Post: #1 Title: "أمدرمان تحتضر" Author: محمد بدوي مصطفى Date: 05-29-2011, 11:26 PM Parent: #0
"أمدرمان تحتضر"
بقلم: د. محمد بدوي مصطفى ٢٥ سنة غياب عن البلاد وكل مرّة تجد الحال هي الحال. لا تغير في الوضع العام للناس: غلاء، استهتار بالمرافق العامة، اتساخ المظهر العام، أكياس البلاستيك في كل مكان، روائح نافذة حتى على مقربة من بيوت الذكر والمؤسسات الحكومية، سبهللية الحركة فكل من هبّ ودبّ ومن ترك بعيرا له في الخلاء صار يمتطى رقشة، مهاترا بأرواح الخلق؛ شح المياة، إنقطاع التيار الكهربائي، إنعدام الثقة بالناس، وفي النهاية الإبتعاد التام عن تعاليم ديننا الحنيف: النظافة من الإيمان، الصدق، الرفق بالطبيعة وبخلق البارئ المصور، الإخلاص في العمل، الأمانة في التعامل مع الغير، الخ.
أسكن بحي الملازمين وأرى طلاب كلية التقانة يتجالسون ويتهازرون بعضهم البعض بعيدين كل البعد عن المكتبات والأجواء العلمية التي من شأنها رفع القيم والأسس الحضارية لسوداننا المتقطع والمنطوي على نفسه، خائضا حروبا داخلية وأخري سياسية في سماءات العولمة.
مكثت بأمدر الشحباء شحابة سماءها الغبشاء الممتلئة بغبارها السرمدي، وكم وقفت مرة أخرى على كرورها وكرور أروقتها. سكنت مع أصدقاء من المهندسين الألمان الذين جاءوا لعمل الخير بالبلاد دونما أجر أو هبة ووقفنا سويا على سماءات الذبالة أمام بيبان أرجاءها التي كان يضرب بها المثل في السحسحة والأناقة. تجد الفضلات التي تمتلئ بها شوارعها ذات الأسفلت المحفر، ذاك إن وجد.
لكن أين حضارتنا وأين المهتمين بأمر المدن؟ أين تطبيق تعاليم الدين؟ هل يفيد ترديد طلاب المدارس لبعض الركائز الإسلامية؟ أم يبنغي على كل منا وضع ذلك في حيز التطبيق؟ هل يعلم الكل بأن "الدين المعاملة"؟ ليست معاملة البشر ولكن المعاملة بكل الأطر والبيئات التي يعيشون بها.
أكثر ما هو مؤسف والذي غير بدوره معالم مدن السودان هو "الإستثمار الج بان". شاع بين الناس أمر خطير: كل واحد قد بنى عقارا، دكانا أو بيتا أم مخزنا للإيجار، دون الخوض في مشروع شجاع توضع به إمكانياتهم العقلية والإبداعية في خدمة الوطن.
هل كان البروفسير محمد الواثق مخطئا عندما نشر ديوانه أمدرمان تحتضر؟ لماذا أعلن الواثق حملة شعواء على أمدرمان ولم يعلنها على الخرطوم؟ لأنه كان يعرف حقّ المعرفة أنها العاصمة الوطنية للبلاد وأنها حملت وما فتئت، حيث أنها تعج بالخلق الذين أتوا من كل فج عميق ببلاد النصف مليون وشوية ميل مربع. يجب أن نراجع أنفسنا ونرجع بصفة أصولية لأصوليات ديننا الحنيف ولأبجديات التعامل الحضاري، في البيت وفي الشارع، في دور العلم وفي المحافل العامة. هدفنا واحد ووسيلتنا إليه واحدة: الدين المعاملة، بل والمعاملة الحضارية.
Post: #5 Title: Re: "أمدرمان تحتضر" Author: موسى أحمد مروح Date: 05-29-2011, 11:51 PM Parent: #1
كيف الحال يا دكتور
Quote: ومن ترك بعيرا له في الخلاء
هذا أنا
قال المتنبئ في مدح الجمال السودانية: ألا كـل ماشيـة الخيزلـى== فـدا كـل ماشيـة الهيدبـى وكــل نـجـاة بجـاويـة == خنوف وما بي حسن المشى ولكنهـن حـبـال الحـيـاة == وكيـد العـداة وميـط الأذى ضربت بها التيه ضرب القما == ر إمـا لهـذا وإمـا لــذا
Post: #6 Title: Re: "أمدرمان تحتضر" Author: احمد محمد بشير Date: 05-30-2011, 00:03 AM Parent: #5
ليس امدرمان فحسب, فالوطن باكمله يتحتضر يا د.بدوى درست في امدرمان, وشاهدت بعيني البيوت المشيدة منذ زمن المهدية و بالجالوص و التى لم تطور حتى الان وبالاضافة الى مظاهر الدولة الحديثة ولكن بصورة مقرفة جدا وسط برك المياه المنبعثة من الخراطيش الارضية "المطرشقة"و الامطار في الخريف و الركاشات "الماتديك الدرب" و المطاعم الشعبية التى تفتح على هذه المناظر..... غايتو كانت بهدلة وشقاوة لن انساها وكانت لمدة اربعة سنوات بين الكلاكلة حيث اسكن و العباسية وطول المسافة و المواصلات الطلعت عينا, المسؤوليين ديـل ما بيخافوا الله, كل حاجة بيعملوها كلفتة ساكت و الدليل شوارع الظلط العمولوها والقاعدة تتحفر وبقت حفر بعد سنوات بسيطة من الافتتاح.
Post: #7 Title: Re: "أمدرمان تحتضر" Author: SAMIR IBRAHIM Date: 05-30-2011, 02:46 AM Parent: #6
يا دكتور آخر زيارة لامدرمان وجدناها ما زالت عروس النيل ... بل اكثر نظافة .. انت بس امشي العباسية وعضي ليك صحن كوارع ...او امشي سوق المورده واطلب بلطيه ... علي الطلاق الالمان ديل كان عسكروا وما رجعوا هامبورغ مره ثانية ..
وهل من ترك بعير ليس من حقه ان يكون فيها ؟ وكان الاحرى بك معرفه اسباب ترك البعير والهب و الدب وتغيير الوجه الحضارى يا ود ام در؟ كان الاحرى بك ان تتأمل باقى الوطن فيافى وضهارى ومآل الحال اذا كان هذه ام رمان بعد 25سنه
Post: #11 Title: Re: "أمدرمان تحتضر" Author: محمد بدوي مصطفى Date: 05-30-2011, 03:30 PM Parent: #7
سلام سمير. الأكل كان أخر ألسطا. لكن شح الماء، النوم السبات العميق لكل من عملوا معه، كان جوهر المعضلة. لك تحياتي.
Post: #10 Title: Re: "أمدرمان تحتضر" Author: محمد بدوي مصطفى Date: 05-30-2011, 03:28 PM Parent: #6
شكرا على المداخلة. نعم السودان بأكمله يحتضر. أنظر ما قال البروف محمد الواثق:
أم درمان تحتضر – قصيدة البروفسير محمد الواثق
لكل منَّا أن يتأمل الكلمات وما أراد الشاعر الوصول إليه. الشعراء لسان الأمة وهل خلق الواثق هذه الأبيات من وحي الخيال وهو ابن أم درمان؟ للطرح والتأمل
لا حبذا أنت يا ام درمان من بلد أمطرتين نكدا لا جادك المطر
من صحن مسجدها حتى مشارفها يُظلها النيم والهجليج والعشر ولا أحب رجالا من جهالتهم
أمسي وأصبح فيهم آمنا زُفَرُ أكلما قام فيها شاعر فطنٌ جمُّ المقالِ نبيل القلب مبتكر
ضاقوا بهمته واستدبروا جزعا صم القلوبِ وفي آذانهم وَقَرُ أكلما غرست كفي لهم غَرسا
كانوا الجراد فلا يبقي ولا يذر المظهرون بياضَ الصبحِ خشيتهم والمفسدون إذا ما صرّح القمرُ
قميصُ يوسفَ في كفّي أليحُ به قميصَ يوسف لم يُرجع لهم بصرُ
ولا أحبّ نساءً إن سفرنَ فقد تحجّرَ الحسنُ والإشراقُ والخَفَرُ
من كل ماكرةٍ في زيِّ طاهرةٍ في ثوبها تسكنُ الحيّة الذكرُ
يا بعضَ أهلي سئمتُ العيش بينكم وفي الرحيلِ لنا من دونكم وَطَرُ
Post: #9 Title: Re: "أمدرمان تحتضر" Author: محمد بدوي مصطفى Date: 05-30-2011, 03:27 PM Parent: #5
سلام يا صديقي مروح، وكيف ربوع واشنطن؟ أتمنى أن تكون بخير. هل أخذت بعيرك معك إلى دي سي؟ أجمل البعير رأيتها عند الرشايدة. لك مودتي ومنتظر إقتراحتك للندوة المشتركة عند جوته والإسلام.
أخوكم المشتاق محمد
Post: #12 Title: Re: "أمدرمان تحتضر" Author: محمد بدوي مصطفى Date: 05-31-2011, 07:17 AM Parent: #9
انظر تعليقات المقال العام
Post: #13 Title: Re: "أمدرمان تحتضر" Author: محمد بدوي مصطفى Date: 05-31-2011, 06:47 PM Parent: #12
امدرمان .. بى ياتو مدخل بنشوف أمدرمان ؟!. وياها "الشين ودشن وحر سيافى " .. وتلك - لو تعلم - تفاصيل " شناتنا" البنشتهيها ومافى ..
أكتب إليك وفى إحدى ضواحى " لندن " وأرتكب المواصلات وكأشهى ما يكون .. وأنا أمشى وأنا أمشى " بتاعت مارسيل خليفه " ومبسوط جدا من المناخ , والنضافه , واللطافه .. ولكن .. أحن - وفى هذه اللحظة بالتحديد - لأمدرمان ..
والمسأله ليست بتداعى عاطفى ! المسأله مزاج وطنى ..
ولو عرفت كيف أشكلها بالفصحى لشكلتها .. " مزاجن وطني " عنوه كده واقتدار .. وما بالكيف وغصبا عنك .. ويحدى "الركشات"
لى مع " الرشكات " .. ذكريات طريفه وبحق .. وتحديدا تلك المتراصه فى ساحة الشهدا ووردى يغنى " لما يتاتو .. يتاتو .. زى قدلة جنا الوزين .. يتاااااتو "
متاتاة الحبيبه ومتاتاة "الركشه " والله ما تعرف تقبل وين ذاتو ..
اسمعنى .. ياخى انا قربت أعلن عليك الجهاد ..
تحياتى
Post: #15 Title: Re: "أمدرمان تحتضر" Author: محمد بدوي مصطفى Date: 06-01-2011, 01:14 AM Parent: #14
سلام د. المشرف، هذا العزيز يحتاج إلى الكل ليخرج من ردهات الموت وانشقاق زفرات أنفاسه الأخيرة. "حب الشناة" شي و"شناة الحب" شئ آخر. الناس بلغت درجات الثريا ونحن ما زلنا نجري وراء العضة المسؤولة والفولة الجامدة والكرستالة الناصعة البياض، ودور الكشتينة وهلال مريخ والشكل الدائم والنقاش الذي لا ينقطع عن وعن وعن. والبلد ما زالت في سبات عميق. هل نحن كسالى ولا نريد أن نرى الحقائق بأعيننا، لذا نلجأ إلى معين الحنين والغربة لنرتوي منه. هل ما يذكره العرب عنا حقيقة: أكسل شعب في الدنيا السودانيين؟ ما هي مهمة غفير أمدرمان؟ الجلوس والرقاد على العنقريب وسماع الراديو؟
أخي فلتترك ضاحية لندن لسانحة قصيرة، وترجع لامدر الشحباء اسبوعين من الزمان وتعافر فيها من الدغش للمساء، ترى العجب العجاب.
واراك، عند الرجوع، تردد، ما ردده الواثق، عن جمال مونيك وبلدها.
إنطباعاتك بالمقال حقيقية، ولا يستطيع عاقل أن ينكرها، ولكن أنا شخصيا أزعم بأنك نظرت للصورة
من زاوية، وتركت بقية الأجزاء، أم درمان كانت ولم تزل عاصمة شعبية، كل شئ فيها شعبي، وجمالها
في شعبيتها، كما أن الخرطوم كانت ولم تزل العاصمة الرسمية، وتحويل الخرطوم إلى شعبية يقتلها،
بنفس القدر تحويل أم درمان إلى عاصمة رسمية يقتلها، شفت كيف الإختلاف؟
وثمة أمر آخر، فكل مغترب يعود إلى أي مدينة أو أي قرية بالسودان، بعدة مدة طويلة، إلا ويجد نفسه
مسطحا، لا يفقه ما يقوله الناس، ولا يتمكن من مشاركتهم همومهم أو شجونهم، فيلجأ للمخارجة من هذه
الأزمة، إما بإجراء مقارنة بين عالمه وعالمهم فيجدهم بطبيعة الحال متخلفين عنه كثيرا، أو يحاول
مسايرتهم، فيجد نفسه محتاجا لفترة معقولة ليستوعب ما يجري حوله وقد سميت تلك الفترة ( فترة التهيؤ)
Adaptation Perion ، فأنت يا د. محمد لجأت للخيار الأول وهو المقارنة، وأزعم بأنه جانبك الصواب، فكيف
تحكم على مدينة شعبية بقارة إفريقيا، أكثر القارات فقرا وجهلا، بمعايير تقدم مدن من العالم الأول؟
إذن المطلوب منك ومني ومن كل مغترب، أن يمنح نفسه فرصة فترة التهيؤ، ثم يقدم ما عنده في قالب متواضع
ومؤطر بمعايير الحالة الراهنة للمجتمع السوداني، فحينها سيتقبلك المجتمع ويستفيد من أرائك لنقله لما
تريد له من تطور، ولن يعارضك، أما بحالتك الراهنة وبإنتقاداتك له فسوف تكسب معاداته ولن تتمكن أن تقدم
شيئا، وللمغتربين قبلك تجارب في ذلك.
Post: #17 Title: Re: "أمدرمان تحتضر" Author: محمد بدوي مصطفى Date: 06-01-2011, 07:50 AM Parent: #16
الأخ الفاضل حماد، لك التحية والشكر على مداخلتكم المستفيضة. لست ببعيدا عن السودان أحضر إليه في السنة أكثر من مرتين وأعمل في مجال التوعية والتعليم وإنشاء المؤسسات التعليمية. أقدم محاضرات في الجامعات والمعاهد المختلفة وبيوت المشردين للتوعية وأكتب بانتظام في جريدة الأحداث.
لكن مقارنة السودان بدول أخرى غير مجدية. السودان في سبات عميق ولن يفيق إلى بشوك كهربائي، عندما يجد نفسه الطيش بين الأمم. إعملوا فسيرى الله علملكم ورسوله. ونحن فهمنا ذلك نوموا فسيرى الله نومكم ورسوله.
المميت في السودان عدم حمل المسؤولية: كل يتكل على الآخر، والسلسلة طويلة وفي النهاية لا يفعل أحد شيئا.
Quote: هل كان البروفسير محمد الواثق مخطئا عندما نشر ديوانه أمدرمان تحتضر؟ لماذا أعلن الواثق حملة شعواء على أمدرمان ولم يعلنها على الخرطوم؟ لأنه كان يعرف حقّ المعرفة أنها العاصمة الوطنية للبلاد وأنها حملت وما فتئت، حيث أنها تعج بالخلق الذين أتوا من كل فج عميق ببلاد النصف مليون وشوية ميل مربع. يجب أن نراجع أنفسنا ونرجع بصفة أصولية لأصوليات ديننا الحنيف ولأبجديات التعامل الحضاري، في البيت وفي الشارع، في دور العلم وفي المحافل العامة. هدفنا واحد ووسيلتنا إليه واحدة: الدين المعاملة، بل والمعاملة الحضارية
تحية للدكتور محمد بدوي صاحب الملف ،
قبل الدخول في صلب الموضوع ، فإن قصيدة دكتور الواثق تقف في زمان مختلف ، وفي مكان مختلف وفي إطار مختلف ، لا أعتقد أن لها علاقة بموضوع المقال .
وأرجو ألا يكون الخلاف في الرأي إلا من باب الحوار ، ولا تنقص من تقديرنا للمقال أو لصاحبه
انتظر كل عام الإجازة لكي اعود لأمدرمان شوارعها الرئيسية حواريها ازقتها بيوت طينها ريحة الحياة التي تبنعث من كل شئ فيها.
لا يقدح فيها نظافة غيرها ولا ينال منها حج الناس اليها .
تجدني اسير فيها راجلاً من بيت اهلي ( الحوش ) في القلعة الى بيت اهل بيتي في سوق الشجرة تارة بشارع ابوروف وأخريات عبر ازقة ود البنا .
وازحف الى المحطة الوسطى لكي امر عبرها الى عمارة المحامين لمكتب صديقي الغالي عبد الله ميرغني عمر المحامي اشرب الشاي والبزيانوس مع رغيف المخبز الساخن بعد ان اكون قد جلست للحظات مع صديقي الوليد البشرى امام باب مطبعته اتتفرج منتشياً ببهاء وجوه أهل امدرمان ومن جاءها ليشهد فيها منافع ( وما أكثرهم ) .
ويوم الجمعة اترجل الى مسجد جدي العارف بالله الشيخ يوسف ابراهيم النور لأصلي فرضهافيه واعود راجعاً الى القلعة عبر ازقة بيت المال . اسرع الخطى لكي الحق بخطبة الجمعة في جامع السيد عبد الرحمن المهدي لا يهمني من يعتلى المنبر . استمع لتكبير وتهليل اهلنا الأنصار القادمين من كل حدب وصوب اطالع الكتب المفروشة على الأرض اشترى حلاوة المولد واشرب الماء من البرميل . ثم اعود غافلا الى القلعة عبر شوارع ودنوباوي والمقابيل وفريق الشيخ الجعلي . القى التحية على كل من يقابلني اعوض ما فاتني من سلام وتحايا في الغربة .
وارى كل ما رأيته ولكنه جزء من تلك الحياة الأمدرمانية لا ينقصها نظام ونظافة مكان غربتنا( المفروض علينا ) .
امدرمان التي نتوق اليها عزيزي ليست جغرافية فحسب ، بل عبق حياة بفيزيائها وكيميائها ولغتها ومشي اهلها على الأرض .
وشكلك يا ود الملازمين مثل ما كنت تنظر الى احياء امدرمان سابقا من خلال نظارة ( سحسحة ) اولاد الملازمين الآن اصبحت تنظر الى الملازمين نفسها بنظارة ( سحسحة ) المغتربين . هذا من باب الصفة التي اطلقتها انت على الملازمين .
لا اختلف معك في حاجة امدرمان الى مزيد من الجهد للإرتقاء بها . فكما قال المفتون بامدرمان حسين خوجلي ( انهم يقتلون جلال ام درمان ) لكنها امدرمان رغم ذلك .
واتفق مع استاذي المهندس الشقليني في مسألة امدرمان تحتضر بان لها ابعاد غير ابعاد هذا البوست .
فهكذا امدرمان ان احببتها تذوب فيها وفي بساطة اهلها وتواضعهم . تزدريها يسطع نجمك ويخبو سريعا . ولنا في السابقين كتاب .
انظر كلمات هذا الشاعر المترع بحب امدرمان ( حبيبنا ) عبد القادر الكتيابي
Post: #24 Title: Re: "أمدرمان تحتضر" Author: Osman Musa Date: 06-01-2011, 06:19 PM Parent: #23
أنت زول جميل يا أستاذ محمد الواثق
Post: #25 Title: Re: "أمدرمان تحتضر" Author: محمد بدوي مصطفى Date: 06-01-2011, 07:31 PM Parent: #23
البروف الفاضل الأستاذ الجليل محمد الواثق،
لك التحية والاحترام لما أبديته من مداخلة أثرت بدون أدنى شك من مسار المداخلات التي سبقتها. لقد تحدثت مع صديقي ود المشرف عن وجهين، وجه عاطفي لامدرمان عند أهلها والوجه الحقيقي المادي الذي نصطدم به في حياتنا العملية، من كوارث يومية من شح الماء والكهرباء وابجديات البني التحتية، حيث أننا عرفنا مايكمن بها وما بمدن أخرى ترعرعنا على أتربتهافي ريف الغرب الأوربي. لذلك من السهل علينا وضع الحقائق على موازين بينة، من وجه أدب المقارنة أو قل حقائق المقارنة. عندما خرجنا منهاكنا مسلمين بمحض الصدفة، وبعدنا عنهاثم رجعنا إليها وأيماننا زادته الغربة توقدا وقوة، سيماما تعلمناه من علم وضع لهذه القاعدة أساسا متينا، ويخشى الله من عباده ...،
أنشدت في البعد عنها قصائد أيضا - لكن هل بالقصائدو بالحبّ والعواطف نغير مسار الأمور وندفع بعجلة هذه المدينة إلى الأمام؟ فالمدارس ودور العلم والمؤسسات الحكومية كلها في حاجة ماسة إلى بعث روحانوي جديد، أهل الحرف، وأهلنا في كل بقاعة في حوجة إلى ذلك؛ تدني المستوى المعرفي بالجامعات والمعاهد العليا، وانعدام وجود مناخ معرفي وطيد لقيام نهضةأو ثورة تبحث عن مثيل...
خذ من الوقت القليل وانظر لتعليقات الشباب في الفيس بوك يا أستاذ، لرأيت أنها تسير في نهج واقعي لا رومانسي عاطفي. الشباب يحتاج إلى نوافذ جديدة وأطر عصرية لكي يصنعوا مستقبلا مزهرا - أحترت في باريس مرة- وكانت أي حيرة أنظر الديوان الشرقي الغربي وباريسيات فيها عن أمدرمان ما فيها.
يا دكتور طالماامدرمان ######انة وتملؤها الزبالة والنفايات انت جايي تخت فيها مشروع اروبي عملاق لي شنو عشان تنضفها والا تبعثها من الاحتضار البتعانيهو كمدينة محتضرة مشكلة المغربين بالحضارة الغربيةزيكم بيجو ويعتبرو نفسهم انقز*ونا *الزاي لانه زال الكيبورد ساقط يادكتور
ليست أم درمان كما أراد لها الحاقدون أن تصبح سيأتي يوم تغتسل أم درمان من القدم الهمجية ، من الدود الذي يعتاش من الأجساد النائمة نوماً طويلاً جدا . نعرف من الذي لوث أنثانا بنتانة روائحه . هم يعرفون أنفسهم ، أغرقوا " تيتانك " السودان وقصموا ظهر سفينة وطن كان يعيش الحب دماً وجسارة ، وانقسمت السفينة الغارقة ....
المعايير الموضوعية التي تفضلت وذكرتها واسقطتها على مدينة امدرمان ، تتساوى فيها امدرمان مع كل الوطن بلا استثناء . وتجدني ارفع يدي عاليا اثني حديثك وابصم عليه .
لكن ما سقناه عن امدرمان وسبقنا عليه الكثيرون ، من خصائص ( ذاتية ) ،لا يشاركها فيه مكان - جغرافية كيمياء او فيزياء - .
فالتطوير المادي الذي تنشده ( كما يتمناه الجميع ) متى ما توفرت معيناته تتساوى فيه الأمكنة .
واذا تساوت الأمكنة في ذلك تبرز امدرمان وتتميز بامدرمانيتها .
مودتي
د.محمد الواثق
Post: #34 Title: Re: "أمدرمان تحتضر" Author: محمد بدوي مصطفى Date: 06-02-2011, 08:22 AM Parent: #30
Quote:
المعايير الموضوعية التي تفضلت وذكرتها واسقطتها على مدينة امدرمان ، تتساوى فيها امدرمان مع كل الوطن بلا استثناء . وتجدني ارفع يدي عاليا اثني حديثك وابصم عليه .
لكن ما سقناه عن امدرمان وسبقنا عليه الكثيرون ، من خصائص ( ذاتية ) ،لا يشاركها فيه مكان - جغرافية كيمياء او فيزياء - .
فالتطوير المادي الذي تنشده ( كما يتمناه الجميع ) متى ما توفرت معيناته تتساوى فيه الأمكنة .
واذا تساوت الأمكنة في ذلك تبرز امدرمان وتتميز بامدرمانيتها .
مودتي
د.محمد الواثق
الأستاذ الفاضل محمد الواثق، لي الشرف بأن وطئت قدماك بساط المقال ثانية. سعيد بهذا الكتاب الذي جمعنا بكم وكما سعدت بمقال آخر جمعني بالأخ أسامة الخواض وفضيلي جماع وكان الحوار يدور عن بحور الشعر وكتاب الأستاذ عبدالطيب المرشد لفهم أشعار العرب. وهكذا يلتقي ابناء أمدر بعالم النت الخيالوي.
طبعا تابعت لقاء أخير في منتدى الشعراء حينما حياكم رجل من رجالات الدولة وأجزل في ثناءكم مضيفا أنكم أهتديتم بعد أن كنتم l+ enfant terrible الابن المشاكس لها.
مشكلتنا أننا لم نعد نعي أهمية الزمن وأن الوقت قاطع بحد السيوف وهانحنذا نرى دول بلغت شاؤا كبيرا في غضون بضع سنوات عجاف؛ جنوب شرق آسيا وغانا وبلدان كثيرة. لقد تنقلت في بقاع العالم أجمع لكنني لم أر يوما يافطة قرب مسجد أو سينما كتب عليها:
ممنوع البول أو ممنوع التبرز. وهذا يعكس بدوره وجه آخر لامدرمان يجب علينا وضعه في ميزان الحقائق.
السودان يحتاج لنهضة علمية حقيقية ويجب علينا جمعيا المشاركة بها، لا سيما ابناء السودان بالخارج - سوف أكمل المداخلة فيما بعد. لك كل الاحترام والتقدير
Quote: المداخلة البناءة والتى من أجلها سوف ينتحي النقاش منتحى واقعي، سوسيولوجي،
سيوسيولجي شنو يا عوير مشكلتك قارئ مصطلحات لو سالناك عن معناها بترترت زي الرتينة القاطعة اسبيرتو ودي مشكلة امثالك البيتشوبروا في كلام اكبر منهم فقط لانهم زاروا اوروبا قووم لف اوروبا لا تعني احتقارك لمدن السودان ولو زرت سهول السويد او جبال الانديز يا وهم جايي بعد خمية سنة تشتم السودان بالزبالة زيك في حضارات اخري بيصلب في بوابات القرى
Post: #32 Title: Re: "أمدرمان تحتضر" Author: SAMIR IBRAHIM Date: 06-02-2011, 01:46 AM Parent: #31
يا ود الزين يا اخوي مالك قايم علي الراجل القومه دي ...
اولاد الملازمين يا حبيبو ما زمان بنقول عليهم .. تربية بلاط وقراية الراهبات ...
ويا دكتور انت قدمت لامدرمان شنو ؟؟؟؟ ولمن سافرت السودان شلت ليك مقشاشه وقشيت اكوام الزبالة ام تركتها كما وجدتها ؟؟؟؟؟
Post: #33 Title: Re: "أمدرمان تحتضر" Author: محمد بدوي مصطفى Date: 06-02-2011, 08:06 AM
سلام سمير: تسألني عن ما قدمته لأمدرمان: بعض من المجهودات القليلة في تحقيق بعض الرسائل عن أمدرمان (أمدرمان عبر الحقب - الخليفة عبدالله)- لقاءات مستمرة بمدراس العاصمة عن مشاكل التعليم، محاضرات بالجامعات، راديوم أمدرمان، الرابعة، تلفزيون النيل الأزرق، تلفزيون السودان، مراكز ذوي الإحتياجات الخاصة في تأطير بعض الوسائل البداغوجية في تعليم ذوي الإحتيجاجات النمائية. إشراف كامل على مشرود المتشردين وجلب المعونات المادية والمالية للرفع من نشاطاتهم التربوية في مركز طيبة والبشائر.
راجع المواقع وترى بعض العمل المتواضع: Nihal European University in Sudan (NEUS) Rektor: Dr. Mohamed Badawi Bodanrückweg 6 D - 78467 Konstanz - Germany
تحية للجميع ونأمل أن يكون الملف مثمراً ، أو على أقل تقدير نسعى ليكن توثيقاً لمسألة أم درمان والكم الهائل من النفايات رغم أن الدولة تأخذ أجراً عن إزالة النفايات من الجميع ، من المسئول عن الكارثة ؟ . سنجد أن الموضوع ثري ، ويمكن تحويله من شكوى زائر : ( جاييكي شايل الفرح ، عشان تعوضني اللي فات ) إلى موضوع هام .
جاء الدكتور بعد أن ماتت القرى والمدائن بسبب الذين : {فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ }الفجر12 ، كما تقول الآية الكريمة . في مطلع الستينات تحدثت صحيفة يومية بريطانية عن أن الخرطوم لا تقل نظافة عن مدينة لندن !!! نحن نعيش الحالة الاستثنائية أن ماضينا كان أفضل ، لذا يتغنى الجميع بأغنيات حقيبة الفن أو أغنيات مضى عليها أكثر من سبعين عاماً . ولا أعتقد أنا في حاجة للغلظة في الحوار بيننا فيمكن للملف أن يصبح ملفاً رائعاً لو صبرنا عليه .. - ليست أم درمان وحدها ، بل كل المدن في الهم شرقُ - عندما لم يكن المواطن يدفع ثمناً لفاتورة النفايات كان السودان نظيفاً !! - يقول الحكام : ( نحنَ ناس نضيفين والواحد مننا في مجلس الثورة يصرف مرتب رتبته الحكومية ) - وبعد داك ( خلوا البلد نضيفة !! ، عدموها نفاخ النار ) !
Post: #37 Title: Re: "أمدرمان تحتضر" Author: محمد بدوي مصطفى Date: 06-02-2011, 10:33 AM Parent: #35
الأستاذ عبدالله، يا سلام عليك، دي الشئ الذي ننشده هو واقعية الطرح بعيدا عن الرومانسيات. مشاكل النفايات التي تموت على أنقاضها امدرمان لعه صلة وثيقة: من ناحية صحية: بتكاثر الآمراض، إنتشار الذباب في كل أرجاءها إنتشار الأوبئة الكثيرة الناتجة عن الإتساخ وعدم التعامل الصحي مع البيئة.
من ناحية دينية حضارية: الدين المعاملة والمعاملة الحضارية. في المدارس والطرقات ومن الباصات والحافلات، نأكل ونرمي. في بنت أختي بصقت فيها سفة عابرة للقارات من الأمجاد وهي على مقربة من الشارع.
المشكلة كلما أراد الواحد نقد شئ بالبلد، ترى الكل ينقضون عليك إنقضاض الأسد. وتصبح المسألة تكفير وترهيب وما إلى ذلك من أمور أعتبرها مضيعة وقت وخروج عن المحاور الأساسية للنقاش، وأيجاد حل للمشاكل.
بعض الأبيات من: نحن شنو؟ عنقريب الهمبريب(٢٣) خلاص ما تقول، ووقف قول! نحن شنو؟ ونحن منو؟ غفير راقد معاو حراس عناقريب من رقاد تنداس وحفرة قدر الضربة يدخل راس أنحنا النيجفة لحمة راس! إذا ما عرفنا لينا أساس! وتركنا القالوه والقلنا! ومسكنا فؤوسنا بي إحساس! وعمل الخير لكل الناس! وحب أوطانا فوق الراس! والسودان يشيل الكاس والسودان ده فوق الراس
Post: #38 Title: Re: "أمدرمان تحتضر" Author: محمد بدوي مصطفى Date: 06-02-2011, 11:02 AM Parent: #37
بعض الملامح لمدينتي التي أعيش بها، فقط للمقارنة. مدينة صغيرة بها ١٠٠ ألف نسمة وبها جامعة وكلية هندسية ومؤسسات تعليمية رفعية. لكنها جميلة ونطيفة
Quote: من ناحية صحية: بتكاثر الآمراض، إنتشار الذباب في كل أرجاءها إنتشار الأوبئة الكثيرة الناتجة عن الإتساخ وعدم التعامل الصحي مع البيئة.
من ناحية دينية حضارية: الدين المعاملة والمعاملة الحضارية. في المدارس والطرقات ومن الباصات والحافلات، نأكل ونرمي. في بنت أختي بصقت فيها سفة عابرة للقارات من الأمجاد وهي على مقربة من الشارع.
المشكلة كلما أراد الواحد نقد شئ بالبلد، ترى الكل ينقضون عليك إنقضاض الأسد. وتصبح المسألة تكفير وترهيب وما إلى ذلك من أمور أعتبرها مضيعة وقت وخروج عن المحاور الأساسية للنقاش، وأيجاد حل للمشاكل.
أتفق معك فى هذا الكلام
لكين يا دكتور هذه مشكلة مجتمع كامل وليست امدرمان وحدها
هل تستطيع أن تجزم أن من بصق السفه فى بنت أختك من الامجاد
من مواطنى أمدرمان ؟؟
مش ممكن يكون واحد عايش فى دبى وله أى مكان آخر , سمه ما شئت ؟؟
اليوم عرفت من ابن خالي طارق ابراهيم سليمان ( فوكس ) انك محمد بدوي الذي درس معنا في الأهلية المتوسطة اما دفعتنا او التي امامنا من الملازمين دفعتنا اولاد نهرنا نور ( فتحي عبد الحميد ) وماهر الشايقي والفاتح صلاح قرشي والشهيد محمد أحمد ياسين وعلاء تبيدي وامير اخو ناس نادر سيحه اما نهر عبد المنعم ( عبد الرحمن جبرونه ) وعبد العاطي ومن نهر سوار الذهب الحبيب عبد الرحمن الصادق والمرحوم اسامه محجوب باشري والدفعه القدامنا محمد متوكل وعاصم بتاع الباسكت ( ود ناس النو ) وورانا المرحوم امير ( عمر عباس ) والحبيب صديق الصادق .
لك التحية مجددا .
د. محمد الواثق
Post: #43 Title: Re: "أمدرمان تحتضر" Author: محمد بدوي مصطفى Date: 06-03-2011, 08:15 AM Parent: #42
الأستاذ محمد الواثق،
هذه بشارة نعتز بها وأيما أعتزاز. لقد كنت مع صديقي الحميم عبدالرحمن الصادق في سوار ومنهم صديق .... وعمر .... وياسر .... وياسر (لا أذكر الاسماء لبعد الشقة الزمنية). ومن أصدقاءي أولاد مدرسة بيت المال الإبتدائية عبدالعاطي الذي أتى أيضا لفرنسا لمواصلة الدراسة. وكان صديق العمر المرحوم أسامة محجوب باشري الذي جمعت له مبلغا من المال عندما كان مريضا وذهبت إلى مشتشفى إمدرمان سائلا عن موقعه، لكن دون جدوى، علاء تبيدي وصالح سليمان صالح خضر، كنت معه في زيارتي السابقة للسودان. عبدالرحمن جبرونه أرسل لي قبل بضع سنوات أيملة من تكساس، لكنني فقدت الأثر.
أود أن أقول لكم بأنني رغم الآن الصلة الآن قد صارت وطيدة، ما زلت محبا لآلهة شعركم ولو علمت بأنكم منا لطرقت الطريق إليكم راجلا، لأنني بيت الفينة والآخرى أقدم بعض الندوات بالجامعة، مع الدكتور عبدالرحمن آدم حامد والدكتور محمد الخاتم.
لك التحايا والود وارسل لي الأيملة لكي أتواصل معكم
تحياتي وتقديري - هل من أعمال جديدة
محمد
Post: #44 Title: Re: "أمدرمان تحتضر" Author: محمد بدوي مصطفى Date: 06-03-2011, 05:00 PM Parent: #43
حاولت جهدي الا اتداخل في هذا البوست لقصر نظرة صاحبه ويكفي ما ذكره اخي عبد الله الشقليني الرجل رفيع الادب ورقيق الكلمة حينما نكتب عن مدن السودان ايا كانت علينا ان نتذكر مقولة الراحل الطيب صالح من هؤلاء ومن اين اتو وماذا يريدون قد تكون لا تذكر يا اخي الكريم ان شوارع امدرمان مثلها مثل عدد من مدن السودان كانت تكنس يوميا بعمال البلدية الشاسلين القفاف وان سوق امدرمان كان بعد الساعة العاشرة يتم غسله يوميا عندجما كان مال البلدية يوجه في الاتجاه الصحيح ولكن حينما ياتي العسكر ياتون بالفساد يكفي انه في عهد الانقاذ الميمون وحتى كتابة هذه الاحرف بم يتول معتمدية امدرمان وحتى اصيحت ولاية شخص من امدرمان فكيف تتوقع من ليس من اهل امدرمان ان يهتم بها يكفي ان اموال بلدية امدرمان تذه للزواجات الجماعية اللقاءات السياسية للمؤتمر الوطني جمعييات تحفيظ القران الخ الخ ولكن ليس للخدمات معليش امدرمان نحن بنعرف زقاقاتها وكيف حتنضف
Post: #47 Title: Re: "أمدرمان تحتضر" Author: محمد بدوي مصطفى Date: 06-04-2011, 06:46 AM Parent: #46
أخي الكريم، هأنتذا قد تدخلت، ورفعت الستر عن قصر النظر، ثم ماذا؟ كنت أنتظر بُعد النظر في مداخلتكم وبعض الحلول الناجعة في مشكلة قمامة أمدرمان. لكن بأن ترجع إلى "كان" ورفيقاتها في التحليل وإلى الطيب صالح، من هؤلاء؟؟؟!!!!!!
افصح الصبح لنا بُعد هضمك للمادة المطروحة.
إرجع البصر - ثم إرجع البصر كرتين ....
تحياتي
Post: #48 Title: Re: "أمدرمان تحتضر" Author: محمد بدوي مصطفى Date: 06-04-2011, 06:50 AM Parent: #45
الأخ الحبيب د. محمد، نعم تشابه عليّ البقر - نعم، لقد فعلت بنا الغربة ما فعلت فصار الهارديسك يفرمت دائما لفسح المجال لفراغات ذاكرة جديدة. لقد تسآلت وقلت هل محمد الواثق من دفعتنا بالأهلية؟
درب الضبــاع . هولاء الضباع هم النفايات الإنسانية التي هجمت بقذارتها على مدننا والبشر .
Post: #50 Title: Re: "أمدرمان تحتضر" Author: محمد بدوي مصطفى Date: 06-04-2011, 07:58 AM Parent: #49
الفاضل عبدالله، تحياتي ومشكور على المداخلات الثرية.
لكن هناك مسألة مهمة أيضا: عدم حمل المسؤولية من قبلنا كلنا. نحن نشير إليهم ولكن هن نبقى مكتوفي الأيدي ولا نحرك ساكن.
السودان مبني كله على الإتكالية، كما قال د. صحتك بالأمس في تلفزيون السودان، كل شخص يتكل الأمر على الآخر وفي نهاية السلسلة الطويلة، لا يفعل أحد شيئا.
ضرب الدكتور مثلا بالأمس عن الإفطار: الفطور بالمكاتب الساعة عشرة، يذهبون ويأتون الساعة ١٢ وبعدها صلاة الظهر يذهبون ويأتون الساعة ٣ ومن ثم الذهاب إلى البيت بعد يوم مليئ بالعمل!!!!
تحياتي
Post: #51 Title: Re: "أمدرمان تحتضر" Author: محمد الواثق Date: 06-04-2011, 08:52 AM Parent: #50
أمدرمان أنشودة في فم الزمان ولكنها صارت ضحية لأناس جاءوا في آخر الزمن ؟ فعندما سطت الجبهة القومية الاسلامية واحدث نسخها هو المؤتمر الوطني علي الحكم , وجاءوا من العدم بلا تاريخ في العمل الوطني وليس لهم تاريخ في العمل الاجتماعي , أو في المجال الديني , حتي انهم أنكروا بشدة واصرار انهم ينتمون للأخوان المسلمين في بداية انقلابهم وحتي في هذه كانوا يسمون أنفسهم بالاسلاميين وكأنهم يستحون من أصلهم كأخوان مسلمين ! وواقع الحال يبين أن أهل أمدرمان مسلمون ينتمون دينيا الي طوائف الانصار والختمية وجماعات صوفية أخري , وهناك سودانيون مسيحيون من القبط , ويعيش الجميع في سلام ووئام دون حساسيات دينية أو عرقية , وسياسياً ينتمون الي الاتحاديين بأطيافهم المختلفة أو الي حزب الأمة و فئة منهم الي الشيوعيين . أما معظم أهل أمدرمان فيغلب عليهم الانتماء الي الطبقة الوسطي وتتألف من الموظفين ورجال الجيش وصغار التجار وزمرة قليلة من العمال والحرفيين , كما يبلغ التعليم والوعي شأوا كبيراً بين سكانها . ودون أن أقلل من مكانة مدن السودان الأخري فان أمدرمان هي قلب السودان النابض وهي بحق العاصمة الوطنية , ولذلك عندما حل الكيزان لم يجدوا لهم موضع قدم بين سكان أمدرمان , وتملكتهم عقدة نقص طاغية وحقد شديد وضغينة مستعرة , فعمدوا الي اهمال المدينة من الخدمات الاساسية , وعمدوا الي تدمير الطبقة الوسطي بافقارها بالتشريد من الوظائف الحكومية بمذبحة الفصل للصالح العام وأحلوا مكانهم من تحلوا بعدم الكفاءة والأمانة في تحالف نجس بين غياب الكفاءة والفساد , وكذلك بالتضييق علي التجار الشرفاء حتي أخرجوهم من السوق واحتكروا التجارة وفعلوا كل ذلك بناءاً علي خطة مرسومة عن قصد , واذكر أنه في بداية حكمهم المشئوم أن نظم بعض المتسلقين من الكيزان احتفالا بحديقة الريفيرا بالموردة ليخاطبه نائب الرئيس الزبير محمد صالح , وعندما وصل ركبه لم يجد هناك سوي عدة أفراد , فغضب بشدة وقال : (أنا عارفها دي موسكو) , وركب سيارته وقفل راجعاُ بقافلته من الحرس . وعندما أقول أنهم ليست لديهم سابقة أو تاريخ في العمل الوطني فانه لم يكن لهم ذكر الا بعد ظهور شيخهم المغدور به الترابي في ثورة أكتوبر 1964 . وان أعمالهم وأفعالهم تدل علي انهم في عداء مستحكم مع الفضائل وفي تحالف مقدس مع الشيطان , وبلغ الأمر بأحد أكابر شيوخهم وقادتهم التاريخيين وهو الشيخ ياسين عمر الامام وبعد أن أفني عمره مع الجماعة أن يقول انه خائف خوفاً شديداً من الله من بعد الذنوب التي أرتكبها مع هذه الجماعة , وانه بخجل من أن يقول لأبنائه أنه من الأخوان المسليمن . قال هذا الكلام بعد أن ثاب اليه رشده واستيقظ ضميره وتكشفت له حقيقة هؤلاء الناس الذين اتخذوا الدين مطية لأغراضهم الدنيوية النفعية . ولا قنول ان أمدرمان تحتضر أو تموت , فهي ليست كطائر الفينيق الاسطوري الذي يحترق ويصير رماداً ثم ينتفض ويقوم حياً , ولكن ربما تكون أمدرمان كالآرض الجرز اذا أكلوا نباتها فان البذور في باطنها واذا رواها الماء اهتزت وربت وانبتت من كل زوج بهيج . دكتور محمد بدوي مصطفي لك ولأهل أمدرمان التحية والود .
ليست الصورة الضوئية في عشرينات القرن الماضي و التي ضمت جمع من أساطين الأغنية ( خليل فرح ) و ( إبراهيم العبادي ) ومحمد أحمد سرور ) و( عبد الرحمن الريح ) و ( كرومة ) والتي أسماها ابن الشاعر " أحمد محمد صالح " ( أغنية الحقيبة ) . هؤلاء هم الذين جمعوا الشعر والغناء من العشق إلى الوطنية . كانوا يحفرون هوية غرف من نبعها الجميع . جاء الأدباء من بعض أقاليم السودان بتراثهم الثقافي ، وتأثروا بالحياة التي كانت في أم درمان وتغذوا بثقافتها ، بل وحملوا مشاعل أنوارها الثقافية . فقد كانت أم درمان مثل مدني والأبيض ، وطناً للعديد من الأعراق . سكنت الطموحات القبلية ، وضمرت وتطورت من عصبة القبيلة واشرأبت للقومية والوطنية منذ أوائل القرن الماضي . دفع المثقفون أثمانا باهظة من أجل كرامة وطنهم وعزة شعوبهم الطيبة . هؤلاء هم عينة من مثقفي العشرينات ، وهم الذين صقلت طفولتهم الخلاوي القرآنية التي هذبت أرواحهم ونضرت لغتهم .
الشيء بالشيء يذكر ، يحضرني تجربة الكاتب والقاص الأستاذ " عثمان حامد سليمان " وهو يتحدث عن طفولته ، أو الكنز القصصي الذي لا تكمل حكاياته حين قال عندما استضفناه في منتدى السودان الفكري : :
أن المكان كما قلتُ مراراً ولا أمل التكرار هو الوعاء المكاني الذي احتضن تجربتي بكل الحنو . فالنيل هو ابنها يلتف في خاصرتها ، فأنا أحد أبناء مدينة أم درمان و فقد ولدت وتشكلت وشب عودي واستوى على خاصرتها يسير الأبيض كتفاً بكتف مع الأزرق ، يحفانها بالبركة والرجاء. مدينة أمدرمان ونهرها ومزيجها ( خاتفة لونين )، فشرقها كله ماء عذب في انعكاس شمس الصباح على ملاءة الماء .
سأتحدث عن المكان الذي احتضن تجربتي بكل الحنو والرفق ، كانت أم درمان ذلك الوطن الذي ينام على الضفة الغربية من النيل . يمتد من الموردة وحي الأمراء والهاشماب المدينة بأحيائها أسماء اللأسر والعائلات ، تبدو الأحياء قرية مسورة . حي الأمراء إلى مرقد الإمام المهدي حيث القبة والطابية وبيت خليفته ، ثم الملازمين وبيت المال و ود دورو والركابية و ود البصير وأبو روف و ود البنىا وحي القلعة و ود نوباوي إلى مقابر شرفي أفندي والبكري ثم الركابية وحي العرب والمسالمة والمظاهر والبوستة والعرضة والعباسية وأبو كدوك والشياخة وغرباً إلى مقابر العارف بالله الشيخ حمد النيل ثم بانت شمالاً والموردة الميناء النهري العتيد وخور أبو عنجة وحي الضباط ومن الجنوب الفتيحاب . أرض بما حوت من مصاهرات وأعراق وأجناس وثقافات. أم درمان الحركة الوطنية وأم درمان مؤتمر الخريجين وأم درمان جوامع وكنائس ودور ومدراس وبيوت حانية بأهلها وأندية النقابات وأهل الرياضة والفن والقضاء والمجلس البلدي وطير السمبر وآنسات الشاطئين والبرَدَة والصارقيل والورل . أم درمان السياسة وأم درمان الفن وأم درمان المسرح والإذاعة والأسواق والمهن والصناعات والتعليم . أهلها يمارسون حياتهم حين اجتمعت النحل والملل وكل شيء. هنا كان المسرح وهنا كانت شخوص القص .إنه ينبوع الطفولة وأنا أنهل منه كل قصصي . ينبوع الطفولة الذي لا تتوقف شلالاته و من علو تلال براكينها ، من هنا من طفولتي نهلت و باكراً شربتُ من أحاجي أمي . كانت امرأة حكاءة طويلة البال . اكتسبت دربة على القص تأخذنا تواً من القص إلى النوم ، من تلك الحكايات بثت الروح في الخيال ومعابثة الأجسام والكائنات . السينما باكراً . سينما ( برمل بك ) بطرف سوق أم درمان قبل أن تنمحي وصار الآن ذلك المكان موقفاً للعربات ثم مربطاً أولمبياً للسوائم ! .كانت السينما من مصادر الإيحاء في الطفولة الأولى . وهي واهبة المُخيلة الأولى والانتباه . شاهدت أول سينما وأنا في السادسة من عمري . كانت تتردد أصداء الجلاء والاستقلال ، ، تفتح السينما لأخيلة والصورة المتحركة واللقطة المصورة ، والتصوير والحوار وتطور الشخصيات والموسيقى والعيون التي تشاهد و تترك أثرها وذلك الموت الدرامي البارع في النهاية وهو يقود للسخرية . *
ليت ما كتبنا يصب في قصة المدينة التي سبق أن كرهها المستعمر ... قبل أن تكرهها المنظمة التي وطئت بقدمها الثقيل للهدم . *
