أحوال السكاري ....! (2)

في البدء أنوه : أن الشخصيات الواردة هنا بمن فيهم بتاع البوليس شخصيات وهمية خالص خالص . تشابه الأسماء مع بعض الصور الحياتية لا يعني علي الإطلاق
أن القصاصة التي بين أيديكم حقيقية . ياخ وهمية لدرجه أنها لا تمثل وجهة نظر الكاتب . فإستقيموا يرحمكم الله .

ــــ
خضر

.

الإهداء : لبت الثانوي التي خيرتني منذ سنوات طوال بين رفقتي لأصدقاء أسكرتهم تصاريف البلاد قبل أن تترنح خطاويهم بفعل الخمور البلدية رديئة الصنع وبينها
ثم الي (ودالبوكسي) الذي أعلم أنه الآن في وادي سحيق غير ذي ضرع سوي أمنياته التي نام عليها النومة الياها .
ثم الي ميمي عبدالفتاح صديقي في إماراته العربية المتحدة لمتد ـ وهو يواجه ليالي الغربة وحيداً ممسكاً بالفيس بوك مسجلاً إعتراضاته علي نظام الخرطوم حالماً بزمن
حاول ماحاول قدر قدرته الوصول اليه غير أن إستئثار الوطن بأحضان آخرين حال دون ذلك فمعليش يا ميمي أهو ورانا شنو ننتظر زمنا يا فردة .

.

المشرب ليس بعيداً
ما جدوى ذلك ؟
أنت كما الأسفنج
تمتص الحانات
ولا تسكر
يحزنك المتبقي
من عمر الليل
بكاسات الثملين

ــــــ
المشرب غص بجيل لا تعرفه
بلد لا تعرفه
لغة.. كركرة..
أمور لا تعرفها
إلا الخمرة
بعد الكأس الأول
تهتم بأمرك
تدفئ ساقيك الباردتين
ولا تعرف
أين تعرفت عليها أي زمان
يهذي رأسك بين يديك
بشيء يوجع مثل طنين الصمت
يشارك الصمت كذلك
بالهذيان... وتحدق
في كل قناني العمر لقد فرغت
والنادل
أطفأ ضوء الحانة مرات
لتغادر
كم أنت تحب الخمرة..



-
مظفر النواب
في الحانة القديمة

بإختصار يا خضر حسين.. ننداح ونحكي والا نكتم بين جوانحنا


ـــــــــــــــــ
لي بالضيوف بس هه :) ( وجه خبيث شيطاني ههههه)


**تعديل لنون الجوانح ... :)

و نحن في إنتظار أحوالكم يا خضر

و يا حيدر عرج علي توم بالله

مكرر :):)


ــــــــــــ
بحكي ليك بعدين عن توم ياحافظ خليك اون توطش :)





.........

وحياة الأحلام (القلبي سقاها ) ياحافظ
قبل شوية كنا في سيرتك مع صاحباً ليك
في بلاد برة ـ قلت ليهو حافظ قاعد
وأهو لمن تهفا ليهو بيتصل



وغايتو الشوق واحد يا صديقي والأحوال كما تركتها

-مجروحة وحزنك مستني
مسجونة وشوقك ملهوف
لي باكر وبعدوا للأجمل/

خضر


ــــــــــــــــــــــ

، ثم لأصدقاء كان دوماً يترنمون بأغنية تقول مطلعها :

سكرانين والسكرة طينة
وعرقي العيش سواها فينا
لاقوني إتنين عساكر
ضربوني وماكنت داري
جاء الشاويش
وأنا ليهو شاكر
قال فكوه وجيبوهو باكر

في الحقيقة لا أعرف شاعر الكلمات أعلاه وسيكون جميلاً لو تكرم أحدهم بتعريفي حتي لا أساهم في هضم حقوقه الأدبية فاليوم قرأت أن صاحب أغنية
وراء وراء وراء قد قام برفع عريضة يطالب فيها بعدم ترديد أغنيته مالم يحصل (الفنان/ه) علي موافقة كتابية من الشاعر ـ إذن هذه بتلك ولتستحملنا
سجلات المشاريع-

ود (الموية) شخصية عجيبة للغاية من النادر أن تجده نصيحاً علي الرغم من كونه خريج إحدي الخلاوي الشهيرة الا أن كل ذلك لم يكن ليشكل لرجل بحجم ود (الموية) شيئاً ـ فالدين عنده لله وأما باقي سيئاته التي يصر علي إرتكابها فلنفسه تماماً كقليل الصالحات التي يقوم بها حسب تعبيره . سار في دروب الحياة وتمرغ كثيراً في وحلها واجهته مصائب عدة ومصاعب قل أن يخرج منها الإنسان سوياً لكن كل تلك المصائب والمصاعب لم تكـ كذلك لتمثل شيئاً لرجلٍ بحجمه . لعوب بل في الحقيقة أُلعبان لا يعجبه العجب ويظن أن بمقدوره اللف والدوران الي أن يرث الله الأرض ومن عليها ، يضحك ويغني ويتبول علي قارعة الطريق ولكأن لم يكن ، حتي إذا ما ذهب لتناول الطعام لم يغسل يديه كبقية عبادالله بل يغسل وجه وفمه ثلاث مرات ثم يبدأ فيقضي علي أخدر الملاح ويابس رغيفات أمامه . يغني بصوت - ويضحك بصوت - ويمازح بصوت ـ ثلاث أصوات يستخدم كيفما كان الموقف .
تجرأ رجل من رجال الشرطة وسأله :

يازول هوي إنت ما شايف اليافطة القدامك دي ؟

أجاب وهو يزلق مزلاق بنطاله الرث

لا ما شايف ؟

ثم تبول حتي أدخل الشرطي غيبوبة الدهشة

الحق يقال أنه لم تكن هناك يافطة بالمعني المطلوب بل مجرد عبارات بليدة كتبت بخط ما رأت عيناه الخطوط (ممنوع البول ياحمار) . عبارة ركيكة خطها أطفال لم يبلغوا الوعي رغماً عن بلوغ بعضهم سن النبوءة . يكتبونها ثم يمضون فيتبول عليها المارة والحمير والأغنام حتي غدا ولكأنه حائط المبول علي غرار حوائط المبكي التي تتحدث عنها كتب التاريخ .

غاب بعدها عن الأنظار أسبوعان بكمال التمام ومصير الرجل غير معلوم لكأنه فص ملح وذاب . لم يبق من أمره سوي حكايات عابرات وتكهنات أجملها فألأ العثور علي جثته ممداً في الشوارع الخلفية القريبة من السوق ،حتي أن أصدقائه لم يكلفوا أنفسهم عناء البحث مرد ذلك حكمة ظلوا يتدثرون بها كلما أوقعت الشرطة رجلاً من عامة الناس إذ أن ذلك يعني فيما يعني أن الرجل قد ضاع هكذا هباءاً منثوراً . يستندون في ذلك علي كثير تجاريب فكيف لهم أن ينسوا (أزرق) وكيف لهم أن ينسوا ما كان من أمر (خميس الأشول) . بل كيف لهم أن ينسوا حكاية (عثمان) . وبأريحيه (الجماهير) يحكي الناس في أمسياتهم المنهكة :

هازول ها :

قالولك البقع في ايد الناس ديل إلا يحلو الكريم

ها زول وجملة الإيمان أنا سمعت إنو (الأشول) ده لما جوا يدفنوه لقوه بدون كلاوي .

الكلاوي هينة كعب البتاع داك !

ياخ أزرق ده قالوا دفنوه علي تلات مراحل كل يوم يدفنو ليهم (مرحلة) أقصد (عضو) من أعضاء جسموا

هكذا تتناقلك الحكاوي ، وأنت مسجي كأجمل ما يكون القتيل ـ هنا تسري الحكايات مسري الدم في الوريد والحق يكمن في تفاصيل رواته أو تماماً كما تقول الأسطورة . (مافي راجل بتدفن بي سروا) .
قد يغتالونك هكذا غير أن حكايتك أيها البسيط ستخرج وستري النور ذات بلاد منورة . لذلك ولكل ذلك كان الناس مهيئين لاستقبال جثة الرجل في أيتها لحظة كل ماعليهم فعله شراء كفن رخيص يسترون به عورة الرجل هذا إن بقي للرجل عورة تستحق الستر أصلاً . ثم يضيفونه بذات بساطتة حياتهم الي سجل من فقدوهم في زمن معوج الخطي مترنح التفاصيل .

تكاثرت الشائعات وتوالدت كجيوش النمتي حول مصير الرجل غير أن (ود الموية) الذي ظل وعلي الدوام محتفياً بالحياة علي الرغم من ضيق ذات اليد وذات الجيب وذات الملزات الأخري ظهر مثله مثل فرسان الأساطير عائداً للتو من غياهب الموت مورماً وعلي رأسه ضربات عنيفات أصلع الرأس والحواجب منه تقول (مولاي كما خلقتني) صفق الناس ما إن رأوه وجاء هو بكبريائه المعهود يحكي – عذابات توسدها الرجل في غيابه هكذا تقول هيئته ونحن نعلم (شرطات ) هذي البلاد جيداً . .

ليومين علي التوالي جلسنا نمارضه ساعة فساعة والسويعات تمضي ببطء وهو ما بين الحضور والغياب يصحو ليتمتم بكلمات غير مفهومات ثم يغبي ، تتململ منه أصابع اليد ـ عيناه تتحركان بيأس غريب ، تيبست منه الشفاه ـ فرك عيناه ثم نهض فجأةً مردداً بعض عبارات ومفردات تستحي منها الحياء لعن الشرطة والحكومات وستات المرايس لعن كل ما من شأنه أن يلعن . هو منذ سنوات إستهوته حياة الأرصفة يمشي ويأكل ويتبول ويسكر فيها ليتحول لرجل شوارع بحق وحقيقة - ماعاد يهمه شئ في كوكب الأرض سوي إمتاع رأسه الصغير تارةً بلفافات البانقوا وتاراتٍ أخر بقناني الخمر البلاستيكية – يخرجها في منتصف السوق والخطاوي منه تترنح ثم ما يلبث أن يبدأ في شربها الكأس تلو الكأس يفرغها ثم يلعن كل ما حوله .

الخمر يا مولاي ليس لذلك ؟

القاليك منو إنت ؟

أقول مستعرضاً ثقافتي بارزة العضلات في هذا الجانب ان المتنبي لم يكن يشرب ليتبول علي قارعة الطرقات
ولم المتنبئ بالتحديد ؟ ذلك أن الرجل وثيق صلة بالمتنبيْ يحترمه دوناً عن عباد الله الصالحين والغير صالحين يوقره يبكي وهو يقرأ أشعاره – وهو الذي لا تبكيه الكتب السماوية لكن المتنبئ يفعل به الأفاعيل .

قالوا إن الشرطي وبعدما غفره سأله عن أوراق ثبوتية فصاح بعالي الصوت :
الخيـل والليـل والبيـداء تعرفني والسيف والرمح والقرطاس والقلم

غريب الأمر أن لا رابط بينه وبين الخيل والطعن والضرب والقرطاس والقلم – أكيد الظن أن حظه من بيت المتنبئ أعلاه لم يكن ليخرج من دائرة الليل والليل والليل . فنال جراء ذلك الضرب والتنكيل .
ثلاث ليالٍ أخر جلسنا نطبب الرجل حتي عاد أفضل من عهده الذي سبق بدا وجهه مشرقاً هذا الصباح نهض مباشرة ً الي غرفته الصغيرة حمل ملابسه الرثة وخرج للشارع ونحن خلفه نطالبه بالعودة قال أنه سيأخذ حقه بيديه ممن فعلوا به ذلك ـ ها قد إستوت منه الجراح ليغادر المدينة كلها وفي قلبه ألف غصة حالماً بزمن ينتصر فيه لارادته ولكبريائه ولعزيمته ولأحلامه ولتفاصيله الصغيرة التي لم تكن تتعدي علي الإطلاق قنينة خمر .

ــــــــــ
الشكر لصديقي حسبو للتنبيه (غايتو من غيركم الواحد ما عارف كان حيعمل شنو؟)
.

Quote: ثم الي (ودالبوكسي) الذي أعلم أنه الآن في وادي سحيق غير ذي ضرع سوي أمنياته التي نام عليها النومة الياها

يا خضر ودالبوكسي دا شكلو ولي
سُكاتو و رقدتو تحت العربات دي ما حركات زول عادي




--
بعدين يا عمك
قصاصة ودالمويه دي ماله جات مرتين في شكل مداخلة واحده ؟

مشكور والله ياحسبو للتنبيه أخوك من قبيل راسو ضارب لامين بقيت أسأل روحي بالله ودالبوكسي ده متين بقي قدر ده ؟
المهم أخوك جضم الموضوع ـ طبعاً أخوك غير إسمو ودالبوكس لي ودالموية لأسباب (تخص العسب) أو كما قال ذاك
المثقف في نهاري أمدرماني بالغ القيظ ـ غياظ ياخ الزول داك بالنهار ياحسبو .

Quote: قال فكوه وجيبوهو باكر

الرجل يحترم روح القانون يا خدركة

يا حيدر

أسمعني الساعة عندكم كم بالضبط ؟
لأنو حسب علمي انتو متقدمين عننا بي ساعة



ـــــــــــــ
تعال انداح يا خالد دنقلا انت

هذي الكأس وأترك جنتك المسحورة
يا نادل لا تغضب فالعاشق نشوان
وأملأها حتى تفيض فوق الخشب البني
فما أدراك لماذا هذي اللوحة للخمر...
وتلك لصنع النعش
وأخرى للإعلان
أملأها علنا
عفوا مولاي
فما أخرج
من حانتك الكبرى
إلا منطفئ سكران
أصغر شيء يسكرني
في الخلق
فكيف الإنسان

مظفر النواب (في الحانة القديمة)
ـــــــــــــــــــ
حاجة غريبة الانسان ده والله

.

يخيل لي مرات مرات كده إنو السودانيين ديل حكومةً علي شعباً لاعبين سك سك وصفرجت
مرات كتيرة الحكومة تصفرج
ومرات شعب السودان يصفرج
مرات الحكومة تصرج
والمعارضة (تجليها) وهي ثابتة
والسكاري يصفرجوها زي السلامو عليكم

ــــــــ
غايتو بلد عصية علي الفهم

المعلم (صلاح إستريو) شغال نجار في الحله
كل يوم بجي دكانو واقف تيكه و بطقطق ليك دولاب اجعص نجار ما بعمل زيو
مريخابي للطيش
مرة كان المريخ مضروب من حي العرب بورسودان بي قون (بركه)
استريو قال للولد الشغال معاه: احسن حاجه انا اعمله امشي اضرب لي كاسات و اجي, لانو الرشاشات ديل لو جو بي جاي بجهجهو باكاتي
جين مارين بدكانو قلنا ندورو شوية ... سألنا منو الصبي بتاعو, قال مشي يضرب و جاي
بعد شويه ظهر مبسوووط
قلنا ليه (بركه) كيف ؟
رد لينا: ياخ جلونا من حنككم البيش دا, والله انا ضارب لي عرقي بتاع جوافه, موية نار بس
قلنا ليه وين الكلام دا ؟
رد لينا, ما مهم وين , لكن اسألوني من منو
قنا ليه من منو يا استريو ؟
قال: عرقي الجوافه دا ببيعو مدرس بتاع لغة انجليزية
قلنا ليه: معقووووله لكن يا عمك
قال لينا ما معقوله شنو , الزول دا شعارو( و علمو النشء علما يستبين به سبل الحياة و قبل العلم جوافه)

يا حسبو بالله اكتب لينا عن استريو



ــــــــــ
انا ماشي انو الواطة بي جاي فللت

الأستاذ خضر

لكم التحية و التقدير

هؤلاء القوم أصحاب مدارس
فكرهم ينبع من اللاوعي ليلامس واقعا أكثر مرارة
لنرى فلسفة صادقة من أعماق الأنفس المنهكة


الحسرة على الإنسان تفقدنا الإنسانية

مع تقديري لشخصكم و لسردكم

تحياتى

عزيزي القرشي
تحياتي واحترامي

Quote: هؤلاء القوم أصحاب مدارس فكرهم ينبع من اللاوعي ليلامس واقعا أكثر مرارة لنرى فلسفة صادقة من أعماق الأنفس المنهكة الحسرة على الإنسان تفقدنا الإنسانية مع تقديري لشخصكم و لسردكم

سعدت بحضورك والله واتفق معك في ما ذكرته في مداخلتك
وأضيف عليها بأن هؤلاء الناس هم ملح الأرض بل وأزهارها .

سلمت

ببحت فى الارشيف وبرجع ليك تب

خضر والضيوف السلام جاكم

الحال بجاى اسحن من بهناك على الاقل ..الصبر حاصل

تبحت فوق كم يا معاوية الصبر حاصل من فترة بس انت ما منتبه
انحنا آمنا عديل