العزاء ميس كول..الموجب تحويل رصيد..

.

العزاء ميس كول أوSMS

..الموجب تحويل رصيد..

غداء الفـُراش Delivery..

.

.

و لا تحسبنّ الذين قتلوا أو ماتوا في الزمان الجميل من السابقين، مثل اللاحقين من قتلى و موتى زمان الإتصالات العجيب هذا، فقد سارت الركبان بأخبار العزاءات و تقفيل الدكاكين للسفر للبكا، و ضبيحة لي ناس الحلفاية و ناس أب قونة و ناس العزازي..و لمن تخلص صلاة الظهر يستعد ناس العزاء لغداء الفـُراش حيث "تكسر" فيهم الصواني و الأعمدة من كل حدب و صوب..و يترجـّـل من كل بص أو لوري، حسب الفج المصدّر للمعزّين، مجموعة من ذوي العمائم المقلوزة لي فوق، يتصدّرهم ذو صوت جهير:

الفاتحة..الفاتحة

و لا أدري ما السر في تكرارها، بيد أنه يشبه التعارف الرسمي لأعضاء حزب يقول الواحد منهم إسمه مرتين:

(أخوكم .. أحمد سر الختم...أحمد سر الختم) قبل أن يكمل من أين جاء و أين درس و ما إليه..

و بعد سماع نداء التنبيه المكرّر الفاتحة..الفاتحة..يهبّ من أهل العزاء أقرب الأقربين برفقة عدد غير قليل من (متلقيي الحجج) لا تستطيع تحديد ما إن كانوا يودّون الظهور أو تأكيد قرابتهم بالوجيه إبن المرحوم، لأنها من جهة الأم، أو أن القادم للعزاء مظنـّـة الخير و الإحسان و التصاديق المـُـكان..
يأتي من كل وفد شاب في ريعان الخمسين يحمل كشفآ بأسماء المعزّين من البلدة التي جاؤوا منها و أمام إسم كل واحد منهم يدوّن المبلغ الذي ساهم به في تخفيف مصيبة الموت على أهل الميت..و يكتب بينهم كاتب بالعدل..و يؤكـّـد لهم أهمية مساهماتهم (إن شا الله في الأفراح)..

و.......نواصــل معاناة حـُرّاس التقاليد...

.

.
و لا تحسبنّ، برضو، أن الهاتف المحمول و الإنترنت و الفضائيات تأتيك فقط بما تشتهي من لذائذ الأخبار الفوريـّـة و أنواع الترفية و التسلية العالمية و سائر نعم التواصل فلكل منتج Byproduct و لكل دواء side-effect ..و المتابع لما طرأ على السلوك الإجتماعي لأجيال الديجيتال أو الـCell phone generation لا يستطيع تفسير زهدهم في التقاليد، و هو أكثر بوضوح من رفض جيلنا و من سبقنا لتقاليد السابقين السابقين، و محاولات المواءمة بين الشيئين تنتج مظاهر مضحكة تمامآ مثل العزاء ميس كول..الموجب تحويل رصيد..و غداء الفراش بيتزا بالتلفون أو حتى هوت دوق!! الفكرة أن الشاب المستعجل بيكون عاوز يحافظ على علاقات والده و يساهم في محيطه الإجتماعي بمفهومه هو للتواصل، و قطعآ ما عندو زمن يمشي الحصاحيصا و "يضيـّـع" يوم كاااامل في عزاء طالما أن زمانه أتاح له تواصلآ يرضيه و يستطيع هو فرضه بواقعية على السادة والسيدات حرّاس التقاليد...

.

.
و من أهم الشرائح الشبابية التي تعلن ضجرها بهذه التقاليد السمحة، شريحة أبناء المغتربين، فهؤلاء فوق ديجيتالية مزاجهم الإجتماعي و فيرشوالية حياتهم تجد أن دار البعد و الغربة قد صبغت صباهم بتقاليد غير التي يرغب الوالدان في أن يروهم و قد تبنوها!! فتجد الصراع بين (أنت تريد و أنا أريد) يأخذ اشكالآ طريفة قد لا تنتهي في دلق ماء الوضوء عند نهاية السهرة ليبدو للوالد أن الصبي قد صلى الفجر حاضر قبل أن ينام، أو يأخذ الصراع شكلآ مأساويآ فيهرب الشاب للبنقو، بعد فتوى وزير الداخلية الأخيرة، و تحمل البنت سفاحآ من سائق الأمجاد الذي هو في سنها و الوحيد المسموح له بمقابلتها و الخروج معها منفردآ كل يوم!!
هذه الشريحة تضجر من برامج الجامعة التي جيء بهم لها، و "تعيش" في الإنترنت حياة تبدو لهم مقنعة، إلى حين وصول خبر العزاء مشفوعآ بتأكيدات الوالد المهاجر (لازم تمشي تبيـّـض وشـّـي)..ياخ يمشي كيف؟..هو إنت حصل أخدتو معاك بيت بكا؟؟.. طيب أهلنا بيقولوا مواجهة الرجال خناجر، و هو ما يسميه ناس التعليم بالشجاعة الأدبية، إنت كيف عاوز وليد الإنترنت دة يقيف قدام حاج فيصل و فكي النور و شيخ الجيلي و يقول (الفاتحة..الفاتحة)..
و هذا التكاسل و التخوّف ينتج حلولآ ذكـيـّـة يلجا لها هذا الشباب الذكي و لن تنتهي عند العزاء ميس كول..الموجب تحويل رصيد..و غدا البكا Delivery..ربما كان في المستقبل القريب مفاجآت أخرى..

.

جنابو الطيب..
أرجو أن تواصل في نقل الصورة الدرامية للمتغيرات التي حصلت في كثير من حياتنا السودانية السمحة ـ وستظل سمحة..
زحف التكنولوجيا المحموم كاد أن يحول حياتنا إلى أزرار واستطاع أن يئد المشاعر التي كانت متقدمة..
سمعت أن (ناس الخرتوم) بعملوا (الشية) في العزاءات وبجيبو الطباخين.. ويمكن المسألة فيها (تحلية)..
بعد أن تخطينا مرحلة (توب البكا) و(حنة البكا)..
وياحليل التوب الأبيض بتاع الحداد.. وحليل (بيت الحبس) نفسو..
وأرجو أن لا تحبس عنا فيض مهاراتك في العرض الشيق المخلوط بنهكة ناس أمريكا..
من حيث (الدلفري) و(الهوت دوق) و(جردل الويكة) و(ريكة الكسرة)..


عندنا أهلنا في قرية الجميعابي ـ ريفي الكاملين.. اتخذوا قراراً بالإجماع:
أي زول من الحلة ما يشرب كباية شاي في بيت البكاء..
والبقبضو متلبس بالجريمة حتى لو خلف صالون الفراش.. مصيرو الغرامة..

*

في السيالة، عطبرة العزاء بي يكون في الجامع
قدامو تلات شجرات حراز اكبر منهن ما شفتا
و في كل عزاء دراما ثابته
يجو الدابياب ، عشيرة كريمة من السيالة
راكبين حميرهم، وكل حمار بي سرجو
وفوق السرج دابيابي بي طاقيتو و عمتو و جلابيتو البيضاء
و عكازو
و المراكيب يشبهن بعضهن
الحمير تخب ... خب خب، وبي فوقهن عشره أو يزيد من الدابياب
تتحرك أجسامهم الي الاعلي و الاسفل في إيقاع موزون
تصل القافلة باب الجامع، يقفز كبير الدابياب من علي السرج
و في نفس لحظة ملامسة ارجله للأرض يقذف بالعكاز الي جوار الباب
و تتطاير من بعده عكاكيز الدابياب و تقع علي بعضها
كرو رو رو كرك كو
الـــــــــفأتــــــــحه
بصوت جهور يقولونها معا" فتتطاير الطيور من فوق الحراز
و ينتبه الحضور
الدابياب جو

.
مرحبتين و ألف أهلآ حبيبنا أيمن دياب
أشكرك يا سيدي على حسن الظن
و أرجو أن يكون في محاولاتي ما يفيد

Quote: سمعت أن (ناس الخرتوم) بعملوا (الشية) في العزاءات وبجيبو الطباخين.. ويمكن المسألة فيها (تحلية)..

..يا زول (الشية) في العزاءات و التباخين ديل موجودين في طابت المحاطة بالحوّاشات خليك من الخراتيم..و قد كانت هذه الدهشة الكبرى لشخصي بعد العودة من الغربة البطالة..أما (فنجرة) ناس الخراتيم الماااا وقعت لي أخوك هي تقديم شربات الكره!! على وزن شربات الفرح..حيث يقوم أهل الميت بـ(إستقبال) القادمين من المقابر بجرادل و كبابي العصير في بيت البكا!! قالوا بيكونوا جايين من الدافنة مسخنين و عطشانين!!SO?..و يعني هم ما متوقعين يجوا من الدافنة عطشانين؟..طيب ما يخلوهو آيس كريم بالمرة، لأنه أفضل لحر الخرطوم من العصير!
و الله يا أيمن ما عاوزين نفرض قيمنا على بني عاصمتنا، لكن كمان توزيع شربات الكره دة بالحيل حارقني، لكن لأنوتقليد قديم ما أوردتو، ..نشوف ناس التكنولوجي ديل ح يودونا وين..

شكرآ لمرورك الأنيق أيمن

.



.

.
أهلين بالباشمهندس عيدروس
و تحية للأهل في عطبرة
تعرف يا عمدة..الصورة النقلتها للدابياب تمثل مشهد درامي كامل و جميل، و أعجبتني دقة و جمال الحكي و طلاوة و حلاوة السرد:

Quote: كل حمار بي سرجو وفوق السرج دابيابي بي طاقيتو و عمتو و جلابيتو البيضاء و عكازو و المراكيب يشبهن بعضهن

بعد داك رمي العكاكيز موضوع..الفاتحة بي صوت واااااحد موضوع
إعلان الناس (الدبياب جو)..دة في حد ذاتو أجمل موضوع
شوف حرصهم على الواجب و تمثيل العشيرة بهذا العدد الهائل..أيمكن لميس كول تعيس أن ينوب عن هذه العمائم البيضاء و المراكيب المتشابهة؟؟ و هل تستطيع نغمة الرسائل أن تعادل طرقعة العكاكيز الباذخة و هي تعلن ارضآ سلاح و نحن أمان في بيت البكاء؟؟..ستتشابه في الموبايل كل النغمات و سيصبح بيت البكا مكرّرآ لا فضل فيه للدابياب على اللوتراب...قاتل الله السايبر اسبيس..و..

ألف شكر لإسهامك المميز

.

شغل جميل ودمو خفيف
العجب لو فى اسكايب يا الطيب فى كل بيت فراش
فى جهاز واشتراك للاسكايب

: بالله لوسمحت ممكن اشيل الفاتحه مع عمى الزين!!
: جداً عمك الزين موجود اقول ليهو منو؟
: قول ليهو .. سموأل .. سموأل حسن الطاهر
: يا الزين عليك الله افت معاك الزين قول ليهو عندك
فاتحه فى الاسكايب
...
لكن اللقطه دي عجبتنى واحييى الباشمهندس عيدروس
واهلنا فى الدابياب
..

Quote: و في نفس لحظة ملامسة ارجله للأرض يقذف بالعكاز الي جوار الباب و تتطاير من بعده عكاكيز الدابياب و تقع علي بعضها كرو رو رو كرك كو الـــــــــفأتــــــــحه بصوت جهور يقولونها معا" فتتطاير الطيور من فوق الحراز و ينتبه الحضور الدابياب جو

شكرا" ليك إنت يا الطيب بشير علي الموضوع المميز
و تعرف بيت البكا في الريف مع إنو القصد الأساسي فيه عزاء أهل المتوفي
لكن ما كان كدا بس
كان مؤسسة إجتماعية كاملة، تقارن بالمؤتمرات الإستراتيجية
1- بي يتلم فيه أهل المتوفي من كل أنحاء السودان
و دي بي يساهم في ترابط القبائل.(إجتماعي/سياسي)
2- بي يتم فيهالتداول في شئون الزراعة و الرعي
مشاكلها و الحلول (إقتصادي)
3- تتولي العشيرة كلها القيام بواجب الضيافة
و مناقشة مصير أهل المتوفي بعد وفاته (تأمين إجتماعي)

وحاجات تانية كتيرة و أكتر ما يعجبني فيهاإنو معظم العزاءات
بي تنتهي بي إتفاقات زواج جديدة،كانهم يعوضون عمن فقدوا
بإشهار عقود الزواج في وجه الموت مع وعد بإستمرار القبيلة.

أها الحاجات دي ضاعت في البندر و إتبدلت بي مواعين
المدينة ، وضاعت معاها أهمية المناسبات

.
أهلين حبيبنا الرائع خطـّـاب
و الله أنا مبسوط من زيارتك و تعليقك
كدة ممكنالواحد يكتب إسكتشات للإذاعة و يعملوا معاهو حوار يقول فيهو (أعمالي لاقت إستحسان الزميل خطاب) طبعآ تجريد الإسم لزوم الحالة واحدة و النصوص اتلاحقت و كدة...ملهوزة..نصوص جمع نص بفتح النون..خشينا خلطها مع نصوص تتم (معالجتها) أنصاص الليالي.. لذا لزم التنويه!

Quote: يا الزين عليك الله الفت معاك الزين قول ليهو عندك فاتحه فى الاسكايب

لكن عمي الزين جننتو جن
قلت لي ناس البكا مع التلج و الخيمة لازم يراجعوا إشتراكاتهم في النت و كدة

رائع
.

بتاع بلايستيشن ابوهو مات كتب على قبرو
game over

الطيب يا مبدع سلامات
.
.
في السنين الاخيرة الجماعة اتطوروا شوية والتزموا انو مافي وجبات وضبايح في الفراش ... موية وشاهي
اها عمك الجار عودوا يوصوا في الجماعة ما تاخرونا :
الفاتحة والشاهي واللوري
لفاتحة والشاهي واللوري
لفاتحة والشاهي واللوري
لمن نزلوا رفع ايديهو وشفقان وباعلى صوتو ... اللوري

.
مرحب تاني بالمهندس الرائع عماد عيدروس
و شدّ ما أعجبني صورة إنتهاء مراسم العزاء بزيجة جديدة
و تصويرك للأمر على إنو محاولة من أهلنا لتحدّي الموت بدعم جدول الحياة
كمان جميل منك التدقيق في أدوار بيت البكا على طريقة (ليشهدوا منافع لهم):

Quote: 1- بي يتلم فيه أهل المتوفي من كل أنحاء السودان و دي بي يساهم في ترابط القبائل.(إجتماعي/سياسي) 2- بي يتم فيهالتداول في شئون الزراعة و الرعي مشاكلها و الحلول (إقتصادي)3- تتولي العشيرة كلها القيام بواجب الضيافة و مناقشة مصير أهل المتوفي بعد وفاته (تأمين إجتماعي)

و لك أن تتخيل، عزيزي القاريء، هذه المؤتمرات التي تفضـّـل برصدها العمدة عيدروس..هل سنفقدها كلها ليحل محلها النوكياب؟

!

.

الرابط هنا في حال عدم ظهور الفيديو أعلاه

.
مرحبا بالعزيز عبد الله ود البوش
تعرف يا بلدينا أنحن صورتنا عن بيت البكا ما ممكن تتغير بالساهل
لا كومبيوتر ..و لا إنترنت و لا غيرو!

Quote: لمن نزلوا رفع ايديهو وشفقان وباعلى صوتو ... اللوري

لكن عمك حاج شفقة بالغ
إتخيلت ليك شكلو ..مليان و لابس عمة و توب..لحية بيضاء خفيفة و عامل جااادي:
رفع ايديهو وشفقان وباعلى صوتو ... اللوري
لووول

تسلم
.

.
مرحبتين و الله العزيز عمران حسن صالح

و ألف شكر للفيديو الرائع (شاهد على العصر)

تعرف الأستاذة سمية عبد اللطيف دي فناني المفضل

شغل رائع

.

Quote: من أهم الشرائح الشبابية التي تعلن ضجرها بهذه التقاليد السمحة، شريحة أبناء المغتربين،

وصية خالي قال لي اوعك من تجيبهم راجعين...
(زي القش القائم تحت الزير)

أخضااااار ونضييييييف...وما فيه فائدة..

تحياتي لك وللاسرة يا ابا البشير...
بجيك بي مهل...للموضوع الاصلي

.

مرحبتين يا نزار يا فنان

كيف حالك إنت و قش الزير الليلك؟

مرحب بيك في أي وكت

و السلام أمانة لخالك صاحب ألطف تعليق عن أبناء المغتربين:

Quote: أخضااااار ونضييييييف...وما فيه فائدة..

.