ندوة مركز الدراسات السودانية-(التحولات الجديدة في المنطقة العربية وأثرها على الوضع في السودان).

الندوة التي أقيمت في يوم 5/4/2011 بعنوان "التحولات الجديدة في المنطقة العربية وأثرها على الوضع في السودان..

أقامت وحدة المرأة بمركز الدراسات السودانية ندوة بعنوان "التحولات الجديدة في المنطقة العربية وأثرها علي الوضع في السودان" وذلك في يوم الثلاثاء 5/4/2011 بقاعة المركز تحدث فيها د. نجوى عبد اللطيف، أ.رشا عوض، أ. بشارة جمعة، وحضرها جمع من المهتمين..
ابتدرت الحديث أ.رشا عوض وقالت أن التغيير الثوري هو موضوع الحديث الأول في العالم العربي الآن ولم يعتقد العالم بان الشعوب العربية يمكن أن تنتفض علي حكامها . واعتبرت أن القاسم المشترك الذي دفع الشعوب للثورة هو البحث عن الحرية والكرامة ونتيجة لانفتاح العالم الذي أصبح قرية بواسطة التكنولوجيا الحديثة، أدرك الشباب مدى الظلم والقهر والاستبداد الذي تعيشه شعوب المنطقة ، فكان التغيير عبر انتفاضة الشباب. حاولت اغلب الأنظمة العربية تعديل نظام الحكم فيها والرجوع إلى أشكال من التملك والوراثة. وقالت أن التحول من الأنظمة الرجعية الاستبدادية سيكون صعبا لان الإرث المتعارف عليه هو نظام الأسرة مصحوبا بالاستبداد والقمع والفساد وأن اغلب مؤسسات الدولة ضعيفة وهشة وكذلك المجتمع المدني لذلك سيكون بناء الديمقراطية عملية صعبة وتحتاج إلي وقت طويل. بالنسبة للسودان تعتبر تجربته مختلفة لأنه مارس الديمقراطية لثلاث فترات وأجهضت من خلال المؤسسة العسكرية. وهناك خوف من تكرار التجارب مع استمرار وجود نفس القيادات السياسية منذ الاستقلال آخر قيام الثورة ويعبر هذا الوضع عن عدم نضج المجتمع ديمقراطيا. وعلي الأحزاب إقناع الشعب السوداني بأهمية وفائدة الحكم الديمقراطي عبر نشر الوعي والطرح الهادف لبرامجها والتأكيد علي أن الديمقراطية تولد من بطن التجربة والممارسة. وتري المتحدثة توفر كل شروط ومسببات الثورة من فساد الدولة وتدني في الاقتصاد وسيطرة الأمن وانتهاكات للحريات العامة على الرغم من استخدام الحكومة للإعلام لتقوية مركزها ونشر خطابها الدعائي ـــ رغم ضعفه ــ وضعف مواقف المعارضة وعدم مقدرة المجتمع المدني علي الإبداع والابتكار ولذلك لابد من تكثيف التنوير.

أعقبتها د/ نجوى عبد اللطيف والتي ابتدرت حديثها بأنها تعتبر هذه جلسة تفاكرية تحليلية لقراءة كلية لما هو دائر في الوطن العربي وإنعكاساته علي السودان. تحدثت عن ضرورة توفر عناصر الحكم الراشد في أي دولة، وإذا لم يتوفر فعلي الشعوب أن تثور علي حكامها. وذكرت أسباب تحد من هذا التفاعل، منها ضعف الأحزاب وضعف البرامج المطروحة وضعف البشر أنفسهم، تجيير السلطات الحاكمة لبعض العناصر لصالح السلطة (أعيان المجتمع)، عدم تقدير الشعب لمقدراته ومعرفة نقاط القوة لديه وكذلك نقاط القوة والضعف لدي الحاكم، عدم وضوح الرؤيا للمستقبل وللبدائل السياسية المطروحة. وأضافت أن أغلب الثورات في الوطن العربي حدثت في مدى زمني متقارب وتأثيرها علي السودان ايجابي وسلبي. إذ ولدت إرادة مشتركة لدي الأمة العربية وكسرت حاجز الخوف والتردد، أدخلت الرعب في قلوب الحكام العرب وأظهرت قدرات الشباب وحماستهم تجاه قضايا أوطانهم كما ساهمت في صياغة شرق أوسط جديد على غير هوى الغرب. أما السلبيات التي ولدتها هذه الثورات هو التردد والخوف لما ظهر في وسائل الإعلام من بطش وقتل عشوائي للشعب الأعزل وأضافت لا يوجد تغيير بدون تضحيات. وذكرت إذا أجرينا مقارنة بين الوضع في الدول العربية والسودان نجد أن السودان أكثر قمعا وفسادا ولكن لا بد من إجراء بعض المعالجات وإزالة بعض المعوقات حتى تتهيأ الأجواء للثورة مثل: سيطرة الحكومة علي الجامعات واتحادات الطلاب، تكسيرها للنقابات في المنشآت وأضعافها ، كميات السلاح المنتشرة في البلاد، اختراقها للأحزاب السياسية، تجيير الحكومة لبعض أعيان المجتمع، شغلت الحكومة الشعب بمعيشتهم. وأضافت الشعب عليه أن يعرف هذه الحكومة علي حقيقتها فهي قد مزقت النسيج الاجتماعي ونشرت الفساد، ومع ضعف موقفها دوليا لابد للقوى الديمقراطية من توحيد الإرادة السياسية وتنمية روح المغامرة لدي الشباب والعمل علي كشف الفساد ونشره والاتصال المباشر مع الجمهور وتوعيته.

واعتبر المتحدث الأخير أ.بشارة جمعة أن عنوان الندوة يحتاج إلى إعداد أوراق حتى تأتي مخرجاته بطريقة علمية ومدروسة لمشاكل الوطن، وهو يري أن السودان كان رائد الثورات العربية في المحيط العربي والإقليمي ككل ، وهناك بذور ثورة تتبلور من خلال المجموعات الشبابية التي تكونت مثل (قرفنا)، (كتمت)، (شباب من اجل التغير). ويعتبر كل ما يحدث في الوطن العربي وغيره نتيجة لثورة التكنولوجيا من خلال ربطها للمجموعات المختلفة .ولكنه يرى أن نفس هذه التكنولوجيا هي التي أخرت الثورة في السودان من خلال سؤال من هو البديل؟ ويرى أ.بشارة أن القوي السياسية المعارضة تراعي مصلحة الوطن والمواطن في رفعها شعار التغيير بالطرق السلمية لحل قضايا الوطن ولذلك فهي تتبع طريقين، الحوار أو المواجهة في حال فشل الأول. ويقول أن الثورة في السودان قد تتحول إلى ثورة مسلحة لكثرة السلاح المنتشر وبالتالي تدخل الجيش وارد .ويختم بأنه لابد من زيادة روح الحماسة في الشعب للتغيير والذي أن حدث فسيكون مميز لان السودان بلد مختلف.