احذروا صاحب السبحة التي تقطر ماء

حكى لي ذات مرة زميلي وجاري وصديقي عبد الله عجبنا حكاية حصلت لأحد معارفه في جدة، وتقول الحكاية أن ذلك الشخص كان يقود سيارته فأشار إليه ليوصله، فوقف صاحبنا للشخص وأركبه معه، وفي الطريق رفع الشخص سبحته فإذا هي تقطر ماء!

فقال لصاحبنا: تبرك بهذا الماء

فمد صاحبنا يديه تحت السبحة لينزل الماء فيهما ويمسح بهما وجهه..

ثم

أخرج كل ما في جيبه وأعطاه لصاحب السبحة..

وأمره صاحب السبحة بعد أن رأي بطاقة الصراف ATM معه أن يمر على جهاز الصرف الآلي..

ونزل صاحبنا وصرف الحد الأقصى المسموح به في اليوم وهو مبلغ خمسة آلاف ريال، وسلمها لصاحب السبحة التي تقطر ماءً.. وذهب هذا بكل شئ..

وأفاق صاحبنا بعد ذلك، ولكن بعد أن فقد كل ما كان في جيبه، بالإضافة للخمسة آلاف ريال سعودي..

***

ثم في مرة وأنا خارج بعد صلاة العصر من مسجد بن حمد بحي الصفا في جدة..

ثم في مرة وأنا خارج بعد صلاة العصر من مسجد بن حمد بحي الصفا في جدة قابلني في الاتجاه المعاكس- أي لم يكن خارجاً من المسجد، ولا آتياً من جهة المسجد- رجل أبيض يلبس جلابية بلياقه وعمه صغيرة.. يبدو أنه مصري، أو يمني، أو غيره.. وقبل أن يصلني بمسافة سلم علي بصوت عال وقوي وهو يتجه نحوي مباشرة، كمن يريد أن يصافحني ويتحدث معيٍ.. رددت عليه السلام، وقفزت الى ذاكرتي قصة الزول إياه.. فتضافرت جحافل الحذر إلى رأسي فتترجمت الى وجهي وتعبيرات جسدي المتحفز.. وقبل أن يصلني تماماً حاذاني ومضى.. لقد قرأ في الموقف برمته أنني لست ضالته المنشودة..

عندما حكى لي مجدي آدم قصته، وصفت له هذا الذي قابلني، فكان هو هو.. وكان مجدي ضحيته

بدأ يحكي مجدي آدم حكايته لي، فأوقفته لأصف له الشخص الذي قال أنه قابله، فأمن على كلامي، اي ان الشخص الذي قابلني في حي الصفا قابله في حي قويزه، وعند بوابة مستشفى الجزيرة التي يعمل بها..

وبنفس السيناريو.. سلم عليه، ثم رفع السبحة فنزل منها الماء- فأكملت له القصة كما ذكرها لي عبد الله عجبنافأمن عليها- وبعد ان مسح وجهه بالماء تبركاً.. أخذ منه أولاً الجوال، ثم ذهب معه الى منزله، وأخذ كل الفلوس الموجودة في المنزل بالإضافة الى التي في جيبه.. بل وذهب مجدي لزوجته وأخذ منها مبلغ ألفا (2000) ريال كانت لديها على سبيل الأمانة من شخص آخر (ربما كانت قروش صندوق)، وألح عليها رغم مقاومتها له، وفي النهاية غلبها وأخذ منها المبلغ وأضافه لما عنده، وأعطاه للساحر الذي قال له أنه سينميه له (مع ملاحظة ان مجدي لم يكن يطمع في زيادة ماله، ولكنه كان منوماً يفعل ما يطلبه منه الرجل)..

فوضع الساحر المبلع تحت المخدة ومجدي ينظر إليه، ثم غادر الرجل البيت.. ورفع مجدي المخدة ليجد الفراغ ويتيقن من اختفاء ريالاته.. ثم أفاق.. ولكن بعد فوات الأوان..

لم يرد صاحبي ان يحكي تلك القصة، ولكن أهل بيته حكوا لأهل بيتي، ثم بعد ذلك فضفض هو.. سألته لماذا لم يبلغ الشرطة؟ قال لي لقد فات الآوان ولا يستطيعون ان يقبضوا عليه- وواقع الحال انه استحى أن يذهب للشرطة باعتبار أنه تم استهباله، اي انه سيبدو في نظر الشرطة بأنه مغفل- ولكن الصحيح انه سُحر، وهو ليس مغفلاً ولكنه صدق سيماء الصلاح المزيفة في الرجل..

وقلت له لو أنك اشتكيت- ولم يرجع مالك- واشتكى الضحية الثانية والثالثة، فإن السلطات ستستنفر مباحثها وشرطتها للقبض على هذا الساحر، وحتماً ستقبض عليه..

لذلك أرجو من كل من يتعرض لمثل هذا الموقف- وحتماً بعد قراءة هذا البوست فلن تتبرك أخي القارئ بماء السبحة- ولكن بمجرد ان يتعرض لك مثل هذا الساحر فعليك بتسليمه للشرطة او استدراجه لحين الاتصال بالشرطة، وكذلك بنشر هذه الوقائع ليتفادى الناس مثل هذه المصائب ..

ولا تنسوا تلاوة فاتحة الكتاب وآية الكرسي والإخلاص والمعوذتين كلما شككتم في شخص او تعرض لكم بمثل هكذا مواقف.. حفظنا الله وإياكم منهم..