صديقى الذى كاد أن يصبح خبطة صحفية (توجد خارطة طريق للتخلص من الرجال)

صديقى مبروك قدم لأمريكا مهاجرا فى بداية القرن الواحد وعشرين .فمبروك قد كان من خريجى كلية القانون جامعة الخرطوم فى عهدها الذهبى وأجبرته الظروف السياسية لمغادرة السودان ليحط رحاله فى مدينة فلادلفيا . وبهذه المناسبة أذكر أن أحد مذيعى القناة السودانية فى بداية عهد التأصيل قد أذاع خبرا يتعلق بهذه المدينة قائلا وقد حدث هذا فى ولاية Flad levia الأمريكية, مع العلم أن هذه المدينة من أعرق المدن فى البر الشرقى لأمريكا وقد كانت عاصمة أمريكا ولازال يوجد بها جرس الحرية!!
فمبروك الذى يعلم أن فلادلفيا مدينة عريقة أناخ زاملته بها وساعدته انجليزيته الرصينة أن يبدأ كمساعد تدريس بالمدارس الإبتدائية ليجد نفسه مع مسز دورس فى الفصل الرابع . كانت مسز دورس ودودة ولديها فكرة عن أفريقيا رغم أنها لاتعرف السودان كما لديها فضول لمعرفة أصحاب الثقافات الأخرى ومصادقتهم..
فى إحدى الأيام قررت المدرسة أن تأخذ الأطفال فى رحلة فرافق مبروك فصله مع مسز دورس وذهبوا سويا فى جو ربيعى صحو. لاحظ أن مسز دورس يرافقها شاب يحمل طفلا فى السنة الأولى من عمره. وعند وصولهم أخذت مسز دورس الطفل وجاءت ناحية مبروك مقدمة إياه على أنه حفيدها من إبنها. فما كان من مبروك إلا أن يجامل مسز دورس ويبتسم ثم يتبرع بقبلة على خد الطفل.
كان والده على بعد أمتار منهم فجاء مزمجرا ولاعنا ودخل فى مشادة مع والدته مما جعل الأستاذ مبروك يدرك فداحة فعلته. عندها قرر أن يلتزم الصمت (ويعمل فيها مافاهم) رغم القلق الذى أصابه وهو يرى مسز دورس كالقطة الوديعة أمام إبنها المتنمر وهى تحاول أن تشرح له شيئا عن الفوارق الثقافية والإجتماعية بين البشر القادمين من مناطق خارج أمريكا. وقد أجزمت له ببراءة أستاذ مبروك. كل هذا ومبروك يراقب الموقف ويحاول أن يقاوم جفاف دمه فى عروقه المتصلبة من فداحة الأمر الذى اعتقد أنه فعله من باب المجاملة والتظارف.
وأخيرا هدأ الأب وتنفست مسز دورس الصعداء وحمدت يسوع وحوقلت. ثم بعد ذلك شرحت موقفها لمبروك وأوضحت له أن هذا الأمر لو تطور ربما يقود الى المحكمة والإتهام بالتحرش ضد الأطفال. وأضافت ربما ينتهى فى أحسن الفروض الى حسن سير وسلوك لمدة معلومة يكون فيها مبروك تحت المراقبة اللصيقة بعد أن يمنع من التواجد بقرب الأطفال مما يعنى فقدانه لوظيفته. وكل هذا التخفيف سيكون بسبب أن القاضى ربما يتفهم الدوافع الناتجة من الفوارق الثقافية والإجتماعية.
فحمد أستاذ مبروك بدوره ربه متذكرا أن مستقبله فى أن يصبح محاميا بأمريكا بعد اجتياز المعادلة كاد أن تعصف به هذه الملاطفة أيضا.
أستاذ مبروك الآن محاميا لايشق له غبار فى أمريكا, وتذكر كل الحكاية وهو يقرأ مقالا لصحفى فى جريدة الراى العام السودانية, مما جعله يسأل نفسه ماذا كان سيكون موقفه لو تحولت قبلته البريئة لذاك الطفل للمحكمة وتسربت لذاك الصحفى فى الراى العام.
فالصحفيون فى ظل التصحر الذى سببته لهم حكومة الإنقاذ أصبحوا يتنفسون فى الكتابات الإخوانية وتفجير قضية الموظف الذى تأخر فى الفطور والموظفة التى أخرجت عدة مكياجها أثناء ساعات العمل, فكيف حالهم إن وجدوا تحرشا جنسيا بالأطفال من محامى مرموق يحسب نفسه من المناضلين ضد حكومة الإنقاذ!!
وأضاف ياخى الصحفى السودانى بذكرنى الضافراه مرتو فى البيت وفى الشارع يشاكل فى ضلو!!

فقلت له والله يا استاذ مبروك خليك من الصحفى, دى لو حصلت أنا كنت تآمرت عليك وعلى كل الرجال فى أمريكا برسم خارطة طريق تبين للمرأة السودانية المتأمركة المتأيكنة كيف تخلص من زوجها غير المطيع!!
فضحك مليا وقال لى: كيف ذلك؟ فدعنا نتخيل أنها حدثت وارسم خارطتك!!
وإليك سيدتى السودانية فى أمريكا خارطة الطريق...
أول حاجة تحتفظى بصورة من الحكم حتى ولو حسن سير وسلوك ومهما كانت عندك قناعة تامة ببراءة بعلك..
بعدها تتصنعى المشغولية عندما يحتاج طفلك الصغير لتغيير الدايبر والتشطيف, وتطلبى من بعلك بظرف شديد عمل ذلك وتعاودى الطلبات حتى يتعود على ذلك..
ثم تدخلى لمرحلة متقدمة وهى أن تجهزى كاميرا وأنت تمازحين طفلك ووالده وتصوريهم وهو يشطفه , مبررة لبعلك أنكما ستحتفظان بالصور لطفلكما ليراها عندما يصبح كبيرا وناضجا حال تفرعنه..
ثم بعد ذلك تبدأ مرحلة الطلبات غير العادية مثل نظافة البيت وغسيل العدة وطهى الطعام ورعاية الأطفال إن أردت الذهاب للسينما أو البارتى . ثم بعد ذلك يتطور الأمر للإبتزاز المادى حتى يبدأ يتفرعن. وهنا يبدأ استعمال الكروت مع تطوير أفعالك الطائشة حتى تمتد لذهابك للنادى الليلى مع إضافة أشياء أخرى على حسب درجة تأمركك ويانكيتك..
وإن لم يرعوى بالتهديد تلعبى الكرت الأخير بعد أن تكسبى البنات والأبناء فى صالحك وتختارى أيهما أصلب ليذهب الى المحكمة ليفتح أو تفتح بلاغ فى والده/ها بأنه تحرش به/ها جنسيا فى سن الطفولة وبذلك تكونى قد أجهزتى عليه تماما ويادار مادخلك خير.

^_^

..

شكرا ياعمر

وقول يالطيف

*