الاطباء يخلون مستشفى الخرطوم..بعد اعتداء احد افراد القوات النظامية على طبيبة بقسم الحوادث

قام احد افراد القوات النظامية بالاعتداء بالضرب على طبيبة اثناء ادائها لعملها بحوادث الخرطوم

عند لقاء الاطباء بمدير المستشفى
اخبرهم بانه غير مسؤول عن حمايتهم
بعد حديث المدير
واستمرار التحرشات

قام الاطباء باخلاء المستشفى...لحين معرفة المسؤول عن حمايتهم اثناء تأدية عملهم

يوجد الان بعض الاطباء لعلاج الحالات الطارئة فقط

تم نقل المداخلة الي البوست الاخر الصادر عن نفس الهيئه وذلك لعدم تشتيت الاراء بسبب تكرار البوست

Quote: قام الاطباء باخلاء المستشفى...لحين معرفة المسؤول عن حمايتهم اثناء تأدية عملهم

بودي ان نبحث هذا الامر بالعقلانية والجدية التي يستحقها دون الانجراف به الي تداعيات تخرج عن نطاقه
او اقحام مؤثرات جانبيه تجعله مدخلا لاجندات خاصة أو عامة

1- اولا وابتداء ندين اي اعتداء علي طبيب او ممرض يؤدي عمله مهما كان دافع العدوان .. ومهنة الطب ومواقع
الاستشفاء محمية بأنها تقدم للناس اعلي حاجاتهم وهي المحافظة علي الارواح. وحتي في الحرب فإنه يحرم
قصف المستشفيات وتوضع علي اسطحها علامة الصليب او الهلال ليتفادي المعتدي ضربها ..

2- كون المعتدي نظاميا او مدنيا عاديا لا يبيح السكوت علي اي عدوان يرتكبه وكل القوانين تشدد عقوبة من
يعتدي علي موظف اثناء تأدية واجبه .

3 - لا أخال الجهة النظامية التي يتبعها المعتدي تبيح لافرادها مثل هذا الاعتداء .. بل اعرف انها تتشدد بشانه
لانه يسئ اليها .. وتلاحق مرتكبه بقوانينها ونظمها الداخلية بجانب ما يمكن ان يلحقه من القانون العام.

4- ان المنتسب الي قوة نظامية تلاحقه صفته الرسمية في كل تصرفاته داخل العمل وخارجه حتي في تصرفاته
الخاصة والتي لا علاقة لها بصفته الرسمية او المهنية تلك. بينما لو اتي غيرهم من موظفي الحكومة الاخرين
اي فعل مخالف للقانون خارج نطاق عملهم فانهم لا يسألون الا عن مقدار مخالفة ذلك الفعل للقانون ولا تطالهم
القوانين واللوائح الخاصة بوزاراتهم الا بمقدار ما يرتكبون في اطار عملهم او نطاقه الجغرافي. فاذا تشاجرت
نفس الطبيبة مع سائق تاكسي مثلا خارج نطاق العمل فان وزارة الصحة لا تحاسبها علي هذا السلوك وتتركها
لمقتضيات القانون العام .

5- ان الطبيب وغيره من ممارسي المهن الطبية لا يزاولون مهنتهم هبة او منحة للغير .. لذلك فإنهم لا يملكون
حق التوقف عن ادائها الا وفق ضوابط محددة وصارمة ..

6- ان المجتمع السوداني لا يقبل عدوان الرجال علي النساء بالضرب لاي سبب ويعتبره نقصا في الرجولة
والشهامة ...

7- ان العدوان علي الاطباء في السودان وغيره ليس امرا إدا ولا يتطلب توفير الحماية الخاصة والشخصية
لكل طبيب فالاحترام الطبيعي المكفول لهذه المهنه لا يمكن قياسه بما يتوفر لغيرها من المهن بما في ذلك المهن
النظامية التي تفرض علي الناس الخوف بسلطاتها وسطوتها .. وانني استغرب ان يرد مدير المستشفي علي
اطبائه بانه لايعرف وسيلة لحمايتهم ..... إن كان قد فعل .

وفق ما تقدم فان العدوان علي الطبيبة اثناء عملها حتي ولو كان ردا علي عدوان مساو ومواز من جانبها هو امر
مرفوض ومستقبح .. ويستحق المواجهة من ادارة المستشفي بالاتصال بشرطة المستشفي وبالجهة التابع لها
المعتدي .. ولو فعلت لأطفات الاثر الانفعالي الوقتي للمعتدي عليها وزملائها .. اما ان يترك الاطباء مرضاهم
ويخلوا المستشفي كما ورد في عنوان البوست فهو امر اسوأ من عدوان ذلك النظامي علي الطبيبة .. وليس منة
او فضلا منهم ان يقوم بعضهم بالاشراف علي اقسام الحوادث .. الا يجب ان يكون هناك قول فصل من جانب
نقابة الاطباء والهيئات المسئولة عن المهنة وعن صحة الانسان في مثل هذا (الحرد) الذي يؤدي الي تعريض
ارواح المرضي (البشر الادميين) لخطر الازهاق للاحتجاج علي جرم ارتكبه شخص مسئول او غير مسئول

هذا مع حفظ الحق كاملا للمعتدي عليها بملاحقة الجندي او الضابط النظامي قضائيا وملاحقته اداريا ايضا امام
الجهات المسئولة عنه فاذا لم تجد الانصاف القضائي او الاداري فعلي الوطن السلام ..

لعلنا بحاجة لآن نقول لبعضنا خيرا .. فقد اخطأ هولاء الاطباء اذا صح ما ذكر .. ويخطيء كل من له قوامة علي
المهنة اذا سكت علي فعلهم غير الحكيم ....


عمر علي حسن

.