"عِشتُ لأروي 2"! حديثي مع العالم القانوي هاشم "ديسكو" في مشاكل السمسرة التعليمية

"عِشتُ لأروي"!
حديثي مع العالم القانوني هاشم "ديسكو" في مشاكل السمسرة التعليمية

بقلم د. محمد بدوي مصطفى
عميد تأسيس جامعة نهال الأروبية بالسودان، أستاذ اللسانيات بجامعة كونستانس (ألمانيا)
[email protected]

لقد تحدثت إليكم في المقال السابق عند إشكاليات المناهج التربوبية وطرق تطبيقها في السودان. سألي صديقي الأستاذ "العالم" دسكو المحامي:
- أين لب المشكلة يا دكتور؟ لماذا تشهد البلاد تدني في مستوى التعليم بكل مستوياته، المدرسي، المهني، سيما في المجال الأكاديمي؟ أنحن أغبياء يا دكتور والله شنو ؟ الأوروبيين ديل يعني رسينهم مليانة أكتر مننا كده؟
قلت له وهو يتململ وشفاه قد برزت لتظهر وكأن قد وُضِع بها كرزةً من العماري الممتاز!
- نحن ما أغبياء ولا الطيش بين الأمم يا عالم. لكن طريقة التعليم أصبحت عندنا تجارية "جلابيوية" أكثر من أنها رسالة سامية يحملها ترفع من المستوى المعرفي للفئات المختلفة بين الشعب. من يحمل راية العليم ومن يقوم ببناء المدارس في أغلب الأحيان تجّار ورجال أعمال، لم يحظهم الله من أمور العلم الكثير؛ فهم يهتمون للحاصل الربحي التي تجلبها تلك المؤسسات دون التأمل في المضامين التي بها ودونما اكثراث بما يلقنونه من مبادئ علمية لابناءنا وفلذة أكبادنا.
- طيب القضية دي خطيرة جدا، مش كدة؟ لأن الثقافة ورقي الشعب السوداني يعتمد في الأساس على تأهيل وتربية الأجيال النامية الموجودة بالمدارس الآن، والله كلامي ما صاح؟
غاب عني العالم دسكو لحظة، ربما أراد أن يقذف بقنبلة العماري في أقرب ركن من أركان المنزل الجميل!
- يا عالم! هذه القضية قد أثقلت كاهلي وناء الكتف بحملها. المشكلة التي تواجه السودان هي: كيفية تأسيس نظام ومناخ تعليميّ بأسس حديثة ومن ثمّ كيفية ترقية تعلّم التلاميذ والطلاب عبر مناهج حديثة من قلب واقعهم الحضاري والتراثي؟ لقد صار الأمهات والآباء يركضون وراء مؤسسات التعليم الخاص، لكنهم ربما يتجاهلون المضامين التعليمية التي تقدمها المدارس لابنائهم. الآن كل زول مقتدر يريد أن يفتح مدرسة أو جامعة. وفي الغالب لا يعرف هؤلاء الأجلاء مجاهيل المهنة وأسرارها التي لا تجود كنورزها إلا لمن يفهم فه هذه "المصلحة" (كام يقول اللبنانيون). أنت لا تشتري الخبز من الجزار، مش كدة؟ ولا تطلب من كيس العماري عند النجار أو الحداد ولا لفنان كمحمد الأمين عمل نجارة ولا تقول للخباز أعمل لي دولاب. فكلٍ بمهنته. ذلك شأنه شأن المعلم. ينعني بالسوداني كده: "كل فولة ولها كيال."
أردف قائلا وقد بدى على البعد كيس العماري الممتاز، والعالم يتأهب لوضع قنبلة أخرى!
كلمته سائلا:
- من سورج والله من أبو قطاطي؟
- سورج بس، ده إمبراطور العماري ببلد "النصف مليون ميل متر مربع"!
قالها وهو حزين للحال الراهنة بالبلاد!
- نسأل الله السلامة!
قلت له:
- نحن بنعلم الأطيفال الحفظ عن ظهر قلب. وهذا من تراثنا الشفاهوي الذي يبني على الرواية وحفظ الآثار الأسرية أو القبلية بالحكايات، كما هي الحال في غرب أفريقيا عند من يسمون "بالقريو"، حافظي التراث من المطربين الشعبيين.
- داير تدخل لينا في الفلسفة يا دكتور، بالله خلينا في موضوعنا الأساسي عن الحفظ والمدارس.
- الحفظ يا عالم، وبلا شك، ينمي بعض الملكات العقلية، لكنه يقتل الإبداعية والتفكير وقوة الملاحظة والتدبر في الأمور. أنت تجد من آي القرآن كنوزا لا تحصى فالله العلي القدير يردد دائما في القرآن "يا أولي الألباب". يعني يا ذوي العقول، فكروا وصيروا من الباحثين والعلماء لكي تروا عظمة الخليقة.
وأنت بتعرف أن: "يخشى الله من عباده العلماء". نكون علماء بالتفكير، زي سيدنا إبراهيم تبين عظمة الخلق والخالق بالبحث والتفكير إلى أن اطمأن قلبه. كل الديانات وضعت مسألة الخلق والتدبر في نواحيها، أول مهماتها اللاهوتية. ففي توراة العهد القديم يبدأ السفر الأول، سفر التكوين ب: "برشيت برى إلوهيم هارس وشميم"؛ (في البدء خلق الله الأرض والسماوات). الشين في العبرية تقابلها السين بالعربية، يعنى "شَمَيِّم" تعني سماوات و"شما" تعني "سماء". (أسمح لي هذه الشطحة السريعة في علم اللغات السامية)
ما أن انهيت لفظة "شما" بعبرية العهد القديم، رأيت صديقي قد انتفض من مكانه وكأن عقربا قد لسعته:
رنّت صافرة جواله بكلمة "السلام عليكم"!
- معليش يا دكتور، عندي محكمة هسي.
ذهب العالم دسكو إلى غياهب القانون التي هو ضليع بها وأيتما ضلاعة، وتركني في مكاني أحدث نفسي بمشاكل التعليم والسمسرة الأكاديمية بالبلاد. لكن لنا لقاء آخر.

تابعوا معنا في الحلقات القادمة!

"عِشتُ لأروي"! حديثي مع العالم القانوي هاشم "ديسكو" في مشاكل السمسرة التعليمية

"عِشتُ لأروي"! حديثي مع العالم القانوي هاشم "ديسكو" في مشاكل السمسرة التعليمية

"عِشتُ لأروي"! حديثي مع العالم القانوي هاشم "ديسكو" في مشاكل السمسرة التعليمية

Nihal European University in Sudan (NEUS)
Rektor: Dr. Mohamed Badawi
Bodanrückweg 6
D - 78467 Konstanz - Germany

Tel.: +49-7531-8138195
Fax: +49-7531-8138196
E-Mail: [email protected]

Webseiten:
http://www.nihal.org
http://www.badawi.de
http://www.badawi.eu
http://www.hg11.com/sudan/
http://www.sawt-alarab.com/
http://www.streetkids-sudan.org
http://www.mohamed-badawi.de
http://www.myspace.com/mohamedbadawi/
http://www.diwan-music.com
http://www.elnour.de
http://www.fotoristen.net/
http://en.wikipedia.org/wiki/Mohamed_Badawi (English)
http://de.wikipedia.org/wiki/Mohamed_Badawi (German)

تحياتي الي هاشم ديسكو، زميل الدراسة بالمغرب
ارجو توصيلها له يا محمد بدوي.

نقاش حيوي ذلك الذي تم بينكما، لحال التعليم، في ظل مايسمي
ثورة التعليم. ووكالة معتصم عبدالرحيم علي وزارة التعليم وهو
يمنح الرخص لانشأء المدارس هنا وهناك. دون اي رقابة من اي جهاز
في منح تلك الرخص ومراجعتها.اذا كان الاستثمار في العقار يسمي
بالاستثمار ال########،فأن الاستثمار في التعليم بالسودان، يسمي
بالواهن والشنيع.
ونتاج كل ذلك يا محمد، جيش عرمرم من الخريجين المعطوبيين
الغير متابعين. في بريطانيا مثالا، خريجين من كليات طبية خاصة
يشتغلون في مهن هامشية ليست لها اي علاقة بما تعلموه. لانهم ببساطة
لايفقهون اي شي عن المجال الذي درسوه.

مودتنا اليك ولهاشم.

تحياتي لك يا دكتور والي صديقي هاشم الجيلي الحسن صلاح ( ديسكو)

والي اسرته فوالده له باع في التعليم الاهلي بالسودان وكذلك خاله احمد علي جابر تعرفه رفاعة جيدا


التعليم انهار في السودان لذا انهارت معه كافة الاشياء

حدث وانا لك قارئ

شكرا لك يا صديقي على الرد ولكم وللأخ هاشم كل التحايا التي سوف نوصلها له. مع التقدير

سلام أستاذ الفاضل، لك الشكر والإمتنان لردكم الثري، هاكذا عهدناكم، يا أكاديمي السودان. سوف أوصل التحية للعالم ديسكو. لك الشكر
أخوكم محمد بدوي مصطفى

I will do it. Regards

Dr. Mohamed Badawi

والله لو ما الامام كلمنا من كنا قرينا الحاجات النيرة دي

فوق للمزيد من القراءة

شكرا ليك مررا وتكرارا، يا هلا بك - حللت أهلا ووطئت سهلا.

أخوك

محمد ابن الملازمين