المعاملة بالمثل مع الحركة

ببساطة شديدة نطالب الحكومة وحزبها الحاكم المؤتمر الوطني بأن يلزما ما يُسمى بقطاع الشمال بالحركة الشعبية، بتصفية وجوده في الشمال وإغلاق مكاتبه، وإذا أراد شماليو الحركة العمل السياسي فليكونوا حزباً آخر ببرنامج واسم جديد، ويجب ألا يتساهل معهم أحد، والتعامل بالمثل واجب في هذه الحالات، حتى لا نسمح للحية أن تمد رأسها وأنيابها التي تحمل السم الزعاف في بلدنا عبر ما يُسمى الحركة الشعبية في الشمال.
طبقاً لما ذكره السيد أويت كيسانقا رئيس المؤتمر الوطني السابق في ولاية غرب الاستوائية بالجنوب لـ «راديو مرايا» أول من أمس، بأن حزبه قام بإغلاق كافة مكاتبه في الولاية وتغيير اسمه، في إطار ما بدأه قطاع الجنوب بالمؤتمر الوطني لتغيير برنامج واسم الحزب وتسجيله من جديد عقب إعلان قيام الدولة الجديدة في الجنوب، وبدأت لجنة برئاسة أقنيس لوكودو رئيسة قطاع الجنوب في المؤتمر الوطني، للتداول والتحضير لمؤتمر عام للقطاع في جوبا لتحديد البرنامج الجديد للحزب واسمه.
وإذا كان المؤتمر الوطني لم يأبه لشيء قط، ويعمل على تصفية وجوده في الجنوب، لانتفاء أسباب وجود فرع له هناك، ولعدم توفر رغبة لديه في البقاء سياسياً في دولة أجنبية، فإن الحركة الشعبية لن تبادر أبداً لتصفية وجودها، فمخططاتها لإضعاف الشمال والكيد له مستمرة ولن تتوقف، وهي تحرض سيدتها الولايات المتحدة الأمريكية للتضييق عليه وعدم رفع سيف عقوباتها المسلط على رقابنا، فمن الأولى ألا نسمح لهذا الكيان الجرثومي المسمى الحركة الشعبية في الشمال بالبقاء بيننا.
فقد كشفت الانتخابات التكميلية لولاية جنوب كردفان، أن الارتباط بين الحركة في الجنوب والشمال لا انفصام له، وستكون أذيالها في الشمال عملاءً مخلصين لدولة الجنوب، وولاؤهم سيكون لها وتخابرهم معها ومؤامراتهم لصالحها، فضلاً عن عمالتهم لواشنطون التي لا تحتاج لدليل.
فإلى متى هذا التسامح المُذل مع قطاع الحركة الشمالي، ومع الحركة التي مازال جيشها يقتل الشماليين ويشن هجمات على المسيرية في منطقة أبيي، وتدعم الحركة حركات دارفور، وتحمل أعواد النار لتشعل اللهيب في كل شبر من الشمال. الصادق الرزيقى