Post: #1
Title: هجائية ابراهيم الشدودي لأرض جدودي!
Author: Marouf Sanad
Date: 06-14-2011, 04:04 AM
هي جزء من قصيدة كتبها الشاعر اللبناني المصري ابراهيم الشدودي يندب فيها حظه الذي رماه في السودان ويشكو حاله ومآله. حيث جاء الشاعر الى السودان مرافقا لجيش الاحتلال بقيادة كيتشنر. و انتهى به الحال الى منطقة الرصيرص بالنيل الأزرق والتي عمل بها طبيبا في العام 1900. وردت القصيدة على صفحات كتاب بعنوان " آداب العصر في شعراء الشام والعراق ومصر" لمؤلفه سعد ميخائيل. وقد خدم ميخائيل بمصلحة البوستة والتلغرافات السودانية.
لا التقي في بلاد السود في سفري** الّا بذي حذر منها ومرتعد كنا اذا مسنا في يومنا ظمأ ** قلنا أيمهلنا ناب الردى لغد؟ في مهمه ينقضي صبر المجدّ به** وإن يكن من طوال الروح والجلد وعر تضل القطا فيه وما عرفوا** خريت قوم مشى في أرضه وهدي قفر كبحر مطايانا سفائنه** والآل من فوقه كالموج والزبد تسير في أرضه حولا وليس ترى** إلّاك والظعن بين العرش والجدد فكم طوينا الحشى فيه على سغب** وكم رقدنا به رأسا على عضد وكم وردنا أجاجا شربه عطب** وكم قضى مشمئز منه لم يرد يأتي النهار بحمر القيظ يحرقنا** والليل يغرقنا بالسيل والبرد وكم نهار شواني غيظه وبه**وددت لو أن لا جلد على جسدي ما زلت اسري وأغدو دائبا وانا** في صبر معتصم بالله متئد حتى رمت بي الأقدار في بلد** ما مثله فوق وجه الأرض من بلد فهو الجحيم الذي كنا نكذبه** والقيظ فيه الوقود الدائم الابدي والقوم في أرضه حاكوا أبالسة** في قبح خلق غريب الوضع مطّرد يفضّل السمع أصوات الحمير على** أصواتهم حينما يمسون في لدد مثل الخراف اذا قمنا نحاربهم** وكالذئاب اذا فازوا بمنفرد وحولنا وحش غاب لا يروّعها ** من جمعنا كثرة الاعداد والعدد فكم ليال قضيناها يؤرقنا ** تردد الروع من نمر ومن أسد ومن ضباع إذا ما أزّها سغب** تسطو علينا كما تسطو على نقد وتحتنا حشرات كلهنّ أذى ** مهما ابالغ في تعدادهنّ زد طوائف من بنات الأرض ليس لها** عد وأنّى لرمل البحر من عدد تكاد تخفي أديم الارض ان سرحت** كأنها والثرى جلد على جسد هي الرصيرص ينبوع الشقا وبها** من كل شر تلاقي زبدة الزبد كابدت فيها مشاقا لا يقاومها** صبر ولو أنه ذرع من الزرد والآن أحمد ربي إذ غدوت بها** كضيف يوم على الترحال معتمد قد كنت أرجو من الترحال تسلية** فلم تزدني سوى همّ على كمدي وقوّست فقرائي غربتي عوضا** من أن تقوّم ما عندي من الأود أسعى فأشقى وغيري قاعد و له** في كل يوم من الأيام كل يد ما دام في الأرض ذو ضنك وذو سعة** هيهات يخلو امرئ من وصمة الحسد
والقصيدة طويلة,,,
|
|