لسودان وتصعيد في محيط متأزم

السودان وتصعيد في محيط متأزم
2011-06-11 12:00 AM
في ظل الأحداث المتسارعة التي يمر بها العالم العربي من ثورات وتغيرات لم يحظَ السودان بكثير من الاهتمام الإعلامي المطلوب، واستفاق العالم على خبر نزوح ما يقارب 100 ألف شخص من منطقة أبيي بحسب تقديرات الأمم المتحدة، وانتقل الصراع اليوم بين الشمال والجنوب إلى منطقة جنوب كردفان، وأوردت التقارير نزوح ما يقرب من 40 ألف شخص من جنوب كردفان نتيجة الأحداث.
هناك بلا شك أزمة إنسانية حقيقية في السودان، وكل تقارير المنظمات الدولية تشير إلى خطورة الأوضاع، ورغم أن هذه الأزمة ليست وليدة الأحداث الأخيرة وهي مستمرة في السودان منذ فترة؛ إلا أن التصورات القائمة للمستقبل في ظل ازدياد وتيرة الاستقطاب بين الشمال والجنوب تشير إلى أن الأزمة ستتفاقم بشكل قد يكون سبباً في تدخل دولي حقيقي على الأرض وهو مربط الفرس في القضية.
أزمة السودان اليوم لها عدة أبعاد والبعد الأهم هو بعد الثروة النفطية المتنازع عليها بين الشمال والجنوب، وهذه الثروة تتركز في منطقة أبيي وجنوب كردفان، ولذلك تأخذ الأحداث الأخيرة بعداً مهماً يجب التنبه له، فبعيداً عن الأسباب الداخلية للصراع أو تاريخه فإن الأهم حالياً هو التنبه لانعكاسات هذا الصراع في ظل محيط إقليمي متأزم في المقام الأول، فالتنازع على أبيي كان هو حجر العثرة في مفاوضات السلام ولايزال كذلك، واختيار اللجوء للسلاح في السودان لا يساعد على حل هذه الأزمة بأي حال من الأحوال؛ خاصة وأن المصالح الدولية متضاربة بشكل كبير فيما يخص الأوضاع هناك.
إن الخوف الرئيس من تفاقم الأزمة السودانية هو أن تشتعل حرب في ظل اقتراب موعد استحقاق انفصال الجنوب، مع استمرار ملف منطقة أبيي الغنية بالنفط عالقاً دون أي فرص للحلحلة، كلا الطرفين الشمالي والجنوبي يسعى لكسب مزيد من الأوراق من خلال الأحداث الأخيرة هناك، ولكن إدارة الصراعات ليست مضمونة في غالبها، وقد ينقلب السحر على الساحر فيجد السودانيين أنفسهم على جبهتي صراع، وفي ظل الربيع العربي القائم قد يكون الشمال في وضع أكثر صعوبة؛ خاصة وأن رصيده الدولي لا يسمح له بالكثير من المناورة في الوقت الحالي، والخوف من أن تكون الأحداث الحالية سبباً في تدخل دولي يزيد المنطقة اشتعالاً، فالنفط كان ولا يزال محركاً للكثير من السياسات في المنطقة.

http://www.alwatan.com.sa/Editors_Note/Default.aspx