الموت يضحك أخيراً : قرنق وطه .

الموت يضحك أخيراً : قرنق وطه .


05-22-2011, 04:29 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=330&msg=1306081798&rn=0


Post: #1
Title: الموت يضحك أخيراً : قرنق وطه .
Author: عبدالله الشقليني
Date: 05-22-2011, 04:29 PM



*



*

الموت يضحك أخيراً : قرنق وطه .

*
عظمة الرؤى تنبلج كالصبح ، ويخفت طنين الطبل الأجوف .
عندما نُشرق ، تنفتح السماوات ونعرج لأبوابها .
إن الدنيا ببراكينها ورياحها وأغلفتها الهوائية،
وشمسها والقمر والأنجم ،
فالجاذبية فينا ومن حولنا لم تزل أكبر من صناعة البشر .
وحدهم يستعْدون غضبها ، والثمر هدية زرع الفسيلة .
لن تتحول أحلامنا لرؤى إن لم نقرأ التاريخ ،
ونستجمع القدرة على الفعل .
*
عندما يمرّ سرب السيارات الكاسيات المُحجبات،
تجد واحدة منها تحمل في جوفها رجلا ،
صعد به الطموح ليكون نائب قائد السرب المُنظَم في أفق الحكاية ،
وصعد سماءً إلى الأعلى .
الغاية تُبرر الوسيلة .
وجاء الزمان ليبحث الطائر ، مكسور الجناح عن عش ابتناه ،
ولم يجد سوى الريح تعوي .
شتان ما بين الفكرة التي تصالحت ،
وبين الفكرة التي قهرت المجتمعات بالقسوة ،
فهجرتها القلوب .
*
أيحق للعقيدة الغليظة أن تسترق في مسيرة تجربتها ،
بعد أن قهرها الذل،
أن تستنير من وضاءة التصوف ،
لتستعيد خطاباً حالماً لتسترد المحبة المفقودة ؟!.
*
كان للأول رؤيا ، وكانت هنالك قضية .
وكانت أدواتها أيقونات ملهمة ، واستقراء تاريخ ،
تبدو الأرض مبسوطة ناعم ترابها ،
ومن تحتها براكين تغلي .
انتشرت المحبة كالهشيم في نار ،
أشعل مواقدها توازن مريب فيه العالم منقسم ،
أصبح للثروة سطوة وسلطان وبهرج وذكاء ،
وكان للقضية أن تستريح على وسادة ،
وكان للنار أن تبحث عن زيتها لتدوم بأي ثمن .
بالصبر والكتمان كان سبيل عقد المصالح ،
وبالصمت وبالسرية ....
*
وكان الاتفاق أخضر العود ،ليّن المَكسر .
نبت في مزرعته الثمر،
وفي النبات الطيب وفيه السموم وفيه الهشاب وفيه النخل .
اتفق الشقيقان اللدودان على السير ببطء ،
يتحسسان الخُطى في طرقات لا هدى تستهدي .
*
كان النرد لصاحبه يرتمي بمشيئته ،
فصار آخر المطاف للنرد أكثر من صاحب ،
فأتمر صاحب الرؤية بمقاييس السلامة ،
واتخذ العدة ،
وأمَّن حياته بوثيقة باهظة الثمن ،
ليكن مستقبل عشيرته أنضر .
هي حسابات خطرة ،
بمقاييس اليوم والأمس والغد .
*
فقد الصديقان اللدودان السيطرة ،
كَمُن الثعبان في سُترة الاتفاق ،
ومات صاحب الرؤيا ،
ولكن الحيّة انتصرت لأغراضها من بعد سنوات.
وجاء يوم الحساب بأسرع مما تشتهي الأنفس ،
وتهاوت مملكة الطموح ،
فالعبرة بالخاتمة .

وضحك الموت أخيراً .
*

Post: #2
Title: Re: الموت يضحك أخيراً : قرنق وطه .
Author: د.السيد قنات
Date: 05-22-2011, 07:52 PM
Parent: #1

سلام أستاذنا العزيز شقليني

هذه سنة الحياة

ولا تدري نفس بأي أرض تموت،

غيّبوه بفعلتهم ومكرهم وخداعهم لأنهم أدركوا أنه


المخلّص من دياجير الكبت والإرهاب

إلي رحاب الحرية،

قتلوه غدرا وغيلة وساروا في جنازته،



ولكن الله يمهل ولا يهمل،

قطعا سيتساقطون واحدا تلو الآخر،


وسنة الله في كونه سائرة إلي يوم البعث


يديكم دوام الصحة وتمام العافية

Post: #3
Title: Re: الموت يضحك أخيراً : قرنق وطه .
Author: عبدالرحمن الحلاوي
Date: 05-23-2011, 04:57 AM
Parent: #2

Quote: كَمُن الثعبان في سُترة الاتفاق

كان بالإمكان الفصل في أبيي قبل الدخول في نيفة شاة !! وهي نفس الأفخاخ التي كان يصنعهاالاستعمار للشعوب إبان تلك الحقب الظلماء ...ولا عزاء

Post: #4
Title: Re: الموت يضحك أخيراً : قرنق وطه .
Author: سيف اليزل الماحي
Date: 05-23-2011, 07:48 AM
Parent: #3

.


قيل أن رؤية جون قرنق كانت تقديم أبيي كأنموذج للتعايش التاريخي وتجسيدا حيا لوحدة إختيارية طوعية في إطار السودان الجديد الموحد،
فهل كانت أبيي نفسها إمتحانا عسيرا للشريكين ولكل أبناء شعبنا من بعده؟!

أستاذنا الشقليني
هذا بعد التحيات الزاكيات
.

Post: #7
Title: Re: الموت يضحك أخيراً : قرنق وطه .
Author: عبدالله الشقليني
Date: 05-23-2011, 09:16 AM
Parent: #3

تحية لك أخي الأكرم : عبد الرحمن الحلاوي ،
والشكر للمساهمة القيمة

*

Post: #5
Title: Re: الموت يضحك أخيراً : قرنق وطه .
Author: عبدالله الشقليني
Date: 05-23-2011, 08:52 AM
Parent: #2


تحية لدكتور سيد قنات وألف مرحبا

Post: #6
Title: Re: الموت يضحك أخيراً : قرنق وطه .
Author: عبدالله الشقليني
Date: 05-23-2011, 08:57 AM
Parent: #1


الموت يضحك أخيراً : قرنق وطه .
(2)

حصاد العُمر :
رؤيا فاردة الجناح .. طارت ولم تقوَ على سطوة الريح ، فسقطتْ . ربما كانت أكبر من أفق العامة . دولة استقطعت على أنقاض رؤيا تهدمتْ أركانها وتشتت شظاياها .
أما دعاة التنظيم ، فقد توقف دورة الفعل عندهم ، تبقت بعض حياة تتنفس في حدها الأدنى . فالمختلِفين معها ليست لهم القدرة على فعل الممانعة .
أيمكن لصفاء التصوف ووهجه أن يُغسل مكر السنين ؟
أيمكن للدين الغليظ الذي ارتدى لبوس القهر أن يتجمل بالتسامُح ؟
*