الاحتفال باليوم العالمي للحرية.... ( كلام الناس ) نور الدين مدني

كلام الناس

نور الدين مدني

وقفة مع الذات الصحفية

*ونحن نحتفل مع أهل الصحافة وقادة الرأي في بلادنا باليوم العالمي لحرية الصحافة نحتاج لوقفة شجاعة نتدبر فيها حال الصحافة في بلادنا وما آلت إليه رغم التقدم الذي حققته ثورة الاتصالات ووسائط التقنية الحديثة التي لا تُصلح وحدها حال الصحافة.

*للأسف حدث تراجع ملحوظ في مستوى الأداء الصحفي الذي تضافرت عليه عوامل خارجية وداخلية وصلت بالصحف لأوضاع لا ترضي الناشرين ولا الصحفيين ولا القراء الذين تناقصوا بصورة ملحوظة بسبب ارتفاع سعرها وكثرة المعروض وضعف التعبير عن قضاياهم وهمومهم وتطلعاتهم المشروعة.

*حتى لا نظلم الناشرين والصحفيين لابد أن نشير إلى أن الصحف تخضع لاشكال من الرقابة غير المباشرة بعد أن تم رفع الرقابة القبلية الظاهرة ومازال الصحفيون يلاحقون عبر مختلف أشكال الملاحقة ابتداءً من لجنة الشكاوي بالمجلس القومي للصحافة والمطبوعات وحتى الاعتقال والسجن وهذا يؤثر سلبا على الأداء الصحفي.

*إضافة للأوضاع المادية السيئة التي تعاني منها بعض المؤسسات الصحفية التي يحتمل عبئها المباشر الصحفيون وبالتالي يتأثر أداؤهم بصورة سالبة، وقد حدثت محاولات كثيرة لقيام مؤسسات صحفية قوية تحريرياً واقتصادياً ولكنها للأسف لم تنجح.

*أشهر هذه المحاولات دمج صحيفتي الإنقاذ والسودان الحديث في مؤسسة واحدة وفرت لها ميزانية معتبرة وكوادر صحفية لتصدر صحيفة الأنباء التي فشلت وتمت تصفيتها.

*هناك تجربة أخرى اشتهرت بتجربة الشراكة الذكية التي تمت بين ثلاث مؤسسات صحفية كانت تصدر الصحافة والحرية والصحافي الدولي ولكنها أيضاً لم تستمر وكان آخر المغادرين طه علي البشير الذي استمر كالسيف وحده يحافظ على أمانة "الصحافة" وسط كل الأنواء المحيطة؛ فله منا تحية تقدير مستحقة وعبره نحيي كل الناشرين القابضين على جمر الصحافة لكي تؤدي رسالتها الأهم خاصة في هذه المرحلة الأصعب.

*تحية مستحقة لكل الصحفيين في بلادنا وفي العالم من حولنا الذين يتحملون المسؤولية بكل اعبائها ومخاطرها، خاصة أولئك الذين يعملون ميدانياً في مناطق النزاع ويدفعون ثمن تغطيتهم الميدانية استشهاداً وملاحقة وحبسا وأذىً وننتهز فرصة الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة لتجديد المطالبة بإطلاق سراح الصحفي السجين أبا ذر علي الأمين والصحفي المعتقل جعفر السبكي، ودفع الجهود من أجل تعزيز الحريات خاصة حرية التعبير والنشر لأن الصحافة هي لسان حال الشعب أو هكذا يجب أن تكون.