افترعت طريق شريان الشمال أول عربة تدخل الولاية الشمالية تكمل عامها 75ـ

افترعت طريق شريان الشمال أول عربة تدخل الولاية الشمالية تكمل عامها 75ـ


06-05-2011, 10:00 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=330&msg=1307264408&rn=0


Post: #1
Title: افترعت طريق شريان الشمال أول عربة تدخل الولاية الشمالية تكمل عامها 75ـ
Author: Mahadi
Date: 06-05-2011, 10:00 AM

يونيو الجاري، تكمل عربة المرحوم علي ساتي «الفورد» عامها الخامس والسبعين بعد ان سجلها التاريخ في صفحاته انها اول عربة ميكانيكية تدخل الولاية الشمالية وتقدل بين كثبان رملها...
هكر العربات متناثر هنا وهناك في ورشة اكل عليها الدهر وشرب بدنقلا في ناحيتها الشمالية بحي ارتدي، كأن المكان مقبرة عربات تنتظر نصيبها من الثواب والعقاب بعد أن أبطل عزرائيل الحديد فعاليتها.. فاحالها بعد حياة الى موات لم يبقى منها إلا الشاسية وذكرى عطرة لاناس امتطوا ظهرها ورحلوا وبقى نفر قليل من معاصريها وهي مدورة.
ورشة المرحوم علي ساتي أول رجل أدخل سيارة للولاية الشمالية في العام 5391م تقع في حي ارتدي شمالا بدنقلا.. العربة تستظل بنيمة ظليلة يعاند حديدها في البقاء رغم قدمه.. وما زال بها بعض لساتك وطبلون يحتفظ بعداد السرعة ومقاس الزيت وساعة احتلت مساحة مسؤولة من مقدمتها.. (كبوتها) كبرطوش صنع على عجل أو وجه رجل غاضب.. بل شديد الغضب.. دواساتها بطول ذراع رجل هزيل.. تتلصصها الاعين بزهو وفخر اذ انها اول عربة تسير في رمال الشمالية كلها. لم يك عليها لوحة مرور ولم تقطع إيصالاً! في حياتها.. اظن ذلك!
احمد عثمان باهي «44» عاما قال لـ «الرأي العام» ان ورشة المرحوم ساتي هي الاقدم في الشمال وأسست في العام 4391م، كان يصلح الوابورات الزراعية والبنطون والعربات على قلتها، وهو أول سائق عربة في الشمال وعربته أول عربة تطأ لساتكها أرض الشمال مضيفاً: لم يبق من أثر عظمة الورشة سوى حديد بائس تتلاعب بسطحه رصعات الرياح.. وسمعة على ساتي المهنية الميكانيكية التي توزعت هنا وهناك الى أن وصلت نباهته في الحرفة أن أصبح يصنع اللنشات النهرية بكفاءة عالية ويصين الكوامر واللواري واللاندروفرات.
فقسوة رمال الصحراء لا يقدر عليها سوى الكوامر إذ منذ حقبة الثلاثينيات الى الستينيات كان فعلا زمن الكوامر قبل ظهور الركوب المائع.. العربة الفورد التي هي أول من وطأة ارض الشمال.. جاء بها صاحبها على ساتي من جهة الخرطوم في مسيرة شهرين كاملين.. يربط على ظهرها برميلي جاز وبرميل ماء، وهو أول من عبر إلى هناك بالغرب حيث ممر طريق شريان الشمال الحالي.. ثم تلاه في امتلاك العربات المرحوم شنان وكان له كومر متميز ببوريه الهوائي وصوت ماكينة كأنها أنف تمخط.. ثم كومر لعبد الحميد الشروني، أما صاحب أول عربة لنقل الركاب امتلكها «رومر».. الأستاذ علي ساتي حفيد المرحوم علي ساتي قال إن والده ورث المهنة من جده فأجاد فيها وأوسع مدركها وسمعتها بين الركبان والمركبات.. وحدد تاريخ 5391م بأنه مجيء العربة وافتتاح الورشة بعد أن قال الانجليز لجدى بأن عليك أن تتحمل نتائج وعثاء الطريق وعدم خلوه من الشفتة وقطاع الطرق.. فغامر بمسيرة شهرين حتى وصل دنقلا.. وكان جدي يعمل سائقاً في الجنوب لمصلحة الجيش الإنجليزي فتركهم وبحقوقه اشترى العربة!!.. والورشة..
العربة الفورد آخر مشوار لها اواخر ثمانيات القرن الماضي.. بعدها اتخذت من تحت النيم مرقدا ابديا.. بعد ان كان صوتها القوى يفزع البهائم اصبحت (تكرش) عليها ظهرها دون خوف أو رهبة.. انه حال الدنيا!!!


http://www.rayaam.info/News_view.aspx?pid=995&id=81156