والله غمـّس باسمك البحري أسبوع الولادة واستراح إلى الأبد
كـُن أنت َ. كـن حتى يكـــون !
لا ……… لا أحـــد ْ
هل أنا ألف ٌ ، وباء ٌ للكتابة أم لتفجير الهياكل ؟
كم سنه كنا معا ً طوق النجاة لقارة محمولة ٍ فوق السراب
ودفتر الإعراب ؟
كم عرب ٌ أتوك ليصبحوا غربا ً
وكم غربٌ أتاكِ ليدخل الإسلام من باب الصلاة على النبي ِّ
وسنِّة النفط المقدّس ؟ كم سنة
وأنا أصدِّق أن لي أمما ً ستتبعني
وأنكِ تكذبين على الطبيعة والمسدَّس. كم سنة ، !
من تزوجني ضفائرنا لأشنق رغبتي وأموت كالأمم القديمة
كم سنه أغريتني بالمشي نحو بلادي الأولى
وبالطيران تحت سمائي الأولى
وباسمك كنت أرفع خيمتي للهاربين من التجارة والدعارة والحضارة
كم سنة كنا نرش على ضحايانا كلام البرق :
بعد هنيهة ٍ سنكون ما كنا وما سنكون
إما أن نكون نهارك العالي …. وإما أن نعود إلى البحيرات القديمة
كم سنة لم تسمعيني جيدا ً . لم تردعيني جيدا ً
لم تحرميني من فواكهك الجميلة
لم تقولي:
حين يبتســـم المخيم تعبس المدن الكبيرة !!
كم سنه
قلنا معـا ً: أنا لا أشاء ، ولا تشائين . اتفقنا . كلنـّا في البحر مـاء
كم سـنه كانت تنظـّمنا يد ُ الفوضـى
تعبنا من نظام الغاز
من مطر الأنابيب الرتيب
ومن صعود الكهرباء إلى الغرف
حريتي فوضاي . إني أعترف
وسأعترف بجميع أخطائي ، وما أترف الفؤاد من الأماني
ليس من حق العصافير الغناء على سرير النائمين
والإيديولوجيا مهنة البوليس في الدول القوية
من نظام الرق ّ في روما
إلى منع الكحول وآفة الأحزاب في ليبيا الحديثة
كم سنه
نحن البداية والبداية والبداية .كم سنة
كنا هناك . ومن هنا ستهاجر العرب ُ
لعقيدة ٍ أخرى وتغترب ُ
قصب هياكلنا
وعروشنا قصب ُ
في كل مئذنة ٍ
حاو ٍ ، ومغتصب ُ
يدعو لأندلس
إن حوصرت حلب ُ
بيروت … فجرا ً
يطلق البحر الرصاص على النوافذ
يفتح العصفور أغنية ً مبكرة ً
يطيـّر ُ جارنا رف ّض الحمام إلى الدخان
يموت من لا يستطيع الركض في الطرقات
قلبي قطعة من برتقال يابس
أهدي إلى جاري الجريدة كي يفتش عن أقاربه ……. أعزيه غدا ً
أمشي لأبحث عن كنوز الماء في قبو البناية
يدخل الطيران أفكاري ويقصفها
فيقتل تسع عشرة طفلة
يتوقف العصفور عن إنشاده
والموت يأتينا بكل سلاحه الجوي ّ والبري ّ والبحري ّ
ألـــــــف قذيفة أخرى …. ولا يتقدم الأعداء شبراً واحدا ً
ما زلت حيا ً – ألف شكر ٍ للمصادفة السعيدة
يبذل الرؤساء جهدا ً عند أمريكا لتفرج عن مياه الشرب
كيف سنغسل الموتى ؟
ويسأل صاحبي : وإذا استجابت للضغوط فهل سيسفر موتنا عن
دولة ٍ …… أم خيمـة ٍ ؟
قلت : انتظر ! لا فرق بين الرايتين
قلت : انتظر حتى تصب الطائرات جحيمها !
بيروت ….. ظهرا ً
يستمر الفجر ُ منذ الفجر
تنكسر السماء على رغيف الخبز
ينكسر الهواء ُ على روؤس الناس ِ من عبء الدخان
ولا جديد لدى العروبة !!
بعد شهر يلتقي كل ُّ الملوك بكل أنواع الملوك
من العقيد إلى الشهيد ، ليبحثوا خطر اليهود على وجود الله
أما الآن فالأحوال هادئة تماما ً مثلما كانت
والموت يأتينا بكل سلاحه الجوي والبري والبحري
مليون انفجار في المدينة
هيروشيما هيروشيما
وحدنا نصغي إلى رعد الحجارة
وحدنا نصغي لما في الروح من عبث ٍ ومن جدوى
وأمريكا على الأسوار تهدي كل طفل لعبة للموت عنقودية
يا هيروشيما العاشق العربي
أمريكا هي الطــــاعون ، والطـــــــاعون أمريكا
نعسنا . أيقظتنا الطائرات وصوت أمريكا
وأمريكا لأمريكا
وهذا الأفق اسمنت ٌ لوحش ِ الجو
نفتح ُ علبة َ السردين ، تقصفها المدافع ُ
نحتمي بستارة الشباك ، تهتز البناية
تقفز الأبواب
أمريكا وراء الباب
أمريكا
بيروت …… ليلا ً
يخرج الشهداء من أشجارهم ، يتفقدون صغارهم
يتجولون على السواحل ، يرصدون الحلم والرؤيا
يغطون السماء بفائض الألوان ، يفترشون موقعهم
يسـمـّون الجزيرة ، يغسلون الماء ، ثم يطرزون حصارنا
قططـــا ً …. ونخلا
وحدنــــا ، والله فينا وحدنــــا
الله فينا قد تجلى !
….أمس ِ – الآن َ – بعد َ غد ٍ
نشيد ٌ للخريف
صور لما بعد النهار
وظلال امرأة ٍ غريبة
وطني حقيبه
وحقيبتي وطني
ولكن …. لا رصيف ولا جدار
لا أرض تحتي كي أموت كما أشاء
ولا سماء حولي لأثقبها وأدخل في خيام الأنبياء
ظهري إلى الحائط
الحائط / الساقط !
وطني حقيبه
وحقيبتي وطن الغجر
شعب ٌ يخيـّم ُ في الأغاني والدخان
شعبٌ يفتش ُعن مكان
بين الشظايا والمطر
وجهي على الزهرة
الزهرة / الجمرة
وطني حقيبه
في الليل أفرشها سريرا ً
وأنام فيها
أخدع الفتيات فيها
أدفن الأحباب فيها
أرتضيها لي مصيرا ً
وأموت فيها
كفـِّي على النجمة
النجمة / الخيمه
وطني حقيبه
من جلد أحبابي
وأندلس القريبة
وطني على كتفي
بقايا الأرض في جسد العروبة
Post: #3 Title: Re: أجمل ما قاله درويش ... مقطع من مديح الظل العالي Author: ناظم ابراهيم Date: 05-12-2011, 05:00 AM Parent: #2
Post: #4 Title: Re: أجمل ما قاله درويش ... مقطع من مديح الظل العالي Author: Mahassin Ibrahim Date: 05-12-2011, 09:49 AM Parent: #3
سلمت ناظم
عبقريه لن يجود الزمان بها .
تذكرت تماما المرحوم الحبيب أخي (محمد) الذى كان يعشق درويش الشعر والتناول.
ربنا يرحمهم ويغفر لهم الاثنين معا.
اين يمكن أجد هذه الدرر _ أى مكان توفرها
لك التقدير والاجلال .
Post: #5 Title: Re: أجمل ما قاله درويش ... مقطع من مديح الظل العالي Author: ناظم ابراهيم Date: 05-12-2011, 04:15 PM Parent: #4
الى روح شقيقك الراحل
فمن كان يحب شعردرويش رجلا جميل النفس
له الرحمه ودرويش ومقامهم عند رب الكون ادعو ان يكون مع الشهداء
لك التفدير والسلام اختى محاسن
Post: #6 Title: Re: أجمل ما قاله درويش ... مقطع من مديح الظل العالي Author: محمد الفاتح خالد حسون Date: 05-12-2011, 05:29 PM Parent: #5
Old Soldiers Never Die, They Just Fade Away
انه لم يمت ولم يتلاشى ... فقط تحول الى اسطورة ... ما زال عالق فينا و في ممرات الخلود
سابح في الدم كالشريان
يخترقنى شعره مثل الشظية
شكراً ناظم لهذا الالق
محمد الفاتح خالد
Quote:
Quote: ألـــــــف قذيفة أخرى …. ولا يتقدم الأعداء شبراً واحدا ً
ما زلت حيا ً – ألف شكر ٍ للمصادفة السعيدة
يبذل الرؤساء جهدا ً عند أمريكا لتفرج عن مياه الشرب
كيف سنغسل الموتى ؟
ويسأل صاحبي : وإذا استجابت للضغوط فهل سيسفر موتنا عن
دولة ٍ …… أم خيمـة ٍ ؟
قلت : انتظر ! لا فرق بين الرايتين
قلت : انتظر حتى تصب الطائرات جحيمها !
بيروت ….. ظهرا ً[/QUOT
Post: #7 Title: Re: أجمل ما قاله درويش ... مقطع من مديح الظل العالي Author: ناظم ابراهيم Date: 05-12-2011, 06:45 PM Parent: #6
عزيزي محمد الفاتح لك الود والتقدير
هو حيا بكلماته الخالده وكل ما نقراء ما كتب يبدو لنا درويش كطائر الفينيق
اهديك رثاء رفيق دربه الشاعر سميح القاسم
Post: #8 Title: Re: أجمل ما قاله درويش ... مقطع من مديح الظل العالي Author: محمد الفاتح خالد حسون Date: 05-13-2011, 05:54 AM Parent: #7
شكراَ ناظم وهذا بعض من رثاء خالد الكركي في محمود درويش
Quote: وعاتب الكركيُّ الراحلَ: لا يا أيها العزيز؛ لقد كنّا نحبّك حيّاً، وكنا وصرنا منك ولكلّ ما كتبت؛ فنعم، لقد أشرت إلينا حين عرفت أن البلاغة كما تقول: تجرح المعنى وتمدح جرحه ، وسألت الموت أن ينتظرك لتنهي تدابير جنازتك، كما تحب وتمنع؛ كما تنبّأت الخطباء، وقرأ: من تكرار ما قالوا عن. البلد الحزين، وعن صمود التين والزيتون في. وجه الزمان وجيشه واشتدّ بالكركيّ الهوى: ولكن أنى لنا أن نتركك دون أن تقول شيئاً عنك وعن بلادك الحزينة، وأغانيها التي في البال، أو ندعك تعود هكذا إلى البيت من غير أن ندّعي حصّةً فيك، أو نسألك لماذا تركت الزمان وحيدا؛ فقد كان عمرك مثلما تهب اللئامُ، ولا نعرف من سيؤنس الآن الشعر بعدك؛ فيا محمود، لقد انتظرت الموت بذوق الأمير الرفيع البديع ، وأبّنت نفسك بأفضل مما قد يفعل أيٌّ منّا، فأذن لنا أن نذكر إخوتنا غرب النهر بوصيّتك في الجدارية. . وقرأ الكركي: سأقول صبّوني بحرف النون، حيث تعبّ روحي سورة الرحمن في القرآن وامشوا صامتين معي على خطوات أجدادي ووقع الناي في أزلي، ولا تضعوا على قبري البنفسج، فهو زهر المحبطين؛ يذكّر الموتى بموت الحبّ قبل أوانه، وضعوا على التابوت سبع سنابل خضراء إن وجدت، وبعض شقائق النعمان ان وجدت، وإلا فاتركوا ورد الكنائس للكنائس والعرائس وامتدّ بالكركيّ المقام: لقد سقط الحصان عن القصيدة لكي يرحل إلى البيت عبر السفح كما شاء: إما الصعود وإما الصعود؛ والآن يا أخانا ما عدتَ بشراً مثلنا، فقد متّ شاعراً أسطورياً لتعيش مع من هم مثلك: شعراء بابل، وهوميروس، وامرئ القيس، وطرفة، والمتنبي، وشكسبير، وطاغور، ولوركا؛ ولقد دخلت التاريخ، وصرت اليوم ما أردت: فكرة وكرمة وطائراً فينيقيّاً وشاعراً جسده تحت الثرى، واسمه فوق الثريا؛ و(لقد صرتَ تماماً كلّ ما تريد). وتمثّل الكركيّ جدَّ درويش المتنبي؛ متيقّناً أن نظلَّ بعدكما عاكفين على السؤال نفسه عند ضفتي النهر: حتّامَ نحن نساري النجمَ في الظّلَم وما سراهُ على خفٍّ ولا قدم ونتبع الماء ما ينفكُّ في سفرٍ ما سار في الغيم منه سار في الأدم ونادى الكركيُّ المرهفَ، والشاهق، والرائع، والنبيل، والمبدع الحاضر أبداً، المناضلَ والإنسان؛ وعاد على الذكرى يوم كان درويش يوماً بيننا ، أعطى من بغداد إلى قرطاج كلاماً جميلاً، وحنيناً طويلاً إلى القدس وعكا ويافا وسائر المدن القديمة؛ التي هي جميعاً تفتقد شاعرها وعاشقها، كما يبحث عنه زهر اللوز وعصافير الجليل، و العربية ، وفراشات المدى في كلّ مكان. وبعد أن تذكر محمد الحنيطي في اللطرون وباب الواد، والصابرين، ختم الكركيّ بما غنّاه درويش: على هذه الأرض ما يستحقّ الحياة
Quote: ووصف النائب أحمد الطيبي درويش بأنه: “نيل مصر، وجمرة الشام، وأرز لبنان، ونخيل الخليج، وعذب دجلة والفرات”، وقال: “انهض يا صاحب الحاكورة والشجر؛ فمن سيكتب غيرك غداً القصيدة؟!”.
Quote: وفي وداع درويش قال الشاعر سميح القاسم في كلمة له خلال مراسم التوديع، إنه “كان لجثمان درويش أن يطلب الراحة الأبدية في مقبرة البروة الجليلة، لكن المستوطنين يصرون على تحويل مقبرة أجداده الى حظيرة لمواشيهم”.
وأضاف: “ولأنك مسكون بالحنين الى خبز أمك وقهوة أمك، فإنهم مسكونون بهاجس العبثية والزوال، ولأنك مفعم بحب شجرة الخروب التي على الطريق بين البروة وعكا، فإنهم ملغمون بالكراهية وشهوة التدمير والتدمير الذاتي، لأنهم لا يحبون الحياة والسلام بقدر ما تحب أشجار الخروب والسنديان في وطنك”.
Post: #9 Title: Re: أجمل ما قاله درويش ... مقطع من مديح الظل العالي Author: ناظم ابراهيم Date: 05-15-2011, 04:32 PM Parent: #8