مشكلة المياه في مدينة الأبيض .. إلى متى ياحكومة ؟؟؟؟

نيف وعشرون عاما على حكم الانقاذ البلاد ؛ ولكنها نيف وعشرون عاما من إمتداد مشكلة أزلية في مدينة عروس الرمال الصامدة .
المياه هي أساس الحياة وقطوعاتها تعودناها قبل أن نشب عن الطوق ولا حكومة اهتمت بحل المشكلة جذريا .
حكومة الانقاذ التي اهتمت ببيع الأراضي وبناء مصفاة النفط وغيرها من ما رأته من مسارات التنمية لم تدرك أن كل شيء تفعله لاقيمة له لو لم تسع لحل مشكلة المياه .
ببساطة لأن المياه هي أساس الحياة
ولأن مدينة بحجم الأبيض تحتاج وقفة جادة لحل هذه المشكلة
ليس نقصا حادا ماتعانيه المدينة العريقة هذه الأيام
ولكن ..
إنقطاعا تاما للمياه ..
الشبكات القديمة ذات المواسير الصغيرة الصدئة تحتاج تغيير
نظام ومنظومة المياه بأكملها تحتاج تغيير
ومياه بارا الجوفية ليست حلا
وقد عبّر عنها الراحل الشاذلي منذ يومها الأول بقولته الشهيرة .
الرئيس ركب الطياره .. والمويه رجعت بارا

لابد من البحث عن بدائل
والبديل الوحيد هو النيل
النيل الذي لانبخل للبخر بمياهه
كيف نبخل به على سكان مدينة هي الثالثة في البلاد من حيث المساحة وعدد السكان ؟؟؟؟

لابد من تغيير الشبكة التي اهترأت ولم تجد لها الصيانة طريقا من قبل أن نولد حتى أوشكنا على الهرم .
ولابد للمسؤولين من وقفة جادة تجاه المشكلة

فالفاتح بشارة ( غفر اله له ) ومحمد علي المرضي والآن معتصم ميرغني
هم ولاة من أبناء المدينة
وولدوا ونشأوا وترعرعوا فيها
وعانوا منذ صغرهم من قطوعاتها المختلفة
ويعلمون خفايا وحقائق وأسباب المشكلة
ولكنهم مع ذلك ..
لم يفعلوا شيئا ..
معتصم لازال على دكة الحكم متربعا على عرش الولاية
وهو من أبناء المدينة
ولد ونما وترعرع بين شوارعها
وعانى مثلنا من مشاكل مياهها
لابد أن تكون المياه قبل الكهرباء والأكل هي الأولية له
ولابد له من حل المشكلة حلا جذريا حتى لو استهلك الأمر كل مخصصات وميزانية المدينة
لأن المدينة تمددت
والمياه انكمشت على عكس تمدد المدينة
وبعد الانكماش انعدمت..
أبناء الولاية في الخارج لابد أن يلعبوا دورهم
فالأبيض لافضل لحكومة عليها منذ عهد الاستغلال
الشبكات القديمة قامت بجهود أهلية
والمواسير كان الأهالي يشترونها بأموالهم لا أموال الحكومة ..
وأعمدة الكهرباء وحتى الأسلاك كاتن آباءنا قد اشتروها حين وصول الكهرباء للأحياء
حتى شوارع الزلط ندفع عليها الأتاوات
المدارس أنشأها الأهالي ( عبدالكريم حسين جعفر ؛ شنتوت ؛ حاج السيد عبدالباقي ؛ التجار ؛ ... الخ )
حتى المساجد أنشأها الأهالي
الحكومة فقط نعرفها عند الأتاوات
وعندما تقترب عادة مواعيد الانتخابات
حيث تكون المياه هي بطلة الوعود
وسيدة البرامج الانتخابية
وتذهب الانتخابات
وتبقى مشكلة المياه
هي كحلايب تماما
لا أحد يريد لها الحل
غير الأهالي المتضررين
والآن
حان الوقت لنطالب الحكومة أن تطلع بمهامها في هذا الشأن
فالأهالي معظمهم هجر المدينة أو هجر ( بضم وتضعيف الهاء وكسر الجيم ) منها بطريقة أو بأخرى
والباقون ماعادت لهم القدرة على الدفع
والذين حلوا محل الأهالي معظمهم لايهمهم أن تحل المشكلة أو تبقى
فمعظمهم ليسوا أصحاب وجعة
لازال هناك بصيص أمل في أن تحل الحكومة المشكلة

ونواصل ....

أزمة مياه حادة بمدينة الأبيض و(6) جنيهات للبرميل