المرحوم/ سعيد خيرالله ( بلبوط )

بقلم : احمد دولة
متأزم : أكلوني لحم ... ورموني عضم!!

هو المرحوم سعيد خير الله الشهير بسعيد بلبوط «وعوك» ولد في حي القلعة - قلعة صالح جبريل في شارع «اللولوي» ، شقيق كل من عبد الحليم وسعيد خير الله الذي لعب حارس مرمى للهلال وحسن خير الله - لعب لفريقي الاخلاص وود نوباوي ، واخلص في ذلك خصوصا لنادي الاخلاص ، اول من اهتم بالاشبال والناشئين وكان يدربهم بنفسه ، اتحادي موت - كان فكره متقدما جدا واول من وقف ضد الاستعانة «بالفقرة» - اسرع من لعب الكرة وهو يلعب في خانة الجناح الايمن - يقال وللمبالغة انه اسرع من الكرة اذا كان يرفع الكورنر ويجري تحت ظلها ويحصل يضربها «هد» كان رحمة الله مثقفا - تعلم قوانين الكرة من الاداري الفذ عبد الرحيم شداد - توفي عام 1998م رحمه الله، نحكي عنه هذه القصص والحكاوي :
1) كان في الاخلاص هو المدرب وسكرتير الالعاب واللاعب اذا اقتضي الامر ، في الخمسينيات كانت صناعة الكور صعبة ولا يعرف سرها الا عوض سالم في الهلال - وشخص اخر اسمه «نكلس» واحمد حسين الذي كان يملك دكان عرض بالخرطوم . واذا الكورة تمزقت كانوا يرسلوها لعوض سالم لتفويرها زي لستك العربة اي فتحها وعمل رقعة واعادة خياطتها ، كلفوه في الاخلاص بتفويرالكور وتأخر ولم يحضرها للتمرين ولما ذهبوا اليه في المنزل لقوه خاتي الكور في حلة كبيرة وشاديهم في النار ولما احرجوه قال ليهم والله فوروهم دي قايلها زي ما بفوروا اللبن .
2) قلنا انه اسرع من عرفته الميادين في الطرف اليمين، وكان في الاخلاص لاعب سريع ايضا اسمه ادم ابو فرار، في ماتش في ميدان الخليفة كان لاعب فيه عثمان الديم قبل انتقاله للهلال، واللاعب ود البحر - الاخلاص، بدأ اللعب قبل اللاعبين ما يخرجوا من دائرة السنتر كان سعيد بلبوط وأبو فرار وصلوا قون الفريق الخصم ولم يجدوا اي لاعب من المهاجمين، ود البحر قال لي عثمان الديم خلي العبوها للمرحوم صالح جبريل - ديل يحصلوهم كيف ؟
3) في القلعة كان عندهم جيران عزابة 4 ولهم ك .ل.ب خطير جدا . وكان المرحوم بلبوط بلاوز منه ، وهو لا يستلطف العزابة والعزابة لا يستلطفونه . وكلما احسوا به يطلقون الك.ل.ب سأله احد الجيران العزابة جيرانك ديل عددهم كم فقال له بثقافته القرآنية «اربعة وخامسهم كل.ب.هم» .
4) الاخلاص كانت له لعبة مهمة والفريق اعمدته الاساسية كانت غائبة ، في نفس اليوم سجل نفسه في الكشف ولعب مدافع ، زملاؤه يقولوا ليه اطلع من خط 6 يقول ليهم بثقة الواثق من نفسه «اقيف في خط ستة وامسك بهم السبعة» .
5) الاخلاص كانت عنده مباراة مهمة ، قاموا ادوهم عجلة وهو واللاعب عبد الله ود آدم علشان يجو بها لي دار الرياضة ام درمان ، واتضح انهما لا يعرفان ركوب العجلة واضطروا لقيادتها وكان وقتها القانون لا يسمح بلعب الاحتياطي ، ووصلا متأخرين ووجدوا الاخلاص مغلوبا فقالا للجماعة لو خليتونا جينا بي كرعينا كان اسرع .
6) كان سريع لانه يلعب حفيان بدون جزمة او كدارة ، في مباراة بعد تعديل القانون ارغم على لبس الكدارة فاعاقته الكدارة في السرعة واتقان التمرير ، ولما اوشكت المباراة على الانتهاء ملص الكدارة وبسرعته الفائقة وصل وسدد واحرز هدفاً دفاع الخصم كله يكورك للحكم والله حفيان والله حفيان .
7) كان بلبوط لطيفا وراجل نكتة حكي ان صديقه ود ارسد سائق تاكسي في المحطة الوسطى ، اخرج ود ارسد الفلوس التي تحصل عليها ورتبها ، وحوالي الساعة 12 ليلا ظهر له 4 فتوات مفتولو العضلات وقالوا ليه عايزين مشوار لام بدة بالسبيل ، فقال لهم بالله ما احسن تدقوني وتشيلوا قروشي هنا لزومو شنو امبدة والتلتلة .
8) سعيد بلبوط مرة جاي من الخرطوم بالطراحة ام شلن ، فاخرج شلن مسهوك ونوي ان يعطيه لصاحب التاكسي ، وعندما نزل بدل ان يعطيه الشلن اعطى صاحب التاكسي الجزلان - صاحب التاكسي يكورك ليه يا خينا يا خينا وهو يقول ليه اعمل ليك شنو مسهوك مسهوك انا دقيته ، ولما لحق به صاحب التاكسي وعلم بامر الجزلان اعتذر له في ادب واداه شلن جديد .
9) الاخلاص لاعب مع الموردة - وهو طرف يمين وابو فرار طرف شمال ، سنترهاف الموردة الصافي جهجهوه جدا ما عرف يمسك منو فيهم ، طلب من المدرب اخراجه وقال ليه «معقول العب مع حرامية ديل عايزين ليهم سواري عشان يمسكهم» .
10) سعيد بلبوط قال ان المرحومين فار وكديس يعملان في دار الرياضة ام درمان . وحدث ان مرض فار وذهب كديس لزيارته ولم يجده بالمنزل ، فقال لزوجته «قولي لي فار كديس جاء ما لقاك» فردت عليه «الحمد لله الما لقيتو كنت اكلته» .
11) الاخلاص وود نوباوي المنافسة بينهما زي الهلال والمريخ ، هجوم الاخلاص كان مكونا من نتشة والسر دوليب ويوسف محمد يوسف ماجوا التمرين الختامي ، وكانوا مساهرين في حفلة جوا منها 5 صباحاً فوجدوا سعيد بلبوط منتظرهم امام البيت ، يوسف كان احمق اخرج كدارته من الدولاب وساق سعيد بلبوط ورمى الكدارة في الحمام وقال ليه جايني 5 صباحاً بتاع لبن انت ؟ الكورة دي خلاص بطلناها والكدارة رميناها .
مرة لم يدخلوه مجلس الإخلاص ولم يمسكوه سكرتير العاب ، قعد يغني في النادي اوصيه «بالاخلاص» وما يحفظ وصيتي واغنية :
خلاص يا قلبي جافوك
نسوا «الاخلاص» ونسيوك
فحاول انت انساهم
ولا تحفل لذكراهم
وقول للماشي يغشاهم
امانة تقول لمن هجروا
فراقكم لينا امره مريب
ولما نالوا مرامهم
جفوني وقالوا «زول» مجنون .
توفى عام 1998م وعمل العزاء بالحارة الخامسة بمنزل اخيه حسن .. رحمه الله واسكنه فسيح جناته مع الصديقين الشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا .
27/9/2005م .
نقلاً من جريدة الصحافة

Quote: اسرع من عرفته الميادين في الطرف اليمين

Quote: الاخلاص لاعب مع الموردة - وهو طرف يمين وابو فرار طرف شمال ، سنترهاف الموردة الصافي جهجهوه جدا ما عرف يمسك منو فيهم ، طلب من المدرب اخراجه وقال ليه «معقول العب مع حرامية ديل عايزين ليهم سواري عشان يمسكهم» .

العم المرحوم / سعيد كان رجل مواصل للناس في أفراحهم وأتراحهم
رجل نكته ومحبوب للكل ....كان مميزا بارتدائه للجلابية والشال
الأحمر .....

نأمل من مسئولي الرياضة وأصدقاء المرحوم اقامة حفل تأبين له ....
وأيضا حفل تكريم لشقيقه حسن الذي فقد بصره وهو في ريعان شبابه .....
الأخ حسن خيرالله رجل موسوعة ويعرف بالاسم كل من يسلم عليه ..يؤدي
صلواته بمسجد الحارة الخامسة بالثورة ....