مع البروفيسور صلاح محمد حســن ( الجرِّق) : عندما تلثُمك المنافي .

مع البروفيسور صلاح محمد حســن ( الجرِّق) : عندما تلثُمك المنافي .


05-31-2011, 04:42 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=330&msg=1306860160&rn=0


Post: #1
Title: مع البروفيسور صلاح محمد حســن ( الجرِّق) : عندما تلثُمك المنافي .
Author: عبدالله الشقليني
Date: 05-31-2011, 04:42 PM


0000.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

هو يجالسنا ومن البعيد تتخفى صورتنا في المرايا البعيدة



مع البروفيسور صلاح محمد حسن ( الجرِّق): عندما تلثُمك المنافي .



"شجراً أرى ، وأرى القواربَ فوق ماءِ النهرِ
والزرّاعُ في الوادي وأعراساً تُقامُ ومأتماً في الحيِّ
والأطفال في الساحاتِ ، والأرواح في ظلِّ الشُجيرةِ "
"محمد عبد الحي "


(1)
من بعد زمان نلتقي ، منذ ثمانينات القرن الماضي ... ، احتشدت السنوات تعاتبنا على الفراق الطويل
.. ياه .
لا أعرف ليلا مضيئاً ، ولا ثمراً أزرقاً في مائدة تاريخٍ طويل ،مثل الذي كان ذاك المساء .
يوم من أيام مايو الصيفية .جئت وبيّتُ نيتي أن أقرأ لهدم هوة الانتظار بين الحضور إلى اللقاء ،
فجلستُ على مقعدٍ في مقهى رقيق الحاشية في فندق " بارك روتانا " .
"لهشام جعيط "وجه آخر في الكتابة ، هذه المرّة عن "الوحي والقرآن والنبوة " في كتيب من القطع المتوسط ،
هجر فيها الكاتب طريق السرد الروائي والتوثيق التاريخي والنقل مما كتب الأقدمون ، ليكتُب " ما وراء السيرة "
بعيداً عن رتابة السردية غير النقدية أو تحزبية المذاهب والملل أو عدائية الكتابة الإستشراقية .
وكان أُنسي في هدوء الليل وقد قاربت الساعة العاشرة والنصف مساء . جاء" صلاح "
برفقة صديق له من عمان قادماً من ورشة العمل.
الفراغات والمساحات التي تكبُر عند مدخل الفندق وديكوره الهادئ الذي أسهمت فيه الأبسطة الأرضية
في امتصاص ضجيج حديثنا ، حين ابتدأناه.
قال لصديقه العماني :
هذا صديق لي منذ الطفولة الأولى تركته زماناً وعادت بنا الأيام لنلتقي بعضناً هذا المساء
(2)
لا تهب الرياح دوماً بما تشتهي سفننا ، ولا الصدفة وحدها تصنع التاريخ . بفضل الفعل الإنساني ،
كان للفضاء الذي ندور في أفلاكه اثر أكبر على عوالمنا ،
فيه تيسر لنا الفعل بقدر جسارة الصندوق الذي نحمله أعلى أكتافنا .
ليست المرة الأولى الذي نلتقي بمن اشتركنا معه تلك النسمة الرحيبة للفكر الإبداعي الذي
يتناغم والقدرة على صياغة المادة وخلق خيارات للمادة ، لونها ومساحاتها والأحجام .
كنا اقرب لصناعة الحلم الخفاق ..، ثم جاءت الدنيا بالكثير من العجائب ،
وأكثره خروجاً عن هذا الانفلات المحبب . وما عاد ذلك البريق الخاطف يضيء في بؤبؤ العين ،
وخمدت القدرة المبدعة ، وانحسرت من قبضة الأصابع إلى وهج فلسفي ، وذاب الخاص في العام .
صرت أنا أعتاش على هاجس أني قريب من عالم الرسم ، وبعيد عن عوالمه المضيئة ،
حتى عرفت من أتقن العيش في مناخه الملتهب ، دون أن يطرف له جفن . فصلاح اقترب من كيمياء الصناعة الفنية ،
والعلاقة بين الخلق ، وبين إتقان الصنعة ، رؤية الناقد والمؤرِخ .
(3)
قرأت بطاقته التعريفية :
" بروفيسور ( صلاح محمد حسن )
جامعة كورنيل - شعبة تاريخ الفن
الولايات المتحدة الأمريكية
(4)
جلست إليه وهو يحزم أغراضه ، ويتخلص مما ثقل وزنه من هدايا ، تقليدية الشكل والمحتوى ،
وكنت أنا المستودع لكل ما هو عصيٌ عن الرفقة . عرفت أن صلاح يقف مجاوراً للصنعة المبدعة ،
ينظم مهرجاناتها ، ويعرف تقنية الإفصاح ، ابتعد عن الممارسة ، ولكن عرف قوانينها الباطنة
وأغراضها الخفية . ولكني في الجانب الآخر من الحكاية التي اشتركنا طفولتها معاً ،
هجرت فن الرسم إلا من تجارب خجولة تتذكرني عند مقدم كل عقد جديد من الزمان .
لم أتآلف من الصبر ، وصرت جامعاً للوحدات ، ولا أبدأ من صفر الرسم ، وتلك خصلة العمل الكسول الذي يتخفى .
تحدثنا عن النقد الفني ، وخلو الصحافة من الكتابة المتأنية عن فنون الرسم والنحت ،
وهو الملف الذي ابتدرناه مع الدكتور حسن موسى حول ضعف النقد الفني ،
إذ يهتم أهله بوصف المهرجانات واستلاف آليات النقد الأدبي وإلباسها لباس الفنون التشكيلية .
قال :
لم أتعجب فيك التغيير ، ولكن الكتابات ذات المرجعية الصوفية قد نبهتني أن تغيراً قد حدث في بنيتك المعرفية .
فما عهدت لمثل هذا التحول المريب من تفسير .
قلت :
ليس التصوف إلا منهاج المبدعين ، وليس منه فكاك .
كما أني أجيد التقمُص ، فلن يفلح من يكتب عن الملحمة من خارجها، بخلاف من يكتب تحت ظلالها الوارفة .
قال :
أعيش تجربة الطفل الذي يولد وأبيه قد قارب الستين . تجربة غريبة بحق .
قلت :
قبلك " بابلو بيكاسو" كان في السبعينات وله زوجة في العشرينات وابن في الخامسة من عمره.
إنها نزوة شديدة الخطر ، أن تحتل المكانة المرموقة التي تربط الجدّ والابن ،
فقد قال الطيب صالح في لقاء له عن فن الكتابة ، وكان يتحدث عن" بندر شاه" و
عن سر العلاقة الوثيقة بين الولد والجدّ ، بخلاف علاقة الابن بالوالد ، فهي باهتة الأثر ،
ورباطها هلامي فاتر ، فالجدُ هو التاريخ ، والابن هو المستقبل ،
أما الأب فهو اللحظة الهاربة من الحاضر الضامر بين هذا وذاك .
(5)
إن اللقاء كان أقل مما يتسع الحديث ، لذا كنتُ أحاول تفجير نقاط الخلاف والمواجع القديمة .
وكنتُ في حاجة لرؤوس أقلام .
قلت :
لدينا أزمة معرفة وأنا أعتب على انجاز الحزب الشيوعي ، فلم يستطع أن يصارع التاريخ ،
وكانت لديه كل الأدوات للفعل .
قال:
ربما أسهم بسهم ثقيل في أمر الحداثة والوعي . ربما اكتهل القائمون عليه ،
لكننا لن ننكر إرث الوعي الذي أسهم فيه في زمن من الأزمان ،
ومن الحق على جميع الذين أضاء فكرهم من شعلته ،أن ينصفوا تاريخه بكلمة وفاء .
قلت :
أصبح هو بلا رؤية . انساق وراء الأحداث ، وكان طبلاً داوياً للسودان الجديد ، ولم تكن له رؤيا تخصه ،
وأصحاب السودان الجديد أنفسهم اهتموا بأيقونات مثل ( التقسيم العادل للسلطة والثروة )
( للأرياف حقها من التنمية مثل المدن ) دون أن يكون هنالك منهاج أو وسيلة أو قاعدة اقتصادية متينة .
أي اقتصاد يا تُرى يصلح ؟ ، وكيف يتم توزيع بؤر التنمية الاقتصادية ،
أيتم دون دراسة جدوى !
(6)
لم تسعفنا الكاميرا فصالة الفندق بأبو ظبي صاحب الخمسة أنجم باهتة الأضواء ،
لأن الصالة الرئيسة هي مجمع لمطاعم خفيفة الظل متناثرة و حالمة . لا يسعك إلا الحديث
الحريري المسروق من غلظة الحياة ، فاليوم الأول الذي التقينا فيه ،
كان برفقتنا الدكتورة " نعمات عبد الله رجب" ، رفيقتنا في الحياة وفي المصير.
واليوم الثاني اختطفتُه من الزمان قسراً لنلتقي .
تعرفنا على إحدى طالباته ، فلسطينية الأصل ، تحضّر رسالة دكتوراه وهو المشرف عليها .
فتحنا كوة أحاديث شتى عن الفن والعقائد والنقد ، والخروج من سجن العادة .
ولم تستغرب تلك السيدة تجولنا في عالم المقدسات دون ضابط .
بقي القليل من الميعاد المضروب للفراق لعلها بضع سنين قادمة قد نلتقي ،
وربما في رحاب السماء التي يسرت التكنولوجيا سبيلاً لنلتقي أرواحاً
لها أصوات ولها قدرة على الكتابة والمعاودة .

عبد الله الشقليني
30/5/ 2011

*

Post: #2
Title: Re: مع البروفيسور صلاح محمد حســن ( الجرِّق) : عندما تلثُمك المنافي .
Author: Nasr
Date: 05-31-2011, 05:02 PM
Parent: #1

تحيات طيبات لصلاح الجرق أينما كان

Post: #3
Title: Re: مع البروفيسور صلاح محمد حســن ( الجرِّق) : عندما تلثُمك المنافي .
Author: Dr Salah Al Bander
Date: 05-31-2011, 07:12 PM
Parent: #2

تحيات زاكيات لصلاح الجرق ...
ولكل ما يمثله ...

Post: #4
Title: Re: مع البروفيسور صلاح محمد حســن ( الجرِّق) : عندما تلثُمك المنافي .
Author: محاسن زين العابدين
Date: 05-31-2011, 07:47 PM
Parent: #3

Quote: لم أتعجب فيك التغيير ، ولكن الكتابات ذات المرجعية الصوفية قد نبهتني أن تغيراً قد حدث في بنيتك المعرفية . فما عهدت لمثل هذا التحول المريب من تفسير .
...


اخي بيكاسو

التقيتم والتقينا في فضاءات رحبة

انفتاحها على الانسانية والخير العام يماثل في حينها هذه الفضاءات الواسعة من المعرفة الاسفيرية

مزدهرة باحلام ممكنة التحقيق وقريبة المنال

تباعدها بسبق واصرار ممن اغمضوا اعينهم عن هذه الفضاءات

ترك خوارا .... وتراجع

سعيدة بلقائكم مرة اخرى

وسعيدة اكثر بان صلاح ما زال هو صلاح

تحياتي لكم وله

وحاسداك على هذا اللقاء

Post: #5
Title: Re: مع البروفيسور صلاح محمد حســن ( الجرِّق) : عندما تلثُمك المنافي .
Author: د.نجاة محمود
Date: 05-31-2011, 11:25 PM
Parent: #4

يا سلاااااااااااااام


بالله كيف عامل وكيف زوجته وابنته كارمن

سنوات طويلة لم نسمع عنهم
بالجد ليهم وحشة..

وليك التحية للشقليني

بالله سلم عليه شديد

Post: #13
Title: Re: مع البروفيسور صلاح محمد حســن ( الجرِّق) : عندما تلثُمك المنافي .
Author: عبدالله الشقليني
Date: 06-01-2011, 10:47 AM
Parent: #5

Quote: يا سلاااااااااااااام


بالله كيف عامل وكيف زوجته وابنته كارمن

سنوات طويلة لم نسمع عنهم
بالجد ليهم وحشة..

وليك التحية للشقليني

بالله سلم عليه شديد



التحية للدكتورة بيان ،
وإنها لسانحة عندما همس الخاطر أن لكِ أقاصيص كتبتينها في مدونة سودانيات ،
أظنها كانت منذ تلك الأيام التي قضيتينها هناك .. ليتنا نستعيد تلك القصص ، فإن لها وقع
من الصعب أن ينسى المرء بصماتك هناك ...
وهي على أتمّ رونقها .

*

Post: #12
Title: Re: مع البروفيسور صلاح محمد حســن ( الجرِّق) : عندما تلثُمك المنافي .
Author: عبدالله الشقليني
Date: 06-01-2011, 10:38 AM
Parent: #4




العزيزة الفاضلة الأستاذة / محاسن زين العابدين

تحية طيبة وود كثير لك وبمثله لما تفضلت به من نثير عذب ،
في زمان ضنت الدنيا بأن نلتقي إلا كما نلمح البرق يسطع ،
وكذا سطع الصديق " صلاح " بيننا . أضافت له المنافي
بعداً بعد أن جذبته الدراسات الأكاديمية ،
إلا أنه آثر الفكاك منها بالمهرجانات والمعارض والفنية التي يرعاها
أو يشارك في تنظيمها أو يسهم فيها مشاركاً في ورش عملها
أو عضواً في لجنة تحكيم أو ضيف شرف .
وقد سعدت كثيراً بأن " صلاح " صار أكثر دقة ، وأكثر تطوراً ،
وبقيت نفسه السمحة في روعتها ، جملها العُمر أو
أن الحضور المكثف قد حجب عنا الكثير الذي يتعين أن نلاحظه ...
شكراً جزيلاً ، لكِ ، لقد ذكرت أن الملف قد بعثت رابطه لبريده الإلكتروني .

*

Post: #7
Title: Re: مع البروفيسور صلاح محمد حســن ( الجرِّق) : عندما تلثُمك المنافي .
Author: عبدالله الشقليني
Date: 06-01-2011, 03:52 AM
Parent: #3




.
Image846.jpg Hosting at Sudaneseonline.com
حوار بين الدكتورة نعمات عبد الله رجب والبروفيسور صلاح حسن
عشرة منذ أيام شعبة الفلسفة جامعة الخرطوم في أواخر السبعينات

.


Post: #9
Title: Re: مع البروفيسور صلاح محمد حســن ( الجرِّق) : عندما تلثُمك المنافي .
Author: عبدالله الشقليني
Date: 06-01-2011, 04:07 AM
Parent: #3

Quote: تحيات زاكيات لصلاح الجرق ...
ولكل ما يمثله ...




تحية أخي الأكرم دكتور صلاح البندر ،

كانت مفاجأة سعيدة ومدهشة ، ولكنها جاءت في زمان صعب ،
فقد تمت دعوته لورش عمل لمدة يومين صباح مساء ، أخذت جلّ وقته
ولم نستطع إلا أن ننتزع اللحظة الهاربة تلك .


*

Post: #10
Title: Re: مع البروفيسور صلاح محمد حســن ( الجرِّق) : عندما تلثُمك المنافي .
Author: عبدالله الشقليني
Date: 06-01-2011, 08:08 AM
Parent: #3

Quote: تحيات زاكيات لصلاح الجرق ...
ولكل ما يمثله ...



تحيات زاكيات لك أيها الأكرم الدكتور صلاح البندر ،
وقد بعثنا له الرابط على البريد الإلكتروني ،

*

Post: #6
Title: Re: مع البروفيسور صلاح محمد حســن ( الجرِّق) : عندما تلثُمك المنافي .
Author: عبدالله الشقليني
Date: 06-01-2011, 02:44 AM
Parent: #2



Quote: تحيات طيبات لصلاح الجرق أينما كان

تحية لك أخي الفاضل : ناصر

ليل مشرق ، تسلل كلأحلام الكبيرة ، كأن المنافي امرأة عملاقة
من زمن إنسان البداءة ، وجدتك ولثمتك ...

*

Post: #8
Title: Re: مع البروفيسور صلاح محمد حســن ( الجرِّق) : عندما تلثُمك المنافي .
Author: عبدالله الشقليني
Date: 06-01-2011, 03:59 AM
Parent: #6


heroeshost-1.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


(7)
كان البروفيسور" صلاح" قد أعد كتاباً عن سيرة حياة الفنان التشكيلي
" إبراهيم الصلحي " وقد أخذ إعداد الكتاب التجول في مناطق عاشها
في طفولته وشبابه وقوامته الفنية ، وزار الفنان " إبراهيم الصلحي "
جامعة كورنيل ، وقد كان الكتاب معداً ليتزامن مع معرضه الضخم المزمع
أن يكون خلال هذا العام أو مطلع الذي يليه ....

*

Post: #11
Title: Re: مع البروفيسور صلاح محمد حســن ( الجرِّق) : عندما تلثُمك المنافي .
Author: عبدالله الشقليني
Date: 06-01-2011, 10:25 AM
Parent: #8




(8)
إبراهيم الصلحي : إطلالة على رفيق من رفقاء العُمر في فعاليات الطيب صالح (2011 ) .

جلس الشيخ الثمانيني الفنان التشكيلي العملاق يتحدث عن الطيب صالح في فعاليات جائزته ،
وقال أنه بعيد عن عالم الرواية والكتابة ، ولا يتقن صناعة الكلام
وهو الذي لم يزل في مرسمه يمارس ألعوبة خلط المساحات بالألوان بعجين يطبخه
في مطبخ الإبداع يتذكر أيامه مع الراحل الطيب .

ذكر أن هذا العملاق ذلك بكثير تواضع ، حتى أشفقت أن يُنسينا ثقله الإعلامي الدفاق !.
يعدُّ الآن البروفيسور صلاح محمد حسن سفر حياة " الصلحي " الفنية
التي نأمل أن تصير مرجعاً لواحد من أصلب المبدعين عوداً .
جلس مجلساً وحفر من تاريخ الذواكر ،حياة الشيخ الفكي الصلحي
ونحت من تلك الطفولة ، ومسيرة حياتها إلى الثمانين ،
متقلباً في حياة الفن ومغذيها من معبد صفائه .

الواقع الفني هو الصورة الهاربة من الواقع الحياتي .
فالرسم والتصوير هو العقل الإبداعي الخلاق ، ينهل من الحاضر
والماضي أكثر وضوحاً في أعماله.
تواضع كثيراً وكاد أن ينفي صلته بالأدب والرواية والإعلام ،
وقد وقف يتذكر أيامه مع " الطيب صالح " في الدوحة وفي لندن .
تلك الحياة التي تحدث عنها "الطيب " في لقاء إذاعي في السبعينات
مع الإعلامية الراحلة ذات الصوت الساحر " ليلى المغربي " وسألته حينها ،
كيف قفز الكاتب " الطيب صالح " فجأة للرواية العالمية دون مراحل متدرجة ،
فقال :
"كُنا مجموعة من الأصدقاء نلتقي نهاية كل أسبوع ، نجد أنفسنا ،
كاتب الرواية والناقد الرياضي والشاعر والفنان التشكيلي و..... ..
وحين نجتمع نعرض تجاربنا على بعضنا ، بالقراءة أو المشاهدة أو بالاستماع ،
وترتقي النصوص بعيون مُبدعة ، وكان يقرأ نصوصي شاعر خلاق مُتمرس ،
أو ناقد رياضي مُبدع ، أو تقرأها عيون فنان تشكيلي ومثقف مُختبئ ..."

وعجبت أن وكيل الإعلام والثقافة في ثمانينات القرن الماضي ،
والعملاق الموسوعي المعرفة ينأى بنفسه عن العوالم المكتوبة ،
وهو كان من " الذين مدوا أبسطة الرؤى أن تتلون بيد مثقلة برفقة غائرة
في سنوات العُمر مع المبدع " الطيب صالح " في أمسيات لندن ...
تلك الشمّاء التي لا يعدم الواحد فيها دواءه والطعام وسقف إليه يأوي .

"إبراهيم الصلحي" هو وجه إبداعي آخر ، أدخلته المنافي فرنها ،
وخرج الطعام الشهي الذي أبقى الحياة الثقافية عندنا لامعة براقة ،
وقد أنهك العُمر في سنوات الشيخوخة أجيال لها كل الإرث الثقافي الثقيل ،
والقدرة الإبداعية المتميزة ...
مثل هؤلاء جديرون بأن تتحرك شخوصهم في صناعة شخوص روايات ،
يخرجون من الواقع الحياتي إلى الواقع الفني كما يقول صديقنا
الدكتور عز الدين هلالي .
*

Post: #15
Title: Re: مع البروفيسور صلاح محمد حســن ( الجرِّق) : عندما تلثُمك المنافي .
Author: عبدالله الشقليني
Date: 06-01-2011, 11:17 AM
Parent: #11

Untitled-5--.jpg Hosting at Sudaneseonline.com





(9)

أقام البروفيسور " صلاح محمد حسن " مع مجموعة من الكتاب والمهتمين دراسات عن
" دارفور وأزمة الحكم في السودان " وقد قام هو بإعداد الكتاب
وتحريره مشاركة مع " كارينا إي ري " .
ضمن الكتاب وهو من القطع المتوسط ، بسماكة " 4 سنتميتر " .
طبع في جامعة كورنيل بالولايات المتحدة ،وفي الكتاب صور حية في المنطقة تكاد تنطق ،
صورتها يد مدربة مُبدعة ، تصور حكاية المأساة المتجددة ، التي استعصت على الحل ،
ولم يتيسر الإمساك بمفاصلها .
قال :
علمت أن السفارة في الولايات المتحدة قد اشترك عدداً من النسخ ،
بعد أن لمح مجموعة من كبار أهل السلطة عند زيارتهم هناك الكتاب في المكتبات .
وقد حظيت أنا بنسخة ، أحفظها في حرز أمين حتى يتيسر زمان القراءة .
وقد أسهم في الكتاب مجموعة من السودانيين الذين لديهم اهتمامات بالدراسات ذات الصلة .

*

Post: #16
Title: Re: مع البروفيسور صلاح محمد حســن ( الجرِّق) : عندما تلثُمك المنافي .
Author: عبدالله الشقليني
Date: 06-01-2011, 11:28 AM
Parent: #15

.
Untitled-6--11.jpg Hosting at Sudaneseonline.com





(10)

صورة لشركاء الكتاب والمقالات والدراسات في الكتاب عن دار فور وأزمة الحكم في السودان .

*

Post: #17
Title: Re: مع البروفيسور صلاح محمد حســن ( الجرِّق) : عندما تلثُمك المنافي .
Author: عبدالله الشقليني
Date: 06-01-2011, 11:56 AM
Parent: #16

Image1.jpg Hosting at Sudaneseonline.com



" صلاح" قرب كاونتر الفندق ، قبل أن نلتقي



*

Post: #14
Title: Re: مع البروفيسور صلاح محمد حســن ( الجرِّق) : عندما تلثُمك المنافي .
Author: ودقاسم
Date: 06-01-2011, 10:47 AM
Parent: #8

التحية للشاب صلاح الجرّق ابن آداب الخرطوم منتصف السبعينات ..
والتحية للبروف صلاح الأستاذ الجامعي المرموق ..
هذا جيل نفاخر به ..
وسيبقى مسيطرا على الذاكرة ..


والله يا بيكاسو لو تصدقني مرّ بذاكرتي أمس صلاح الجرّق ، ولم أكن أعرف أين هو ، فقلت أتصل بود يوسف لأسأله عنه ، فوجدت هذا البوست الرائع ..
تحياتي للدكتورة نعمات .
وأسأل الله لكم جميعا أن يحفظكم ويمتعكم بالصحة والعافية .
أخوكم
ود قاسم

Post: #18
Title: Re: مع البروفيسور صلاح محمد حســن ( الجرِّق) : عندما تلثُمك المنافي .
Author: عبدالله الشقليني
Date: 06-01-2011, 03:28 PM
Parent: #14




(11)

Darfur and the Crisis of Governance inSudan
A Critical Reader

:Contributing Authers

Issam A. Abdel Hafez
Musa Adam Abdul – Jalil
Abaker Mohamed Abuelbashar
Rogaia Mustafa Abusharaf
Eric Kofi Acree
Ali B. Ali Dinar
Munzoul A.M.Assal
Alex de Waal
Atta El-Battahani
Kamal El- Gizouli
Abdel Monim Elgak
Abdullahi Osman Al-Tom
Grant Farred
Adrienne L. Fricke
Fahima A. Hashim
Salah M. Hassan
Amira Khair
Mansour Khalid
Mahmood Mamdani
Carina E. Ray
Karin Willemse
Benaiah Yongo-Bure
Al-Tayeb Zain Al-Abdin


Post: #20
Title: Re: مع البروفيسور صلاح محمد حســن ( الجرِّق) : عندما تلثُمك المنافي .
Author: عبدالله الشقليني
Date: 06-01-2011, 07:18 PM
Parent: #18

.


هدية الملف

*

Post: #19
Title: Re: مع البروفيسور صلاح محمد حســن ( الجرِّق) : عندما تلثُمك المنافي .
Author: عبدالله الشقليني
Date: 06-01-2011, 04:26 PM
Parent: #14



تحية طيبة لك عزيزنا الأستاذ / ود قاسم
زمان منذ حملة صديقنا في الجزيرة ...
جاء إلينا لصلاح لحضور مؤتمر ، صباح مساء ولم نجده إلا قبل منتصف الليل ،
وكان يجهز للسفر صباح الغد ،
جاء كالحلم .. وذهب مع الريح .


*

Post: #21
Title: Re: مع البروفيسور صلاح محمد حســن ( الجرِّق) : عندما تلثُمك المنافي .
Author: عبدالله الشقليني
Date: 06-01-2011, 07:23 PM
Parent: #19





(12)

قال :
تصور .. إني قد صحوت من نومي فجأة ، ووجدت أني ابدأ من جديد ، وإني لمُعسر !
قلت :
كلنا في الهمّ شرق ُ.
أعلم أنك كنت رساماً هاوياً ، وماهراً . أغرتك المباحث الأكاديمية
وحجبتك أن تكون رساماً تشكيلياً . لم أزل أحتفظ لك ببعض تجاربك القديمة
في تطويع الحروف العربية لتكن خامة تشكيل بخلاف تجربة الخط العربي ..
وبحثت ملفاتي ولم أعثر عليها ..
أليس من عودة ؟!
فأنت اليوم تعرف التاريخ والنقد المقارن ،
وهو ما لا يتوفر عند جميع الذين يعملون كمصورين تشكيليين ،
بإستثناء المبدع " حسن محمد موسى " ،
فهل من عودة لك لمعبد الفن ومؤاخاة رهبانه وقساوسته ،
فجمرة الإبداع متقدة تحت الرماد .

*

Post: #22
Title: Re: مع البروفيسور صلاح محمد حســن ( الجرِّق) : عندما تلثُمك المنافي .
Author: عبدالله الشقليني
Date: 06-02-2011, 03:14 AM
Parent: #21

Image947.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


(13)

صورة ضوئية لكتاب دارفور .


*

Post: #23
Title: Re: مع البروفيسور صلاح محمد حســن ( الجرِّق) : عندما تلثُمك المنافي .
Author: عبدالله الشقليني
Date: 06-02-2011, 07:08 AM
Parent: #21



(13)

استعدتُ عافيتي عندما التقيت به ، وأفرجنا عن مآثر تخفت وانتظرت حتى نلتقي لنتبين .
تثاقل الشوق وتكثف عند عناقه ، كأنني افترقت عنه يوم وليلة ،
كأن سنوات نوم الكهف قد أحيت قصصاً تشبه الحكاوي لقديمة .
كان في نيتي أن أفتح ملفاً حول العمل الميداني الذي أعد فيه دراسة ضافية
قاربت نهايتها قبل أن يذهب لدراسته العليا في أمريكا ،
وتم الأخذ في الاعتبار تلك الدراسات عند التجهيز لرسالة الدكتوراه .
ولكن الوقت لم يسعفني ، فقد جلسنا من قبل ،
نستجلي الدهشة الكبيرة التي جاءنا بها بعد زيارته لجنوب النيل الأزرق
أواخر السبعينات ، وكيف أنه زار لأول مرة الأماكن التي زينت بها عشيقة الهر
"رودلف هتلر" كتابها عند زيارتها جنوب النيل الأزرق وأنجزت كتاباً
مصوراً بالأسود والأبيض . به كل تفاصيل الحياة الثقافية والاجتماعية
لهذا الوجه المختلف من الشعوب السودانية التي كان يتعين أن نتصالح معها،
لا أن نسعى لإخضاعها بالرايات السود وبالغلظة التي لم تأخذ من العقيدة إلا البطش .

*

Post: #24
Title: Re: مع البروفيسور صلاح محمد حســن ( الجرِّق) : عندما تلثُمك المنافي .
Author: عبدالله الشقليني
Date: 06-02-2011, 09:32 AM
Parent: #23




Image00111.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


(14)
عزيزنا صلاح

لو اتسع الوقت لجلسنا نريك بعض عملي الكسول في العام 2002 ، تجربة أخرى لنبقي الأصبع في الزناد ، كي لا تجف الينابيع ، وتبقى اليد في مرانها . ولن أسعد إلا برأيكَ حين يتمنى المرء ألا يموت إلا واقفاً !!.
لديك عزيزي صلاح ، متسعاً من الوقت ، سوف لن تعرف الخامة التي نفذت بها العمل ، وقد اشرت إليها في احدى الملفات ، وبريدي الإلكتروني مفتوح بلا قيود ، فاكتب ما تشاء ، ولا تلتفت للذين يحاولون اختطاف الصورة ، فربما يأتي الزمان من بعد عمر طويل ونقيم معرضاً وتنفذ لنا برنامج حفاوة ، لتكون كما يقولون " حسن الخاتمة !!

*

Post: #25
Title: Re: مع البروفيسور صلاح محمد حســن ( الجرِّق) : عندما تلثُمك المنافي .
Author: عبدالله الشقليني
Date: 06-27-2011, 03:59 PM
Parent: #24


ملف كنا بصدد امتداده ...
لكن الأرشفة حافظة وقاتلة ..

*