لا نريد أن تتكرر مأساة دارفور في جنوب كردفان

عندما فشلت الحكومة المركزية والحكومات المحلية في الإستجابة لمواطن دارفور،

لكبح جماح الفوضى الخلاقة حينها، وإستنجد العقلاء بكل ما هو متاح، ووصل الأمر

ذروته بتمرد فئة من أبناء دارفور، تناصح العقلاء مرة أخرى لكيفية التعامل

مع الحدث، إلا أن الحكومة المركزية والحكومات المحلية تغافلت عن تلك النصائح

وتعاملت مع الملف أمنيا، ثم عسكريا، وعمت الحرب أرجاء دارفور، وظهرت أدبيات

النزوح، فتناصح العقلاء مرة ومرات بأن الوضع خطير، وبأن النزوح باب إذا إنفتح

لن يسد، وكانت الإستجابة صفر كبير من كل أطراف الصراع والضحايا، وها هو اليوم

شعب دارفور، متشرد بين معسكرات النزوح، بين الدول، أو مجموعات أخرى ثبتت بارضها

فذاقت الأمرين، من الحرب ومن إقتصاد الحرب القاتل......

واليوم تتكرر المأساة بجنوب كردفان، فهل لم تستفد كل الأطراف من تلك التجربة؟

أم ان تجار الحروب لم تمتلئ جيوبهم ويريدون أن تلحق جنوب كردفان بدارفور؟


نداء لكل الأطراف، فإن الحرب بهذه الكيفية ليس فيها منتصر، ويا أبناء جنوب كردفان

فلتتعلموا من إخوانكم أبناء دارفور، فإن الضرر الذي أصاب دارفور لن يغطيه أي مكسب،

وياأيتها الحكومة المركزية والحكومة المحلية، لا تكرروا أخطاء دارفور القاتلة، ويكفي

ما ينتظر بعض قياداتكم على مستوى العدالة الدولية، ويا أيها المواطن بجنوب كردفان،

خير لك أن تموت بأرضك بدلا من النزوح، والذي يتسبب لك في فقد نفسك ومالك وعرضك.


ويا أبناء كردفان ممن يدعون بأنهم عقلاء، وبأنهم لا يتمردون، فخير لكم باطن الآرض من

ظاهرها إن جلستم وتفرجتم كما فعل رصفاءكم من أبناء دارفور، اليوم يعضون أصابع الندم

بسبب المواقف الرمادية وعدم تأثيرهم المباشر لوقف الحرب، فمنهم من مات كمدا، ومنهم

من إستشهد بغفلة، ومن لم يزل يتدارك ما فاته لعله يعيد لدارفور سيرتها الأولى....


اللهم هل بلغت، اللهم فاشهد.