الفساد وكان و اضحا وحازما فى كثيرا من قضايا الفساد ، فدخل الى السجن ، بسبب الكلمة الصادقة التى تريد إلاصلاح .

التحية و التقدير لهذا الشاب الرائع الشجاع.

Post: #3
Title: Re: لهذا الكاتب المفضل لدي الطاهر ساتي
Author: Elawad
Date: 06-23-2011, 04:09 PM
Parent: #2

شكرا للطاهر و شكرا لك د. بيان... من أجمل و أصدق ما قرأت. و تحية لهؤلاء الشباب الذين فضلوا إيقاد الشموع على لعن الظلام.

Post: #4
Title: Re: لهذا الكاتب المفضل لدي الطاهر ساتي
Author: قيقراوي
Date: 06-23-2011, 04:21 PM
Parent: #3

سلام د. بيان
و تحية للاستاذ / الطاهر ساتي

Quote:
فارس النور، شاب سوداني، شارك في برنامج صناع الحياة الذي يشرف عليه الداعية عمرو خالد مع بعض الشباب العرب بالقاهرة وعمان وبيروت، وعاد من هناك لهؤلاء الصغار بخيار ثالث فحواه: سوف نطعمهم بفضل الله.. مر فارس بشركة تفطر العاملين بها في بوفيه مفتوح، فاستأذنهم في جمع فضل زادهم، فأذنوا له، فجمعه ثم استهدف به إحدى مدارس بري، ليسد رمق (200 تلميذا) .. ومن هنا ولدت فكرة "مجددون" قبل عام وثلاثة أشهر .. !! ** لم يتوقع فارس أن فكرته تلك ستروق لـ(1500 شاب وشابة)، في كل محليات الخرطوم، خلال أشهر.. طرقوا أبواب الفنادق، وصالات الأفراح، وشركات الطيران، بل حتى بيوت الناس، بحثا عن (فضل الزاد).. وعندما انتهى العام الدراسي الماضي، اكتشف فارس وإخوانه وأخواته أنهم كانوا يطعمون (68.964 تلميذا)، يوميا في (612 مدرسة)، بمحليات الخرطوم السبع، وما ضرهم ألا تعرفهم الحكومة وأبواقها الإعلامية، فالصدق دوما في الخفاء، أو هكذا كان لسان حال الشباب حين يوزعون أنفسهم ما بين مطابخ الطهي والتجهيز وأماكن التوزيع ..


لاستاذنا الغائب عادل البدوي افكار جميلة خلاس حول فكرة مقاربة لي دي
لاول مرة اسمعا منو افتكرتها مثالية و سمو انساني منو ساي و غير قابلة للتحقق..

التحية لفارس الفارس الشق الدياجر بفعل قائل بان لا يركع للجوع .. و التحية لرفاقه في " مجددون "


و لكم الاحترام

Post: #5
Title: Re: لهذا الكاتب المفضل لدي الطاهر ساتي
Author: عاطف عمر
Date: 06-23-2011, 04:36 PM
Parent: #1

شكراً كثيراً د.بيان
شكراً أكثر للأستاذ الطاهر ساتي
شكراً لا قبل لكلماتي بوصفه لأولئك الذين عرفوا الجوع صغاراً فزادهم عزيمة ، فحاولوا أن يجنبوه لغيرهم من صغار هذه الأيام حيث لا يضمنون أن يكون هؤلاء الصغار بنفس تلك الهمم أو تكون أيام هؤلاء الصغار بنفس سماحة تلك الأيام الخوالي
حاولت أن أقتبس فقرة أو فقرتين فعجزت

Post: #6
Title: Re: لهذا الكاتب المفضل لدي الطاهر ساتي
Author: HAIDER ALZAIN
Date: 06-23-2011, 04:54 PM
Parent: #1

إنتي كوزة ..
وطالما قلتي عن زول انه دغري.. فيبقي انه كوز ...
ــــــ
المهم عني وعن كثير من المتابعين انه الطاهر ساتي رجل مثله قليل فتح ملفات كانوا غيرو بيتجنبوا مجرد
الكلام عن القريب منها
التحية للطاهر الراجل الدغري

Post: #7
Title: Re: لهذا الكاتب المفضل لدي الطاهر ساتي
Author: الرفاعي عبدالعاطي حجر
Date: 06-23-2011, 05:44 PM
Parent: #6

Quote: إنتي كوزة ..
وطالما قلتي عن زول انه دغري.. فيبقي انه كوز ...
ــــــ
المهم عني وعن كثير من المتابعين انه الطاهر ساتي رجل مثله قليل فتح ملفات كانوا غيرو بيتجنبوا مجرد
الكلام عن القريب منها
التحية للطاهر الراجل الدغري


حيدر الزين اخوي

هنا في موضوع مطروح لم تدلي فيه بدلوك بقدرما استهدفت الشخوص

الطاهر ,,,, نجاة محمود .... اعتقد لم يحالفك التوفيق في التعليق

ورائحة القصد واصحة كون نجاة كوزة او غيروا ما لب الموضوع وانها

كلما دافعت عن شخص فهو موز ايضا جمود لا يليق بك يا صديقي فتحرك

شوية لى قدام وقول رأيك فيما حوى الطرح للطاهر فنجاة ناقل للمعلومة

ومن حقنا برغم الاختلاف ان نقول لها شكراً ان قرانا ما هو مفيد لتجربة

رائدة (بالمناسبة رائد ورائدة كلمات تضرس لكنها ليست ملك للعدو ).




(هههههههههههههههههه)

تحياتي دكتورة
تحياتي حيدر



................................................................حجر.

Post: #8
Title: Re: لهذا الكاتب المفضل لدي الطاهر ساتي
Author: HAIDER ALZAIN
Date: 06-25-2011, 07:25 AM
Parent: #7

Quote: هنا في موضوع مطروح لم تدلي فيه بدلوك بقدرما استهدفت الشخوص
الطاهر ,,,, نجاة محمود .... اعتقد لم يحالفك التوفيق في التعليق
ورائحة القصد واصحة كون نجاة كوزة او غيروا ما لب الموضوع وانها
كلما دافعت عن شخص فهو موز ايضا جمود لا يليق بك يا صديقي




مرحب بصديقي الرفاعي حجر...
احوالك واخبارك!

شخوص شنو يافردة .. كدي اقراء تعليقي من حتة تانية ..

تحياتي

Post: #9
Title: Re: لهذا الكاتب المفضل لدي الطاهر ساتي
Author: Hisham Ibrahim
Date: 06-25-2011, 08:37 AM
Parent: #8

هذه هي الصحافه التي نريد والصحفي

لا صحفيي الطبول والمزامير الإنتفاعية ومباخر النفاق ...



التحية لمجددون ولـ الطاهر ساتي ولـ د. نجاة

Post: #10
Title: Re: لهذا الكاتب المفضل لدي الطاهر ساتي
Author: حمزاوي
Date: 06-25-2011, 09:40 AM
Parent: #9

اختي الدكتورة نجاة
مسكاقمي
اولاً شكراً للابن الطاهر ساتي صاحب القلم الصادق الحر
يا دكتورة نجاة المشكلة مش جوع الطلاب المشكلة ان المدرس ظااااطو جعان
يا بت عمي يا نجاة
أنا كنت شغال مدرس في مطلع السبعينات (1973) في الخرطوم في احدى احياءها العريقة والقديمة وبعض تلاميذي موجدين معانا في هذا المنتدى وبتذكر الفطور بتاعنا ( فطور المدرسين ) لمن يضرب جرس حصة الفطور كان في طالبين يمشوا يجيبوا الصينية من ست الفطور صينية تتلتل فيها كل الخيرات نأكل نشبع نحن المدرسين ويأكل بعدها الفراشين وبعض الطلاب الشفوتا .
وشاءت الاقدار ان زرت مدرسة ثانوية في الخرطوم في اجازتي قبل ستة اشهر وكان وقت حصة الفطور وشاهدت الفراش جاب صحن (صحن واحد) غايتو شفت فيها رغيف مقطع مرشوش بي شنو ما عارف اتلموا على الصحن كل المدرسين ومعاهم الفراش غايتو بالكتير الشاطر والسريع فيهم اخدت تلاتة هبرات ( لقمة ) الحمد لله انا كنت فاطر ما اكلت معاهم ... تذكرت الماضي وايامنا وحال اليوم وتعجبت ... اللهم لك الحمد والشكر
يا دكتورة يا اختي ... المشكلة البلد كلها جعان إلا فئة الباغية