ألف وجه للشريعة ..

صحيفة الجريدة ... الأحد 9 يناير 2011


ألف وجه للشريعة...


هناك تمثيلية تلفزيونية (مصرية) قدمها تلفزيون السودان، قبل حوالي عشر سنين، هي، بالنسبة لي مثال جيد لدراما عميقة و حافزة على التفكير.. كان اسمها ( ألف وجه للحقيقة ).. فكرة هذه التمثيلية، المميزة بحق، تقوم على أحداث بطلها شاب توفي والده، و هو بعد صغير، فرباه عمه، الثري .. و لاسباب محددة، اضطر للجوء لطبيب نفسي، و قام ضمن التأريخ المرضي برواية قصة معاناته مع زوجته التي زوجه إياها عمه، بدون أن تكون له بها سابق معرفة.. و لأن الصورة لم تكتمل في ذهن الطبيب، فقد اضطر للاستماع للقصة من الأطراف الاخرى، المرتبطة بالشاب، و القصة، و هم العم، و زوجة العم، و الزوجة.. بطبيعة الحال.. و لقد كانت دهشة الطبيب أنه وجد نفسه أمام أربع روايات مختلفة، للقصة التي يفترض أنها (واحدة).. كان كل شخص يروي القصة بعاطفة مختلفة، مصحوبة بحقائق مختلفة، أيضاً.. بل متناقضة... و لقد كانت براعة التأليف، و الاخراج معاً، تتجلى في أن المشاهد يجد نفسه في حيرة حقيقية، عن ما هي القصة الحقيقية.. هذه التمثيلية، ظلت بالنسبة لي تجسيد ملهم لأن كيف يصنع العقل الإنساني ( حقائقه) التي يسوّل له غروره، بأنها هي (الحقيقة ).. ظلت التمثيلية عالقة بذهني طيلة هذه السنين، و لكن حدثاً ما هو الذي جعلني أعيد تأملها، ألا و هو خطاب رئيس الجمهورية، الشهير، في قضارف الخير، ذاك الذي أعلن فيه عن التطبيق الكامل للشريعة في حال انفصل الجنوب.. الخطاب الذي أثار ردود افعال شتى.. منها المؤيد، و منها الناغم.. و ما جعلني أتذكر تلك الدراما، هو أنه فجأة تداعت لذهني(وجوه) مختلفة لشيء مفترض أنه (واحد )، ألا، و هو الشريعة الإسلامية.. فإذا بظاهرة الألف وجه تبدو متطابقة، تقريباً... فأولاً لدينا الشريعة التي أعلن الرئيس أنه سيشرع في في تطبقيها، في حال الإنفصال، ثانياً، تلك الشريعة الإسلامية التي يزعم حزب المؤتمر الوطني طيلة عقدين من الزمان أنها مطبقة فعلاً، و التي لا يملون، و إن مللنا، ترداد عدم استعدادهم للتنازل عنها، و كونها – أي الشريعة – هي السبب الحقيقي للاستهداف الأمريكي- الغربي للسلطة القائمة.. و تذكرت أيضاً الشريعة التي يدعو لها الإخوة السلفيين، و التي ينعون على الإنقاذيين عدم تطبيقها، ثم تلك الشريعة التي لابد أنها مستقرة في أذهان التكفيريين، و الذين يعتقدون بأن السلفيين-من الفرق الأخرى - مقصرين في اقتفائها... و القائمة تطول فتلك شريعة طالبان، و هاتيك شريعة إيران.. و ذاك هو الدكتور الترابي، بنسخه المتقلبة للشريعة، منذ أن عرفه الناس، و إلى يومنا هذا... تلك النسخ التي تتلون، بحربائية مدهشة، مواطئة لمتطلبات الراهن السياسي.. و ذاك هو السيد الصادق المهدي، ونسخته من الشريعة (ذات القطعيات )، التي يعرف، كيف يخاطب بها ( المثقفين) ذوي الأشواق اللبرالية، الذين تطربهم مقولات حقوق الإنسان، و الديمقراطية، و احترام الآخر، كما يبشر بها في مقام آخر أهلنا الطيبين من الأنصار، أولئك الذين تهزهم عظيم الأشواق لانتصارات (مهدوية )، على الكافرين، من أهل الصليب، و المنكرين لمهدية مهدي الله، من المسلمين.. كل أولئك يراهن على كونه داعي للشريعة، و للحكم بما أنزل الله الذي لا يعارضه إلا الظالمين، الفاسقين، الكافرين.. و من جانب آخر فالكثيرون من المسلمين يعتدون بتطبيق المملكة العربية السعودية للشريعة الإسلامية، و في المقابل فكم من قائل بأن هذه النسخة من الشريعة هي زريعة لتكميم أفواه المعارضين السياسيين، و لتكريس حكم الأسرة الواحدة – آل سعود - وهي الأسرة المعصوم أمراؤها من طائلة الشريعة و حدودها... و لعل الجميع يعلم أن تطبيق للشريعة، في المملكةالسعودية ، يهتدي بالمدرسة الوهابية دليلاً.. ورغم أن الوهابية يصمون آذان الخلق كل حين بنداءاتهم عن فقه الولاء، و البراء، ذاك الذي لا يكتمل الإيمان إلا به.. رغم ذلك، فالسعودية هي أكبر حليف لأمريكا، و الغرب، في الشرق الأوسط المسلم، بل تدل الكثير من التسريبات على أن السعودية تتبوأ موقعاً متقدماً، وسط الدول العربية، فيما يخص التطبيع مع دولة إسرائيل.. و السعودية فضلاً عن ذلك تقدم نموذجاً في الدولة، هو أبعد ما يكون عن سنة النبي ( ص)، و الخلفاء الراشدين المهديين من بعده، هاتين السنتين التين تمثلان حجر الزاوية للفكر الوهابي.. فالإسلام في عهد النبي (ص)، و خلفائه الراشدين قد قدم تجربة مبرأة تماماً من نموذج الملك العضود، الذي يتوارثه آل سعود أباً عن جد.. و الغريب في الأمر هو أن الوهابية لا يعتبرون الملكية بدعة، أو خروجاً عن تعاليم الإسلام، و هم الذين تضيق صدورهم بأمور، أقل من ذلك ضرراً، كمثل تقصير الذقون، و تطويل الإزار، و غيرها من المظاهر، التي لا يضار حال المسلمين بها و لا ينصلح بعدمها من قريب أو بعيد.. فلكأنا، و الحالة هذه، أمام شريعتين عند الوهابية، أولاهما للمسلمين، و الأخرى ملك حصري، مأذون به، فقط،، لآل سعود.. فهذا وجه للشريعة، و ذاك آخر..
و لعل المرء إن ذهب في إحصاء النماذج المقدمة كأفكار تهتدي بالشريعة، يوشك أن يطاول الألف وجه التي وردت في تلك التمثيلية.. فإذا بالأمر أن هناك ( ألف وجه للشريعة ).. تلك الوجوه التي تطل من الجسد المغيب تحت سطح الافكار البشرية، و الدعاوي السياسية التي تزعم لنفسها امتلاك الشريعة و احتكار الحقيقة.. و لعل هذا التعدد الألفي لوجوه تزعم كلها تمثيل الشريعة يجعل البعض يتساءل عن هل هناك ثمة وجود لهذا الجسد المخبأ، أم أنه ليس هناك سوى هذه الوجوه التي يتزاحم أصحابها صراعاً على ثروات البلدان، و الكراسي ذات البريق، شاهرين على بعضهم كل سيف، في محاولة يائسة، و متعنتة لتصفية الوجوه الأخرى، لذاك الجسد المخبأ، لتكون المحصلة وجه واحد لجسد واحد ؟؟؟....

وجوه الشريعة و سباق القداسة..

و لقد يخيل للمرء عندما يستمع للمناظرات، و الجدل بين الجماعات الاسلامية ، حول الشريعة ، أن الأمر ليس سوى صراع حول المنهجية الدينية، بحثاً عن الحق الذي به النجاة يوم القيامة.. و لكن ما لا يغيب عن بصر الناقد الواعي أن صراع الأسلامويين حول (من هو الأصح تطبيقاً للشريعة،و الأحق بها )، هو في الحقيقة صراع سياسي بغيته هي انتزاع نوع من الحصانة السياسية ، أو قل (القداسة) للجماعة الأسلامية ، تلك القداسة التي تبدأ بتقديس الشريعة، و رفعها فوق النقد، و التقييم، باعتبارها محض الحق الموحى به من الله تعالى إلى نبيه، و أنها الكلمة الأخيرة في دين الله التي لا يطالها دثور، و لا يعتريها تجدد ... مروراً بتقديس ذلك الوجه الايديولوجي المحدد، من الشريعة، الذي تقدمه الجماعة، أو الحزب، باعتباره الوجه الوحيد لذاك الجسد، بل إنه هو عين الشريعة ، فلا جسد، و لا وجه... و النهاية المنطقية هي القداسة، و الحصانة لأصحاب هذا الوجه، و دعاته الذين يزعمون لأفكارهم مطابقةً للحق، و احتكاراً له، بحيث يمكن لأحدهم أن يجلس فوق أريكته ، أو يعتلي منبره ، ليحدث الناس في دين الله، أو في شأن الدنيا و هو في حال من الطمأنينة التامة أنه لا يقول إلا ما قال الله و رسوله، و بالتالي فما وراء الحق الذي يصدر عنه إلا الباطل، و النطق عن الهوى.. و هذا ما يمكنك أن تسمعه حرفياً ، من بعض الجماعات السلفية، كما يعبر عنه الآخرون بلسان الحال، سلوكاً نافياً ، و مقصياً للآخر .. و بعيداً عن الغبار الذي يتعمد دعاة الشريعة الإسلامية إثارته، إخفاءاً لملامح الصراع (البشري)، السياسي، فإن واقع الأمر أن سباق القداسة ليس سوى ضرب من ضروب التسابق على الحاكمية المطلقة، و التي تتولد منها كافة أنماط الحكم الشمولي، و السلوك الفاشي.. سباق القداسة هو أسوأ أنماط استغلال الدين لانتاج (شمولية)، لا تمتلك ما يفضلها عن سائر الشموليات الأخرى، بل إنها لتفوق كل الشموليات سوءاً ، ذلك لما فيها التحاف لقداسة الدين لتحقيق مطامع الدنيا من السلطة ، و المال ، فضلاً عن الجمع بين شكلين من أشكال الارهاب .. الإرهاب السلطوي، و الإرهاب الديني..

الشكر أجزله للصديق azz gafar الذي تكرم بلا من بنشر مقالاتي هنا ..

د. أحمد الأبوابي .. ألف وجه للشريعة ..

فوق الى حين رجعة ...

الأخ العزيز
أستاذ عادل
لك التحايا و التقدير
أشكرك على المرور الجميل .. و أتوع لعودك ... و عودك لا بد أحمد..

.

.

طرح رائع .

شكراً لك أختي آمنه على الحضور .. و أسعد بالتثمين

Quote: و لقد يخيل للمرء عندما يستمع للمناظرات، و الجدل بين الجماعات الاسلامية ، حول الشريعة ، أن الأمر ليس سوى صراع حول المنهجية الدينية، بحثاً عن الحق الذي به النجاة يوم القيامة.. و لكن ما لا يغيب عن بصر الناقد الواعي أن صراع الأسلامويين حول (من هو الأصح تطبيقاً للشريعة،و الأحق بها )، هو في الحقيقة صراع سياسي بغيته هي انتزاع نوع من الحصانة السياسية ، أو قل (القداسة) للجماعة الأسلامية ، تلك القداسة التي تبدأ بتقديس الشريعة، و رفعها فوق النقد، و التقييم، باعتبارها محض الحق الموحى به من الله تعالى إلى نبيه، و أنها الكلمة الأخيرة في دين الله التي لا يطالها دثور، و لا يعتريها تجدد ... مروراً بتقديس ذلك الوجه الايديولوجي المحدد، من الشريعة، الذي تقدمه الجماعة، أو الحزب، باعتباره الوجه الوحيد لذاك الجسد، بل إنه هو عين الشريعة ، فلا جسد، و لا وجه... و النهاية المنطقية هي القداسة، و الحصانة لأصحاب هذا الوجه، و دعاته الذين يزعمون لأفكارهم مطابقةً للحق، و احتكاراً له،

وهنا مربط الفرس

دا كلام سمح يا دكتور
ــــــــــــ
بالتأكيد بجيكم عشان اكمل القراية ومع توقعي بمشاركة اقوى من الاستاذ عادل

شكراً استاذ عادل على المرور و الاقتباس المركزي..
انتظر عودتك ..

العزيز حيدر الزين
شكراً على المرور
و في انتظار و توق لرجوعك و الاستاذ عادل

نظرة ثاقبة يا أبوابي...

فهل يعون؟




خالص تحياتي

ألأف شكر الصديق أشرف السر...
عساك طيب ..

.

,

سلامات يا أ حمد ياصديق لك التحية ولعلك تذكر كلامنا في الصيدلية
بداية التسعينيات لقد نبهتني بالمناسبة لقراءات كبيرة داخل الفكر الجمهوري
وأنت وقتها مازلت في بداية سنواتك الجامعية لك التحية ولي وعودة.

د. الأبوابي
سلام الله عليكم
مرحبا بك في سودانيزأون لاين، ومرحبا بحوار جميل معك
قرأت ما كتبته..ولكن اسمح لي بملاحظات عسى أن تكون معالم
للتأمل ولو بعد حين.. فأن ينال الإنسان من ربه تعالى نعمة التبصّر والتفكر
الوصول إلى الحقيقة، من بيk فرث الباطل ودم الريب والشك والران ، فتلك نعمةٌ كبرى لاتضاهيها نعمة، تماما كمن أعطاه
ربنا نعمة التفريق بين المطعومات بالذوق اللساني، ونعمة التفريق بين المشمومات بنعمة الشم.. فكم من مجادِلٍ في الحقّ
بعدما استبان، وله حجّةٌ وسلطان ولسان وبأس، ولكن عندما تُعرَض حججه على "معايير" الحقيقة" يبين حينها الزبد مما ينفع الناس.
*وها أنذا أدلف إلى صدر مقالك مفنّدا..
*فأول ما لاحظته فيه أن مقالك عرض لما يسميه وجوه الشريعة وترك الأمور سبهللا، دون أن يبين لنا
ما هو "وجهه" -الشرعي-الحق "الوحيد" الذي يخالف تلك "الألف" من وجوه الشريعة..وهذا- لعمر الله -خلل في التأصيل والتقعيد
** ترتّب على هذا "الرمي " الفكري و"الهجوم" العشوائي من جميع الجهات أن تغافل الكاتب عن"الحفر عميقا" والغوص في أعماق سبب ذلك النزاع والاختلاف بين هؤلاء الذين صوّرهم بوجوه مختلفة.. سواء من حيث عوامل التاريخ أو الثقافة أو الحضارة أو الفكر أو العقيدة،ولم يُشر-بالتالي- ولو من باب الإنصاف- إلى وجه إيجابي واحد لهذه "الوجوه" هو أقرب إلى "حقيقته"!! ويبدو أن الكاتب له "وجه" آخر يخالف هذه "الوجوه"في الأساس: عقدةً وتأصيلا، كأن لسان حاله يقول:
نزلوا بمكة في قبائل هاشم ****** ونزلت بالبيداء أبعد منزل !
ونتيجةً لذلك تغافل مقاله وجود ثوابت و"مشتركات" لأصحاب هذه التي سمّاها وجوه الشريعة.
ولاشك أن هناك ثوابت ومشتركات رغم الخلاف الكبير في كثير من الامور..وهذه الثوابت تراها
ماثلةً في التسليم بالقرآن والوحي الإلهي، وخاتمية رسالةالرسول صلى الله عليه وسلم، وحفظ مقام أصحاب الرسول
وإجماع السلف ، وتحريم المحرمات، و إقام الشعائر والصلوات ..وأنت تعلم الفرق بين دائرة"أمة" الإسلام و"أمّة" الإجابة"
والدائرة الكبرى: الإسلام.. ودائرة أهل السنة والجماعة..وقد يدخل في الدائرة العامة من تلبّس ببدعة ..
ولذلك هذا التقسيم إلى ألف وجه فيه نظر ، باعتبار المعيار الذي استند إليه في النظر إلى هذه الجماعات..نظر فيها ب"وجه " مخالفٍ تماما.. ولذلك كان تقييم صاحب المقال ونظره لل"الألف وجه" لنا فيه ألف وجهة نظر ..
ويبقى -في نهاية الأمر-أهمية المuيار الذي نقيس به..
وهذا الذي لم أره في ثنايا السطور..
وهو مربط الفرس
ولي عودة بإذن الله

أخي العزيز..
صديقي الجميل .. عبد المنعم ابراهيم ..
ما أنضرها من أيام .. و أصفاها .. تلك التي قضيناها معاً في كسلا الجمال .. كاننت الإجازة حافلة باللقاءات العامرة بالأنس ، و الحوار القيم ، و التواصل الحميم ..
حليل الطاهر ، و شلة السواقي ، و روابط أبناء كسلا بالجامعات .. الخرطوم ، الجزيرة ، و أم درمان الأهلية .. لقد كانت كوكبة متألقة..

_____________________________________
كيف أخبارك إنت ، و و ين بلدك..؟؟؟..

الأخ الكريم عماد موسى..
بدءاً دعني أعبر لك عن تقديري ، و محبتي لشخصكم ..
واقع الأمر أننا لا نعرف بعضنا بشكل مباشر ، و لكن ، عندما خرجت من المعتقل في يونيو الماضي ، قمت بالتنقيب عن ما كتب في الأسافير تفاعلاً مع قضايانا ، و مع الاعتقال بوجه خاص .. و لقد أثلج صدري تواجدك المكثف ، و الإيجابي ، في الحملة الداعمة ، و المتعاطفة معي ، و بقية الزملاء المعتقلين .. ذلك رغم المسافة الفكرية الشاسعة بين ما ينتمي إلينا جميعنا من فكر .. و هذا ما يعطي الأمل بفرصة التلاقي بين الأفراد ، على قاعدة الحق ( الإنساني) ، بمعزل عن انحيازاتهم ، و انتماءاتهم ..

و مما يقرب بيينا أيضاً ، ما أعلمه من الصداقة بينكم ، و بين شقيقي ، و صديقي ، محمد الأبوابي .
هذا مدخل كان لا بد لي من أبدأ به اعترافاً بالفضل لأولي الفضل ..
فمرحباً بك ، و لي عودة للتعقيب على مداخلتك الضافية..

رمي الورود من أولها كده يا دكتور... ما معانا
دايرين (درش)
دي (مزحة) طبعاً
مرحب بيك في المنبر د.الأبوابي، ودي فرصة نشوف (وجه) آخر لك غير (لجنة الأطباء)
بدخول أخونا عماد موسى نتوقع نقاش ساخن لمعرفتنا بالخلفية (العقائدية) لكليكما
واؤيد ما ذهب اليه من تجاهلك للعوامل المشتركة لما تراءى لك من وجوه متعددة وهي تعتبر خطوط حمراء يكاد يكون متفق عليها
هذا الخط نعلم ان لك فيه رأي واضح، وباختصار هل تدعم الوجه الصحيح للشريعة الذي طبقه المصطفى عليه افضل الصلوات؟

ما أراه انا، هو معترك (سياسي) محض يوظفه كلاكما (انتم والحكومة)

تحياتي وودي
ونتمنى لك اقامة طيبة بيننا

الأخ عماد
مرحب مرة أخرى ..
لندخل في الحوار ..

أنا بدءاً ، أود أن أبتدر معك حواراً أرجو أن يكون مضيفاً ، و مفيداً لي ، و لك ، و ليس تكرارً لأي حوار سابق ، بين قبيلتين فكريتين ..
لذا فدعني أعيد ترتيب الأجندة ، توافقاً مع ما هو مرمى المقال ، موضوع الحوار .. أما الحوار ، العقائدي على اتساعه ، فأرجو أن يمد لنا الله ، في العمر ، و الصبر ، لنتناوله ( زنقه ) ، ( زنقه ) .. و البورد قاعد .. و الفوره مليون ..

هذا المقال ، أخي عماد، لا يرمي لتناول يفرز الرؤي ( الوجوه ) إلى وجه صحيح ، و آخر خاطيء ,, أو كما قلت ، أنت : ( ما هو "وجهه" -الشرعي-الحق "الوحيد" الذي يخالف تلك "الألف" من وجوه الشريعة..) ..
هذا لا يعنيني ، هنا ... رغم أنه يعنيني جداً ، من حيث المبدأ .. و ذلك مجال آخر للحوار ..

ما أردت التعبير عنه ، هنا ، هو أن كل وجوه الشريعه المطروحة على الساحه ، بما فيه ( طرحنا ) ، هي معالجات إنسانية ، لذلك الجسد من الشريعة الذي يدعي الجميع بأنه يمثله تماماً .. فهي ، و إن ادعى أصحابها التعبير الناصح عن مرامي السماء ، فواقع الأمر، أنها أرضية ميه الميه ، ، و بصمة العقول ، و انفوس فيها واضحة ، بدليل الإنشطارات المتكررة داخل الوجه الواحد ، و التي أوصلت الأمور إلى هذا التعدد الألفي ..
لذا فعندي ... لا حصانه لأحد ... و ليس لأحد ، شهادة مختومة تدلنا على أنه صاحب الوجه الحق ..
إذا الأمر أمر عقول تتناول ، و تنتج ما تراه حقاً ، و تتحاور ..

و مربط الفرس عندي هو في أنه ( لا سلطان) ، يبرر لأحد هذه الحصانة المبدئية ، و النهائية .. و لا مطابقة افتراضية يمتلكها أحدهم لمرامي السماء ,, يجب أن تقنعنا بأنك على الحق ، حواراً ، و جدالاً بالتي هي أحسن .. و (( كلو زول عاجبو الصاريو) ..
أنا أعلم أن ذلك التصور عن ( المطابقة ) ، هو ملمح فكري لكثير من الجماعات الدينية ، إذ أنه لا يستقيم لها التماسك النفسي ، بدون هكذا عتقاد بأنهم لا يقولو ( إلا ما قال الله، و رسوله) ..
و لكن الأزمة ، تبدأ بوجود (آخر ) ، يدعي المطابقة أيضاً .. ما العمل ..

إن ادعاء المطايقة ، و الإصرار عليه ، و التعصب في مجاله هو ما لج بالبعض إلى الشطط الذي حلل لهم ما حرم الله من قتل النفوس ، و ما جامع الجرافة ببعيد ، و ليس هو بالمثل العزيز ..

لذا فأنا أقول بأن الأمر يجب أن يفهم بأنه صراع إنساني من المؤسف أن الدين ، و بالذات الشريعة ، يستخدمان فيه لابتداع حصانة سياسية تخوّل للبعض أن يستسهل أن ( ترق كل الدماء ) ، في سبيل أن يعود للدين مجده الذي يتصوّر ..
إن كلمة ( الشريعة) ، أصبحت درعاً ، يتقي بهم الكثيرون أن يقفوا في الصف مع غيرهم ، ليصلوا لما هم مشروع من الأهداف ، ( السلطة ، و الثروة ) .. و هي أيضاً مهرب للبعض من المساءلة الفكرية ، و المحاكمة القانونية، إذا ما أفسد المغسدون ، و تجنى المجرمون..
هذا بكل بساطة ما هذغت له في المقال .. لا أكثر ، و لا أقل ..

أخي الشفبع وراق ..
لك التحية ، و المحبة ..

طبعاً بمناسبة الورود ، و الدرش .. فالدرش ملحوق ..

بعدين أنا بافتكر ، إنو بعد الحصل لى (قوش) ، ما في زول يدرش ليهمو زول ..
لأنو ما أظن في زول (أدرش ) منو .. و في النهاية ، رجع للورود ،
فتم درشه درشة واحدة ..

________________
نجي لى موضوعنا ..

أعتقد أن ما قلته للأخ عماد يصلح لأن يقال في الرد على ما طرحت أنت .. و لكن من المناسب أن أجيب على جزئيات محددة من كلامك ..

Quote: واؤيد ما ذهب اليه من تجاهلك للعوامل المشتركة لما تراءى لك من وجوه متعددة وهي تعتبر خطوط حمراء يكاد يكون متفق عليها هذا الخط نعلم ان لك فيه رأي واضح،

الحقيقة أنا أرى بأنه لم تعد هنالك خطوط حمراء ، بالصورة المعهودة ، قبل عقود .. هناك طيف متداخل من ( الوجوه)، لم يعد من السهل فرزها ، كما السابق ، إلى سلفي ، و تجديدي ، و غيرها ، من التصنيفات القديمة .. و إلا فأين تصنف يوسف الكودة ، و عصام أحمد البشير ، الآن ..
أما عن اعتبار (الشريعة ) ، كثابت ، و كخط أحمر .. فتلك ، فرية ، و قناع ، يخفي وراءه الكثيرون ، حقيقة كون ما يقدمونه هو محض اجتهاد بشري ، في التعاطي مع الشئون الأرضية ، من اقتصاد ، و سياسة ..الخ.. فالتأصيل الذي يقدم لكثير من شئون السياسة ، هو عبارة عن تسويغ ، و تسويق ، لما توصل له العقل (البراقماتي) ، للتنظيم المعين ، و أراد أن يعطيه وزناً شرعياً .. الفدرالية ، مثالاً ..
لذا فأنت محق في قولك ..

Quote: ما أراه انا، هو معترك (سياسي) محض يوظفه كلاكما (انتم والحكومة)

و هذا ما يدخلني على سؤالك المباشر لي :

Quote: هل تدعم الوجه الصحيح للشريعة الذي طبقه المصطفى عليه افضل الصلوات؟

فالإجابة ، باختصار ... لا ..
و أنت تعلم دون شك ما أستند إليه من أن هذه الشريعة ، مرحلية ، و قد خدمت غرضها تماماً ، و أنها ، لا تصلح لإنسانية هذا العصر ، إلا إذا فهت الحكمة من وراء نصوصها ، و أحكامها ، و اانتقلنا من نص في القرآن ،إلى نص .. من نص فرعي (ناسخ) ، إلى نص أصلي (منسوخ ) .. و هذا فهم مبذول في أدبيات الفكر الجمهوري ..
و لكن ..
هذا بالنسبة لي ، أيضاً وجه من وجوه الشريعة ، إذ أنه لا يقول بسقوطها ، بل بتطويرها استناداً على نصوص القرآن .. فبين (تطبيق الشريعة )، و (تطوير التشريع ) ، عندي ، اختلاف مقدار ..
و أيضاً ، أرى ، بأنه لا يملك حصانة ، و لا مطابقة ، تمنحه سلطاناً على الناس .. إلأ جدالاً بالتي هي أحسن ..
أشكرك ..

.

د. أحمدالأبوابي كتب:

Quote: الأخ الكريم عماد موسى.. بدءاً دعني أعبر لك عن تقديري ، و محبتي لشخصكم .. واقع الأمر أننا لا نعرف بعضنا بشكل مباشر ، و لكن ، عندما خرجت من المعتقل في يونيو الماضي ، قمت بالتنقيب عن ما كتب في الأسافير تفاعلاً مع قضايانا ، و مع الاعتقال بوجه خاص .. و لقد أثلج صدري تواجدك المكثف ، و الإيجابي ، في الحملة الداعمة ، و المتعاطفة معي ، و بقية الزملاء المعتقلين .. ذلك رغم المسافة الفكرية الشاسعة بين ما ينتمي إلينا جميعنا من فكر .. و هذا ما يعطي الأمل بفرصة التلاقي بين الأفراد ، على قاعدة الحق ( الإنساني) ، بمعزل عن انحيازاتهم ، و انتماءاتهم .. و مما يقرب بيينا أيضاً ، ما أعلمه من الصداقة بينكم ، و بين شقيقي ، و صديقي ، محمد الأبوابي . هذا مدخل كان لا بد لي من أبدأ به اعترافاً بالفضل لأولي الفضل .. فمرحباً بك ، و لي عودة للتعقيب على مداخلتك الضافية..

أشكر لك مشاعرك النبيلة نحو العبد الضعيف المقصّر

Quote: .. و لقد أثلج صدري تواجدك المكثف ، و الإيجابي ، في الحملة الداعمة ، و المتعاطفة معي ، و بقية الزملاء المعتقلين .. ذلك رغم المسافة الفكرية الشاسعة بين ما ينتمي إلينا جميعنا من فكر

هذا أعتبره يا دكتور واجباعليّ ..هذا شئ مبدئي ..وموقف إنساني لابد من تسطيره ..أن أقول (لا ) للتعذيب..(لا ) لتعريض الإنسان-أي إنسان- لإهانة لفظية أو بدنية أو نفسية..إلخ - لابد من مراعاة الإنسان من حيث هو إنسان كرّمه ربّ العزة والجلال..
وحقيقةً هالني ما تمّ ارتكابه في حقك من تصرّفات غير إنسانية من بعض الذين لايعلمون.. كان ينقلها لي تقريبا كل يوم صديقنا وحبيبنا محمد الأبوابي ..وهذه المواقف من فضل الله علينا بهذا الإسلام-هذا الدين العظيم-الذي مهما تكلم الناس عن قيمه فلايستطيعون إيفاء ما اشتمل عليه من قيم عظيمة ..فالتاريخ لاينسى -مثلا- تلك المواقف التي رجع فيها اليهود-مع عدائهم للمسلمين- رجعواآمنين مطمئنين إلى بلاد الإسلام بعد أن وقع النصارى فيهم تقتيلا وإرهابافي الأندلس-أسبانيا حاليا.

Quote: و مما يقرب بيينا أيضاً ، ما أعلمه من الصداقة بينكم ، و بين شقيقي ، و صديقي ، محمد الأبوابي . هذا مدخل كان لا بد لي من أبدأ به اعترافاً بالفضل لأولي الفضل .. فمرحباً بك ، و لي عودة للتعقيب على مداخلتك الضافية

هو ذاك..فمحمد الأبوابي يا دكتور والله -نحسبه-نِعم الأخ والصديق..ونعلم ما أنعم الله به على أسرة آل الأبواابي الكرام في تلك البلاد الطيبة -كسلا-من حسن المكانة والاحترام والتقدير..

Quote: هذا مدخل كان لا بد لي من أبدأ به اعترافاً بالفضل لأولي الفضل

وهذه صفات نبيلة نشيد بها..وعسى أن نلتقيك هنا كثيرا.. وفي الدوحة عندما تأتيها زائرا
شكري الجزيل
وأرجو المعذرة لكثرة الشواغل وعدم المتابعة
لكن سأعود إليك-بإذن الله-

مرحبتين دكتور

Quote: Quote: لذا فأنت محق في قولك .. ما أراه انا، هو معترك (سياسي) محض يوظفه كلاكما (انتم والحكومة)

كنت أعلم ابتداءاً ان لا خلاف (لي) من حيث (المحتوى) مع ما رميت، وإلا من حيث اين يقف كلا منا، ومن اين، والى اين ينظر
ههنا، لا يسعني الا التزام الصمت وحسن المتابعة،،،، الى أجل

معليش يا دكتور
دي غلبني امسكها

Quote: و هذا فهم مبذول في أدبيات الفكر الجمهوري .. و لكن .. هذا بالنسبة لي ، أيضاً وجه من وجوه الشريعة ، إذ أنه لا يقول بسقوطها ، بل بتطويرها استناداً على نصوص القرآن .. فبين (تطبيق الشريعة )، و (تطوير التشريع ) ، عندي ، اختلاف مقدار .. و أيضاً ، أرى ، بأنه لا يملك حصانة ، و لا مطابقة ، تمنحه سلطاناً على الناس .. إلأ جدالاً بالتي هي أحسن ..

هل افهم من هذا انك تقول ان ما (سطرته) الفكرة الجمهورية "قابل" للنقد والأخذ والرد؟

شكرا

مرحب بيك أخي الشفيع

أسعد بأنا ، وصلنا ، لمحطة اتفاق مبدئي ، لا بد أنها ، ستؤاسس لحوار مقبل ، أنا موقن ، بأنه سيكون مفيداً ، و ثراً ..

أما ما (غلبك) ، أن تمسكه من قولي ، الذي قلت عنه ..

Quote: هل افهم من هذا انك تقول ان ما (سطرته) الفكرة الجمهورية "قابل" للنقد والأخذ والرد؟ شكرا

فمقصود تماماً ..
يا صديقي ، هذه الفكرة دعت للفكر الحر الذي قال عنه ، الأستاذ محمود ، في كتاب السفر الأول :

Quote: و لسنا ندعو ، أول ما ندعو ، إلى شئ ، أكثر و لا أقل ، من إعمال الفكر الحر فيما نأتي ، و ماندع من أمورنا ـ الفكر الحر الذي يضيق بكل قيد ، و يسأل عن قيمة كل شئ ، و في قيمة كل شئ .. فليس شئ عنده بمفلت عن البحث ، وليس شئ عنده بمفلت عن التشكيك .. فلا يظنن أحد أن النهضة الدينية ممكنة بغير الفكر الحر .. و لا يظنن أحد أن النهضة الإقتصادية ممكنة بغير الفكر الحر .. و لا يظنن أحد أن الحياة نفسها يمكن أن تكون منتجة ممتعة بغير الفكر الحر .

فمن البديهي ، أن تكون هي خاضعة للبحث ، و التشكيك ، أو حسب عبارتك أنت : ( قابل" للنقد والأخذ والرد؟ ) ..
هذا بالنسبة لي تقتضيه البداهة ، و يحتمه العدل أيضاً ..

لك الشكر..

.

كتب د. الأبوابي:

Quote: ما أردت التعبير عنه ، هنا ، هو أن كل وجوه الشريعه المطروحة على الساحه ، بما فيه ( طرحنا ) ، هي معالجات إنسانية ، لذلك الجسد من الشريعة الذي يدعي الجميع بأنه يمثله تماماً .. فهي ، و إن ادعى أصحابها التعبير الناصح عن مرامي السماء ، فواقع الأمر، أنها أرضية ميه الميه ، ، و بصمة العقول ، و انفوس فيها واضحة ، بدليل الإنشطارات المتكررة داخل الوجه الواحد ، و التي أوصلت الأمور إلى هذا التعدد الألفي .. لذا فعندي ... لا حصانه لأحد ... و ليس لأحد ، شهادة مختومة تدلنا على أنه صاحب الوجه الحق ..

أولا: مرحبتين مرة أخرى
ثانيا: دعنا ندخل في ال"غريق" والمباشر..فكلامك أعلاه- يا د. أحمد -مع أنه يخلط بين"وجود الوحي" و"فهمه"
إلا أنه كلام مُشكِل..ومشوّش..
فأرجو-شاكرا- أن نضع النقاط على الحروف..
لاشك تتفق معي أن القرآن وحي..
وإذا كان هذا الوحي موجودا موجوداً..فهل ما سمّيته ب:

Quote: الإنشطارات المتكررة داخل الوجه الواحد

سببه الاختلاف في الفهم ل

Quote: مرامي السماء

أم أنك تريد ان تحكم بأنه لاينبغي أن يكون هناك خلاف أو "وجوه خلاف" في المسائل الفروعية لأن هناك وحي إلهي..؟
قولك:

Quote: لا حصانه لأحد ... و ليس لأحد ، شهادة مختومة تدلنا على أنه صاحب الوجه الحق

أحسّ بأن كلامك في هذه النقطة يحتاج لتفصيل.. نعم..قد ينشأ خلاف مثلا في المدرسة الفقهية الواحدة نتيجة
لفقه الدليل، وإيقاعه في المسألة، وقد "يخالف" الفقيه نفسه وفتواه السابقة نتيجة لأمور جديدة تعنّ له(كما في بعض فتاوى الشافعي الإمام....وقدتختلف مدرسة أو عالم عن عالم آخر نتيجة لعوامل فهم الدليل أو المذهب أو البيئة ...إلخ..وقد..وقد..
فلا ملام فيما وقع فيه الخلاف بين الأئمة فيما هو سائغ الخلاف..وقد ألف العلامة ابن تيمية كتابا بذلك:
سماه"رفع الملام عن الأئمة الاعلام":
http://www.google.com.qa/url?sa=t&source=web&cd=1&ved=0...uAm0rRfz2wwE0z7ScgeA
كنت أتمنى أن تحدد لنا هذا الخلاف..هل هو خلاف في أصول؟..أم فروع فقهية..أم نوازل فقهية جديدة
كما قلت لك من قبل هناك "مسلّمات" وثوابت..وإن لم يتواضع عليها هؤلاء كتابةً وميثاقا..فقد أقرّوها ديانةً وتسليما..
ونتيجةً لذلك يمكنك أن تتأمل كيف سكت الصوفية وأفروا محاكمة محمود..بل شاركوا في محاكمته-عن طريق النيّل أبو قرون..مع أن هذا النيل أبو قرون نفسه تعرّض لاستتابةوزير الأوقاف الاسبق/عصام البشير عندما ألّف النيل كتابا في الطعن على الصحابة..وحاول إشاعة زواج المتعة...
بغض النظر عن اعتراضات "الجمهوريين" ومن نحا نحوهم في شان مقتل محمود.. إلا أن التيار السائد حين مقتله كان مرتاحا لما حصل..
وهذا الموقف السنّي والصوفي من هذه النقطة بالذات يختصر لك المشهد..بأنه رغم الخلافات..فهناك إشارات حمراء,...وخطوط يقف عندها الناس
شكري

الأخ عماد
سلامات ، و مرحب بيك مجدداً ..

من المؤكد أننا نبدأ عملاً جيداً .. علي أن أعترف ، بأنه صعب .. و لكنه ليس مستحيل .. و هو إجراء حوار هادف ، بين وجهتي نظر ، لم يتح لهما ، في تقديري ، الفرصة للحوار .. كل ما كان هنالك هو الصراع ، الذي يسعى فيه الطرفين ، لنفي الآخر .. و ما أبريء حزبي .. و لذا فأنا سعيد بهذا الحوار ..
و أعتقد بأن العقول لتتحاور ، لا بد من توفر جو نفسي سليم ، بعيد عن : الغرض ، و البغضاء ، و العجلة .. و إلا فالحوار سيكون حوار نفوس .. و هذا ما نشاهده يومياً .. و هو الذي يجعلنا على الدوام ، رغم كثرة ما ندعي من فعاليات الحوار ، لا نكاد نصل إلى شيء مرضي ، كنتاج لحواراتنا ..
أنا أعتقد بأنا مقصرون في أمر مهم ، و هو المحبة .. محبة الآخر .. مشفوعة بحب الخير ، له .. و الصدق في ذلك .. أي حب الهدى ، و الصلاح ، له .. دون وصاية .. أي المحبة التي تجعلني أهديك ، صورة الحق ، كما أتصوره ، و أزعم تعرضي له .. أهديك إياه دون تشويه ، أو تشويش.. أي بلا من و لا أذى ..
( إنك لن تهدي من أحببت ) .. فليس أحدنا بقادر على أن يحدث تحويلاً فكرياً ، إنقلابياً ، في عقل أخيه .. فالأمر معقد جداً ، و متعدد العوامل ، و لا يمتلكه إلا الله .. لذا ، و الحالة هذه ، فحسبنا أن نعطي بعضنا صورة ناصعة ، و غير مشوشة للحق ، كما نراه .. و أن نجتهد في ذلك ما وسعنا الوسع .. تلك الصورة كفيلة بأن تجعلنا ، على الأقل ، نفهم ، كيف يفكر بعضنا .. كيف يرى الآخر الأمور .. هذا الفهم سيعمل ، و في المدى البعيد ، وبشكل تراكمي ، على تطوير ( الرؤية الكلية ) ، عند كلا الطرفين ، و تصحيح الأفهام ، و يؤدي إلى لقاءات ، ربما تتوجت بالإلتقاء الكامل ..
على كل .. نحن فعلاً نحتاج لنتعلم كيف نتحاور .. و الحقوق الأدبية لهذه العبارة لأخي الأستاذ عبد الله فضل الله ..
سأواصل .

من الجيد أن نرى نقاشاً هادئاً بعيدا عن الإساءات والصراخ..

أتوقع منك ومن الطقي مواصلة الحوار في دوائر أخرى و سنقرأ كثيراً ونشارك أحياناً إن راينا أننا نضيف شيئاً..

مدثر سلامات ..
مرحبا بك قارئاً ، أو مشاركاً.

Quote: أنا أعتقد بأنا مقصرون في أمر مهم ، و هو المحبة .. محبة الآخر .. مشفوعة بحب الخير ، له .. و الصدق في ذلك .. أي حب الهدى ، و الصلاح ، له .. دون وصاية .. أي المحبة التي تجعلني أهديك ، صورة الحق ، كما أتصوره ، و أزعم تعرضي له .. أهديك إياه دون تشويه ، أو تشويش.. أي بلا من و لا أذى .. ( إنك لن تهدي من أحببت ) .. فليس أحدنا بقادر على أن يحدث تحويلاً فكرياً ، إنقلابياً ، في عقل أخيه .. فالأمر معقد جداً ، و متعدد العوامل ، و لا يمتلكه إلا الله .. لذا ، و الحالة هذه ، فحسبنا أن نعطي بعضنا صورة ناصعة ، و غير مشوشة للحق ، كما نراه .. و أن نجتهد في ذلك ما وسعنا الوسع .. تلك الصورة كفيلة بأن تجعلنا ، على الأقل ، نفهم ، كيف يفكر بعضنا .. كيف يرى الآخر الأمور .. هذا الفهم سيعمل ، و في المدى البعيد ، وبشكل تراكمي ، على تطوير ( الرؤية الكلية ) ، عند كلا الطرفين ، و تصحيح الأفهام ، و يؤدي إلى لقاءات ، ربما تتوجت بالإلتقاء الكامل ..

لا شك يا د. الأبوابي أن إدارة الحوار دون تشويش ولا منّ ..بل ومن من منظلق حب الخير للآخرين
هو ما ينبغي أن يكون ديدن من يعتقد انه يحمل الخير للناس..
أوافقك القول..
و(حولها ندندن)
شكري

فوق إلى حين عودة ..

Quote: أنا أعلم أن ذلك التصور عن ( المطابقة ) ، هو ملمح فكري لكثير من الجماعات الدينية ، إذ أنه لا يستقيم لها التماسك النفسي ، بدون هكذا عتقاد بأنهم لا يقولو ( إلا ما قال الله، و رسوله) .. و لكن الأزمة ، تبدأ بوجود (آخر ) ، يدعي المطابقة أيضاً .. ما العمل .. إن ادعاء المطايقة ، و الإصرار عليه ، و التعصب في مجاله هو ما لج بالبعض إلى الشطط الذي حلل لهم ما حرم الله من قتل النفوس ، و ما جامع الجرافة ببعيد ، و ليس هو بالمثل العزيز ..

د. الأبوابي..مرحبا
إن كانت المسألة اجتهادية..فلا ادّعاء لمجتهدٍ في الفروع والنوازل ل"المطابقة"..وإنما شعاره:- هذا اجتهادي..فإن كان صوابا فمن الله ، وإن كان خطئاً فمني ومن الشيطان..
كما لايخفى عليك أن هناك "أصول" يتم الرجوع إليهاعن التنازع أو الافتاء : القرآن..كلام الرسول صلى الله عليه وسلم..فهم السلف والإجماع..
ما هو أصل..أو عقيدة..أو إجماع..فهذا ليس ولا ينبغي أن يكون فيه نزاع، وإلأ لكان المنازِع مجادِلا..أو منكِرا لهذه الأصول .. وحينها تنتفي "الأرضية" التي يمكن الانطلاق منها للحوار.

Quote: إن ادعاء المطايقة ، و الإصرار عليه ، و التعصب في مجاله هو ما لج بالبعض إلى الشطط الذي حلل لهم ما حرم الله من قتل النفوس ، و ما جامع الجرافة ببعيد ، و ليس هو بالمثل العزيز

صدقت في هذه النقطة..وإذا رجعت للتاريخ لوجدت الخوارج مثالا لما قلتَه في الاقتباس -أعلاه-..ولكن عند النقاش والعِلم، تنمحي جميع الادعاءات ، فقد هزمهم حبر الأمة ابن عباس عندما عقد معهم السجالات والمناظرات العلمية بالأدلة الشرعية والبراهين العقلية..فرجع منهم الآلاف..
وهذا ما ينبغي أن تكون مهمتنا كمسلمين
ولازال آلاف من عير المسلمين يفيئون لهذه الدين العظيم بهذه المنهجية الجميلة في الدعوة والطرح الجميل..
دونك كمثال للطبيب الألمعي الذكي هذا الدكتور"زاكر نايك" http://www.google.com.qa/url?q=http://www.irf.net/&sa=U...D4BVnvlZD79jw-زميلكم في المهنة- الذي سخّر ذكاءه وهو النطاسيّ البارع -في تقديم الدواء الناجع لملايين من المتعطشين للمعرفة في شبه القارة الهندية.
وقبلهأحمد ديدات-رحمه الله-
وأثناء ذلك د.http://www.google.com.qa/url?q=http://www.islam- كيث مور صاحب الكتاب الأشهر:"الإنسان النامي" الذي ملأه آيات قرآنية وأحاديث نبوية مع تجاربه العملية بالصور الفوتغرافية في علم الأجنّة!! وكآنه أتى للتو من خلوة"ودالفادني" وليس من جامعات تورنتو وأمريكا!!
إنها الهداية يا دكتور.. guide.com/&sa=U&ei=hV3bTbHTL8zHrQeW1p3rDg&ved=0CA0QFjAA&usg=AFQjCNEza4VvpkJUZpXg6umJvhnGyOeZhQ

والغريب يا د.الأبوابي أن الذين يدخلون الإسلام ويتذوقونه-وإن جاءوا من رحم وقمة الحداثة ..وانحدروا من دول تشرّبت العلم والحضارة..والعصرنة- فإنك تجدهم متجاوبين مع الإسلام-بفهمه السلفي التيق العظيم-بل ويتماهون مع معاصرةٍ حيوية..لاتجد في مسالكهم وفهمهم تضاربا أو تناقضا..لأنهم عاشوا وخبروا جيدا حياة الجاهلية..فوجدوا الظلّ الظليل بعد لفحات الهجير
تحياتي

http://www.google.com.qa/url?q=http://www.islam-guide.c...JUZpXg6umJvhnGyOeZhQ
وأرجو-شاكرا- مراجعة ما قله د. كيث مور هنا http://www.islam-guide.com/frm-ch1-1-a.htm

سلامات يا د.احمد وضيوفه ..
كلام جميل وحوار هادئ ..

ارجو مراجعة هذا المقال ايضاً يا دكتور..

الاسلام لا يوجب طاعة الحاكم .. يا الشفيع وراق

تحياتي

الأخ / عماد ... تحياتي

متابع ، و كلي ، تقدير ، لما تقدمه من رؤية ..
سأعود للتعليق ، عاجلاً ، باذن الله ..

الصديق حيدر
حبابك ، و نسعد بالمتابعة ،
وشكراً على الرابط ..
سأكون هناك بإذن الله..

Quote: و ما جعلني أتذكر تلك الدراما، هو أنه فجأة تداعت لذهني(وجوه) مختلفة لشيء مفترض أنه (واحد )، ألا، و هو الشريعة الإسلامية.. فإذا بظاهرة الألف وجه تبدو متطابقة، تقريباً...

الأخ/ أحمد والزوار الكر ام
طيب التحايا لكم جميعاً
أزعم أن تفسير ما حار فيه عقلك يوجد في هذه المداخلة التي كتبتها قبل قليل في بوست للأخ حامد بدوي عن الإسلام والديمقراطية وقد اقتبست الفقرة أدناه من مداخلة للأستاذ محمد الواثق وسأضع المداخلة كما هي دون تعديل لأنها تغطي ذلك العيب ذو الألف وجه .

Quote: إن النظام الإسلامي ليس أحكاماً جاهزة تطبق ولكنه قواعد عامة ومقاصد كلية وأهداف وغايات وفلسفة يسعى المسلمون الى تطبيقها.

الأخ /حامد والمتداخلون الكرام
سلام لكم جميعا

حقيقة طرح هذا الموضوع في هذا المنبر عام 2005 وحظي بحوار مستفيض غير أن العقلية التي تربت على الفهم الإسلامي التقليدي يصعب تحييدها نظرياً لتعقل بلطائف الإحسان فهي دوماً تحتاج سلاسل الامتحان حتي تدرك خطل ما كانت تؤمن به ،وعلي كل لا بأس من مناقشة الأمر ثانية وثالثة فكما يقول أهلنا كترة النقرة بتكسر الحجر .
في المقتبس أعلاه وصف الأستاذ الواثق الإسلام بأنه نظام في أول الفقرة ثم نزعها عنه في آخرها وقد يكون ذلك عفويّاً دون تنبه لأهمية التحديد في هذه المسألة ، فالنظام the system دائما لديه آليّات محددة لا يمكن تخطيها ولكن يمكن تعديلها وتطويرها للوصول للأهداف والغايات ولا يترك ذلك للعاملين عليه كما هو الحال في نظام الإدارة أو المصانع التي تحرك الآتها لتنتج صنعة ما لأن تدخل العاملين في نظامها يفسده ولا يجعله نظاما بل هو اجتهاد متروك لهم كل حسب مقدرته ومهارته وهذا ما قام به فلاسفة الغرب التنويريين عندما أدركوا أن الدين ليس به نظام يصبون فيه خاماتهم من الصراعات الاجتماعية والاقتصادية ليقوم بتصنيعها حرية ومساواةً وعدلاً فقاموا بإبعاده نهائيّاً عن صناعة شأنهم العام وجعلوه مصنعاً خاصاً بكل فرد وهذه من العدل أيضاً ، وأقاموا بدلا عنه نظاماً متكاملاً من الفلسفة الاجتماعية المسمّاة الديمقراطيّة لتكون هي المصنع الذي ينتج لهم الحرية وسيادة القانون والعدل، ويهذا لا يكون للإسلام ميزة تجعلنا نتمسك به كفلسفة اجتماعية فكل فلسفات الدنيا تنادي بالقيم وأدنى مراتب الأخلاق ( العدل ) الذي فشلت كل أمة الإسلام في تحقيقه من أقصى شرقها في أفغانستان إلي أدناه في موريتانيا،هذا إذا غضضنا الطرف عن الأحكام القطعية التي أصدرها في حق من لا يرى فيه الحق والصواب !!! وهذه في رأيي معضلة إن لم تحل بصورة جذرية فلا يمكن التحدث عن ما تبقي من قيم الحرية والمساواة والعدل .

أبوحمـــــــــــد

أخي عثمان عبد القادر
لك التحايا ، و وافر التقدير .
أشكرك على مداخلتك الضافية ، و التي تستلزك رجعة ماهلة ، و مفصلة ..
مودتي..

الأخ عماد موسى ..
سلامات .
آسف للتأخر في الرد .. أعيش بعض المشغوليات ، هذه الأيام .. ليس أقلها تجدد حراكنا في لجنة الأطباء ..

من الطبيعي ، أن تسعي لتؤسس لقواسم مشتركة ، و أرضية للحوار .. و هذا ما دارت حوله هذه الفقرة ..

Quote: كما لايخفى عليك أن هناك "أصول" يتم الرجوع إليهاعن التنازع أو الافتاء : القرآن..كلام الرسول صلى الله عليه وسلم..فهم السلف والإجماع.. القرآن..كلام الرسول صلى الله عليه وسلم..فهم السلف والإجماع.. ما هو أصل..أو عقيدة..أو إجماع..فهذا ليس ولا ينبغي أن يكون فيه نزاع، وإلأ لكان المنازِع مجادِلا..أو منكِرا لهذه الأصول .. وحينها تنتفي "الأرضية" التي يمكن الانطلاق منها للحوار.

و هو سعي محمود .. و لكن الحوار لا يقوم إلا بقيام الشراكة في تقعيد أرضية الحوار .. و هو أمر ربما استهلك كل مجهود الحوار ، دون أن يصل المتحاورون إلى شيء ذي بال .. و هذا ما يبدو أنك قد قصدته بقولك

وحينها تنتفي "الأرضية" التي يمكن الانطلاق منها للحوار. .. و لكن ما أراه هو أن المحاولة تستحق منا كل مجهود فربما ننجح في المشوار ..
و بداية .. دعني أبدي لك رأيي فيما طرحته أنت باعتبار أنه ( أصول ) .. و هي
* القرآن..
*كلام الرسول صلى الله عليه وسلم..
*فهم السلف والإجماع..

سأعود .. و اعذرني ، لطول الفترة ..

Re: المرأة في الخطاب الفكري الإسلامي د/ناهد محمد الحسن السبت 6/25 SAW

Quote: والغريب يا د.الأبوابي أن الذين يدخلون الإسلام ويتذوقونه-وإن جاءوا من رحم وقمة الحداثة ..وانحدروا من دول تشرّبت العلم والحضارة..والعصرنة- فإنك تجدهم متجاوبين مع الإسلام-بفهمه السلفي العتيق العظيم-بل ويتماهون مع معاصرةٍ حيوية..لاتجد في مسالكهم وفهمهم تضاربا أو تناقضا..لأنهم عاشوا وخبروا جيدا حياة الجاهلية..فوجدوا الظلّ الظليل بعد لفحات الهجير تحياتي

الدكتور أحمد الأبوابي:
أعتذر لك عن تقصيري-سابقا- في متابعة خيطك المطروح ..
ورغم أنك اعتذرت لي بعلّة أصابتك -والغائب معه عذره كما
يقول الفقهاء- فإنني أشعر بأنني الذي يجب أن يعتذر...
فقد ذهب بي موج المشاغل بعيدا عن الخيط..وها قد ألقاني
-بعد عناء- في اليمّ قريبا منه!! فجئتك على عجالة أقاوم إغراء خيوط
أخرى-لأن وعد الحرّ دينٌ عليه- لأعلن فرحي بالحضور..آملا في نقاش مثمر
..وفي حوار كريم
سأكون قريبا منك للمواصلة
شكري

ولسه متابعة


مع التحية

Quote: و بداية .. دعني أبدي لك رأيي فيما طرحته أنت باعتبار أنه ( أصول ) .. و هي * القرآن.. *كلام الرسول صلى الله عليه وسلم.. *فهم السلف والإجماع.. سأعود .. و اعذرني ، لطول الفترة ..

أتمنى أن يكون الحوار حولها ابتداءً منك؟

الأخ الشفيع ..
غاية السعادة بمتابعتكم ..

الأخ عماد

مراحب ..

بالتأكيد من المناسب أن تكون البداية من حيث تمنيت ..
شكري