عيب والله العظيم .. وعيب كبيير

حديث المدينة

عيب.. والله العظيم.!!

عثمان ميرغني

تأكد لي بما لا يدع أي مجال للشك.. أن هناك قرار بمنع انسياب السلع من الشمال للجنوب.. خظر لتجارة الحدود مع جنوب السودان.. قبل أن تعلن دولته.. إذ اتصل بي أمس بعض أصحاب الشاحنات الذين تعودوا على ارسال شحنات من البضائع الى الجنوب. وحكوا لي كيف أن شاحناتهم منعت من عبور الحدود إلى جنوب السودان وظلت لأكثر من عشرة أيام متوقفة في مناطق بعينها في آخر نقطة قبل العبور للجنوب. لا أعرف من اتخذ مثل هذا القرار.. وأي على (استراتيجية ) يستند.. وما المقصود أصلاً من الإجراء.. هل المقصود تجويع شعب جنوب السودان وجعله يدفع ثمن تصويته لصالح الانفصال.. أم هل المقصود معاقبة الحركة الشعبية على مواقفها في انتخابات جنوب كردفان.. بالله عليكم أحسبوها بأي أرقام وبأي حجج .. هل مثل هذه الخطوة في مصلحتنا نحن شعب شمال السودان.. دعك من جنوبه.. جنوب السودان ودولته الجديدة برضانا أو بدونه.. هي الدولة الأقرب رحماً والأقرب جغرافية والأكثر اتصالاً بنا بحدود تقترب من ألفي كيلومتر. وصفها الرئيس البشير بأنها أطول حدود بين بلدين في العالم.. كيف نبني علاقات حسن جوار مع هذه الدولة التي لا تزال جزءاً منا.. بينما نتعامل معها بمثل هذه (التكتيك) قصير النظر.. لن يتضرر أهل الجنوب وحدهم.. التجار الشماليون الذين يعملون في تجارة عبارة للحدود مع الجنوب هم أيضا ضحايا هذا المسلك.. أي عاقل .. ينظر للمستقبل بعين حصيفة يدرك أننا في حاجة لاستثمار القرب الجغرافي وموقع جنوب السودان غير المتصل بالحبر في ترفيع علاقات حسن الجوار و تبادل المصالح مع الجنوب.. حتى يصبح ميناء بورتسودان هو الميناء الرسمي لجنوب السودان بدلاً من البحث عن موانئ أفريقية بديلة في كينيا وغيرها.. ثم مالذي سيحدث عندما نمنع عبور السلع إلى الجنوب.. لن يموت أهل الجنوب جوعاً كل الذي سيفعلونه مزيداً من الاتجاه جنوباً وتوسيع علاقاتهم التجارية مع دول الجوار الأفريقي المتاخمة للجنوب.. وسيحصل الجنوب على نفس السلع وربما أكثر منها.. بعد أن يستغني تماما عن أي عشم في ذوي الرحم والقربى في الشمال.. أتمنى أن نفكر بعقلانية أكثر.. هذا السلوك موجع ومكدر لمستقبلنا .. وقبل ذلك هو سلوك يفتقر للعمق الانساني.. وقيم ديننا الحنيف الاسلامية تجعل للجار حقوقاً أعلى من المعتاد.. وسيكون فهمنا للدين قاصراً إن فهمنا أن الجار (في الدين) مقصود به الأفراد في جوارهم السكني.. هذا فهم (إنتباهي) يسلب الدين شموله .. فكل الآداب التي حض الدين عليها الأفراد هي للمؤسسات أيضاً.. فحقوق الجيرة مقاصد انسانية عامة تعني الجار الدولة أيضاً.. ليت الحكومة ترفع حظر انتقال السلع إلى جنوب السودان.. والله العظيم.. أقل ما يوصف به هذا الأجراء .. (عيب..).. عيب يا جماعة..!

صراحة الواحد محتار عن كيفية قياس المسائل السياسية والاقتصادية فى السودان عن خبره ام خبط عشواء لان
هناك الكثير من القرارات والسياسات التى تم اصدارها والمفروض تكون لصالح البلد تجدها اتت بنتائج كارثية وعكسية ليت الذى اتخذها لو نام ليلته وما فكر خالص .